الأحد، 28 مارس 2010

من يوميات موجه تربية زراعية

** أثناء متابعتي لإحدى المدارس الابتدائية ذات الثلاث فترات في منطقة شعبية مزدحمة ، و بدلا من ان أقول للمدرس ...على سبيل التعود ... كيف حالك مع التربية الزراعية ...
وجدت لساني يتراجع عن النطق فأقول للمدرس : كيف حالك ... مع الدنيا ...
* من يوميات موجه تربية زراعية *
في مدرسة بحي شعبي

أنا مرة من المرات .. رحت المدرسة
فيها التلات فترات .. صبح وضهر ومسا .
وكان معايا خطة .. زراعية كويسة .
*******
(( نزرع لنا هنا كام فلة.. وهنا نزرع نرجسة ))
**********
ونزلت فصولها أزورها .. لقيتها مكدسة .
*********
شفتها من كتر الزحمة .. وكأنها كتلة لحمة .
والروس مترصصة .
والحصة نص ساعة.. نصها اسكتوا ياجماعة .
وزعيق ونرفزة .
************
ولقيت نفسي متحير .. ألف ورايا وأدوّر .
فين هو المدرس.. والا المدرّسة ؟
***********
ياريت اديله مكافئة .. أو حتى كلمة شفقة .
على صبره وقعاده .. جوا المدرسة .
**********
ونسيت خلاص الفلة .. ونسيت النرجسة .
*************
يمكن الاستماع من هذا الرابط 
**********************
** ولم تكن المدارس الخاصة أحسن حالا من المدارس الحكومية ، ولم تسلم من وباء الجشع ، الذي أصاب كل القطاعات وانتشر بشدة ، حتى وجدنا أن كل شيء يتعثر في حياتنا
* من يوميات موجه تربيه زراعية *
في مدرسة لغات
وكانت خطتي مدرسة لغات .
أنا قلت ارتاح شويه ... من مدارسنا الحكومية ..
ولو حتى لحظات .
وصلت المدرسة .. بوابة حلوة كويسة.. والاسم عليها منور ..
رسمه اجدع خطاط .
وبدأت ملاحظاتي .. حسب التعليمات .
الأمن مستتب .. و لا حتى نملة تدب .. و يافطة جميلة مزوقة ..
عليها كلمة استعلامات ..
********
وموظفين قاعدين حلوين .. لابسين أحسن كرافتات ..
عرفتهم بنفسي .. ودوني اوضة فاضية.. فيها التوقيعات ...
و سجل التوجيهات .
**********
وطالت قعدتي ... وابص على الفازات ... مليانة بلاستيكات
مالقيتش وردة حية .... من عالم النبات .
**********
استنيت شويه.. وشويات .. لا سمعت أهلا .. ولا سلامات .
وأشوف الناس حواليه.. برضه بلاستيكات .
**********
حسيت و كأني .. في العزل مستني .. وقدامي ساعات وساعات .
وطلعت بعد ساعة .. وقلت يا جماعة ... فين اوضة الزراعة .
جاوبني استاذ مشكور. . .. من هنا واطلع آخر دور ... راح تلقى اوضة المجالات
فيها زراعة وصناعة ... وحاجات وحاجات وحاجات .
**********
وقفت أفكر في الحاجات .. لقيتها ياما .. وعايزة اوضات .
ووصلت لحد السلم .. والسلم كان دوران .... لفيته خمس لفات .
*******
ولقيت نفسي حيران .. وابص على الطرقات .
الطرقة يادوب مترين .. وفصولها على الصفين ..
وولاد وبنات.. قاعدين تلاتات .
**********
وف آخر الطرقات .. لقيت اوضة المجالات .
الاوضة تلات أمتار .. فيها الكراسي كتار...
من غير الترابيزات .
**********
ومدرسات قد الطالبات .. من خريجات العام اللي فات ...
وبعد التحية والسلامات .. بدأت اكتب في البيانات .
دبلوم زراعة .. دبلوم صناعة .. يمكن كمان من غير شهادات.
**********
وفهمت ان الحكاية .. كلها تسديد في خانات .
وسألت عن المدير .. جاوبوني بالقطرات .
وكأن دا شيء خطير .. عايز له ترتيبات
**********
آن الأوان ودخلت .. ولقيت أستاذ صغير .
يادوب في العشرينات .
قدمت له اقتراحاتي: عايزين جنينة حلوة وشوية تجهيزات .
قاللي إن شاء الله ... كل دا في الاعتبارات ...
وبعد يومين اتنين .. راح تلقى أحلى جنينة.. فيها اجدع نباتات ..
وتشوف معمل زراعة .. مليان كتير أدوات .
**********
وبعد يومين اتنين .. جاني الخبر اليقين ...
راحت اوضة المجالات .
واتعملت فصل جديد .. مليان صبيان وبنات .
خدت اجندتي في الحال .. رحت أشوف إيه الحال .
قلت ياريت اللي أتقال .. يطلع كذب واشاعات .
**********
رحت قابلت المدير ..  للأمر الخطير .
والرد كان بالابتسامات .
قاللي ليه بس تتعب نفسك ... وبتركب ليه مواصلات .
كلمنا في التليفون ... نمضيلك في الزيارات .
و حنكتب توجيهاتك .. حسب التعليمات :
عايزين جنينة حلوة .. وشوية تجهيزات .
**********
مالقيتش كلام أقوله .. في دفتر الزيارات .
حسيت اللي حاقوله .. حيروح لبلاستيكات .
ودي نهاية زيارتي .. لمدرسة اللغات .
**********
يمكن الاستماع من هذا الرابط 
****************
** كانت المفاجأة الغير متوقعة عند زيارتي لمدرسة ريفية ولاحظت فيها نباتات الموز بطول سور المدرسة وهي "مذبوجة" ، وعندا سألت مدرس الزراعة عن السبب أجاب بأن تعليمات من موجه سابق أرغمته على التخلص من هذه النباتات باعتبار أن الموز نبات مثمر ، ولزراعته في المدرسة قواعد وأسس مالية لابد من اجرائها ، وكان ردي عليه أن الموز لو زرع في كل أنحاء الفناء لن تكفي ثماره لكي يحصل كل فرد من المدرسة على ثمرة واحدة ، وأن ما حدث هو أشد جرما من مخالفة التعليمات والقوانين .....

* من يوميات موجه تربيه زراعية *في مدرسة ريفية
وكانت خطتي .. مدرسة بالأرياف .
انا قلت يا فرحتي ... حنشوف اللي مايتشاف .
اشتقت اشوف الموزة . والجميزة العجوزة ..
والعنباية العجيبة .. والتوته والصفصاف .
**********
لكن يا صدمتي ... مالقيتش إلا آثار .
بتقول كان هنا أشجار .. وجنينه جالها جفاف .
سالت ايه الحكاية ؟ ... فين راحت العنباية ؟ ...
والتوته والجميزة ؟ .. والخضراوات أصناف ؟.
رد الأستاذ عليّه : (( جاني مفتش مالية ...
فتح الدفتر وقال : ... فين الشجر متضاف ؟...
قلت له : إن الأشجار . صغيرين وضعاف ...
والأوراق والأحبار.. أغلى منهم أضعاف .
قاللي : الشجر طراح .. ويجيب أكيد أرباح
رديت قلت : الثمار... والله مابتتشاف ...
والبركة في الأولاد .. في الفترتين آلاف .
رد المفتش قال : ...انا مش عايز جدال
جيبلي الاوراق في الحال .. والكربون وقلم جاف .
واحسب يالا الأرباح .. واللي جاه واللي راح .
وساعتها انا دمي راح .. وكأني حرامي بخاف .
مع اني يادوب فلاح .. ونضيف وجيوبي نضاف .
جبت قوام السلاح .. وعلى الشجر دباح .
من يومها قلبي ارتاح ... من أي جدال وخلاف ))
**********
وكانت دي حكايتي .. في مدرسة أرياف .
وكتبت هناك زيارتي .. من كلمتين خفاف :
(( المشكلة مش جنيننتنا .. ولا توته ولا صفصاف .
المشكلة هي حياتنا .. خواف يخاف خواف ))

ويمكن الاستماع الى مذكرات موجه بمدرسة ريفية عن طريق هذا الرابط 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق