*الشعر الجيد هو الذي لا يفقد قيمته الفنية بعد ترجمته الى لغة أخرى *
** والمقصود بالشعر الجيد هو الذي تتحقق فيه الخواص التي تجعله شعرا وتميزه عن الأعمال الفنية الأخرى، ويمكن القول أن الشعر هو الكلمات التي تخاطب المشاعر وتحركها وتوجهها الى مقاصد يصعب الوصول اليها بالمنطق الدقيق المباشر، ويتبع في ذلك وسائل عديدة يتخذها الشاعر يمكن تقسيمها كالآتي:
1) استعمال
الزخارف المعنوية التي يقصد بها التشبيه والكناية والتورية
والطباق والمقابلة والتعليل والتأكيد والمبالغة.. الخ وهذه الزخارف تظل باقية في
الشعر، حتى وإن ترجم الى لغات أخرى..
2) استعمال
الزخارف اللفظية مثل الوزن والقافية والسجع .. الخ
** وهذه الزخارف
رغم أهميتها في جذب انتباه القارئ واهتمامه وتركيزه إلا أنها تفقد أهميتها عند
الترجمة إلى لغة أخرى.
** ويمكن اعتبار
المحتوى المعنوي بما فيه من زخارف معنوية دون غيرها مثل الهيكل الأساسي الذي يبنى
عليه العمل الشعري، أما الزخارف اللفظية فهي تبدو مثل الزينة الخارجية التي تجتذب
المستقبل بايقاعات جميلة وقوافي منتظمة يستمتع بالاستماع اليها، ولكن وراء هذا
الاستمتاع يمكن أن تتستر ورائها عيوب ونقائص كثيرة .
** حيث أن الترجمة في هذه الحالة تعتبر عملية اختبار للعمل الادبي من حيث مدى
احتوائه على المعاني والأفكار المبتكرة – حيث يتحرر من القافية والسجع والوزن وغير
ذلك من زخارف الألفاظ التي يمكن ان تخفي قصورا أو ضعفا في المحتوى الفكري والمعنوي
للعمل الأدبي.
** والترجمة في هذه الحالة سوف تؤدي إلى ازالة للقشور الجميلة التي تغلف
أشياء عظيمة الأهمية.
** وليس معنى
ذلك أن الزخارف اللفظية ليس لها أهمية، بل أنها تضفي على العمل قيمة جمالية
وجاذبية لمتابعته، وكأنها الغلاف أو المظهر الجميل الذي يجذب القراء .
** ويفضل أن
تكون الزخارف اللفظية مرتبطة بالمعنى وخادمة له حتى لا يشعر القارئ أو
المستمع وكأنها أشياء غريبة محشورة دخيلة تؤثر على التماسك والتناسق بين
أجزاء العمل.
** وعلى سبيل
المثال: اذا كان الشاعر يريد أن يعبر عن موضوع فيه حركة وتغيرات سريعة تناسبه
التفعيلات القصيرة السريعة، أما اذا كان الشاعر يريد التعبير عن مشاعر عميقة
ومركبة فتناسبه التفعيلات الطويلة ...
** هذا ولكل
قاعدة شواذ وخاصة في الفنون التي هي من نتاج العقل الباطن الذي يصعب الوصول الى أسراره.
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق