** الفرق بين الحب والكره درجات، وبين الكرم
والبخل درجات، وبين الخير والشر درجات، وبين النشاط والكسل درجات، وبين انكار
الذات والأنانية درجات ، وبين الحرية والفوضى درجات .
** وأنه من
الخطأ الشديد تجاهل الدرجات فيما بين الثنائيات المتضادة، ويمكن القول أيضاً أن
أقصى درجة من اليمين او اليسار هي درجة افتراضية لا وجود لها في الواقع، ومن
السذاجة الاعتقاد في وجودها وتجاهل الدرجات فيما بينها.
** وعلى سبيل
المثال ان أقصى درجات الحب لا وجود لها، ولكن علينا ان نسعى الى الوصول اليها
باعتبار ان الحب عاطفة ايجابية يترتب عليها النجاح في تحقيق اشياء أخرى ايجابية.
** واقصى درجات
الكره لا وجود لها ايضا، وعلينا أن نسعى الى تجنبها حتى لا تحدث العداوات ثم
الصراعات التي تؤدي الى حياة غير مستقرة وغير سعيدة.
** ومن النتائج التي يترتب عليها عدم الاعتقاد في الدرجات التي بين المتضادات هو الوصول إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل في الوصول إلى الإصلاح التام .
** كما ان
الاعتقاد في الحب المطلق (الرومانسي) يجعل الصدمات العاطفية شديدة التأثير، وكذلك
فإن الاعتقاد في وجود الكراهية المطلقة تجعل الشخص في أقصى درجات التحفز وقد تدفعه
الى ردود فعل عنيفة ضد خصمه تصل الى درجة التعارك وارتكاب الجرائم.
** وقد يؤدي عدم
الاعتقاد في الدرجات البينية إلى تفشي ظاهرة التعميم و إساءة التقدير، حيث يتم
تعظيم بعض الأشخاص الخيرين ورفعهم الى أسمى درجة، وتحقير البعض الى أدنى درجة.
**
كما أن العبارات القطعية التي تتجاهل الدرجات تعتبر دليلا على أن قائلها لم يصل تفكيره الى درجة عالية من النضج وهي
الدرجة التي يتم فيها التمييز الدقيق بين درجات مختلفة من الأمور المعنوية التي لا
يدركها إلا العقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق