على هامش المذكرات الشخصية (3)


(( مرحلة بعد العودة من العراق  ))
** رجعت الى مصر لكي أستلم تعيين القوى العاملة وكان بالتربية والتعليم
وقضيت الفترة من صيف 1983 حتى ابريل 1985  في اجراءات اعادة التعيين ومحاولة تغيير التعيين الى وزارة الزراعة ولم أشعر في خلال هذه الفترة بأنها طويلة لانشغالي بأمور كثيرة سوف أحكي عنها :
(( الالتحاق بالدبلومة العامة ))
** التحقت بدراسات عليا في كلية التربية ( الدبلومة العامة ) وخلال هذه الفترة شعرت بأنها امتداد للدراسة الجامعية وخاصة لأن صديقي / ناصر كان زميلي في هذه الدراسة وكنا نقضي أوقاتا في الكلية في حالة من المرح والفرفشة وكأننا لم نعاني أية من المشكلات في العراق أو السعودية ، وفي الحقيقة أن حالة المرح والفرفشة كانت زائفة لأن كل منا يحمل مشكلات كبيرة فكان رجوع صديقي ليس عن اكتفاء مادي وانما كان لاختلاف مع زوج أخته السعودي صاحب العمل
** كما أن عودتي من العمل بالعراق كانت بدايتها المعاناة التي تحدثت عنها وأهمها اصابة أصبعي التي جعلتني أبتعد عن الموسيقى وأضع الجيتار خلف كرسي الصالون ولم ألمسه لعدة سنوات ولم أطق رؤيته لأنه كان يذكرني باصابتي التي توقعت بكل تأكيد أنها ستعوقني عن العزف .
(( اعارة والدتي الى البحرين ))
** وسبب آخر يؤكد أن هذا المرح كان زائفا فقد جاءت لوالدتي فرصة للاعارة الى البحرين ، وبصعوبة تم اقتناع الوالد بأهمية هذا السفر ، وكان للسفر ضرورة كبيرة في هذه الفترة حيث لم يكن للأسرة رصيد نقدي يسمح بتكاليف زواج البنات والأولاد
** تحدت والدتي عوائق كثيرة اولها الرابطة الأسرية القوية التي صنعتها الوالدة بحكمتها ورزانتها ، هذه القوة التي يصعب معها افتراق أحد الاشخاص عنها وخاصة الأم التي هي دعامة البيت .
** ولم يتخيل احد أنه يمكن لأم مثل والدتي أن تتحمل العبء النفسي عند اغترابها عن أبنائها الخمسة وتعيش حياة المغتربين في بلد أخرى بين زميلات أصغر منها سنا  ومختلفات في ظروفهن وطباعهن أيضا
** انها كانت ظروف صعبة أمر بها ولم يدر أحد أنها كانت وراء حالة المرح الزائفة  أثناء دراسة الدبلومة العامة
** ومما زاد من صعوبة موقف والدتي أن توفيت والدتها ( جدتي ) عام 1983 وكان موتها فجائيا في الصباح بعد ليلة احتفالية بمناسبة عيد زواج خالي .
(( وفاة جدتي ))
** أذكر أنني في هذا اليوم وبعد  زيارة لطبيب الأسنان وعندما عدت الى البيت  فوجئت بحالة حزن غير عادية في المنزل وعلمت بخبر وفاة جدتي و بكيت بكاءا شديدا ولكنني كعادتي تناولت هذا الحدث من الناحية العقلية ، فقلت انها توفيت وذهبت الى جوار ربها ولابد من انقضاء هذا اليوم بأمان فعملت بكل امكاني على تخفيف هذه الصدمة وخاصة بالنسبة لوالدتي ، نزلت الى اللبان واشتريت كمية من ساندويتشات القشدة بالمربى لكي تكون غذاء اليوم واخترت هذه السندويتشات حتى تكون فاتحة للشهية، وفوجئت بأن بعض الحاضرين اندهش لاختيار القشدة بالمربى وكأنها مناسبة سعيدة ، لم تخطر على بالي هذه الفكرة لأن هدفي الأول كان تخفيف الصدمة على والدتي وأخوتي .
** وكثيرا ما حدثت نفسي وقلت أن الموت الفجائي قد يكون أرحم من مرض مزمن ، وتذكرت رأي خالي عندما قال لي ذات يوم أنني تمنيت ألا أموت قبل والدتي  .
(( تحديات جديدة من والدتي ))
** تحدت أمي هذا الظرف الصعب وهو موت أمها الفجائي الذي كان من الممكن أن يؤثر على قبولها للسفر وأصرت على اكمال اجراءات سفرها ، وقلت لها في هذه الايام ، لو كان الأمر يستدعي السفر فأنا مستعد أن أسافر نيابة عنك الى أي دولة حتى ولو اضطررت أن اسافر الى فرنسا لأجمع العنب وما شابه ذلك .
(( خطوبة اختي عزة ))
** وجاء في هذه الفترة القصيرة ايضا خطيب لأختي الوسطى عزة وكنت أشعر بقلق الوالدة بشأن هذا الخطيب  الذي لم نعرف عنه شيئا إلا القليل ، تعمدت الذهاب اليه في مقر عمله المسائي  بمحل أخيه بالحضرة وطمأنت والدتي على حسن سلوكه .
** أذكر أن زوج اختي لم يرغب تأجير صالة لحفلة الزفاف ، واكتفى أن تكون الحفلة في احدى الشقق الخالية ببيتهم ، وتعويضا لذلك قررت أن أدعو اصدقاء لي من قصر الثقافة لعزف الكمان والعود والطبلة وقضينا يوما سعيدا  ، وقام كل شخص من المدعوين بالتحدث في الفيديو بكلمة تهنئة أو تعليق ظريف ، كما أنني أجرت فرقة القرب للزفة ، اقتناعا بأن الزفة واجبة وانها ضرورية في شكل احتفالية الزواج  .
(( الاحساس بمسئولية جديدة ))
** شعرت منذ سفر والدتي أنني أصبحت مسئولا عن الأسرة وشعرت بشيء من الحزن لخطبة أختي الوسطى قبل الكبرى ، وحرصت على أن أشيع جو من البهجة بين أخوتي باصطحابهم الى الرحلات
وفي أثناء فترة أجازة نصف العام تم خطبة أختي الكبيرة علياء ، و في اجازة الصيف تم زفاف أختي الوسطى عزة وفي السنة التالية زفاف أختي الكبرى علياء ، وكنت دائما أحرص على القيام بكل ما يلزم من مشاوير خاصة باجراءات الزواج مثل شراء القطن والموبيليا والحفلات والزيارات وغير ذلك  وأحسست أن الله معنا ، وكثيرا ما كنت أشكر فضل الله علينا فقد عوضنا خيرا ولابد وأن نرضى بكل ما يأتي به ربنا ، وكنت دائما أخص بالدعوات الى والدتي التي عانت كثيرا في حياتها من أجلنا .
 (( مرض ابن عمة والدتي يوسف ))
** وفي هذه الفترة فترة دراسة الدبلومة العامة حدث أن ابن عمة والدتي / يوسف – وهو أصغر مني بسنتين وتلاقيت معه بالعراق أيضا أصيب هذا الشاب بمرض نادر الحدوث وهو ضمور تدريجي للأعصاب وكان الأمل في شفائه بعيد جدا ... داومت على زيارته بمنزله لمواساته والتحدث معه في أمور شتى وكنت اقوم بحلاقة ذقنه عندما أصبح عاجزا عن كل الحركات وكان يحثني على هذا العمل ابن عمة والدتي الاخرى / سمير الذي كان يمتلك احساس خلقي مرهف رغم انه كان يعمل بالقوات المسلحة
(( التناوب في الاطمئنان على شقة  خالي ))
** وفي هذه الفترة أيضا كنت أتناوب مع أخو زوجة خالي  الذهاب الى شقة خالي بمنطقة عرفان للاطمئنان على الشقة .
(( بدء الدبلومة الخاصة ))
** وفي العام التالي بعد انتهاء الدبلومة العامة بدأت في دراسة الدبلومة الخاصة وطرق تدريس البيولوجي واندمجت في الدراسة و من الأبحاث التي حرصت على كتابتها بحث عن ( الأخلاق في التربية وسبل تنميتها ) وأعجبني في هذا البحث أنني تطرقت الى مراحل النمو الخلقي عند الفرد الذي يبدأ بالتقليد وينتهي بأن تصبح الأخلاق بثباتها وكأنها صفة جسمية لا تؤثر فيها الظروف المتغيرة
** وخلال القيام بهذا البحث شعرت بأن كثير من الأفراد في مجتمعنا المصري لم يصلون الى مرحلة النضج الخلقي فهم مازالوا في المرحلة التي يعتمدون فيها على الثواب والعقاب 
** وأثناء البحث وأثناء تناول تعريف الأخلاق لاحظت أن مفهوم الأخلاق يختلف من ثقافة إلى أخرى وأن هذا الاختلاف موضوع كبير يستحق البحث ، فقمت بعمل بحث  لم يكن مطلوبا بالدراسة واخترت عنوانه الأخلاق في المذاهب المختلفة وكنت أقصد به الاخلاق في الثقافات المختلفة لأنني تطرقت الى تعريف الأخلاق من وجهة نظر أديان ومذاهب وفلسفات وثقافات كثيرة  منها الرأسمالية والماركسية والاسلامية والبوذية والهندية
** كما قمت بعمل بحث عن العقاب البدني لمجرد الرغبة في البحث وليس من أجل تنفيذ متطلبات الدراسة ، ونظرا لأنني أنفقت وقتا في هذه الابحاث ضاق صبري بالمذاكرة والحفظ من أجل امتحان آخر السنة وعزمت ألا اتقدم للامتحان وأجلته سنة تلو الأخرى
** وفي النهاية سحبت الدوسيه ولم اتقدم للامتحان التحريري التقليدي واكتفيت بأنني استفدت استفادة كبيرة من الدراسة وعمل الابحاث .، ومن الاساتذة في كلية التربية الذين تركوا أثرا في ذاكرتي د / مدحت النمر الذي أعجبني في شدة اقتناعه بعمله وتقديسه لمهمة المعلم رغم انني كنت أختلف معه لشدة تحيزه للامتحانات الموضوعية فرغم أن هذه الامتحانات كانت سهلة بالنسبة لي إلا أنني كنت غير مقتنعا بأنها تقيس الصفات الابداعية التي لا تظهر الا في أسئلة المقال
** والدكتور كمال نجيب أيضا استاذ المناهج من الشخصيات المتزنة الذين يتميزون بفكر حر ورفضه لبعض الممارسات التي أدت الى التعثر في مجال التربية والتعليم .
**  والكتور/ صبري الدمرداش مدرس بجامعة عين شمس كان متحيز لفكرة الطرائف في تدريس العلوم الطبيعية وقد يكون له الفضل في اتخاذ هذا الاسلوب في طرق تدريس التربية الزراعية 
** وعلى سبيل المثال عندما أشرح التفريخ الصناعي أبدأه بأننا نأتي بفرخة صناعية ونسترسل في الحديث عن تطوير هذه الفرخة حتى تصبح هذه الفرخة الصناعية ماكينة تفريخ حديثة ، ودرس آخر عن صناعة الزبد بواسطة القربة اتطرق الى حكاية الجنود الذين يضعون اللبن فوق الحصان ويكتشفون تحوله الى زبد ، وبعد ذلك بلجأوا الى وضع اللبن على الحصان ثم يطلقونه في الجري وبعد ذلك يصمم حصان صناعي يتحرك في مكانه بدلا من جريه ، ودرس آخر عن أغنام الصوف والتطرق الى أحكام الاعدام التي تطبق على كل من يقوم بتهريب خروف المارينو من أسبانيا ، وتهريب دودة القز من الصين ...... وغير ذلك .
(( عودة خالي من الكويت في اجازة صيفية وبدء الخلافات مع زوجته ))
** وأثناء فترة الدبلومة الخاصة عاد خالي في أجازته الصيفية من الكويت وقد أنجب ابنته منار وبدأت الاختلافات بين خالي وزوجته بخصوص عدم قبول زوجته السفر الى الكويت و رغبتها في تغيير السكن من منزل أمه التي توفيت الى منزل آخر .
** كنت أعيش مشكلة خالي وايقنت انها مشكلة نفور قبل كل شيء وكانت نصيحتي لخالي في هذا الوقت أن يلبي طلب زوجته ويأتي بشقة جديدة فقد يكون لتغيير الشقة أثرا في تحسن الأحوال وكنت دائما اقول له  : لو حدث اختلاف أو طلاق بعد الشقة الجديدة سوف تكون الشقة ذكرى منك الى ابنتك تعوضها عن الأقاويل والاشاعات التي تحدث بين المطلق ومطلقته وسوف تكون الشقة أكبر رد على من يتهمك بالبخل أو التقصير ماديا في حق أسرتك .
** داومت على هذه النصيحة له في الرسائل واللقاءات .
(( البحث عن عروسة من الدبلومة العامة ))
** وأثناء فترة الدبلومة العامة كنت ابحث بين الزميلات في الدراسة على واحدة تصلح زوجة وكذلك كان صاحبي ناصر ولكن البحث لم يكن بالجدية المناسبة
** كانت تعجبني واحدة ثم اكتشف أنها تتردد أو ترفض ويبدو أن ترددها كان على حق لأنني لم أكن مستقرا نفسيا وكان المرح يأخذ شكل هيستيري في بعض الأحيان
 (( التردد على منزل سمير ابو عميرة ))
** وفي هذه الفترة ايضا ( فترة الدبلومة العامة وما بعدها ) كنت دائم التأمل والسرحان  وكنت أتخذ سمير ابن عمة والدتي صديقا أحدثه في كثير من الأمور ما عدا موضوع اصابة أصبعي وكان يعمل بالقوات المسلحة ويأتي الى الاسكندرية كل أسبوع تقريبا
** وخلال عدم تواجده ايضا كنت أذهب لزيارة أخيه وأخته ووالدته فقد كانت والدته مريضه لا تنهض من السرير  وكثيرا ما كنت اذهب اليها وارتاح لعمل الشاي لها فأشعر أنني عملت خيرا ، وكنت اقضي أوقاتا كثيرة لمداعبة حفيدها واشتري له الحلوى واللعب
** ومن التعليقات التي سمعتها من احد الأقارب أنني ( عامل زي بتوع زمان ) من حيث الحرص على التزاور مع الأقارب .
** وفي الحقيقة انني لم أكن كذلك بالتأكيد لأنني لا اعترف بالالتزام بالأفعال التقليدية ويمكن القول بانني أعمل بالمثل القائل (الرجل تدب مطرح ماتحب ) فكثير من أقاربي المقربين لا اذهب اليهم كثيرا إلا لغرض المجاملة الروتينية  ولا يروق لي أن تحدث معهم دقائق قليلة .
(( اشتداد ارتباطي مع اختي عبير ))
** اشتد ارتباطي بأسرتي نتيجة سفر والدتي  وازداد عطفي على أختي الصغرى عبير  وكنت اشعر بمسئوليتي عنها في مرحلة التنشئة ودائم التحدث معها في أمور عديدة  وكثيرا ما كنت اصطحبها معي في حفلة أو معرض تابع لقصور الثقافة .
** وكنت اشجعها على الاشتراك في رحلات الكلية وكنت انتظر وصولها عند جامع ابراهيم وغالبا ما كان يتأخر الاوتوبيس واقضي أوقاتا صعبة في القلق عليها والسؤال عن سبب التأخير
** وجاءتني فكرة شراء سيارة من أجل التغلب على وسائل المواصلات  وحتى تعم الفائدة على الأسرة جميعها  وتسرعت في شاء سيارة قبل عرضها على الميكانيكي ، واكتشفت بالسيارة عيوبا كثيرة .
** وعندما عرضتها على الميكانيكي بعد يومين من شرائها طلب مني ارجاعها لصاحبها فورا وقد كان من الممكن الابقاء عليها وعمل الاصلاحات اللازمة لها  ولكن الكلام القاطع للميكانيكي جعلني أسرع باتخاذ قرار ارجاعها وخسرت في رجوعها اكثر من ثلاثمائة جنيه وكان سعر السيارة 1800 جنيه .
** وعندما اشتريت السيارة فرحت كثيرا لفرح أختي عبير  وتمنيت أن احقق لاسرتي قدر من السعادة باقتناء سيارة تحقق لهم الراحة في الانتقال ، والأهم من ذلك تحقق لهم الاشباع النفسي .
** بعد ارجاع السيارة انتهت فكرة شراء سيارة مستعملة وعزمت ألا أبدأ في شراء سيارة إلا بعد الحصول على شقة حتى لا أفقد ما حصلت عليه من العمل بالعراق وأقتنعت انه  من الأفضل الانتظار لحين شرائها جديدة خالية من العيوب .
(( البحث عن شقة بالعجمي ))
** بدأ البحث عن شقة بالعجمي  مقتنعا بأن المنطقة الغربية جديدة ونظيفة وبعيدة عن تكدس الاحياء القديمة ، ولكن بعد البحث والتجول في هذه المنطقة ثبت لي عكس ذلك وأن المنطقة بها عشوائيات وأن البحث في سيدي بشر والعصافرة أفضل كثيرا وكان يرافقني في هذا البحث صديقي ناصر
(( شقة بشارع الهداية))
** أعجبتني شقة صغيرة في ممر بشارع الهدايا وهي منطقة قريبة من وسائل المواصلات ولكن عيب الشقة أنها صغيرة ولاترى اشعة الشمس الا ساعة تقريبا في اليوم .
** فرحت كثيرا بهذه الشقة في البداية رغم أن والدي كان يعايب على صغر حجمها ويبدو أن سبب اعجابي بها هو تفكير رومانسي بأنني سأجد من توافقني على هذا العش الصغير الذي سوف نملأه بالحب وكل المعاني الجميلة .
** وقضيت شهورا كثيرة اربي فيها طيور الزينة وبعض النباتات وأدخلت بها التليفون وكنت اسعد بذهابي اليها وقضاء لحظات من الهدوء افتقدها في بيتنا بمحطة الرمل ، ولكني لاحظت أن الطيور فيها لم تكن بحالة طبيعية فكانت ينتابها لحظات ذعر بمجرد أن اذهب اليها لانها اعتادت على أن أغلب ساعاتها تعيش في هدوء بعيدا عن البشر، هذا بالاضافة إلى انها كانت عرضة للاصابة بحشرة الفاش لعدم تعرضها للشمس وأذكر انني بمجرد نقلتها بحشراتها الى محطة الرمل اختفى الفاش الى حيث لا رجعة بدون استعمال مبيد .
** وقبل استلامي للعمل بالتربية والتعليم  في ابريل 1985 ذهبت الى المحافظة لتتبع اجراءات التعيين فأرسلني موظف الى أمن الدولة بشارع الفراعنة .
** اعتقدت أنها اجراءات عادية ، ولكني لم أجد زملائي قد مروا بهذه الاجراءات  ، ثم اعتقدت أنها بسبب سفري الى العراق
وعندما ذهبت الى هناك وجدت أنه لا هذا الاعتقاد ولا ذاك فالاسئلة غريبة : ما اسمك – اسم والدك – أخوتك – عمك – خالك .
** وعلمت بعد سنوات أن هذا الاستدعاء كان اختبار شخصي لامكانية العمل في أمن الدولة وتأكد لي ذلك عندما علمت أنهم عرضوا على شخص في ظروفي الاشتغال بأمن الدولة .  
(( مرحلة العمل بالتربية والتعليم ادارة غرب التعليمية ))
(( استلام العمل بمدرسة القباري الاعدادية المسائية للبنات ))
** بدأ استلام  العمل بمدرسة القباري الاعدادية المسائية للبنات  في ابريل 1985 ، و لم يكن غريبا العمل بالتدريس  ، فقد اعتدت على التدريس  بالعراق ، والتدريس التابع لدراسة الدبلومة العامة والخاصة
** في هذه الفترة كانت الاستعدادات لامتحانات نهاية العام وأذكر انني في بدء استلامي العمل دخلت كنترول النقل حيث كان الاستاذ / فتحي رضوان – وكيل المدرسة - و رئيس الكنترول وأعجبني فيه شدة التزامه في العمل والمامه بأمور كثيرة اذكر نها أنه يخصص أجندة يسميها ( الدفتر الزفر )  يكتب فيها كل شيء ويعتبرها جزء من عقله ، كما لاحظت أنه يلتزم بعدم التخلص من أي ورقة إلا بعد انتهاء العمل بالكنترول واعلان النتيجة والتزامه بألا ينفرد شخص واحد بالعمل .
** تعرفت على زملائي بالتربية الزراعية بالفترتين الصباحية والمسائية حيث كان الجميع يأتون صباحا في فترة الصيف .
(( التعرف على زملاء التربية الزراعية ))
** حاولت أن أغير مادتي الى مادة العلوم التي اكتسبت خبرة في تدريسها ولكن توجيه العلوم كان به فائض ، وتوجيه التربية الزراعية رفض ابتعادي عنهم وقال لي أحد الموجهين أنك  بالدبلومة العامة التي درستها يمكن أن تحقق نجاحا في مادتك التربية الزراعية .  
** ومن الزملاء تعرفت على زميل حديث التعيين مثلي ( محمد جابر ) ولاحظت أنه كارها للتدريس  وراغبا في ترك هذا العمل  الى وظيفة اخرى غير التربية والتعليم
** وكعادتي كنت أتعاطف مع الاشخاص الذين يمرون بأزمات وعرفت انه يمتلك احساس خلقي وجدية في التفكير
** قضيت معه أوقاتا كثيرة  أحدثه عن أهمية التدريس واعتباره من أفضل الأعمال وأكثرها حلالا وخاصة عندما عرفت أنه له اهتمامات دينية وأعدد له مزايا التدريس عن عن غيره من الأعمال
** كما قلت له أن المدرس حر في فصله ويستطيع أن ينقل فكره الى الآخرين بدون قيود شديدة
كما أن مدرس التربية الزراعية يختلف عن المهندس الزراعي في شركة أو مزرعة فهو في دائما حالة نشطة علميا وثقافته متجددة ووظيفته تسمح له بالاطلاع الى عديد التخصصات أما المهندس الزراعي فقد يكون عمله متخصصا في مجال ضيق جدا قد يكون تسويق سلعة واحدة ، وغالبا ما يكون عمله اداريا أكثر منه فنيا ، أما مدرس التربية الزراعية اذا أخلص في عمله سوف يقوم بدو رالخبير الزراعي في موقعه بالمدرسة والبيئة المادية والاجتماعية المحيطة بها .
** وادركت أنني نجحت في توصيل هذه الآراء الى زميلي محمد جابر ولاحظت اقتناعه بذلك .
(( بداية السنة الدراسية85/1986 ))
** بدأت أطبق الدراسات التربوية التي درستها في الدبلومة العامة والخاصة التي أجلت امتحانها النظري لسنة قادمة .
** أحسست بمتعة في عملية التدريس وكنت أحاول دائما التجديد والتطوير ، وخاصة لأنني وجدت أخطاءا كثيرة في النظام المتبع وهو التركيز على املاء الدرس في الكراسة وعدم الاهتمام باشتراك الطالبات في التطبيق العملي .
** بدأت بتجهيز المكان في المعمل بعمل الوسائل المسطحة والمجسمات الى أن أصبح المعمل يبدو كمعرض دائم به نماذج حية طبيعية وأخرى بها محاكاة للطبيعة .
** لاحظت أن زميلي محمد جابر يميل الى العمل بالحديقة ، تركت له الفرصة لأن يركز في الحديقة وقللت تدخلي في شئون الحديقة حتى لا تحدث الخلافات نتيجة  اختلاف وجهات النظر
** ورغم اختلاف وجهات النظر معه في كثير من الأمور إلا أنه كان يجمعنا مبدأ واحد وهو الجدية في العمل
** وعلى سبيل المثال اختلفنا في أحد المرات حول ( هل من الجائز الكذب على الطالب والاتيان له بمادة شبيهة  اذا لم تتوفر المادة الاصلية وذلك من أجل اتمام عملية التصنيع  التي تتعلم منها الطالبة
وكان رأيي هو اجازة الكذب في هذه الحالة ، لأن الهدف الأصلي هو التعلم وليس الانتاج ، أما زميلي فكان يرى أنه لابد من التمسك بمبدأ واحد وهو عدم الكذب في جميع الظروف
** وكثير من الاختلافات من هذا القبيل .
(( فكرة عمل سجل  خاص للحسابات الواقعية ))
** وفي بداية السنة الدراسية الأولى  لاحظت أن المدرس الأول يقوم بتسوية السلفة بكتابة بعض الفواتير بيده وعرفت منه أن ذلك بسبب استعجاله الادارة له وان بعض الخامات لا يمكن شرائها في هذا الوقت ، وأن بعض المستلزمات لا يسمح له بشرائها من السلفة ، واقتنعنا أنا ومحمد جابر أنه يمكن عمل أي شيء لصالح العمل طالما أننا لم نقترب الى أي قرش من السلفة المخصصة .
** وعندما وجدت من صاحبي شكوكا في المدرس الأول وخاصة عندما لاحظنا أن طريقته في التدوين غير واضحة ، عزمت أن أتخذ موقفا ايجابيا يمنع هذه الشكوك وهو أنني اقترحت على المدرس الأول أن يخصص سجل للمصروفات الفعلية يكون مفهوما للجميع ومتاحا للاطلاع عليه في أي وقت واقترحت ان اقوم أنا بعمل هذا السجل ، وافق المدرس الأول على ذلك وأصبح هذا النظام هو السائد طيلة عملي بتدريس التربية الزراعية .
** وهذا النظام شجعنا أيضا على أن نقوم ببيع المنتجات في أي وقت ونضيفها الى حساب الأموال الواردة وأذكر أنني في احدى المرات أخذت ترام القباري الى الوكالة بالحضرة واشتريت قفصين تين ورجعت الى القباري لعمل مربى بكمية كبيرة تم بيعها لعدد كبير من المدرسين وبذلك أضيف ربحا الى ميزانيتنا ، ولم نحتاج مثل غيرنا من المدارس طلب سلفة للمعرض أو لغيره ، وفي احدى السنوات حسبت ما صرفناه على مادتنا الدراسية وجدته  بلغ أضعاف السلفة التي حصلنا عليها في أول العام ، ومن هذه المصروفات ، أموال كنا نعطيها لأحد العمال الفقراء لتنظيف الحديقة واصلاحات في الحديقة ومجلات  زراعية وغير ذلك من المصروفات التي كانت تصرف بدون فواتير
 (( الغيرة على العمل والاعتزاز به ))
** وبلغ حماسي للعمل أنه عندما صدر قرار بعدم تقسيم الفصل بين اثنين من المدرسين ابديت اعتراضا شديدا وكتبت الشكاوي التي وصلت الى الموجه العام وكنت أذهب الى جميع المدارس بالادارة لأخذ التوقيعات المؤيدة لهذه الشكاوي والاعتراضات ، وأذكر لشدة حماسي لهذا الموضوع أن قال لي أحد الموجهين ( رفعت الزقازيقي ) : انت ناقص انك تطلع فوق مبنى عالي وتدلدل رجليك وتعبر عن اعتراضك  .
** وفي مرة أخرى اعترضت على  قصر العمل في المدرسة على معمل واحد بدلا من معملين  وارسلت الشكاوي ضد مدير المدرسة والموجهين لدرجة وصلت الى القيادات العليا  بالادارة.
** وأذكر يوما أنني رفضت تحويل المعمل الى فصل لفترة مؤقته تعللا بأن التربية الزراعية بها نشاطات لابد أن تتم بالمعمل وغير ذلك من التعليلات جعلت المدير في ذلك الوقت  ( فتحي رضوان ) يقول لي : انت عامل مدرسة جوا المدرسة ؟ اعتبرت هذه الكلمة تكريما لي وليس لوما لي
** وأطلعته ذات يوم على الحسابات الفعلية  ومدى انفاقنا على المادة الدراسية بنفقات أكثر مما هو مكتوب بالفواتير الرسمية ووجدته معجبا بذلك .
** أذكر في اثناء العمل بمدرسة القباري الاعدادية أن طلب المدير تقديم ميزانية التربية الزراعية فقدمت له الفواتير الرسمية وقلت له أن جميعها غير واقعية وأطلعته على المصروفات الواقعية في دفتر الحسابات الخاصة الذي كانت تدون به المصروفات الواقعية بكل دقة لدرجة أنني كنت أحسب قيمة المخللات التي كنا نستهلكها أثناء تناول الطعام بالمدرسة ، وقيمة الوقود التي نستهلكها أيضا ، وأثناء مراجعة الحسابات في سنة من السنوات لاحظت أن السلفة التي وصلت الينا 85 جنيه وأن المصروفات التي صرفناها تعدت الألف جنيه وكان ذلك نتيجة تدوير هذه السلفة بالبيع أثناء فترة الدراسة رغم أن البيع لم يكن مسموح به إلا في نهاية العام الدراسي ، وأذكر أنني ذات مرة في أول العام الدراسي توجهت الى الوكالة بواسطة الترام واشتريت قفص تين وقمت بتصنيعه مربى وبيعه للحصول على أموال تفيدنا في العمل وتغنينا عن المطالبة  بالمزيد من السلفة ، وللحصول على البرطمانات كنت أطلب من البنات احضار برطمانات من منازلهم وحساب البرطمان بسعر 15 قرش بدلا من نصف جنيه للبرطمان الجديد
** كما انني ابتكرت فكرة شراء كثير من الخبز لعمل سندوتشات مربى لتسويق المربى الكثيرة
** وكنت أستفيد بالعائد المادي في تأجير نباتات نادرة وحيوانات محنطة لاثراء المعرض بها كما قمت بعمل مجلة التربية الزراعية التي كلفتني أكثر من ثمانين جنيها ، ** ومن كثرة الانفاق على المعارض والأنشطة المتطورة فكنت أخرج مديونا كل عام دراسي ولكني أحصل على ديوني في العام التالي ولكن في العام الأخير ماقبل النقل الى ادارة المدرسة لم أطلب من المدرسة ان تعطيني ما انفقته وذلك تجنبا من التشكيكات التي توقعتها
 (( عن التربية الزراعية ))
** كنت أؤكد للطلاب دائما أن المادة التي أقوم بتدريسها هي تربية زراعية وليست مادة ( معلومات زراعية ) لأن الهدف من هذه المادة تربوي قبل كل شيء ، لأن المعلومات الزراعية موجودة بالكتب ، أما المطلوب من هذه المادة هو التأثر بهذه المعلومات في الحياة العامة في اختيار الغذاء والتقييم الجيد كثير من الاشياء والموارد الزراعية ،  وحسن الاستفادة منها . واكتساب عادات غذائية سليمة .
** كما كنت أؤكد في كراسة التحضير على البدء بكتابة الأهداف الوجدانية يليها المهارية ثم المعرفية والتي تعتبر أقل أهمية باعتبار المعرفة مصدرها الكتاب وغيره من الوسائط أما المهارات والعادات تحتاج الى المزيد من العملو الجهد من أجل اكتسابها .
** ومن التأكيدات التي كنت أركز عليها للطلاب أثناء حصة الترببة الزراعية كلمة قالها دكتور في كلية الزراعة أثناء احدى المحاضرات ما معناها : عجبي لمن يفضل الطب عن الزراعة  ، رغم أن الطب يكون  فيه التعامل مع  لحظات المرض والموت واليأس ، أما الزراعة يكون فيها التعامل مع الجمال والحياة والأمل .
(( نقد لحدائق الشوارع ))
**لاحظت ان الشوارع تزرع بها نبات الجازانيا الذي يتميز بأزهار لا تتفتح إلا على ضوء الشمس وابتداء من المغرب تنغلق الازهار ، اعتبرت ذلك سوء إختيار لأنه من الممكن الحصول على أزهار أكثر كثاقة من نبات المرجريت 
 (( توعية اقتصادية )) ..... بعد التوعية الغذائية
**كما كنت أوجه دعوات لتربية نباتات الزينة وحيوانات الزينة أيضا على مستوى اقتصادي وخاصة لأن مصر تتميز بمناخ يختلف عن أوروبا يناسب مثل هذه المنتجات ، وكنت دائما أكرر مقولة أننا يمكن عن طريق هذه المنتجات أن نشتري أجود أنواع القمح من الخارج وانه ليس عيبا أننا لا ننتج ما يكفينا من القمح أو غيره وانما العيب هو أننا لا نستطيع أن نستغل مواردنا المتميزة عن غيرنا في تنمية اقتصادنا ورفع الدخل القومي وجذب العملات الصعبة .
(( من مذكرات العمل بمدرسة القباري ))
**اثناء العمل بمدرسة القباري في كثير من الأيام كنت ارجع سيرا على الاقدام من القباري الى محطة الرمل ويشجعني على ذلك صديقي محمد جابر وطول هذه المسافة كنا نتحدث في أمور كثيرة خاصة بالعمل وغير العمل وكل ما يخطر ببالنا من موضوعات وكانت لي المهارة في تحويل الأحاديث الى من حكايات وأحداث الى تفسير وتحليل وكنت ألاحظ استجابة جيدة منه الى ذلك، ورغم اختلافي عنه في كثير من الآراء إلا أنني كنت اتوقف عند نقاط الاختلاف واتجه الى موضوعات أخرى حتى لا نهدر الوقت في مناقشات لا تفيد ، وكنت حريص جدا على مصاحبته لأنني كنت أجد في الآخرين عقولا جامدة تفكر بقواعد ثابتة
** وفي بعض المرات اصطحبته الى اقاربي للقيام بأعمال كهرباء وصيانات منزلية ، ولم أجده يطلب أجرا كبيرا مثل ( الصنايعية ) ولاحظت أنه يبذل مجهودا كثيرا في العمل لا يساوي الأجر الذي يحصل عليه ، وكنت أفسر ذلك بأن العمل عنده لم يكن بغرض المال فقط وانما لاشباعات نفسية وشغل أوقات الفراغ .
(( أثناء معرض التربية الزراعية بمدرسة القباري  ))
** أذكر أننا أثناء الاعداد لمعرض السنوي ونتيجة ضغوط العمل ضاعفنا كمية بنزوات الصوديوم وهي مادة حافظة تضاف الى المربى لأن سميتها عالية تقضي على كثير من أنواع البكتريا المؤدية للتخمر والتعفن ، وفي هذا اليوم لم أستطيع النوم لقلقي على حدوث تسمم اذا حدث وأن سرقت هذه الزجاجات من العرض ، لذلك ذهبت في اليوم التالي قبل جميع العاملين وأفرغت محتويات الزجاجات وعزمت ألا أعرضها حتى ولو تسبب ذلك التأثير على كمية المعروضات .
 (( مضرب بيض )) .............. ضمن أحداث في مدرسة القباري
** حدث أن فقدت بعض الأشياء من عهدة التربية الزراعية وبعضها لم أتسلمه بالفعل لكنني وقعات عليه بالاستلام مثل طقم أطباق طقم ميلامين  ومنها ما كان يضيع في الحديقة مثل الفؤوس والأدوات الزراعية البسيطة ، كنت أستكملها عن طريق الشراء من سوق الجمعة بمالي الخاص ثم خصم هذا المبلغ فيما بعد من السلفة ( الميزانية ) ومن الأشياء التي فقدت أيضا مضرب البيض وعرفت وتأكدت أنه بعهدة الفترة الصباحية ، وقد استولوا عليه لأن الخلاط عندهم ضاع فاستبدلوه بمضرب البيض الخاص بمدرستنا المسائية ، وحاولت اقناعهم واقناع المفتشين  بذلك دون جدوى حتى اضطررت الى شراء مضرب بيض من سوق الجمعة بدون تجريبه بمبلغ لم يتجاوز الجنيهان ، وعندما ذهبت الى المدرسة وبعد عدة أيام جربت المضرب واكتشفت أنه يعمل ، وبذلك أنهيت بهذا الشراء صراعا بين الفترتين على مضرب البيض .
(( التعامل بشفافية وثقة مطلقة مع الجميع ))
** حدث أنني في زيارة لأحد موجهي المرافق الزراعية أنني تكلمت بصراحة وبشفافية عن بعض الأدوات المفقودة وأنني أستكملها من سوق الجمعة وغير ذلك من المصارحات التي استأمنته على ألا ينقلها باعتبارها أسرار عمل ، فوجئت ذات يوم أن حديثي معه تم نقله  بالتفصيل الى مدرسي الفترة الصباحية واعتبرت ذلك نقطة سوداء في طباعه ، وعزمت في تلك اللحظة ألا اتبع الصراحة المطلقة ، ولكن لم يحدث ذلك ولم استطع التخلي عن طبعي ، وكثيرا ما كنت أصارح أشخاص لا يجب مصارحتهم وكان ذلك تحت مبدأ افتراض حسن النية .
 (( لا للعشوائية ))
** اعتدت دائما على ألا أقوم بعمل إلا بالتحقق والدراسة وألا أترك نفسي للظروف العشوائية وعلى سبيل المثال عندما عزمت على تربية دود القز قمت بتدوين أماكن أشجار التوت والأماكن التي يمكن التسويق اليها وكثير من التفاصيل كما ذهبت الى مزرعة كلية الزراعة للتعرف على القسم الذي يقوم بالأبحاث الخاصة بدودة القز ، وعندما عزمت أن اعمل بتجارة طيور وأسماك الزينة سألت عن المصادر التي يمكن أن أستعين بها رغم أنني لم أستعن كثيرا بالتجار الكبار فقد كانت معاملاتي على مستوى ضيق ، وكان عدم تعاملي مع كبار التجار عن قصد وعن دراسة أيضا لأنني كنت أقدر قيمة راحة البال واضعها في أول الحسبان
** من المواقف التي أتشرف وأفتخر بها انني عندما عملت مديرا للمتابعة الفنية في الفترة القليلة قبل الغاء هذا القسم ، طلبت من المتابعين أن يتصرف كل واحد منهم تبعا لامكانياته وخبراته ولكل متابع له الحرية في كتابة تقريره بالطريقة التي تروق له ، مع التركيز على مادة تخصصه ، والغريب أنني لاقيت اعتراضا منهم على أساس أن ذلك تدخلا في عمل الموجه الفني ، وكثيرا ما طلبت منهم التركيز على العموميات الفنية لدرجة أنني تعبت كثيرا من تكرار شرحي لهم وتوضيح الفرق بين العموميات التي أقصدها والخصوصيات التي تخص الموجه الفني والتي لا يجب التدخل فيها ، وكثيرا ما شرحت لهم أن السبب في ذلك هو اظهار التميز والاختلاف بين المتابعة الفنية التي تضم المعلمين والمتابعة الميدانية التي تضم اداريين لم يعملوا بالتدريس وخاصة عندما شاعت فكرة ضم المتابعتين ، والتي تعني في حقيقة الامر الغاءا لقسم المتابعة الفنية والابقاء على جميع أعضاء المتابعة الميدانية  مع الابقاء على بعض من أعضاء المتابعة الفنية بنسبة لا تتعدى الـ25%  .
** وظللت ابدي اعتراضي على هذا الضم لدرجة أنني أهملت أعمالا كثيرة كنت أعملها بحب واقتناع مثل التواصل عن طريق الانترنت وعمل المجلة الورقية الالكترونية الشهرية ومدونة المتابعة الفنية واهمال المتابعة الفنية للأنشطة الصيفية
** ويبدو أن اهتمامي بنشر أعمالي الفنية الخاصة على الفيس بوك كان نتيجة الفراغ الذي تولد عن عدم القيام بالاعمال الابتكارية التي ذكرتها ( المجلة والمدونة ) وانتهاء طموحي االذي انشغلت به  وهو تحسين الأداء عن طريق المتابعة الفنية والتي اعتبرتها أفضل وظيفة عملت بها واقتنعت بها
 (( معلومات مستفادة من الدبلومة العامة ))
** ومن المعلومات التي استفدت منها في التدريس هي الاعتماد على أكثر من وسيلة في التعلم ، وأن  هرم الوسائل التعليمية يبدأ من الخبرة المباشرة والتي تعني ممارسة العمل في الواقع ثم الممارسة في المدرسة ثم الممارسة بالتمثيل والنماذج البديلة ثم المجسمات والمرئيات والمسموعات .... وتنتهي بطريقة التلقين ، وأن المعلومة الجديدة لن تصبح لها قيمة إلا عندما يتمثلها الشخص مثلما يتمثل الغذاء في الجسم  فيتحول من مادة بروتينية وكربوهيدراتية غير حية الى مواد مماثلة تماما لما في الجسم خلايا جسمية حية ،   والتعرف على مراحل الالتزام الخلقي التي تبدأ بالاثابة والعقاب وتنتهي بأن يتحول الالتزام الخلقي ثابتا كمثل الصفات الجسدية .
(( توالد المعلومات ))
** وكنت كثيرا ما أعبر عن الانبهار بالنظام الطبيعي الذي خلقه الله وجعله لنا نموذجا يذكرنا بعجز الانسان وعدم قدرته  على خلق خلية حية واحدة تؤدي وظائف عديدة مثل التغذية والنمو والتنفس والحركة والتكاثر ... الخ ،  وكثير من الموضوعات التي أجدها وكأنها تتوالد أثناء التدريس ومواجهة الطلاب .
** كان تحضير الدرس اسبوعي ويتكرر شرحه حوالي عشر فصول تقريبا ، ونتيجة توالد المعلومات أثناء الشرح كنت أجد أن طلاب الفصل الأخير هم أكثرهم حظا لحصولهم على الكثير من المعلومات واستفادتهم من خبرات الشرح المستمدة من الفصول السابقة .
(( مشروع دودة القز ))
** كان أول معرض للأنشطة بالادارة يطلب فيه عمل مشروع ، وعندما بحثت عن  طريقة عمل المشروع عرفت انه مجرد لوحة كبيرة تعرض في المعرض ، لم يعجبني أن المشروع يكون مجرد لوحة فعزمت أن اقوم بانشاء مشروع فعلي انتاجي عن دودة القز وتعرفت على الأماكن التي تشترى منها وسائل الانتاج وقمت بعرض المشروع في شكل نماذج حية من اليرقات مختلفة الأعمار والبيض والشرانق وخيوط الحرير ونسيج الحرير وكل ما يخص تربية دودة القز بالاضافة الى تصميم علبة يتم فيها وضع دودتين مع ورقة توت لكي تباع للطالبات بسعر ربع جنيه ومعها كيس صغير به بعض الأوراق يباع أيضا بربع جني وغطاء العلبة مرسوم عليه من الخارج دورة حياة الحشرة ، ومن الداخل مكتوب عليه ارشادات للتربية بخط الآلة الكاتبة ، وحرصت على أن الطالبات هي التي تقوم ببيع هذه العلب وعندما كان يجادلني أحد المتابعين في ذلك اقول لهم ان ذلك يعتبر كمذكرة تعليمية مثل المذكرات التي تباع للطلبة
** كان ذلك بالاضافة الى تصميم لوحة بعرض لوح ابلكاج كامل عن كل ما يخص تربية دودة القز ، ومما أثار الدهشة أثناء متابعة المعرض أنني كنت أعرض الأعمار الصغيرة لدود القز ومعها عدسة مكبرة يستعين بها الزائر للمعرض .
(( في السنوات التالية معرض لتربية الأرانب ثم معرض لتربية البط ))
**وفي فترة عملي بمدرسة القباري ابتدعت العديد من الوسائل التعليمية منها لوحة عن تربية الارانب بمساحة لوح ابلاكاج كامل وحرصت أن استخدم لهذه اللوحة فرو الأرانب وكنت اذهب الى سوق ( باب عمر باشا ) للوقوف بجوار البائعة التي تقوم بسلخ الأرانب واشتريت منها 11 فروة  وذهبت بالفرو الى المدرسة حيث قمت مع الطالبات بتمليح الفرو وتجفيفه بالشمس وبعد الانتهاء من اعداد الفرو ذهبت الى المنشية لشراء صبغة بلون أصفر وطلبت من البائع صبغة صوف ولم أقل له صبغة فرو حتى لا يندهش البائع .
** وفي هذه الفترة اشتريت ارنبة بمالي الخاص على وشك الولادة وعندما ولدت قبل المعرض بيوم لم أعرضها  للمحافظة على ولدتها وربيتها و صغارها  الستة بالمعمل أمام أعين المئات من الطالبات وعندما جاءت الاجازة بعت الأم  وأخذت االست أرانب الى البيت وعزمت اخوتي على وجبة الارانب
** وفي سنة تالية عزمت على أن يكون المشروع عن تربية البط  وتم تصميم لوحة  عن أنواع البط حرصت أن أجمع ريش من كل نوع الدمياطي والسوداني والبكيني ولكني لم ألتزم أن يكون الريش ريش بط بل التزمت بلون الريش فقط  .
(( مجلة عن الطيور ))
** وعندما قررت عمل مجلة  عن الطيور صممت أن يكون منتصف اللوحة رأس ديك يخرج من رسمة فرعونية على شكل جناحين ، وبحثت في الأسواق عن ديك لعبة لكي أقطع رقبته واضعها في مكانها وكان سبب اختياري للديك لأن الديك يعبر عن الاعلان ن ورغم أن هذه اللعبة كانت متوفرة إلا أنني لم اعثر عليها بالاسواق فقررت ان استخدم رأس وزة بدلا من رأس الديك .
** بعد انتهاء حصة التربية الزراعية كنت ارسل الطالبات أثناء فترة الحصص لكي تقرأ مجلة الحائط وتعود الى الفصل لتروي للفصل ما قرأته ، وكانت هذه الفكرة من أجل تحقيق أكبر فائدة من مجلة الحائط ، كما كانت لها فائدة لمعرفة أي الموضوعات جاذبية للطالبات .
(( عرض كائن حي كضيف على المدرسة والتربية الزراعية ))
** كما ابتكرت فكرة عرض كائن حي بالحديقة كل يوم وكتابة المعلومات عنه  ومن الكائنات طيور العصفور الاسترالي ، الحمام الأرانب ، ارنب غينيا ، السمان ، الكوكاتيل
(( فكرة حوض الأسماك ))
** وعندما قررت انشاء حوض سمك بالمعمل وسألني بعض الطالبات عن أنواع الاسماك به ولاحظت اندهاشهم لسعر السمك قررت ان أمتنع عن وضع اسماك الزينة حتى لا أتسبب في احباط الطالبات الفقراء
** فقررت أن اضع  أسماك البلطي وكتبت عنها بعض المعلومات العلمية ، وفي فترة أخرى أضع اسماك القرموط ، وفي مرة اخرى اضع سلحفاة مائية ، الى جانب نبات الايلوديا وورد النيل والنخشوش وكلها من أكل التعرف على البيئة المصرية لاقتناعي بأن الزراعة تربية بيئية
(( الاهتمام بمعرض بداخل المدرسة ))
** ورغم اشتراك المدرسة في معارض خارجية إلا انني لم اقتنع بهذه المعارض إلا من حيث تبادل الخبرات بين المدرسين ولكنني لم أجد لها جدوى تعليمية للطلاب ، لذلك كنت أصمم على اقامة معرض بالمدرسة واستمراره لمدة أسبوع على الأقل وخلال هذا الاسبوع أحضر درس بعنوان مناقشة حول معرض التربية الزراعية ، وخلال الحصة كنت أرسل البنات الى المعرض واخصص بنات للقيام بالشرح .
(( استعمال البروجيكتور بالمدرسة ))
** أثناء معاملاتي مع الزملاء لاحظت أن بالمدرسة بروجيكتور لعرض الشرائح تعرفت على طريقة تشغيله وأحضرت شرائح كنت قد اشتريتها من سوق الجمعة انتقيت منها ما له علاقة بالمجال الزراعي .
** هذا بالاضافة الى الاستعانة بشرائح أخرى استعرتها من أ / مجدي شلبي - مهندس بقسم الارشاد الزراعي ( صديق تعرفت عليه منذ عملي بالمزرعة أثناء المرحلة الجامعية )  وصممت برامج  لعرض هذه الشرائح تتناول التكنولوجيا الزراعية منذ عصر الفراعنة ، ومنها برنامج عن الانتاج الحيواني والدواجن وغيرها ، وحرصت على أن أعرض هذه الشرائح على جميع طاالبات المدرسة بدون استثناء، وتكرر استعمال البروجيكتور لعدة سنوات ، وفي كل مرة ابتدع فكرة جديدة ومنها استعمال مسجل صغير به موسيقى خفيفة مناسبة للمعروضات ، وكان نتيجة كثرة الاستعمال أن استهلك جهاز عرض الشرائح ، وأصيب أحد التروس بالتآكل
** وبالصدفة وأثناء ترددي على كلية الزراعة والتقائي بالاستاذ / حسين بديوي – أمين المخزن بكلية الارشاد لاحظت بروجيكتور معد للتكهين من نفس نوع  بروجيكتور المدرسة ، سمح لي بأن استخرج الترس الذي أحتاجه ، وأخذت الترس وذهبت الى أحد الفنيين بقسم الوسائل التعليمية بادارة غرب لكي أطلب منه تغيير الترس يالترس الذي أحضرته اليه ، رفض لأكثر من مرة معللا أن هذا الترس ليس له مثيل ، وبذلك انتهى استعمال البروجيكتور .
** اشتريت بروجيكتور بسيط من مركز الصناعات الروسية واستعملته وتلفت اللمبة ولم استطع  شراء مثلها .
** اشتريت أيضا من الصناعات الروسية ميكروسكوب بسيط استطعت به أن اراقب الكائنات العالقة بالبقايا النباتية المتحللة ولاحظت تنوعات كثيرة من هذه الكائنات وعندما أصابه تلف بعته على عيبه لأنني لا استريح للاحتفاظ بالأشياء المعيوبة .
(( التبن والحصان ))
** كان نشاطي وكذلك عمل زميلي محمد جابر بالحديقة يثير الدهشة للكثيرين
** وفي احدى المرات أتيت بشوال تبن الى المدرسة من أجل تربية عيش الغراب وأرسلت هذا الشوال مع احدى الطالبات وقلت لها على سبيل المزاح ( قولي لأبلة هدى الاستاذ علاء جاب القش وهو حيجيب دلوقتي الحصان معاه ) لم يحدث تعليق من المدرسة فقد كانت متوقعه بكل غريب في المدرسة لأنني كنت أحيانا احضر حمام – بط دجاج – سمان – عصافير أسماك زينة – بلطي سلاحف
(( أفكار جديدة لمعسكر التشجير – عمل فسقية – عمل مقاعد  ))
** ومن الموقف الايجابية أيضا أنني عندما لاحظت أن الاخصائيات بالمدرسة يقيمون معسكر تشجير ويشترون نباتات بأسعار باهظة عرضت عليهم أنه بدلا من شراء النباتات يمكن عمل فسقية بشكل جميل في الحديقة ويكتب بدلا منها فواتير نباتات حتى لا نضطر الى الدخول في اجراءات البناء والتشييد وما شابه ذلك واخطار هيئة الأبنية والجهات المختصة .
** استحسنوا هذه الفكرة وكرروها في عدد من الأعمال مثل عمل مقاعد أسمنتية بالحديقة  وغير ذلك من الأعمال التي تحافظ على النباتات
(( حكايات مع صديقي محمد جابر ))
** كنت أحكي لمحمد جابر مغامرات عجيبة بخصوص هوايتي لتربية الكائنات الحية ، وكيف أنني كنت اربي يرقات الذباب والفراشات وحشرة فرس النبي ، أتذكر قوله بكل اخلاص ما معناه : لا يجب ان تفتح هذه المواضيع مع شخص آخر وخاصة الستات حتى لا يفهم أنك غريب الأطوار وان عقلك فيه حاجة غلط وخاصة انك تبحث عن عروسة بالمدرسة ، وكان ينصحني بالاهتمام بمظهري وأن أقلل من حمل الحقيبة التي اعتدت عليها وكأنها شنطة الحاوي ، وكنت اقدر فيه هذه الروح الطيبة الإهتمام بشئوني
** كما كنت انصحه ايضا  بأنه يجب أن يكون واثقا في نفسه ومعتزا بعمله ، والا يظهر خجلا وتقليلا من شأن مادته الدراسية ( التربية الزراعية ) وكنت حريصا أن على عدم تسميتها مادة ( الزراعة ) وفي كثير من المواقف مع المدرسين أو الطالبات كنت أؤكد أن الهدف من تدريس المعلومات الزراعية هو هدف تربوي قبل ان يكون هدف تعليمي . 
(( المطالبة بمعرض دائم للتربية الزراعية ))
** وكثيرا ما طالبت من توجيه التربية الزراعية بالادارة والتوجيه العام اقامة معرض دائم للتربية الزراعية  يكون مكانه في مدرسة معينة . على أن يكون هذا المعرض مزارا لكل المدارس يأتون اليه في رحلات تعليمية ضمن نشاط التربية الاجتماعية ، وأذكر أنني عرضت هذا على أحد الموجهين الأوائل فأجاب لي اجابة مثبطة وكأنني أتحدث عن عالم خيالي ومن شدة الالحاح صرح لي أحد الموجهين قائلا ( أنا كلها فترة صغيرة واحيل الى المعاش ) .
(( تطوير صناعة الفسيخ ))
** ولكي ازيد من فعالية المعارض كنت أقدم مقترحات وآراء لها علاقة بالتربية الزراعية منها تطوير صناعة الفسيخ ، باعتبارها صناعة تعتمد على النشاط البكتيري مثل صناعة الأجبان وغيرها ، ووجهت دعوة الى الباحثين و المتخصصين في مجال الصناعات الغذائية  يجب أن يتدخلوا في اختيار أنواع البكتريا المستخدمة في مرحلة التحلل ( التعفن ) بدلا من ترك التحلل لأنواع من البكتريا مجهولة الهوية قد يكون منها الضار ويسبب التسمم ، كما أشرت الى أن صانع الفسيخ لا يقع عليه ذنب لأنه لا يختار نوع البكتيريا التي يستخدمها ، وأن التلوث بالبكتريا الضارة يأتي عن طريق الصدفة ، وأنه لا توجد وسيلة في صناعة الفسيخ لاختيار البكتريا
(( توعية غذائية ))
** كما كنت أوجه دعوة من خلال الصحافة والاذاعة المدرسية لتناول التمر كبديل للحلوى المصنعة من مواد قليلة الفائدة وأن تناولها بكثرة يزيد من خطورة تراكم المواد الحافظة الضارة بالصحة كما كنت أؤكد على ثمرة من التمر أكثر فائدة وأرخص ثمنا  من قطعة الحلوى ، كما أن التمر مع اللبن يعتبر وجبة غنية بالكثير من العناصر الغذائية
 (( تقييم الحدائق ))
** كما كنت أثير موضوعات خاصة بالتنسيقات والاخطاء الشائعة في الحدائق العامة ، ومنها أن بعض الحدائق كما في محطة الرمل سابقا كانت الكراسي متجهة نحو المسطح الأخصر دون عمل مكان لوضع الأقدام مما يؤثر على شكل المسطح الاخضر وتأثره بأقدام الجالسين
** وكنت أعيب على كثير من الحدائق المدرسية على عشوائية  التنسيق وعدم تخصيص أماكن للجلوس ، وضيق المشايات ، بل أن كثير من الحدائق المدرسية كانت بدون مشايات
** وقدمت اقتراح حول مسابقات الحدائق أن تقيم الحدائق طبقا لأعمال الحديقة وليس لشكل الحديقة وذلك لأن بعض المدارس تحتوي على حديقة منسقة منذ سنوات عديدة ولم تجرى فيها أعمال طيلة هذه المدة وكانت دائما تحصل على المراكز الأولى في مسابقات الحدائق رغم أن المدرس بها لايبذل جهدا بها بل أن العامل هو الذي يرعاها فقط بالري والتنظيف .
(( زراعة فيلا بالعجمي ))
** وكانت نتيجة مناقشاتي مع الزملاء في الأمور الزراعية طلب مني أحد الزملاء من مدرسة أخرى أن ازرع له حديقة منزله بالعجمي ، وقال لي انه اختارني دون صديقي محمد جابر ، لذلك فإنني عندما ذهبت اليه وقمت بتنسيق وزراعة حديقته استعنت بأمين معمل كمساعد يقوم معي بالاعمال الزراعية وكانت شاقة جدا حيث قمنا بازالة الحشائش وحفر الأحواض والمشايات ، وخلال هذا العمل اكتسبت خبرة كبيرة أكثر من المقابل المادي . 
(( عيش الغراب ))
** كما أدخلت زراعة عيش الغراب في المعارض ، وكنت أعتبر المعمل مملكتي أقوم فيه  بالتجريب والبحث فكنت اقارن بين عيش الغراب المنزرع في القش والمنزرع في التبن ، وفي أحد المرات اصابني الاحباط من عدم خروج ثمار عيش الغراب ، فقمت بعمل ثقوب بأصابعي غيظا من هذا الأمر وفوجئت بعد ايام قليلا ان هذه الثقوب كانت تحفيزا للفطر أن يخرج ثماره  بكثافة شديدة ، وكان ذلك فرصة لكي أشرح للطالبات والمدرسين أيضا فكرة خروج الثمار في فترات التغير المناخي في الربيع او الخريف وأن السبب في ذلك هي المحافظة على النوع في الكائن الحي ومواجهة التغيرات التي يمكن ات تضر بحياة وتواجد الكائن الحي .
(( الرد على بعض المدرسين المتحمسين للزراعات التقليدية ))
** وفي مناقشات أثناء تدريبات  المدرسين كنت أواجههم بآراء صائبة وفي أحد المرات قمت بالرد على أحد المدرسين الذي كان يدعو بكل حماس بضرورة الاهتمام بمحصول القمح دون محاصيل الزهور ، قمت بالرد عليه بشدة انه من الممكن ان تكون الزهور أكثرجدوى اقتصاديا وأنه من الممكن بأرباح الزهور شراء أفضل أنواع القمح .
 (( فكرة تربية الدجاج في المعمل ))
** حرصت لمدة ثلاث سنوات تقريبا ان نشتري في بداية العام الدراسي 10 كتاكيت نربيها حتى آخر السنة على فتات الخبز الذي تجمعه الطالبات بعد الفسحة  ، كنت أشتريها من مالي الخاص واشتري لها العلف المناسب من مالي الخاص أيضا ولكني ابتدعت فكرة جمع فتات الخبز لتعليم الطالبات أفكار تربوية وعملية ، فقد كانت الطالبات تجمع من الفتات بعد الفسحة ما يكفي لأكثر من مائة كتكوت وليس عشر كتاكيت وكنت أعطي هذه الفتات الى احد العمال ليتصرف فيها بدلا من تركها للالقاء في القمامة ، وأذكر أنني في أحد الدروس في أواخر السنة  صاح الديك فقالت احدى الطالبات ( الديك ادن خلصت الحصة خلاص ) .
** وكنت أقلل من عدد الكتاكيت وآخذها الى البيت حتى تتناسب أحجامها  مع القفص الذي بالمعمل ، وفي آخر السنة الدراسية يصبح بالمعمل اربعة فراخ أو ثلاثة نذبحها في المدرسة ونطبخها ايضا في المدرسة ويتم توزيعها على الطالبات المشتركات في التربية في موقف تعليمي وتربوي راقي كان يؤكد كلمة المدير ( انت عامل مدرسة جوا المدرسة )
(( فكرة رحلة الى معرض زهور الخريف ورحلة الى حدائق الاسكندرية ))
** وابتكرت فكرة رحلة الى معرض زهور الخريف الذي كان يقام في الحديقة الدولية في هذه الفترة وكان ذلك بالتعاون مع اسرة التربية الاجتماعية ، وكذلك  من الرحلات التي ابتدعتها أيضا رحلات الى حدائق الاسكندرية وكانت هذه الرحلات تابعة لنشاط التربية الاجتماعية وبدعم كامل بدون اشتراك .
(( أفكار جديدة لمعسكرات التشجير ))
** وعندما لاحظت أن الأخصائيات ينفقون اموالا كثيرة في معسكرات التشجير بشراء نباتات بسعر غالي وليست لها أهمية كبيرة فعرضت عليهم ان نقوم بعمل مقاعد اسمنتية بالحديقة ونظرا لأنه ليس من المسموح رسميا عمل هذه الانشاءات كنت احضر لهم فواتير نباتات بدلا من فواتير الطوب والأسمنت .
 (( رحلة الى مزرعة كلية الزرااعة ))
** وابتكرت أيضا فكرة رحلة الى مزرعة كلية الزراعة  وذلك بالتعاون مع الأخصائيات الاجتماعيات وكنت أصمم على أن أقوم أنا باختيار الطالبات  ، وكان الاختيار  يتم وفق سؤال صعب جدا في الزراعة أطرحه على كل فصل ومن تجيب عليه اضعها في قائمة الرحلة ، وكانت المدرسة بها حوالي 40 فصل  أختار 40 طالبة وكنت ضامنا ان الأربعين لن يأتون كلهم ، وبالفعل كان يأتي منهم عشرون بعد موافقة ولي أمرهم ،
** كنت أنظم الرحلة بطريقة دقيقة واطبع لها البرنامج الذي يشمل زيارة 20 قسم بالكلية ويتم تنفيذ البرنامج كاملا بعد أخذ الموافقة من وكيل الكلية واذكر أنه من دلائل نجاح هذه الزيارة أنني شاهدت في زيارة قسم الانتاج الحيواني أكثر من عشرين نوع من الأغنام لم أشاهدها أثناء دراستي بالكلية قام بعرضها علينا الدكتور طاهر بالانتاج الحيواني
** ومن الملاحظات الجيدة في رحلة لمزرعة كلية الزراعة لاحظت أن المعيدين والدكاترة متشجعين على الشرح للطالبات لدرجة ان أحدهم قام بشرح عن أنواع الأغنام والماعز التي بلغت اكثر من عشرين نوع ، واندهش لكثرة هذه الانواع التي لم أعرفها من قبل اثناء دراستي بالكلية .
** وفي أحد المرات أصرت احدى الاخصائيات على اختيار واحدة من الطالبات  في رحلة زهور الخريف   ، وكانت هذه الطالبة مختلفة اختلافا شاسعا عن الأخريات لدرجة واضحة جدا حتى في ملابسها
** وكان لنجاح هذه الرحلة  أن طلب مني الموجه تنظيم رحلة لكلية الزراعة  لمدرسة الورديان  ولكن في هذه المرة لم تلاقي النجاح الكبير لأنني لم أقم بختيار الطالبات ولكن الرحلة كانت ممتازة أكثر الشيء من الناحية الترفيهية  .
** في هذه الفترة واثناء انتدابي ملاحظا في مدرسة اعدادية بسيدي كرير لاحظت في اليوم الأول  السماح للأولاد بالغش لم يعجبني هذا التسيب كعادتي واعترضت كثيرا على ذلك ،  واصطحبنا أهل المنطقة من العرب  في ذلك اليوم وعزمونا على الغذاء فقبلت ذلك على أساس أنها كرم ضيافة ، ولكن في اليوم التالي عندما لاحظت أن الأمر أصبح زائدا عن الحد فالاجابة تأتي الى الطلاب جاهزة  في أوراق مكتوبة بالكربون  ، فخرجت من اللجنة وسألني مراقب الدور عن السبب ، قلت له اني ماليش لزمة طالما الولاد بيغشوا ، وبعد انتهاء اللجنة توجهت الى رئيس اللجنة وطلبت منه الاعتذار عن الاستمرار في باقي الايام  فسألتي على السبب ، أجبته بأنني عندي دراسة في كلية التربية فقال لي اكتب طلب واذكر فيه سبب آخر على سبيل المثال ان  والدك عيان ،  ففعلت ذلك وكتبت اعتذاري وقلت ان السبب هو مرض والدي وأمر الادارية بكتابة استمارة بها مكافأة اليومين فقط .
(( رحلات في مدرسة القباري ))
** أثناء العمل بمدرسة القباري كنت اذهب الى الرحلات المدرسية كمشرف ، ولكن كنا نقوم برحلات أخرى للمدرسين فقط في أيام الاجازات الى أي مكان مثل المنتزة أو حديقة الحيوان أو الدولية أو رشيد وكنا نقوم بتأجير ميكروباص وأحيانا يأتي كل واحد بمفرده ونلتقي في مكان الرحلة وهي ، وأذكر أننا نقضي أوقاتا  سعيدة في الألعاب المرحة والاكلات الجماعية مثل الرنجة أو الجبنة القديمة حيث نفترش الأرض أحيانا  ونتناول غذائنا في الحديقة .
(( التنافس مع المدرسة الصباحية ))
** عندما يقترب موعد المعرض السنوي يتم الاعداد لهذا المعرض بعمل اللوحات والمجسمات والصناعات الغذائية ، والابتكارات العديدة التي انفردت بها مدرسنا المسائية ، ومن هذه الابتكارات أننا كنا نستأجر حيوانات محنطة من رجل يسكن بالعصافرة كان يعمل أمين معمل بمدرسة الزراعة سابقا ، واخذت عهدا مع نفسي أن أوظف كل حيوان محنط للأغراض التعليمية والتربوية لمادة التربية الزراعية وعلى سبيل المثال الهدهد وابو قردان وابو فصادة للتغذية على طفيليات التربة التي تضر النباتات ، وكذلك الفئران والقوارض وعلاقتهم بالحاصلات الزراعية ، والعصافير ، والحشرات الضارة والنافعة ، وكنت أقدم العرسة من أجل ازالة الخرافات حولها بأنها مصاصة الدماء وما شابه ذلك  والبومة المظلومة ..............،
** كما كنت استأجر النباتات الغريبة من المشتل المجاور للمدرسة ( فتحي العبادي ) ، وفي احد المعارض اندهش أحد الموجهين من نبات قزمي على شكل شجرة وبجواره معلومة عن تربية النباتات القزمية من أجل عرضها في التنسقات الداخلية ، وكان تعليقه أن هذا النبات نادر جدا كيف حصلتم عليه ، كنت أجيب عليه بصراحه كاملة اننا مستأجرينه للأغراض التعليمية .
** كان صاحب المشتل له ماضي في الانحراف وكان يؤكد دائما أن سلوكه تغير بعد الزواج والانجاب ولم نهتم بماضيه وأخلاقياته واكتفينا بالاحترام المتبادل بيننا لصالح العمل بالمدرسة .
(( مواقف وآراء في التربية والتعليم ))
** كنت أشعر بالضيق الشديد عندما امكث وقتا طويلا في الملاحظة في اللجان وكان لي رأي في خروج الطالب بعد نصف الوقت حيث أن بعض الامتحانات لا يستلزم لحلها أكثر من ساعة لإجابة جميع الأسئلة ،  ويخصص له ثلاث ساعات ، والأغرب من ذلك هو إصرار رئيس اللجنة على عدم الخروج إلا بعد انتهاء الثلاثة ساعات ، وعدم اقتناعه بأن استمرار الطالب ساعتين بدون لزوم في اللجنة يعتبر مضيعة للوقت ،  و أن هذا الاستمرار أيضا سوف يزيد من عمليات الإلحاح على الغش  ، وسوف يضر بالطالب المتفوق الذي تسرق مجهوداته ، عن طريق الغش منه مباشرة ، أو عن طريق تفوق الغشاشين عنه بمنحهم فرصة ساعتين لمحاولة الغش .
أذكر أنني كتبت هذا الرأي في تقرير ملاحظ في احدى اللجان .
** وأذكر بهذا الشأن أنني حضرت امتحان تحديد مستوى بالمركز الأمريكي فأعجبتني فكرة امتحان طويل وفترة زمنية قليلة لا تسمح بحل كل الامتحان مما يمنع أي فرصة للغش في هذا الامتحان وتمنيت ان تكون امتحاناتنا بهذه الفكرة .
** وكنت أندهش كثيرا عندما ألاحظ أن الدنيا تقوم ولا تقعد على سؤال صعب في الامتحان ، ويعلن في الجرائد عن حذف هذا السؤال وتوزيع درجاته على الأسئلة الأخرى ، ألم يكن من الأفضل ترك هذا السؤال واعتبار صعوبته تسري على الجميع ، وما هو ذنب الطالب الذي استطاع أن يجيب على هذا السؤال دون غيره ، عندما ألاحظ ذلك أتأكد أن هوة كبيرة بين الفكر السائد عندنا والفكر الذي تحدثت عنه في امتحان المركز الأمريكي .
** كما لاحظت أيضا أن تقوم الدنيا ولا تقعد على استعمال العقاب البدني في المدرسة ، واعتبار ذلك مخالفة  لحقوق الإنسان ، ولا تقوم ولا تقعد على عقوبات القصف بالأسلحة لمدن كاملة يسكنها الآلاف من البشر . كنت أرى أنه لابد من وجود عقاب رادع في الحالات التي تستدعي ذلك .
** وظاهرة أخرى وهي تكالب الطلاب الضعاف على الدراسات الأدبية دون العلمية في الثانوية العامة واعتبرت ذلك يعكس وضعا شاذا في الحياة الإنسانية التي نعيشها  حيث أنه من الطبيعي في حياة البشر أن أول وأكثر اهتمامات الشخص توجه إلى المحسوسات المادية التي تدرسها العلوم الطبيعية  .  ثم يلي ذلك الاهتمام بالمجردات والمعاني التي تتناولها الدراسات الأدبية .
-  ولو كان التعليم يسير في طريقه السليم  لأدرك الطلاب أن الدراسات الأدبية تحتاج إلى المزيد من التفكير والبحث  والتأمل  في المعاني والمجردات ، وأنها تحتاج إلى قدرات خاصة غير متواجدة إلا عند فئة قليلة إذا قيست بالقدرات التي  تحتاجها الدراسات التي يتم فيها التعامل مع الماديات المحسوسة  .
  ولكن نظرا لأن التعليم بطريقته الحالية ….  طريقة التلقين ….  تختلط فيه الأمور ، وتنقلب فيه الحقائق ،  فنجد الطلاب يتجهون إلي القسم الأدبي طمعا في دراسات سهلة في  تلقنها  .
-  وهذا الموضوع يقودنا إلى كلية الحقوق التي انقلب بها الحال فأصبحت من الكليات التي تقبل الطلاب الأقل تفوقا بعد أن كانت في  ظل النظام التعليمي القديم ..." قبل التطوير" .... من أهم الكليات التي تحتاج إلى عقول كبيرة تستطيع أن تدرك  دقائق الأمور وتزنها  وتقيسها بوسائل عقلية دقيقة ، وقد يكون هذا الحال هو أحد الأسباب التي أدت الى تسلل الفساد العام الى السلك القضائي .
(( موقف تجاه الدروس الخصوصية ))
**أما وعن رأيي في الدروس الخصوصية كنت أتعجب لوصفها بأنها عمل غير مشروع ووصف أماكنها بالأوكار رغم أن الدروس الخصوصية أهم وأقدم عمل شريف في حياة البشر ، وأن الدروس الخصوصية هي التي علمت أكثر عظماء التاريخ ، قبل ظهور المدارس العامة  بفصولها الكثيرة  المكدسة ، وأن  ظهور الدروس الخصوصية بكثرة في هذه الفترة يدل عل تردي الأوضاع في المدارس العامة وعدم القدرة على تأدية وظيفتها ،  وعلينا قبل أن نتهم المدرس الخصوصي أن  نتأنى و نفكر ونتساءل ماذا يحدث لو أن جهة حكومية ما . غير التربية والتعليم  .  أخفقت في تأدية واجبها سوف تظهر بالتأكيد البدائل الأخرى .
** ففي مجال الطب سوف يظهر الطبيب الخصوصي  ، وفي مجال النقل سوف يظهر سائق الأجرة الخصوصي ، وفي مجال الشرطة سوف نجد الحارس الخصوصي ..الخ   فلماذا إذن التركيز على المدرس الخصوصي باعتباره شخصا مذنبا ، أليس من الأفضل البحث عن  الأسباب التي أدت إلى كثرة الدروس الخصوصية والعمل على رفع كفاءة المدرسة حتى يقل الاحتياج إلى الدروس الخصوصية .
 ويجب أن نعلم أيضا  أنه في كل الحالات لا يمكن إلغاء وظيفة المدرس الخصوصي  لأن المدرسة مهما كانت كفاءتها .. سوف تواجهها حالات خاصة لن يفيد فيها غير المدرس الخصوصي .
وعبرت عن هذه الآراء كثيرا وأثارت جدلا في بعض الندوات .
(( موقف تجاه نظام الترم ))
** أما عن نظام الترم وهو تقسيم السنة الى فصلين دراسيين لكل منهما منهج خاص  يمتحن فيها الطالب وينتهي منها ليبدأ منهج آخر في الفصل الدراسي الثاني  واعتبرته من احدى العجائب التى تحدثت عنها حيث أن الطالب يتلقى درسا في أسبوع ، ويمتحن فيه في الأسبوع الثاني ، ثم ينسى كل شيء عنه في الأسبوع الثالث عند بداية  عطلة الترم ، وكأن درسا لم يكن ، وذلك وفق قاعدة " ما اكتسب بسرعة يفتقد بسرعة " .... وفي ظل هذه العجيبة..... لا نتعجب إذا وجدنا شخصا يحمل شهادة دراسية عالية ولا يستطيع كتابة رسالة باللغة العربية .
- ولا نتعجب أيضا إذا كان كبار التطوير قد نسوا الحقيقة الهامة التي تنص على ضرورة  استخدام المعلومة الجديدة لفترة كافية للبحث والمناقشة والمقارنة والتحقق والتطبيق وذلك من أجل أن يتم تمثيلها في عقل المتعلم كما يتم تمثيل الغذاء في جسم الكائن الحي  .
** ومن أعجب العجائب البورتفوليو ( التقويم الشامل ) أن النهاية العظمى في بعض المهام درجتان أو ثلاثة فكيف تكون النهاية الصغرى والدرجات المتوسطة
ولماذا لا تؤخذ الدرجات التراكمية بدلا من اختيار أفضل درجة ، وهل سؤال واحد يجيب عليه الطالب بالصدفة يعتبر مقياسا لمستواه .
  .... لا تعليق سوى أن فريق التخطيط قابعين في الغرف المكيفة يقومون برسم الخطط التعليمية دون دراية بشيء مما يسمى أصول وقواعد التربية .
(( ترك الورقة خالية في الامتحان ))
** لم أقتنع بتعليمات الامتحان التي تمنع ترك ورقة الاجابة خالية وأنه ليس من الضروري ارغام الطالب على كتابة أي شيء ويكفي أن الطالب يكتب اسمه على ( التكت) الذي هو جزء من ورقة الاجابة ، لأن الطالب لا يستطيع انكار أن الورقة الخالية ورقته لأن أثر القطع يكون متطابقا بين التكت والكراسة
 ((  أحداث في مدرسة القباري ))
** حدث ذات يوم أن انقطع التيار الكهربي من معمل الزراعة الذي يخصنا ، فقصدتني احدى الزميلات لاصلاح هذا العطل ، فعندما قمت باصلاحه كانت النتيجة انه انقطع من الفصل المجاور ، فأرجعت الوضع كما هو عليه حتى لا اتسبب في انقطاع الكهرباء عن الفصل المجاور ، فوجدت غضبا من الزميلة وقالت لي ( احنا مالنا مادام اتصلح عندنا مالناش دعوة ) تأثرت بهذا الكلام لدرجة أنني تذكرته حتى اليوم ، واعتبرت هذا الكلام كشفا لشخصية أنانية لابد أن نضعها في الحسبان عند التعامل معها .
(( محاولات ابعادي عن المدرسة ))
** وفي هذه الفترة أيضا كان من نتيجة نجاحي الواضح  في عملي أن واجهت محاولات خبيثة ابعادي  عن المدرسة ، وعلمت أن احد الزميلات استغلت قيامي بتحفيظ البنات لفقرات غنائية بالاذاعة المدرسية وكان موضوعها غالبا عن الزراعة فقالت للناظرة انني اجعل البنات تغني و ترقص في الفصل ، وعندما جاءني هذا الخبر استدعيت الناظرة لحضور حصة تربية زراعية ، تعمدت أن أقدم بها فقرات من الاذاعة المدرسية الى جانب فقرة ( بدون كلام ) التي كان بها تقوم احدى الطالبات بتمثيل نوع من الخضر أو الفاكهة بالاشارات فقط وعلى الطالبات الاجابة ، وكان ذلك تقليدا لبرنامج تليفزيوني بهذا الاسم كان يعرض في هذه الآونة .
** ومحاولات أخرى كانت تنتهز فرص كثيرة منها أنني كنت لا ألتزم بالتعليمات المقيدة لحرية المدرس في الابتكار والابداع ، وكنت أواجه هذه التحديات باساليب محسوبة بذكاء وشجاعة وكان يشفع لي انني لا أندفع ولا أخرج عن شعوري وارتكب الأخطاء .
** وخلال سنوات العمل بمدرسة القباري اشتريت اورج كهربائي واستخدمته بالمدرسة كما اشتريت للمدرسة آلات ايقاعية لاكمال الدرامز  واستطعت أن أكون فريق موسيقي وشراء الآلات ونقل الآلات من مدارس أخرى وكان ذلك بالاستعانة بتوجيه التربية الموسيقية أ / شكري ، أ / ابراهيم وكانوا فاقدي البصر وأذكر أن الاستاذ شكري كنت اذهب اليه الى المنزل لكي يحفظني مقطوعات لاستخدامها في طابور المدرسة ومنها مارش علقت عليه احدى الطالبات انه ( مخيف ) ، وأذكر أن هذا الاستاذ كان يأمرني بالعزف بجميع الااصابع وعندما يجد أنني لا أفعل ذلك يقول لي صوابعك شكلها وحش ، رغم أنمه كان ضريرا .
**وقمت بتحفيظ الطالبات الأغاني ذات الطابع التربوي وألفت فوازير عن النباتات ولحنتها لتقديمها في الاذاعة المدرسية في شهر رمضان وأذكر أنني كنت أذهب الى المدرسة في الصباح الباكر قبل جميع المدرسين للقيام بعمل البروفات الخاصة بالاذاعة المدرسية ، وكان يوم اذاعة التربية الزراعية  مميزا عن غيره من الأيام الأخرى
** وأذكر أن مديرة الفترة الصباحية أ / زينب عندما علمت بنشاطي الموسيقي طلبت مني الاشتراك في حفلة بمدرستها وعمل الموسيقى التصويرية اللازمة للمسرحية التي تقدم بها ، واستعنت بخبرتي القليلة ان اعزف جملا موسيقية تناسب الموقف ، وعندما احتاج المخرج الى موسيقى حزينة تحتاج الى مقام الصبا ولم يكن بالاكورديون ربع تون ؛ استخدمت مقام الحجاز بدلا من الصبا ، أشاد أحد موجهي التربية الموسيقية بالفواصل والخلفيات الموسيقية التي أعددتها للمسرحية وقال أنها معبرة وتدل على خيال واسع واحساس بالموقف . 
 (( نقط سوداء ))
** وفي مسابقة للتربية الموسيقية تقدمت فيها احدى طالبات المدرسة الاعدادية / شيماء وقد ساعدتها كثيرا في هذه المسابقة بأن أعددت لها الأكورديون باستلامه كنقل عهدة من الفترة الصباحية وتركت لها الأكورديون لكي تتدرب عليه في منزلها عدة ايام ، وبعد انتهاء المسابقة والفوز بمركز متقدم بعثوا لها بشهادة استثمار ، وفي يوم تسليم الشهادة طلب مني مدير المدرسة (أ / فتحي رضوان)  أن احضر هذه الطالبة لأمر هام  دون أن يخبرني أنها فازت بشهادة استثمار من توجيه التربية الموسيقية  ، وقد تأثرت بذلك واعتبرته تجاهلا منه لدوري في تدريبها رغم أنني جاهدت كثيرا في مساعدتها كما ذكرت وأن فوزها له أثر طيب على المدرسة ومديرها أيضا ، لم أطمع بالفوز ولم أطمع بشهادة استثمار فقد نلت عدة شهادات تقدير واستثمار على العديد من الأنشطة ولكنني  كنت أتمنى ألا يتجاهلني المدير بهذه الطريقة ويجعلني كمثل حامل الرسالة 
** وتذكرت موقف آخر من هذا المدير عندما اكتشفت بالحديقة ورقة موقعة بختم النسر ملقاة بالحديقة وعندما اعطيته اياها مزقها وقال : ( اللي عايز حاجة يدور عليها ) ، ورغم انني قدرت هذا المدير من قبل واحترمته في كثير من المواقف ايجابية منه إلا أنني لا أستطيع نسيان المواقف الغير جيدة منه واعتبرتها نقطا سوداء في شخصيته لابد من وضعها في الاعتبار .
(( دولارات ))
** وفي هذه الفترة يبدو أن أحد الأشخاص الذي عرف عني نشاطا فنيا فاعتقد أن طباعي تسمح بالانفلات والاستهتار كما هو شائع عن العاملين بالأفراح المتحررين من كثير من القيم الخلقية  فعرض علي - بالكلام  -  أن يعطيني دولارات مزيفة لكي اروجها وعندما عرف أنني لا أقبل ذلك  ادعى أن هذا الكلام على سبيل المزاح ، ولكنني لم اقتنع بأنه كذلك وانما كان كلاما جادا  .
(( طلب سد العجز في مدرسة ثانوية ))
** وحدث أيضا في هذه الفترة وفي اقتراب نهاية العام الدراسي  أن طلب مني توجيه التربية الزراعية سد العجز في مدرسة أخرى ثانوية وعندما ذهبت لم أجد طلابا بالفصول فعرضت على الموجه هذا الأمر فرد علي بدهشة وقال لي ما معناه ( ما عليك بغيابهم ويكفي انك تثبت حضورك الحصص لكي تصرف المقابل المادي عنها ) .
(( تقسيم أجر الحصص ))
** وأذكر اننا كمدرسين تربية زراعية كنا نوزع الحصص الاضافية فيما بيننا كمصدر رزق ، وفي أحد الايام عندما تقاضينا أجر الحصص كان لزميلنا محمد جابر أقل مبلغ فاتفقت مع زميل آخر أن يقسم هذا المبلغ بالتساوي وعندما وزعنا نصيب كل واحد ، اندهشت بأن زميلنا محمد جابر هو الذي استصغر المبلغ رغم أنه الوحيد الذي استفاد بهذه القسمة .
                                                                      (( معرض بالقاهرة ))
** وأثناء هذه الفترة في العمل بادارة غرب ، ونتيجة لجهودي الواضحة ودوري البارز في العمل  ، وكل لي الموجه العام مهمة التنسيق بين ادارات الاسكندرية للتقدم بمشروع تربية عيش الغراب لكي يمثل محافظة الاسكندرية  في معرض الانشطة الذي سيقام بمدرسة السعيدية بالقاهرة .
** وبالفعل تم عمل اللوحات والوسائل اللازمة وتجهيز الأسبته المزروعة ونماذج التقاوي وكان ذلك بمشاركة ادارة غرب بمدرسة غيط العنب  ووسط  بمدرسة العطارين وشرق بمدرسة زيزينيا وكنت على اتصال تليفوني لأكثر من مرة بمستشار المادة بالقاهرة لضبط موعد لارسال الأعمال
**وبعد محاورات حادة مع المستشار شعرت بأنه ضاق من هذه المكالمات فعرضت الأمر على  الموجه العام فقال لي لا داعي  للاشتراك في المعرض ، وشعرت بخيبة امل شديدة ، وبأن مجهوداتي لم يتم تقديرها ، وتمنيت لو كنت أملك قرار الاشتراك في المعرض لقمت بذلك ولو على نفقتي الخاصة.
(( رفض توصيل الشاي ))
** في بداية عملي بمدرسة القباري طلب مني ذات يوم المدرس الأول توصيل كوب شاي الى المدير ، فرفضت وقلت للمدرس الأول لو انك قلت لي وصل الشاي الى زميلك لا أعترض انما عندما أوصل الشاي للمدير فإن ذلك له معنى آخر .
(( رفض تسليم حجرة الزراعة الى الكنترول ))
** ومنذ بداية عملي أيضا حرصت على أن أظهر مادتي الدراسية ( التربية الزراعية ) بأنها أهم المواد على الاطلاق ، وأذكر أن مدير المدرسة عندما طلب مني تسليم معمل الزراعة للكنترول رفضت بشدة  معللا أن المعمل به أشياء تحتاج الى رعاية وكان رده : "انت عامل مدرسة ف قلب المدرسة ؟" وعندما لاحظ المدير كثرة منتجات التربية الزراعية التي تباع طلب مني فلوس للمدرسة  للانفاق على شيء ما ، رغم أنه من الطبيعي والمألوف أن المدرسة هي التي تدعم التربية الزراعية أثناء معارض الانشطة .
(( تصحيح المعلومات الخاطئة ))
** ومن الموضوعات التي جعلتها في دائرة اهتمامي أثناء تدريس التربية الزراعية تصحيح كثير من المعلومات الخاطئة التي انتشرت نتيجة غياب التفكير العلمي ( الوحم وأثره على الصفات الشكلية ، العرسة تسرق الدهب وتمص الدماء ، التشاؤم من البومة والقطة السوداء ، الخرزة الزرقاء ومنع الحسد ...... والكثير جدا مما لا يسعه آلاف الصفحات )
 (( تاكسي ))
** أذكر أنني أثناء العمل بمدرسة القباري وبعد وقوفي كثيرا  للبحث عن تاكسي لتوصيلي من محطة الرمل الى القباري ، اشتكيت لأحد العاملين بنقطة الشرطة بمحطة الرمل ، فسألني عن مهنتي وعندما قلت له مدرس أحسست باستغراب منه في البداية ،  ثم طلب مني الوقوف في الشارع  بجوار مكتبه والاشارة الى أي تاكسي لايقافه  ثم الدخول فيه مباشرة دون استئذان  وعندما يرفض توصيلي اشير الى أمين الشرطة لكي يقوم بعمل الواجب معه وارغامه على توصيلي ، حدث ذلك فعلا وعندما رفض السائق توصيلي سحبه أمين الشرطة واعطاه وابلا من التوبيخات والشتائم حتى أصبح كمثل قطعة القماش البالية بعد أن كان رافضا توصيلي ، ركبت معه حتى المنشية ولكني رجعت في كلامي ونزلت لركوب سيارة  مشروع (ميكروباص) من المنشية ، ولم أقبل أن يوصلني هذا السائق غصبا وخاصة عندما وجدت حالته المعنوية السيئة
(( العمل بكنترول النقل في مدرسة القباري ))
** خلال العمل بمدرسة القباري كنت أعمل بكنترول النقل ولم يكن ذلك بناء على طلبي وانما لعدم وجود مصلحة شخصية لكوني مدرس تربية زراعية ولكوني لا أسكن بالمنطقة لكي يكون لي جيران وأقارب  أهتم بهم ، وكنت على سبيل الدعابة أقول لزملائي بالكنترول  أن لي بنت يهمني مصلحتها واريد أعرف نتيجتها ، وعندما يسألوني عن اسمها أقول ( فتكات ) ، وعندما كان يتكرر ذلك كل سنة يقولون لي ما معناه ان فتكات دي مش عايزة تسيب المدرسة ، وكثيرا ما كنت أخلق جو من الدعابة في الكنترول لتخفيف عناء العمل ، ولكي أهرب من الأعمال الشاقة بالكنترول كنت أقوم بشراء واعداد الطعام لهم وغالبا ما يكون ( حواوشي ) وكنت أعتبر العمل في الكنترول أفضل بكثير من العمل بالملاحظة بداخل اللجان لأنني لم أقبل السماح بالغش .
 (( اصابتي في ركبتي ))
** في أول التسعينات أثناء ذهابي لشراء بعض مستلزمات أسماك الزينة من محل بمحطة مصر وأثناء خروجي منه  اصطدمت بالباب الزجاج الذي كان نظيفا فانكسر الباب وجرحت جرحا كبيرا في منطقة الركبة فمشيت في الشارع والدماء تسيل من ركبتي وذهبت الى مستشفى عجلان وتم خياطة الجرح ، وكان نتيجة هذه الاصابة ان ظللت فترة   لا أستطيع أن أحرك ركبتي بمرونة  ، كنت كلما اشاهد شخص يركب دراجة اتذكر اصابتي التي لا استطيع بها ركوب الدراجة في هذا الوقت بسبب هذه الاصابة وكأنني كنت أداوم ركوب الدراجات .
 (( الأحداث في العراق ))
** حدثت في أثناء هذه الفترة  غزو العراق للكويت وغضبت لهذا الحدث واعتبرته اندفاعا وتهورا من صدام حسين وأنه لم يتلق درسا من الحرب مع ايران ، ولكن أغضبني أكثر عندما حدث الهجوم المضاد على العراق من القوات الأمريكية ، عندما كنت أشاهد بالتليقزيون مشهد انفجار احد المواقع العراقية ، ويبدو هذا الانفجار عن بعد كمثل النجمة ولكنني كنت أرى في هذا الانفجار ابرياء يموتون وأسر تتشرد وأبناء تتيتم ومصائب لا حصر لها ، وتمنيت لو العراق احتل الكويت أو الكويت انضم الى العراق لكان أهون كثيرا من هذه المصائب .
(( العمل في مجال طيور وأسماك الزينة ))
** بدأت أشعر بضرورة الالتحاق بعمل اضافي بعد أن اكتشفت ان المرتب لا يفي المصروف اليومي ، وكعادتي ومبدأي أن أعمل ما أحب ، فاخترت العمل في مجال تربية طيور وأسماك الزينة ، وللتحدث عن هذا المجال سوف نضطر الى العودة الى التحدث عن مراحل سابقة أثناء الطفولة والدراسة  وكيف بدأ الاهتمام بهذا المجال  ، والمرحلة اللاحقة وبها كيف تطور العمل في هذا المجال .
** ونأسف على تداخل الاحداث فيما بين المراحل التي قسمتها في هذا المذكرات
(( مذكراتي عن العمل في مجال طيور واسماك الزينة ونباتات الزينة ))
** بدأ اهتمامي بهذه المجالات منذ الطفولة المبكرة عندما كنت أنبهر بما حولي من دواجن تربيها جدتي على السطح ونباتات يبيعها أحد الباعة المتجولين فأشتري منها شالية خبيزة أفرنجي انبهرت برائحتها وأصبحت هذه الرائحة تذكرني بفترة بعيدة جدا أثناء الطفولة ، وكذلك بذور نبات اللبلاب التي كنت أنظر اليها وأقدر قيمتها الكبيرة وكأنها عالم مليء بكل أسرار الحياة ،  وانبهاري بطيور الزينة التي كان يربيها أولاد عمة والدتي ، ومواقف كثيرة كانت أبطالها نباتات وحيوانات ، وانبهاري بحوض السمك الذي كان في منزل ابراهيم بك شعبان صديق والدي ، وحديقة مدرسة النهضة النوبية الاعدادية التي كان بها عم حبشي الجنايني – الذي كنت أقدره وكأنه عالم في الزراعة –  كنت أجلس بجواره أثناء تفريد أو زراعة النباتات الحولية – وكنت استمتع بتنظيف الحديقة بالشوكة .
(( اقتناء النباتات لقيمة تذكارية ))
** وتعلمت أن أجلب من كل مكان نبات يذكرني بهذا المكان وتعلمت ذلك من خالي عندما كنت أجده يحتفظ بصخرة صغيرة تذكار من رحلة الى مكان ما ، ومن النباتات التي فضلت الاحتفاظ بها كتذكار نباتات الصبارات ، ومنها نوع اسمه ( أجاف امريكاني ) أتيت بها من كفر الشيخ حيث كلية الزراعة التي بدأت الدراسة بها وظلت الصبارة أكثر من عشر سنوات وعندما أحسست أنني بدأت أهمل في الاعتناء بها وجدت أنه من الافضل اهدائها الى ابراهيم بك صديق والدي ، واندهشت عندما أخذها ابراهيم بك وقص معظم أوراقها حتى يسهل له حملها ونقلها ، وشعرت أنني أفتقد كثير من الخبرة في تبادل النباتات .
(( تربية طيور الزينة بالمنزل ))
** وبعد عودتي من العراق بحوالي سنتين وبعد ان استلمت العمل بمدرسة القباري الاعدادية بدأت في شراء وتربية طيور الزينة وملاحظة قوانين الوراثة الدقيقة في تربيتها وكنت أرقم الأقفاص والطيور واحدد صفاتها وتوصلت الى درجة تحديد التركيب الوراثي للطيور بدقة من حيث الشكل واللون ، ولاحظت أن التربية والاكثار لا تحقق ربحا بقدر التجارة  بالبيع والشراء
** وبدأت الاعداد لمشروع تجارة طيور وأسماك الزينة وكنت أشتري مستلزمات هذا المشروع وأخزنها في منزل أقاربي نبيل وسمير ابو عميرة .هذا المنزل الذي تربطني بأهله رابطة حميمة نتيجة تقارب الأفكار والقيم والاخلاقيات
** ونتيجة كثرة ترددي على محلات طيور وأسماك الزينة نشأت معاملات تجارية معهم  فكنت ابيع لهم انتاجي من الفروخ الصغيرة ، وغيرها من الطيور التي أشتريها بثمن تجاري وابيعها لهم ، وأحيانا اشتري جوال لب عباد شمس من تاجر حبوب وابيعه لمحل طيور زينة  ، وغالبا ما أحصل على ثمنه على دفعات  ، وعندما يحدث تأخر في دفع ثمنه اشتري من هذا التاجر مستلزمات ابيعها لتاجر آخر ، وفي أحد المرات توسطت في بيع  ببغاء إلى أحد التجار ، كان هذا الطائر أليف ينطق ببعض الكلمات  واستطعت أن ابيعه بمبلغ 300 جنيه في أثناء الثمانينات وكانت عمولتي فيه حوالي مائة جنيه اقتسمتها مع صديقي ناصر لمجرد أنه تدخل ايجابيا في مفاوضات البيع .
(( تربية دودة القز ))
وفي هذه الفترة أيضا تنبهت الى تربية دود القز والاتجار فيه  وتناولت هذا المشروع بدقة وباستخدام الورقة والقلم في تحديد أماكن أشجار التوت وعناوين التجار الذين من الممكن التعامل معهم وحجم تعاملاتهم . ولكن هذا العمل كان موسميا لم يستغرق أكثر من شهور الربيع فقط .
وكما ذكرت من قبل فقد اتخذت مشروع دود القز كنشاط عملي بمادة التربية الزراعية
(( بدء الممارسة في محل ))
** حدث أن صاحبي / محمد عبد الناصر  في عام 1986 تقريبا طلب مني أن أعمل معه في محل بقالة يمتلكه خاله وذلك بمبلغ 30 جنيه شهريا كان ردي لصاحبي كالآتي :
من الأفضل أن ندفع له نحن الاثنان الـ30 جنيه  وندير المحل بطريقتنا فأنت على سبيل المثال يمكن لك استخدامه في اصلاح الأجهزة الالكترونية وأنا استخدمه لبيع طيور وأسماك الزينة
بدأنا بالفعل التنفيذ وبدأنا في تقليص حجم البقالة كما طلب منا صاحب المحل أن نعطيه كل الايراد الخاص بالبقالة
** ولم تكن إلا أياما فيقتنع صاحبي ناصر ان نركز على طيور وأسماك الزينة  وأن يساهم كل منا بنصف رأس المال والغاء موضوع الالكترونيات .
** وفي خلال مدة عملنا لم تحدث بيننا مشكلات مادية فكل منا كان ملتزم بالقواعد التي اتفقنا عليها   وكانت الثقة متبادلة وقسمنا العمل فيما بيننا بحيث يذهب كل منا ثلاثة مرات أسبوعيا ونلتقي في يوم الجمعة فقط  لتسوية الحسابات والتناقش في آليات وتفاصيل العمل .
** ولم تكن التجارة مربحة لأسماك الزينة في هذه المنطقة الشعبية وكنا نقضي الاسابيع بدون بيع علبة أكل سمك واحدة  ولكنني كنت دائما أقول لصاحبي ناصر ، أنه مجرد أننا نقول ان عندنا محل في شارع كذا فإن ذلك يعطي ثقة .
** ولكي نروج تجارتنا عزمنا على أن نقدم عروضا للعيادات والمكاتب ، ولكن لم نستمر كثيرا لقلة الاستجابة الى عروضنا ولأن الجميع يطلب تأجيل الحساب ، وفي أثناء فترة الدفع قد تحدث مشكلات بحوض السمك ، مثل موت أو مرض بعض الأسماك ، كنا نضطر أن نتحمله في كثير من الأحيان .
**وأثناء زيارتي لكلية الزراعة أقنعت ادارة الكلية بعمل ثلاثة أحواض أسماك زينة بقاعة أعضا هيئة التدريس المنشأة حديثا في ذلك الوقت 1987 في مكان كافتريا الطلاب ، وعندما عرضت الأمر على ناصر رفض مشاركتي في هذا العمل معللا أن التعامل مع الجهات الحكومية به كثير من الصعوبة والمعاناة ، قمت بهذا العمل بنفسي ، وبالفعل لم أحصل على ثمن الأحواض بسرعة ، ثم عرضت عليهم أن أقوم بالمتابعة الأسبوعية لهذه الاحواض مقابل مبلغ شهري بسيط واستمرت متابعتي لهذه الاحواض أكثر من عشر سنوات ، وخلال هذه الفترة كنت أشبع رغبتي في التواصل مع كلية الزراعة وتوطيد صداقات لي هناك وفتح مجالات جديدة للعمل كما سيأتي ذكره فيما بعد .
** وفي هذه الفترة أيضا أثناء العمل بالمحل طلب منا أحد الزملاء  مهندس زراعي تجديد فسقية أسماك بمنطقة زيزينيا بقصر ابراهيم باشا عويس كنا كنا نتحدث باعتبار أن لنا محل ، وعلى هذه الثقة استطعنا ان نقوم بعملية الاشراف اسبوعيا على الفسقية ، وكان صاحب هذا القصر من الباشوات القدامى والذي يتميز بدقته ونظامه في كل شيء فقد كان يوصي ابنته / منى من زوجته الالمانية  أن تعمل سجلات خاصة بكل الأعمال التي تتم بالقصر وفوجئت بأنها تأخذ الفواتير ( الملخبصة ) وتضمها الى ملف منظم مكتوب عليه FASKEIA ومنذ ذلك اليوم حرصت على ألا أقدم الفواتير إلا بخط جميل ومنظم 
(( انفصال المشاركة مع صديقي))
** وفي أحد الايام وبدون مقدمات كتب لي صاحبي ناصر في ورقة كبيرة  أن خالي يريد المحل وعلينا ان نصفي العمل  ونعطيه المحل .
** صفينا العمل وكل أخذ حقه بدون اختلاف وبدون تأثر في علاقة الصداقة التي بربطنا .
** ولكن عندما ساورني الشك في حقيقة أن خاله ( صاحب المحل ) هو الذي أمره بتسليم المحل  ،  ذهبت الى ( خاله ) ومن خلال التحدث معه لاحظت أنه لم يطلب تسليم المحل وقال لي اذا أردت أن تؤجر المحل انت وحدك فأنا موافق ، فوافقت وأعطيته من جيبي ال30 جنيه 
(( الانتقال الى حجرة بالدور الأرضي ))
** وبعد شهر من التصفية وأثناء التحدث مع زوج أختي عماد ،  قال لي أن بالمنزل حجرة شاغرة ملحق بها دورة مياه يمكن استخدامها لتجارة طيور وأسماك الزينة
**تركت المحل ونقلت الى الحجرة وكانت مصدر رزق وفير في  أول عامين نتيجة الانبهار في البداية  ، وبعدهذه الفترة بدأ الربح يقل و يستقر على معدل ثابت ، وقد يرجع ذلك لبدء ظهور منافس في هذه التجارة ثم بدأ ناصر يرجع الى محل خاله أيضا  ، ويشغله في مجال الطيور والأسماك ايضا ويصبح ايضا منافسا لكنه لم يستمر طويلا وانسحب من المنافسة
** واتخذت للمحل اسم ( معرض جوبي ) نسبة الى سمكة الجوبي التي تتميز بتنوعات لونية كثيرة لا حصر لها ، بالاضافة الى سهولة تربيتها واكثارها ، ورخص ثمنها
** واستمر العمل في هذا المجال حتى 2005 حوالي 18 سنة تقريبا واتبعت كعادتي التسجيل اليومي للمبيعات وجميع الانشطة بالمحل .
(( التعامل بالأجل وحيلة متكررة  ))
** وخلال هذه الفترة تعلمت الكثير عن التجارة وطرق التعامل مع عامة الناس بمختلف الطبائع ، وجربت التعامل بالأجل ولاحظت حيلة تتكرر من بعض الناس ، وهي أن يسحب شخص بضاعة صغيرة ويؤجل مبلغ بسيط ، وفي المرة التالية يدفع هذا المبلغ بكل أدب وذوق ويقول ما معناه أنه لا ينام ولا يستريح إلا عندما يسد الدين ، ثم يأخذ بضاعة أكثر ،  ويؤجل في هذه المرة ثمنا أكثر ، ويأتي بنفس الكلمات أنه لا يستريح الا عندما يسد الدين  ، وهكذا يتكرر شرائه عدة مرات  وتأجيله لجزء من المبلغ ، وعندما يزداد هذا المبلغ يمتنع عن الحضور وسداد ما عليه من مبلغ كبير وعندما اجده في الطريق وأطلب منه المبلغ يتغير أسلوبه المؤدب ويتحول الى طبيعته شخص نصاب .
** تكررت هذه الحادثة بنفس السيناريو مع أكثر من شخص وأدركت أنها حيلة للنصب ، وأصبحت الحبلة مكشوفة ، وأصبحت عندي القدرة على تمييز هؤلاء الأشخاص قبل بدء خطتهم  ، ووصل الأمر الى احراج بعض الأشخاص المشكوك في ذمتهم . وحتى أتلافى هذه المواقف امتنعت عن التعامل بالأجل ، واكتفيت بترحيل الحسابات المؤجلة من سنة الى أخرى في أجندة حمراء حتى قررت بعد عدد من السنوات أن ألغي هذه الأجندة
** وكان نتيجة عدم التعامل بالأجل بالشراء أو البيع أن تقلصت التجارة وأصبحت أكتفي بقليل من البضاعة وقليل من الزبائن .
** واعتمدت على قليل من تجار الجملة ،  وأكثرهم  تاجر وثقت فيه ( عصام حلمي ) في شراء معظم احتياجاتي وكنت أكتفي بأخذ مستلزماتي ودفع المطلوب دون مراجعة كشف الحساب
** وكنت التزم بالصدق وعدم المبالغة في ترويج المبيعات  ، وأذكر بذلك أنني لم استطع التجارة في نوع من العصافير البرية ( المنجلينة ) ، رغم أن هامش ربحها كثير ، وكان ذلك بسبب أنني كنت أصارح الزبون بأنها لا تفرخ في الأقفاص ، وبمجرد المصارحة بذلك يتراجع الزبون عن شرائها .
** هذا بالاضافة الى شراء بعض المستلزمات القديمة من سوق الجمعة مثل فلاتر أو مجسمات لأحواض الأسماك أو أقفاص مميزة وكنت أكسب من بيعها الكثير .
 (( لم يكن المحل كنشاط تجاري فقط ))
** خلال هذه المدة لم يحدث نمو كبير في التجارة لأنني كنت أستخدم هذا المكان في أنشطة أخرى غير تجارية ، وعلى سبيل المثال اعتباره امتدادا للعمل بالتربية والتعليم فكنت أستخدمه لعمل وسائل تعليمية ، وللاطلاع والقراءة وللتدريب على عزف الموسيقى وللالتقاء مع الأصدقاء في العمل والأصدقاء في هواية الشعر ،
** وأذكر أن أحد الأشخاص عندما وجدني أعزف موسيقى بالمحل فطلب مني أن أعلمه الجيتار، وافقته وطلبت منها احضار الجيتار باليوم التالي وابدأ معه الدرس الأول  ، وفي اليوم التالي وجدته يأتي ومعه الجيتار ، ولاحظت أنه لم يصبر على تعلم السلم الموسيقي ، ومما أثار دهشتي أنه جاء ببدلة وكأنه سوف يتعلم الجيتار سريعا ثم يخرج مباشرة للعزف مع فرقة ، ويبدو أنه فوجئ بأن تعلم العزف ليس بالسهولة التي كان يعرفها .
** وفي هذا المكان كنت أقضي الساعات أيضا اتصفح الكتب التي اشتريها بأثمان غالية عن طيور الزينة وأسماك الزينة وكانت كتب أجنبية من مصادر موثوق بها وكنت أبذل الجهد الكثير في ترجمتها والعثور على المعلومات التي تفيد الهاوي ، والفت عديد من النشرات منها تربية الكائنات الحية ، تربية طيور الزينة ، التقسيم العلمي لطيور الزينة ، تربية أسماك الزينة التقسيم العلمي لأسماك الزينة ، الاسماك الولودة ، العصفور الاسترالي ، الكوكاتيل ، خطوات عمل حوض الأسماك ، النباتات المنزلية وكانت تباع النشرة بربع جنيه ولكن لم يتم بيع الكثير منها لأنها لم تكن ملونة .
(( نشرات ارشادية ))
** ومن هذه النشرات كان موضوع الأهمية التربوية لتربية الكائنات الحية ، لاقى هذا الموضوع اهتمام الدكتور مصطفى رسلان  - دكتور بقسم الزينة - فأخذ العديد من النشرات التني ألفتها وجمعها في الباب السادس من مذكرته نباتات وحيوانات البيئة ، وعندما وجد أن بعض الكتابات تحتاج الى مزيد من التوضيح طلب مني أن أشرح هذه المعلومات في محاضرتين بكلية رياض الأطفال عام 1992 ، ووفي يوم القاء المحاضرتين لاحظت اعجابا شديدا من الطالبات لهذه الموضوعات الجديدة وتناولها بشرح شيق وتم ملاحظة ذلك بالأسئلة التي كانت تسألها الطالبات .
** ولكنني في هذا اليوم صدمت عندما وجدت أن هذا الدكتور لم يقول لي مسبقا أنه قدم المادة العلمية في الباب السادس بل كان طلبه مجرد القاء محاضرتين عن موضوع أسماك الزينة والنباتات المائية
** وحتى يرضيني هذا الدكتور أعطاني مجموعة من المطبوعات عن نباتات الزينة ، ويبدو أنه أدرك أنني لا أهتم كثيرا بالنواحي المالية من خلال تعاملاته
(( عن تصنيف هواية تربية الكائنات الحية ))
** ومن خلال النشرات كنت أذكر أن تربية نباتات وحيوانات الزينة تتم لعدة أغراض ، وهي : التربية من اجل الاستمتاع بجمالها ، أومن أجل جمع واقتناء العديد من الأنواع المختلفة ، أو الاقتناء لقيمة مادية نقدية ، أو الاقتناء لقيمة معنوية أو روحية .وكنت أدعو القارئ لكي يحدد ما هو الهدف الذي يسعى اليه من تربية الكائنات المختلفة .
 (( اقناع كلية الزراعة بعمل أحواض زينة ))
** وكان لاقتناعي الشديد بهذا المجال فاستطعت أن أقنع كلية الزراعة بعمل أحواض زينة في قاعة أعضاء هيئة التدريس ، وابتكرت فكرة الاشراف على هذه الاحواض مقابل مبلغ زهيد حتى يكون تواجدي باستمرار في الكلية لتلبية- احتياجاتهم  واستمر هذا الاشراف حوالي عشر سنوات من 1988 الى 1998 تقريبا
(( طلب السماح بزيارة المزرعة السمكية بالكلية ))
** وحدث ذات يوم عندما عرضت على دكتور عبد العزيز نور بقسم الثروة السمكية أن يسمح لي بزيارة المزرعة السمكية بالكلية فقال لي بشرط انك تجيبلي ... وأشار الى حوض السمك ...  وقبل ان يكمل كلامه قلت له أنا لا أقبل الشرط ، وانا عندي اصحابي كتير وممكن اروح في أي وقت للمزرعة  .
((الاشتراك في اليوبيل الفضي لكلية الزراعية ))
** وفي هذه الفترة عام 1992 عرض علي د عبد العزيز نور بقسم الثروة السمكية أن استأجر باكية في معرض اليوبيل الذهبي بالكلية مقابل 1000 جنيه رفضت فقال لي 500 رفضت أيضا ثم قال لي بدون فلوس بشرط ،  سألته ما هو الشرط ؟ قال انك تساهم في تنسيق الباكية الخاصة بقسم الثروة السمكية بالكلية وذلك  بعرض أحواض أسماك زينة وسوف نسمح لك ببيع اسماك الزينة
 ومستلزماتها كما تشاء ،  قبلت هذا العرض ، ولكنه لم أحقق منه عائد مادي يغطي التكلفة وخاصة لأن بعض الدكاترة كان يطلب مني هدية حوض سمك معتقدا ان هذه الهدية لن تكون مكلفة وانني أحصل على ربح يغطي الهدايا .
** كما طلب مني هذا الدكتور أيضا عمل نشرة عن تربية اسماك الزينة وأنواعها  بالاشتراك مع أحد المعيدين الاستاذ / محمد عبد الله ، الذي أضاف معلومات عن التغذية للأسماك لا علاقة لها بأسماك الزينة  رحبت بهذه الفكرة مع الاشتراط بأن يوضع اسمي كمدرس تربية زراعية قبل اسم المعيد الذي يعتبر مدرس مساعد بالكلية   
 ( نشرة بمناسبة اليوبيل الفضي لكلية الزراعة )
** وبعد هذا المعرض يبدو أن الدكتور عبد العزيز نور اراد أن يكافئني على مساهمتي  بطريقة مشرفة للقسم في هذه المناسبة  فطلب مني عمل عدد 40 حوض متر ولوازمها من المواتير وأوكلني بعمل اجراءات المناقصات بنفسي وفي هذه المرة حصلت على ربح مناسب يعوضني عن خسائر المعرض .
 (( صداقات من معرض طيور واسماك الزينة ))
** وتعرفت من هذا المكان على العديد من الصداقات التي أعتز بها ، ومن هذا المكان تربى بعض الشباب على مبادئ أخلاقية عالية وتأثروا كثيرا بطباعي رغم أن بداية تعرفهم على المكان معاملة تجارية بيع أو شراء ، منهم من أعجبته فكرة تعلم الموسيقى وسلك هذا المجال الى درجة كبيرة ،
** ومنهم أحد العازفين في أفراح البدو ( عم صابر ) وتعلمت منه بعض المعزوفات .
(( التدريب على الهارمونيكا ))
**  وتعرفت على شخص  يجيد الهارمونيكا ( عم زكريا ) تعلمت منه أساسيات العزف عليها وكان يجد في هذا المكان ارتياحا للتحدث معي رغم انه كان يعاني اعاقة في رجله  نتيجة حادثة ، وكنت أشتري بعض الآلات الموسيقية من سوق الجمعة وأعطيها له أحيانا لاصلاحها ، وكنت أعتبر أنني بذلك اقدم له خدمة انسانية لشغل وقت فراغه حيث أنه كان كبير السن وعلى المعاش
** ومن الشباب الذي استعنت بهم في البيع وفي اصلاح المواتير / حمد -  وهو انسان مهذب يعرف الأصول وكانت له مواقف تدل على ذلك ومنها انه كان ينصحني بعدم الانشغال عن التجارة  باهتمامات أخرى ، ولم يكن ماديا في تعاملاته بل كان يضع اعتبارات انسانية كثيرة في عمله . 
** وصاحبه أحمد عبد المنعم الذي كان لا يقل عنه  تحليا بالاخلاق العالية .
** وآخر مثل محمد شوقي وكان يحب الغناء وله قدرات فائقة ولكنه لم يستغلها رغم أنني كنت كثيرا ما أنصحه بتنمية هذه القدرات بالدراسة والتدريب  .
** ومنهم من انبهر بالمواد الطبيعية التي كان يشتريها مثل السمان – تاجر الألبان  الذي غير اسم محله الى التمساح نسبة الى التمساحين الذي اشتراهم مني في البداية ثم كانت بداية انطلاقاته لتسمية محله بالتمساح ثم انشاء قرية الاسد ،  ومما أذكره أنني قد دونت بيع التمساحين في سجل اليومية في عام 1992
(( التسجيل الدقيق بدفتر اليومية  ))
** أذكر أنني في جميع أعمالي التجارية منذ الثمانينات كنت التزم بدفتر اليومية والتسجيل الدقيق للمبيعات والمشتريات .
** كماحرصت على محاسبة العاملين معي بالمحل بدقة وفقا لعدد ساعات الحضور بالمحل   ، فقد كنت منبهرا بهذه الفكرة ، وكنت أطبقها بكتابة رمز بسجل اليومية بشير الى عدد ساعات العامل ، لذلك فلم اختلف مع شخص بخصوص التأخير في الحضور ، وكنت أترك مطلق الحرية للعاملين معي في الحضور والانصراف بأي وقت
(( مشغولات القواقع ))
** وفي هذا المحل أيضا تمت صناعة مشغولات القواقع والمحار وبيعها الى التجار في منطقة القلعة وبير مسعود ، وكنت أبذل جهدا كبيرا في ابتكار فورمات جديدة يتم تقليدها فيما بعد وبيعها بأثمان أرخص ، ثم ابدأ في ابتكارات أخرى .
** وقد كنت أشتري القواقع بالكيلو أو بالجوال من تاجر من ادكو ، وكان الشراء يتم بداخل المحل دون الذهاب الى ادكو ، وأذكر أنني في احدى المرات  ذهبت اليه في ادكو لشراء بعض القواقع ، فشاهدت عنده  شخص  من نفس بلده أدكو يشتري منه نوع من القواقع ويساومه  بشدة على قروش قليلة ولاحظت ان ما يشتريه التاجرمنه  ب 7  قروش اشتريه أنا ب25 قرش ، فعزمت على أن استفيد بهذا الفصال واشتري من نفس النوع .
(( فكرة التدوير ))
** وعن طريق مشغولات القواقع اقتنعت بأهمية التدوير ، وأن لكل مهنة ولكل نشاط مخلفات يمكن تدويرها بصناعات أخرى ، وازداد تأكدي أن بلدنا يمكن أن تنهض بحسن استغلالها  للمخلفات .
** وعلى سبيل المثال فقد كانت القواقع المكسورة لها أعمال فنية خاصة ، و المثقوبة اصنع منها تنسيقات يتم فيها اخفاء ثقبها  أو استخدمها لعمل العيون، والقليل منها لعمل عقود ، وهكذا .
وفيما بعد كتبت في مدونتي كثيرا عن التدوير بصفة عامة وصنفته الى تدوير مواد غذائية وغير غذائية وأشرت الى أن التدوير خاصية موجودة بداخل جسم الكائن الحي حيث يقوم الكبد بتحويل بعض السموم الى سكريات ومواد نافعة ، وأن علينا أن نراقب ونتعلم من الكائنات الحية فنظام الكائن الحي هو أفضل مثال لقيام دولة ناجحة .
(( مدونة عن التدوير ))
** واقترحت على زوجتي أن تتبنى موضوع التدوير في مدونة خاصة بها من أجل شغل وقت فراغها بدلا من الألعاب الكومبيوترية ، وكثيرا ما كنت أقول لها ان الكتابة على المدونة يحقق متعة أكثر من الألعاب الكومبيوترية بالاضافة الى أنه يحقق عائد تراكمي يزداد مع كل ثانية عمل .
** وطبقت فكرة التدوير يتخصيص مكان على السلم  به رمل قليل و يتم فيه القاء مخلفات الطيور يما فيها القشور ، ولم تسبب هذه المخلفات روائح لجفافها وسرعة تحللها ومن وقت آخر كنت استخدمها كمخصبات في مركز تدريب الكشافة البحرية  وأذكر انني استخدمتها في دفن يعض العصافير النافقة وحصلت منها على هيكل عظمي كامل نقي من كل شوائب اللحم واستخدمته كإحدى معروضات المعرض السنوي للتربية الزراعية ، وعندما دفنت سلحفاة به فوجئت بأنها تحللت وبقيت منها بيضتين بم تتحلل فاحتفظت بالبيضتين كنموذج لبيض السلحفاة ، وفي هذا المكان أيضا ربيت نوع من القوارض يجمع في شكله تشابها مع كل من الأرنب والفأر ، وفي أحد الأيام وجدت أن عدد الحيوانات ازدادو واحد ا ، اكتشفت بعد ذلك أن هذا النوع يلد صغاره مكتملة الفراء  مفتوحة العينين قادرة على التغذية العادية 
** وفي مرة أخرى ربيت في هذا المكان عدد من السمان استعدادا للمعرض وفوجئت بنمو غير عادي للسمان يفوق ما قرأته في الكتب ، مما أثار دهشة الزائرين للمعرض ، وفسرت ذلك بأن السمان قد تغذى على الحشرات التي تنمو على  مخلفات الطيور .
(( تربية فطر عيش الغراب في المحل))
** من الأنشطة التي قمت بها  تربية فطر عيش الغراب في المنزل وفي المحل واكتسبت خبرات كثيرة علمية وعملية  في هذا المجال ، وعن طريق صديقي بكلية الزراعة / مجدي شلبي تعرفت على المهندسين / محمد الحسيني ، ومحمد صقر المتخصصين في هذا المجال ، وذهبت مع جمعية المزارعين في زيارة لمزرعة عيش غراب على مستوى تكنولوجيا عالية في محافظة الغربية ، وعن طريق هذه الجمعية أيضا ذهبت في زيارة الى ندوة بادكو عن زراعة النخيل البلح واقتصادياته ومشكلاته .   
(( مقايضات بالمحل ))
** ومن هذا المكان ( محل طيور وأسماك الزينة )  كنت أشتري بعض الآلات الموسيقية  بالمقايضة بالطيور وغيرها ومن هذه الآلات العود والمندولين الذي تعلمت عليه بناتي وخاصة داليا .
** وأذكر أنني بعت الجيتار الذي تعلمت عليه الموسيقى لأحد زبائن المحل وكان ذلك نتيجة لضائقة مالية ، ولكني بعد فترة استرجعت الجيتار بثمن أغلى وكان ذلك ليس لغرض اللعب عليه وانما لأنه يمثل قيمة تذكارية لا تقدر بثمن .
(( سوق الجمعة ))
** ومن أهم الأنشطة التجارية في هذا المكان هو حرصي على الذهاب الى سوق الجمعة لشراء الأشياء القديمة التي منها مشغولات يدوية ، وكنت استبقي منها الجيد ، وابيع ما هو مكرر أو أقل جودة ، وكان ذلك يتم أيضا مع الطيور والاسماك وغيرها من الكائنات الحية ، ولم يكن عجيبا أن هذا المكان كان مصدر تعلم أشياء كثيرة ، عن الكائنات الحية وعن التعامل مع الناس بمختلف طبائعهم
** كنت أحب هذا المكان واعتبره مثل المنزل أمارس فيه حياة كاملة  وليس مجرد مكان عمل ولن تكفي الصفحات في التحدث عن الانشطة المتعددة التي كنت أقوم بها
(( عرض أخي على أن اغير النشاط الى مكتي تصوير ))
** في أحد الأيام أثناء التسعينات أحضر أخي الى محل أسماك الزينة ماكينة تصوير كي استعملها تجاريا واغير النشاط الى تصوير ، رفضت ذلك وأجبرته على ارجاع الماكينة الى السيارة النقل ، وكان ذلك يناء على الاقتناع بالعمل في مجال طيور وأسماك الزينة دون غيره من الأعمال .
(( اختراعات في المحل ))
** كان الوقت الذي أقضيه بالمحل يوفر لي فرصه لاختراعات وابتكارات كثيرة منها عمل نباتات مائية شبيهة بالطبيعية من حيث الحركة الحرة ، وذلك عن طريق ادخال قطعة صغيرة من الرصاص غير مرئية في الطرف السفلي للنبات مما يسبب ثقل يجعل النباتات في وضع رأسي تسهل حركته مع أقل حركة من الأسماك أو الماء
** وتقليب قطع الزجاج المكسورة في الماء لكي تأخذ أشكالا مستديرا مثل الزلط الملون ، ولكنني لم أطبقه كثيرا لأنني لاحظت أنه يحتاج الى وقت كبير ويحتاج الى آلات للتقليب .
** طبق الدش القديم لاحظت أنه يمكن لصق الأوراق اللامعة اللوفان او الالومينيوم لكي يتحول الى سطح عاكس كبير يمكن به تجميع أكبر قدر من أشعة الشمس في بؤرة ساخنة يمكن الايتفادة بحرارتها
** باكتشاف أن درجة حرارة الماء المتحرك في الحوض تنخفض درجة حرارته صممت ما يشبه ثلاجة لخفض درجة حرارة ماء الشرب وذلك باستخداتم وعاء توضع به ماء يتحرك بواسطة غمر حجر هواء ( سكرية ) موصلة بموتور ضخ هواء وفي هذا الوعاء توضع الزجاجة المملوءة بماء الشرب  لكي يتم تبريدها بالماء المتحرك .
** واختراع آخر لم يتم تطبيقه وهو صهر البلاستيك القديم وخلطه بنسبة من الرمل لزيادة وزنة  ثم القاء هذا المصهور في ماء بارد فيأخذ أشكالا عشوائية وكأنها شعب مرجانية  يمكن استعمالها في ديكور حوض السمك
** وأثناء التجول ذات يوم في خورشيد بجوار مصنع زجاج لاحظت أن خبث الزجاج به أشكال عشوائية جميلة تصلح لتزيين أحواض الاسماك أخذت منها وبعتها في المحل كصخور طبيعية جميلة لها شكل جديد .
(( سرقات من محل الزينة ))
**حدثت سرقات عديدة  من أشخاص زبائن ، واقتحام من شباك المنور ، وكنت أتأثر كثيرا عندما افتح الباب وأجد منظر الأشياء المبعثرة االملقاة على الأرض والرفوف الخالية التي تم سرقة محتوياتها ، احساس خاص جدا يجعل قلبي يرتجف وعقلي يدور ويأس شديد يجعلني لا أقوى على الوقوف .
** كانت السرقات تحدث أيضا من اشخاص كانو يعملون بأجر ، وأذكر أنني ذات يوم لاحظت سرقة مواتير من الرف وعندما سألت الصبي الذي يعمل معي ادعى أن شخص له مواصفات كذا وكذا وتمثيلية من هذا القبيل ،  وكان مظهرهذا الصبي في غاية اللطف والطيبة ويعد لي الشاي ويقدمه لي أنا واحد الاصدقاء ، ويأتي لي بالخبز البلدي الذي تصنعه والدته ولا يأخذ ثمنه إلا بإلحاح شديد ويتكلم عن الذوق والأخلاق ، وفي احد الأيام وجدته يحمل شيئا في يده ويخرج مسرعا بحجة الذهاب الى مشوار خاص ، واكتشفت أن هذا الشيء هو عصفور استرالي ذهب لكي يبيعه لصديقي ناصر الذي كان يعمل ابضا في هذا النشاط ، ذهبت الى منزله وكان في ليلة السحور في رمضان ، وعرضت الأمر على والده ، فقال لي انه كل يوم يأتي بشيء جديد ، وبعد ان اعترف الصبي بالسرقة أمره والده أن يفرع حوض السمك ويحمله الى المحل وأن يرد كل ما سرقه ، ومنذ ذلك الوقت لم ارى هذا الصبي
** شخص آخر كان والده من أفضل العملاء ( الزبائن ) تعاملا وخلقا لدرجة انني كنت اذهب الى بيته اذا طال انقطاعه عن الشراء ، وعندما توفي والده عرض علي ابنه أن يعمل معي فوافقت ، وبعد قليل من الأيام وقبل أن يحصل على أجره اكتشفت سرقة بعض الأشياء وبعد أن تأكدت أنه السارق عندما وجدته يبيع هذه الاشياء لأحد العملاء ، ذهبت الى والدته فعرضت علي ثمن الاشياء المسروقة وطلبت مني أن اكتم هذا الأمر حتى لا يعرف أهل والده بذلك ويتهمونها بأنها لم تحسن تربيته
** شخص آخر أيضا من العاملين معي عندا اكتشفت سرقة بعض الاشياء ( مواتير لأحواض السمك ) وبالبحث تأكدت أنه السارق وقبل أن اصارحه وأواجهة أجريت اختبارا له بالقاء مبلغ من المال في الأرض في مكان المبلغ المسروق سابقا وقلت له ينظف المحل وعندما تأكدت أنه أخذ المبلغ وأخفاه  لم اواجهه بالشتائم أو الضرب لأنني أعرف أنني لن أحصل على نتيجة فاهتديت الى فكرة أنني أثقلت عليه في آخر يوم له بالعمل في لصق القواقع وغيره من الأعمال وفي نهاية اليوم بعد أن أتم عملا كبيرا قلت له ما معناه ( مش عايز أشوفك تاني لانك انت اللي سرقت كذا وكذا وكذا ) وفاجاته بكل الدلائل وطلب مني حسابه فرفضت وقلت له ان ده جزء من اللي سرقته .
** حدثت هذه السرقات رغم أنني لم استعين بأي شخص الا بعد التأكد من أخلاقه ، وهذا لا ينفي أن أشخاصا آخرين كانوا أمناء منهم اثنين في غاية الأخلاق حمد عبد الحليم ، وأحمد عبد المنعم ولكنهما لم يستمرا كثيرا وكنت أترك لهم المفتاح ولم آخذه منهم وقلت لهم مامعناه ان يعتبروا أن هذا مكانهم يفتحونه في أي وقت  .
** والى جانب حوادث السرقة حواث نصب وتبديد من أشخاص آخرين كانوا بتظاهرون بالطيبة وحسن الأخلاق ، ومنهم من كان يعظني من بعض الناس أشباهه ولكنني اكتسبت خبرة في كشف نصبهم واحتيالهم أحيانا قبل الحدوث أو بعد الحدوث .
** وكانت لأحداث السرقة والنصب أثرا في عدم الرغبة في تشغيل آخرين وكنت أعمل كل شيء بنفسي واكتفيت بالعائد البسيط نتيجة عدم المغامرة وتوسيع النشاط .
(( مواجهة بعض الصبية المشاكسين ))
** موقف آخر كان مع أحد الصبية الذي حاول تكرار الاستظراف بالكلام وبعد أن طردته لأكثر من مرة وجدته يكرر مجيئه فابتدعت فكرة أنه قد سرق مني 38.5 جنيه كانوا على المكتب وأصررت على هذا الاتهام حتى أتى أحد أقاربه ومعارفه يدافع عنه ، وكتبت لهذه الفكرة النجاح أكثر من الشتم أو الضرب
(( زيارة مفتش الضرائب ))
** حدث وأن حضر مفتش ضرائب الى المحل وبعد التحية جلس بكل ثقة وقال عايز حاجة صقعة علشان انا واكل تقيل ، وقال لي انك عملت شغل بشرم لشيخ ب400 ألف جنيه اندهشت لذلك ونفيت ذلك بشدة ويبدو انه اقتنع بكلامي عندما ركز النظر على كمية البضائع البسيطة جدا ومستوى المكان وأطلعني على مستندات تفيد ذلك ويبدو أنه لم يكن مصرح له الافصاح عن هذه المستندات ، اعتبرت أن أحد التجار استغل البطاقة الضريبية في أعمال خاصة به وساورتني الشكوك في بعض المترددين ولكن بعد كثير من الطلبات والتظلمات والاجراءات  التي استغرقت سنة قضيتها في معاناة شديدة اتضح انها غلطة حاسب آلي ,اقنعني المحاسب الذي وكلته أن (كل شيء انتهى ومفيش عليك أي حاجة)
(( بدء التراجع عن ممارسة العمل بالزينة ))
** وكان لهذه الواقعة أن رغبتي ضعفت في الاستمرار بهذا العمل وعندما عرض علي أحد شباب المنطقة أن أتنازل له عن المكان مقابل استغلال هذا المكان في تجارة الملابس  نظير مبلغ من المال 12 ألف لي ومثلهم لأصحاب البيت ، وافقت على ذلك وتم دفع الفلوس والتنازل ، أغضب هذا التنازل أحد السكان وابنه ضابط شرطة  وهدد الشاب بأنه لن يسمح له باستغلال هذا المكان للملابس أو لغيره وخاف الشاب من ذلك وتراجع عن اتفاقه وأرجعنا له ما دفعه بعد أيام قليلة ، وكان هذا تعنتا سافرا من هذا الساكن رغم أن علاقتي كانت طيبة جدا معه من قبل وكان ابنه الضابط يعمل عندي  أثناء طفولته مقابل جنيه يوميا .
** وكانت صدمة لي عندما ابلغ الساكن الحي لاغلاق المكان وحدث ذلك الغلق بناء على معاينات وهمية ذكر فيها أنني استغل مكان غير مرخص وأنه جزء من المنور وغير ذلك مما نفته المعاينات التالية ، وقضيت أياما وأسابيعا في مشاوير طويلة من أجل فك الغلق .
(( اجراءات عجيبة مع الحي والشرطة ))
** سطورا قليلة ذكرتها في هذه الواقعة ولكنها استغرقت اجراءات عجيبة حرصت على كتابتها منها أن مفتش المعاينة قال لي لا تترك في هذا المكان غير ترابيزة وكرسيين ، وعندما فعلت ذلك جاء المفتش الآخر ورأي الترابيزة بها درج صغير فذكر أنها مكتب وكرسيين ، واعتبر ذلك دليلا على نشاط تجاري وطلب مني أن اترك المكان خالي على البلاط ، وعندما فعلت كتب تقرير بأنه لا توجد افراد ومنقولات ثم تم الاعتراض على منقولات ولاأدري لماذا ولكن في هذه المرة استكفى بشطب كلمة المنقولات ، وكثير من هذا القبيل لاداعي للتحدث عنه ويكفي أنني عانيت كثيرا في التعامل مع موظفي الحي المتواطئين مع الشاكي لدرجة انني اقتنعت أننا في بلد لا تنصر الضعيف وأن الرشاوي مطلوبة في كل الأعمال المشروعة والغير مشروعة أيضا ، 
(( التنازل عن المحل بمبلغ قليل ))
**عندما أتي مشتري للبيت كله 2005 عرض علي مبلغ 7 آلاف جنيه مقابل التنازل عن هذا المكان فوافقت دون تردد وانتهت صلتي بهذا المكان بعد فترة تقرب من العشرين عاما قضيتها في العمل بمجال طيور وأسماك الزينة وكانت من أحب الأعمال التي مارستها ولكنها لم تنتهي النهاية المناسبة
** وحتى أخفف عن نفسي والأعباء التي مررت بها قمت برحلة تابعة للادارة الى الأقصر وأسوان .
(( البحث عن عروسة أثناء العمل بمدرسة القباري ))
** في بداية التعيين بمدرسة القباري الاعدادية المسائية وفي أواخر الثمانينات بدأت أشعر بأنني اندفعت في استئجاري لشقة بولكلي ، وبمساعدة الوالدة وخالي أخذت شقة في سيدي بشر في نفس البيت الذي استأجر فيه صديقي ناصر شقته
** استأجرت الشقة بسيدي بشر وأصبح عندي شقتين ويجب التنازل عن احداهم حتى أحصل على نفقات الزواج وحتى اسدد الديون التي اقترضتها
** كانت عندي ثقة شديدة بامكاني الزواج عن طريق  المدرسة وكنت انتظر من السنة للسنة حتى تأتي مدرسة اقتنع بها وأحاول الارتباط بها
** كنت أضع شروطا كثيرة في المرأة التي أبحث عنها كزوجة وهي قدر مقبول من الجمال ومتعلمة ومثقفة ومن أسرة محافظة ومستقرة ماديا ، لا فقيرة ولا غنية
** ولم أضع في اعتباري على الاطلاق شرط العمل من أجل المساهمة المالية  ، وانما من أجل اكتسابها خبرات تفيدها في تقدير جهود زوجها وتقدير مشاكله في العمل وخبرات في التعامل مع الآخرين ، و كنت أفضل العمل للمرأة قبل الانجاب ، على أن تتفرغ بعد الانجاب لتربية الاطفال حتى سن المدرسة .
** وكنت راضيا بمرتبي القليل وراضيا بعملي في مجال طيور وأسماك الزينة الذي أكسب منه القليل أيضا ، وعلى ثقة في أن أعيش حياة سعيدة على هذا القليل دون الاستعانة بعمل الزوجة وخاصة لما كنت أسمع عن الخلافات الزوجية التي تأتي نتيجة عمل المرأة . 
(( أثناء البحث عن عروسة ))
** أثناء البحث عن عروسة ذهبت الى والدتي بمدرسة الفواطم للتعرف عن احدى المدرسات رشحتها لي والدتي ، قضيت حوالي ساعة مناقشة معها في أمور متعددة  ، لم أشعر تجاهها بميل عاطفي أو اقتناع عقلي ،  وصرحت بذلك لوالدتي ، وتمنيت أن يكون الرفض من ناحيتها  مراعاة لعدم تأثرها وجرحها ، اقتناعا بأن المرأة هي الاضعف والأكثر تأثرا بالرفض  أما الرجل فإنه لا يصطدم بالرفض لأنه هو البادئ وصاحب الارادة ويمكن له أن يغير اتجاهه بالبحث عن أخرى ، وكأن شيئا لم يحدث .
** وعندما علمت انها وافقت ، شعرت بحيرة في مواجهة هذا الموقف  ، فتطوعت احدى زميلات والدتي بأن تفتعل أقوال لكي تتراجع البنت عن موافقتها ومن هذه الاقوال انني انوي السكن مع والدتي لأنني لم أحصل على شقة .
(( رفض الشقة ))
** طالت السنين وأجد نفسي قاربت وتجاوزت الثلاثين ولم  تأت بادرة بهذا الشأن
** وفي احدى المرات عرضت علي احدى الأقارب عروسة ذهبنا اليها بمنزلها وعرفت انها كانت تلميذة سابقة لوالدتي وقد اعطت لوالدتي في عيد الأم كارت معايدة ، دعوت هذه البنت مع أهلها لمعاينة الشقة الجديدة  بسيدي بشر ، فكان الجواب بالرفض لأنها صغيرة أدى ذلك الرفض الى شعوري بصدمة جعلتني أعتبر أن الشقة لابد وأن تكون هي المحور الأهم في عملية الزواج التقليدي
** وبدأت أميل الى اتباع الطريقة الغير تقليدية والتي يكون فيها الميل العاطفي هو الأساس
(( التعرف على مدرسة جديدة بالمدرسة ))
** وفي احدى السنوات وجدت مدرسة لها صفات الجدية في العمل والتلقائية في التعبير والفكر الغير تقليدي وقلة اهتماماتها بالأمور النسائية مثل باقي الزميلات ، أحسست  انها الأقرب لي وأنها يمكن أن تتفهمني .
** طلبت منها الارتباط بسرعة وبدون مقدمات ، وعلى امل كبير في موافقتها ، ويبدو ان هذه السرعة قد أثارت شكوكها في شخصيتي وتعجلي واندفاعي فرفضت
** اعتبرت ان المسألة قد تحتاج الى وقت كاف لكي تفهمني وتوافق .
** ذهبت الى منزلها وطلبت منهم زيارتنا بالمنزل ... من أجل المزيد من التعارف عن قرب وتوطيد العلاقات ، ولكن لم الاحظ تطور في رأيها .
** كنت على ثقة شديدة في أنها سوف تقبلني لأنني وجدت فيها صفات جيدة ابحث عنها تتناسب مع طبعي ، فهي مدرسة ناجحة وجادة في عملها ، وغير نمطية .
(( رفض لأكثر من مرة ))
** وتدخلت كثير من الزميلات وكان التردد شديد منها ولكن بعد عناء قبلت ان نذهب الى اهلها ونتفق على المهر والشبكة ، وذهبت مع والدي وحدث اختلاف على قيمة المهر فأرجأنا اللقاء مرة اخرى ، على أمل انها اذا كانت موافقة وغير مترددة سوف تقبل بالمهر2000 والشبكة 1000والتي عرضها والدي ولم أتدخل في هذا النقاش لاقتناعي بأن هذه الأمور تجعل الزواج مثل البيع والشراء  .
** لم يهمني في الأمر إلا أن يزول التردد منها وأن اجد منها  بادرة ولو بسيطة بقبول الارتباط بي لشخصي  ، وبدأ اقتناعي بها يقل ووجدت نفسي أنظر انا الى الموضوع بالقياس والتفكير العقلي  وتأكدت بعد ذلك انه لافائدة من تكرار العرض وعدم وجود بوادر اتغير الرأي .
(( واحدة بمدرسة أخرى ))
** وأثناء المعارض السنوية تعرفت على بنت من مدرسة أخرى وذهبت  لزيارة منزلها البسيط في حي شعبي ، قبلتها شكلا ولاحظت قبولا منها واقتناعا كاملا بي رغم انني حدثتها عن ميلي السابق لأحد الزميلات .
** لكن عندما تعرفت على والدتها  وعرفت انها تعمل عملا بسيطا وغيسر متعلمة وقد بدت منها  حدة الطباع مما يجعلني أتشكك في الاستمرار واكمال الخطبة . 
** انهيت علاقتي بها وقلت لها ان أهلي غير موافقين وان الزواج يتم بين عيلة وعيلة وليس بين فرد وفرد فقط  وفضلت ان تكرهني وترفضني عن رفضي لها  ، وفي الحقيقة كان لرفضي لها صعوبة كبيرة على نفسي لدرجة أنني أحيانا كنت أشعر بتأنيب الضمير ولم يرتاح ضميري إلا عندما علمت أنها تم خطبتها وزواجها أيضا .
(( واحدة أخرى بنفس المدرسة ))
** وفي احدى المرات تسرع المدرس الأول وعرض على احدى الزميلات كذبا أنني أطلب خطبتها ، فوافقت المدرسة على الفور وشعرت بالاحراج وأكملت المشوار وذهبنا للتعرف على الاسرة وأجلنا التحدث في التفاصيل بعد معاينة الشقة
** وعندما جاء يوم معاينة الشقة وجدتها ترفضها ايضا وقالت لي ما معناه أن الشقة كلها زي الأوضة ( رغم أن الشقة لم تكن اضيق من الشقة التي كانت تسكن فيها ) فقلت لها بحدة ما معناه : هذه الشقة ولن أغيرها وعليك الرد اليوم نعم أو لا ، وأمامك فرصة اليوم فقط
** وقد كان سبب حدة كلامي معها أنني  كنت قد اوضحت لها مسبقا ان الشقة صغيرة ، وبعد ذلك  لاحظت تراجعا عن رأيها في الشقة إلا أنني انتهزتها فرصة لانهاء الموضوع وبقيت بيننا علاقة زمالة عادية واحترام متبادل وكأن شيئا لم يحدث ، ويبدو انها علمت أن الموضوع من البداية لم يبدأ مني ولكنه بدأ من المدرس الأول ، بل انها حضرت في حفل زواجي من المدعوين .
** أثناء البحث عن عروسة كنت دائما أنظر الى أيدي المدرسات لكي أعرف هل هي مخطوبة أم لا ، وفي احد المرات أثناء زيارة مدرسة الورديان الاعدادية بناء على طلب موجه التربية الزراعية من أجل مساعدتهم في المعرض لاحظت واحدة من المدرسات لم تكن محجبة وكانت بيدها دبلة خطوبة ، أعجبتني المدرسة وتمنيت لو كانت غير مخطوبة .
** يمر عام تقريبا أو أكثر وتأتي مدرسة بالأجر وكانت محجبة تأخرت في التقدم اليها حتى تقدم لها أحد من الزملاء بالمدرسه وقبلته وتمت الخطوبة ولكن بعد فترة قليلة تم الانفصال وتقدمت أنا عن طريق وساطة من الزميلات وحدث القبول بعد فترة ، وفي هذه المرة حدث التوفيق وتمت الخطوبة وعرفت بعد ذلك أنها هي المدرسة  التي تمنيت ألا تكون مخطوبة من قبل ، وحدث التوفيق والزواج وعلمت بعد ذلك أنها كانت مترددة في قبولي لأنني كنت غريبا في طباعي بالنسبة لزملائي حيث كانت زميلاتها من قبل يتحدثون عن فرط اهتمامي بعملي لدرجة غير مألوفة 
 (( مذكراتي بعد الزواج ))
** وعندما جاءت السنة 1992- تعرفت على مدرسة جديدة بالأجر وهي زوجتي الحالية ، راقبتها عن بعد ، لاحظت أنها على قدر كبير من الالتزام الخلقي وانها تعتمد على ضميرها في العمل ولها رغبة في تربية النباتات وميول زراعية
** تأخرت في مصارحتها خوفا من التسرع في التجارب السابقة ، وفوجئت بخطبتها الى أحد المدرسين بالمدرسة  وقلت لها ألف مبروك ، وكان ذلك من وراء القلب . وبمجرد فسخ خطوبتها بعد عدة شهور تقدمت لها عن طريق احدى الزميلات ولاحظت ترددا في البداية  ثم قبلت ، وذهبت الى البيت وتعرفت عليها وعلى أهلها عن قرب وازداد الاقتناع بها وكانت هي النصيب
** ولاحظت من زوجتي أن لها ميولا للتعامل مع النباتات والحيوانات ، وكثيرا ما كانت المناقشات معها  في أمور خاصة بالهوايات وكنت أسعد بأنها تشاركني في تناول الأمور الحياتية بعمق ودقة
** وأذكر أن أول ( فسحة ) معها أثناء الخطبة كانت الى حي كوم الدكة ، وحتى نبرر تجولنا في هذا الحي أمام الناس كنت أسأل عن منزل أحد أصدقائي بالكلية .
** وفي مرات أخرى أذهب معها الى الحديقة الدولية وفي كافتريا بالحديقة أذكر أنني لعبت معها الشطرنج ، ومرات أذهب الى حديقة الحيوان ، والعديد من الأماكن الغير تقليدية  
** وبعد الزواج والسكن في سيدي بشر لم أكن راغبا النقل الى ادارة المنتزة ولكن ظروف المواصلات اضطرتني للنقل
(( في حفلة الزفاف ))
** في حفلة الزواج طلب من أن ارقص كما هو معتاد ورفضت ذلك لعدم اعتيادي على ذلك وبدلا من ذلك عزفت على الأورج اغنية حبيبي وعنيه ولاحظت اندهاش الفرقة لذلك واعجاب الحاضرين .
((  تجهيز الشقة ))
 ** اثناء تجهيز الشقة بسيدي بشر حرصت على عمل ديكورات غير تقليدية  بها من أجل تعويض صغر المساحة ، وعلى سبيل المثال استقطاع جزء من البلكونة لوضع الغسالة وتغيير مكان باب الصالون وعمل فورمات جبس في عدد من الأركان على شكل شموع وخصصت الحائط الايسر في الصالة الصغيرة لكي يكون به مرآة بعرض الحائط لتعطي اتساعا للصالة ، ولكن نظرا لأن قطع الموبيليا كانت كبيرة  فلم تتحقق امنيتي وتخطيطي للشقة ، لم أتحدث كثيرا عن هذا الاحباط حتى لا أثير المشاكل ، وفي قرارة نفسي كنت أتمنى أن أقوم بمفردي بتنسيق الشقة واختيار قطع الأثاث المناسبة لحجم الشقة ، ولكنني تراجعت عن هذه الرغبة عندما رأيت زوجتي راضية على هذا التزاحم الخانق لقطع الأثاث .
** وعلى رضاء زوجتي رضيت ايضا اقتناعا بأن البيت يهم المرأة أكثر مما يهم الرجل ، فأنا اقضي معظم الوقت خارج المنزل ، ولكني كثيرا ما كنت أضيق بهذا التزاحم لدرجة أنني عرضت على زوجتي كثيرا التخلص من ترابيزة السفرة واستبدالها بترابيزة صغيرة ولكنها رفضت ، وحمدت الله انها قبلت التخلي عن السراحة ونقلها الى بيت والدتها
** في بدء الزواج حاولت ان اضع نظما في المنزل لتسهيل الأعمال المنزلية وترشيد الانفاق ومنها انني وضعت نظاما لاستعمال الثلاجة بأن تخصص الأرفف العليا للغذاء المطهي الذي يحتاج الى حفظ من التخمر والرفوف السفلية للخضروات الطازجة حتى لا تتأثر أنسجتها بالبرودة العالية ولكن لم تتم الاستجابة لذلك
** كما أنني حرصت أن تكون غرفة المعيشة هي غرفة البلكونة المطلة على الشارع العمومي وأن تكون غرفة النوم هي الوسطى  وبصعوبة كنت أقنع زوجتي بذلك ، واستجبت لها بأن بدلت مكان غرفة النوم مع غرفة المعيشة ولكن لم يستمر ذلك الا عاما واحدا كنت أشعر فيه بالضيق الشديد ، وكنت أحاول أن أقنع نفسي بأن البيت مملكة الزوجة ولابد من اطاعتها
 (( مناقشات  ))
** كانت زوجتي تتفق معي في كثير من الآراء وإن كنت أكثر تحررا منها من حيث التمسك بالتقاليد القديمة  وأذكر أن ذلك كان يتضح من الاختلاف في فكرة الاهداء بأشياء لها قيمتها الوظيفية أكثر من قيمتها الجمالية أو النقدية .
** وكثيرا ما كنت أقضي مع زوجتي أوقاتا كثيرا في مناقشة موضوعات كثيرة منها آراء حول أحداث سياسية ، برامج تليفزيونية ، فقرات فنية وثقافية ، وكنت أجد أن هذه الاحاديث مثمرة في كثير من الأحيان ، وذلك من حيث الكشف عن أشياء أخرى كانت كامنة فقد لاحظت أنها تتفق معي في التقييم والنقد لبعض البرامج التليفزيونية و الأغاني والفنانين ، ومنهم أم كلثوم التي اتفقنا على انها برعت في الأغاني الوطنية والقصائد ولكنها أخفقت في كثير من الأغاني العاطفية ، وغير ذلك من الموضوعات الشبيهة .
** وكثيرا ما كنت أجد منها رأيا صائبا في بعض الأشعار التي أقوم بتأليفها فقد كانت تنبهني الى بعض الاندفاعات التي تحتاج الى ضبط واعادة النظر فيها .
** وكنا نتجنب الأحاديث التي لا فائدة منها  لهيافتها ، أوالتحدث فيما يتعلق بأمور شخصية عند الآخرين  قد تجلب المشاكل عند التحدث فيها .
** وقبل دخول أطفالنا المدارس كنا ننتهز فرص أيام الامتحانات في الذهاب الى الحدائق والمتنزهات للتمتع بجو من الهدوء ، وكنا نشعر في الحديقة بأنها كلها ملكنا   .
(( كتابة المصروفات اليومية ))
** أذكر أنني في بداية الزواج بدأت أكتب المصروفات اليومية في اجندة حتى استطيع تحديد متوسط الصرف الشهري ، ولكني لاحظت أنه من الصعب تحديد المتوسط نظرا لمصاريف كثيرة طارئة فقد كنت أحرص على شراء كل ما يستجد من مستلزمات البيت بقدر استطاعتي  المالية ، واعتدت أن أصرف كل ما معي من نقود ، وكثيرا ما كنت ارجع الى المنزل بعد انفاق كل ما معي من نقود ، لذلك فقد تعمدت في بعض الأحيان أن اترك بعض النقود في المنزل على سبيل التحكم بعض الشيء في الانفاق ، وفي عديد من المرات كنت انسى النقود  التي تركتها وانسى مكانها ، وكنت أسعد عندما اكتشف بعض النقود في جيب قميص أو بنطلون لم ارتديه منذ فترة .
(( عادات في صرف النقود ))
** اعتدت أن انفق النقود من أجل راحتي وراحة أسرتي ، وكثيرا ما تمنيت أن يرزقني الله مالا لكي أنفقه ، وأحيانا أسبح في عالم التمني والخيال فأتمنى أن يأتيني مالا لكي أشتري شقة تمليك ، أو أشتري سيارة جديدة ، أو أحقق لاسرتي جميع امنياتهم .
** ومما يؤكد هذا الطبع أنني أسرعت سابقا بشراء تليفزيون ملون بمجرد عودتي بالعراق لدرجة أنني لم أنتظر تبديل الدولارات وقمت بشراء تليفزيون ملون بمبلغ 500 دولار ، كما أنني تسرعت في شراء سيارة سيات بعد عودتي مباشرة من العراق ، ولم يهدا لي بال عندما أجد شيئا ناقصا في المنزل ، كما أنني اشتريت الفيديو بمجرد أنني حصلت على مبلغ تقديمة التقسيط ، وكذلك لم اتردد في شراء المحمول في بدايته ، وكذلك الكمبيوتر ، ولم اتردد أيضا في الاشتراك في رحلة الى الأقصر وأسوان بمجرد حصولي على مبلغ نظير محل الطيور بالساعة  .
** لم أتردد في شراء الفيديو بالتقسيط ، وتسجيل كثير من الفقرات التليفزيونية وخاصة ما يخص الأطفال ، وأفلام الكرتون المنتقاة ، والتي كنت أجدها تترك أثرا جيدا في تربية أطفالنا .
** كنت أكره دائما التصرفات العشوائية التي لا تحتسب نتائجها المتوقعة وأذكر بهذا الشأن انني كنت أعيب على من يختار أسماء لأبنائه صعبة النطق أو غريبة المعنى ، فقد كان مبدأي الاسم السهل ،  وكنت أعايب على أسم ( مي )  لأنه يتكون من مقطع واحد وقد يختلط مع كلمات أخرى 
**وعندما اخترت اسم لابنتي آية أردت تحقيق غرضين وهو تخليد لاسم والدتي ( آيات ) وقد كانت من الاقتراحات تسميتها ياسمين لأخذ مقطع ( يا ) ، وحرصت مع بنتي الأخرى بأن اسميها داليا لأخذ مقطع ( يا ) ايضا ، وقد كنت متأثر بوالدي عندما اختار لنا حرف ال( ع ) تخليدا لاسم والده عبد العليم وارضاءا لوالدتي فقد سمى أخي اسم مركب ( مصطفى عاصم ) تخليدا لاسم جدي أبو والدتي (مصطفى يوسف )
(( اثناء الحمل ))
** كانت الدكتورة فاتن الشنيطي هي القائمة بمتابعة الحمل والتوليد ، ولم يحدث أنني طلبت منها -خلال مرتين الحمل - أن أعرف نوع الجنين كما هو شائع عند الكثيرين ، وكان ذلك عن اقتناع كامل بانه لا داعي على الاطلاق أن اتعرف على نوع الجنين ، بل انني كنت أرى أنه من الأفضل ألا أعرف نوع الجنين .
(( عن تربية بناتي ))
** وعن تربية بناتي فقد اتخذت اسلوبا متطورا يعطي لهم الحرية في المناقشة وعدم التقيد بالتقاليد والمعتاد ، وجهتهم للاهتمام بالموسيقى والرسم وتناول الموضوعات والأحداث بمزيد من العمق والابتعاد عن السطحية والتسرع في تناول الأمور وقد عانيت من ذلك عندما تتحول المناقشات الهادئة في كثير من الأحيان الى مناقشات حادة تغضبني منهم لدرجة أنني أندم في يعض الحالات على الحرية التي منحتها لهم في المناقشة ، ورغم هذه الحالات فلم أمنعهم أبدا عن رحلة أو حفلة نذهب اليها فقد حرصت على الذهاب الى الحفلات الغنائية بمسارح الاسكندرية
** كنت اتبع قاعدة في التربية وودت أن يتوارثها بناتي وهي الجدية في تناول جميع الأمور حتى  أثناء فترات المرح والرحلات والحفلات ، ودائما كنت أفضل الرحلات التثقيفية أكثر من الترفيهية ، وعلى ذلك كنت أفضل مدينة الاعلاميين لأنها تجمع بين الغرضين ، هذا الى جانب المتاحف والمزارات  الأثرية .
** أما عن المراجيح وألعاب الملاهي فلم تعجبني الألعاب العنيفة وكنت اركبها فقط تحت ضغط والحاح من الآخرين ، وكنت أفضل المراجيح الهادئة مثل الساقية والفناجيل وسيارات التصادم والقطارات والمراكب قليلة السرعة ، وبيت الرعب وصالات السينما المجسمة وما شابه ذلك ، وكنت أندهش لمن يفضل الألعاب العنيفة لأنني أعتبر الرحلة من أجل قضاء الوقت في المتعة والاستفادة وليست من أجل الارهاق البدني والنفسي بالتعرض لمواقف الخوف والصراخ .
** كما حرصت على الذهاب في كل عيد الى كلية الزراعة حيث تقام حفلة تقدم فيها فقرات غنائية وعرائس متحركة وساحر ، وقد كانت زوجتي أشد حرصا على الالتزام بهذه الحفلة منذ طفولتهم المبكرة وحتى المرحلة الاعدادية 
** حرصت على أن أوجههم نحو الأنشطة العلمية والفنية حتى تكون شخصيتهم جادة وثرية ، ودائما اكرر لهم أن قيمة الانسان تقدر بما لديه من مهارات  وثقافات متعددة .
** فقد سمحت لآية ممارسة النشاط العلمي في المرحلة الاعدادية والالتحاق بالانشطة التايعة للمدرسة والمركز الاستكشافي ومكتية الاسكندرية ، وسمحت لها الذهاب الى رحلة الى محمية طبيعية بسانت كاترين.
(( البيت الآمن ))
** وتقدمت آية بفكرة عمل البيت الآمن وذلك تحسبا لما قد يحدث في المستقبل من تقلبات وتغيرات بيئية تجعل المساكن المعتادة غير مناسبة ، حيث حرصت على أن يكون البيت مثل الكبسولة الخاصة التي بها اكتفاء ذاتي لمن يسكنها ، وحاولت اقناعها أن تتقدم بهذه الفكرة تحت اسم كبسولة آمنة ، بدلا من البيت الآمن لأن البيت الآمن سوف يحتاج الى تفاصيل كثيرة يصعب الاحاطة بها وأن الانسان لابد وأن يعيش حياة طبيعية وأن البيت المغلق لن يفي الانسان بالحياة المناسبة ، أما الكبسولة فهي مؤقتة يمكن السكن بها لحين انتهاء الأزمات البيئية ولكنها لم تقتنع بذلك وأصرت على أن تتقدم بفكرتها تحت عنوان البيت الآمن .
(( العزف في مدرج كلية الزراعة ))
** كما شجعتها على تعلم الموسيقى وعلمتها بعض المقطوعات ومنها اغنية لسيد درويش (الحلوةدي ) حيث قامت بعزفها في الحفلة التي تقام  في كل عيد والتي حرصنا على حضورها في مدرج كلية الزراعة ، وفي هذا اليوم عزفت هذه القطعة على ايقاع شرقي لم تكن قد تدربت عليه من قبل لأن الاورج الخاص بها لا توجد في ايقاعات شرقية .
** وبعد ذلك تشجعت داليا على تعلم العزف وأحبت آلة المندولين وتفوقت فيها واشتركت كل منهن في مسابقات ادارة شرق وحصلا على شهادات تقدير تشجيعا لهن
** وحرصت على تعريفهن بمعلومات نظرية عن قراءة النوتة والمقامات الموسيقية الشرقية والغربية ، وأدى ذلك الى انطلاقهم في طريق صحيح في هذه الهواية ، ومن السلبيات التي لاحظتها في تعليم الموسيقى بالمدارس أن تركيز الاهتمام على المسابقات وعدم الخوض كثيرا في شرح الأساس النظري للطلاب .
(( تربية الكائنات الحية بالمنزل ))
** وحرصت أيضا على تربية العديد من الكائنات الحية بالمنزل ، وغالبا ماتكون من الأنواع التي أقوم ببيعها في المحل ، ومنها  أنواع من طيور الزينة مثل الببغاء الاسترالي ،والفيشر ، والدرة الهندي ، القطط ، سلحفاة برية ، ومائية ، تمساح ، ثعبان ، قنفذ ، ..... والكثير ، وكان ذلك من أجل  مزيد من المعرفة والثقافة والتشجيع على الاهتمام بالقيم  المعنوية العديدة وأهمها القيم الخلقية والروحية .
(( تربية القطط ))
** وكانت القطط ومن أكثر الحيوانات التي كانت تتمسك بها بناتي ويلحون على ابقائها كثيرا في المنزل ، وكنت أفضل اقتناء القطط التي يسهل بيعها حتى أضمن أن تصل الى مكان آمن بدلا من تركها في الشارع في مكان بعيد كما يحدث في القطط ( البلدي ) ، وبعد ذلك اهتديت الى ارسال القطط التي  الى احدى الحدائق من أنطونيادس أو النزهة أو حديقة الحيوان  .
(( درة هندي ))
** أما بخصوص الدرة الهندي وهي نوع من الببغاءات فقد استبقيتها مدة طويلة وكانت أليفة لدرجة أنها كانت في احدى المرات تقف بجوار التورتة وعليها الشموع ، وحاولت التقدم بمنقارها الى شعلة الشمعة فلسعتها لسعة يبدو أنها قوية ، وقد كانت الدرة تقلد العديد من الأصوات لدرجة أن احدى الجيران سألتنا عن نوع الكائن الذي نربيه بداخل المنزل والذي يصدر أصواتا مختلفة .
(( تربية كتاكيت ))
** وعندما لا تأتي فرصة لتربية احدى كائنات الزينة بالمنزل كانت بناتي تربي الكتاكيت الصغيرة وتلعب معها حتى تصل الى حجم الفراخ وتظل على ألفتها لدرجة غريبة تصل الىى تحملها التعليق من رقبتها أو من رجليها بدون مقاومة والأغرب من ذلك أنها كانت تتناول طعامها بهذه الأوضاع . وعندما لا حظت غعرابة ذلك استعديت أحد اصدقائي ( أحمد غريب ) في عام 2004 لتصوير هذه المشاهد بالفيديو ونشرتها فيما بعد على اليوتيوب والفيس بوك
(( سلال كبيرة من البوص ))
** وأذكر ان في أثناء عملي بتوجيه التربية الزراعية ومتابعة مدرسة خورشيد سكة حديد ، كنت أشاهد في طريقي شخص يصنع العديد من السلال باستخدام البوص الأخضر وعندما لاحظت شكلا غريبا من هذه السلال يشبه ( البلاص )  الفخاري ، طلبت منه أن يصنع لي سلة بحجم كبير جدا ، وحدث ذلك واشتريت هذه السلة واستأجرت لها مكان في  الميكروباس يكفي ثلاثة أشخاص ، وارسلتها الى محل الأسماك ( الحجرة بالدور الأرضي ) وعندما لم أستطع ادخالها من الباب  وضعتها على السلم وكنت أدفع بناتي  للعب بها  والدخول فيها .
(( تزيين المنزل بالزهور الطبيعية ))
** وأذكر أنني في هذا الطريق اكتشفت عدة مشاتل تبيع الزهور بالجملة بأثمان زهيدة جدا وفي أحد الايام الموافقة لعيد ميلاد احدى بناتي اشتريت كمية كبيرة بمبلغ عشرين جنيه تقريبا واستخدمتها لتزيين عيد الميلاد ، ومن كثرة الزهور ملأنا الكثير من الفازات وجميع الأوعية والأكواب المتاحة لنا في المنزل وأصبح المنزل كله ملون بالزهور ، ولاحظت أن بعض الزهور الجافة مثل الاستاتس استمرت لمدة كبيرة بعد عيد الميلاد
(( تزيين المنزل بالمواد الطبيعية ))
** ومما اجتمعنا عليه في الاسرة هو الميل الى التزيين بالمواد الطبيعية فيمكن أن نستخدم صخرة طبيعية كزينة في الصالة أو قوقعة أو سمكة محنطة أو مجموعة من البيض مختلف الاحجام من أول بيض النعام الى بيض العصافير ، وسعدت يوما بأن ابنتي قد لصقت رأس العروسة المقطوعة مكان رقبة وزة ، وما شابه ذلك من الأعمال الظريفة .
** وكنت دائما أؤكد أنه يمكن عمل ديكور من تراكيب تجمع أشياء مهملة ، فالتليفزيون الصغير يعتبر زينة والبروجيكتور القديم وغير ذلك ، وتعمدت أن أحصل على الراديو العتيق والساعة العتيقة من منزل الجدة وأضعهما فوق المكتبة العتيقة التي اشتريتها من قبل بفلوس العمل بمزرعة الكلية وصنفت محتوياتها الى كتب زراعية ، وكتب نباتية ، كتب علمية ، وأدبية .
(( القيمة الوظيفية ))
** أكثر ما كان يشغلني في اختيار الملابس أو غيرها من المشتروات هي القيمة الوظيفية للشيء ، وعلى سبيل المثال تفضيل الحذاء بدون رباط من أجل سهولة الارتداء والنزع ، والملابس الواسعة ، وتفضيل الصديري الذي يحتوي على كثير من الجيوب ،  وعدم تفضيل الجلبات  ، والموبايل الصغير ، والحقيبة المناسبة ، ولون السيارة المميز
** وكثيرا ما كنت أدعو بناتي الى عدم ارتداء الجيبات والفساتين وتفضيل البنطلون الذي يعلوه جاكت طويل
** واختلفت مع اسرتي عندما رغبت في كشف مواسير المياه بدلا من دفتها ولم يستجيبوا لذلك مما أدى الى تسلل الرطوبة الى الحوائط ، كما اختلفت معهم أيضا في تفضيل عمل شباك الوميتال للصالون بدلا من امتداد سيراميك المطبخ الى السقف ، ولم أجادلهم كثيرا تخفيفا لحدة التوتر .
 (( الانتقال الى ادارة المنتزة ))
** بعد الزواج 1994 وتجريب المعاناة في الانتقال من شرق الاسكندرية الى غربها اضطررت الى الانتقال الى ادارة المنتزة في آخر هذه السنة  ، وعندما نفذت النقل وتوزجهت الى مكتب التوجيه سألني أحد الموجهين عن المدرسة التي أرغب الذهاب اليها فقلت له جميلة بوحريد باعتبار أنها بالتأكيد في شارع جميلة بوحريد  وقريبة من فيكتوريا وبعيدة عن العصافرة وابو قير ، فقال لي مارايك في مدرسة عمرو شعير ترددت قليلا  ثم وافقت وقلت في نفسي ( امري لله ) وتبين بعد ذلك أن مدرسة عمرو شعير تبعد مسافة قليلة عن منزلي .
 (( شرح دروس التربية الزراعية ))
** وعندما توجهت الى المدرسة وعملت زوجتي مدرسة بالاجر أيضا في هذه المدرسة لاحظت تعجبا من الزملاء بشدة اهتمامنا بالشرح في مادة الزراعة ، وكنت دائما أحرص على ذكر كلمة تربية زراعية ، وأؤكد على أن أهم الأهداف في هذه المادة الدراسية أهداف تربوية وسلوكية تليها أهداف مهارية ، أما المعلومات تأتي أهميتها في المرتبة الأخيرة لأن المعلومات يسهل الحصول عليها من الكتب والكراسات
(( تطوير الحديقة ))
** و في مدرسة عمرو شعير لاحظت تخطيط عشوائي للحديقة وعدم وجود مشايات  وكان لهذا المنظر السيء ان بدات فورا بعمل ثورة في تصميم الحديقة فجعلتها مشاية طويلة تتسع في المنتصف  لبعض المقاعد .
(( تقليد القرموطي ))
**أذكر أنه كان أحد الطلبة المشاكسين له مهارة في تقليد أحمد آدم بشخصية القرموطي فكنت اقول له عايزك تشرح الدرس بطريقة القرموطي وكنت القنه الدرس بالكلام العادي في ترجمه مباشرة الى اسلوب القرموطي .
(( الاجابة عن اسم النبات ))
** وأذكر أن طالبا سألني عن اسم أحد النباتات فقلت له انك  لو عرفت اسم النبات فقط سوف تنساه  فلابد وأن تعرف شيئا عن هذا النبات هل هو شتوي أو صيفي وكيف يزرع وما احتياجاته من الماء والاضاءة وما قيمته التنسيقية فهذه المعلومات أهم من اسم النبات ، ثم اتطرق الى ابعد ن ذلك وأقول له وكذلك الاشخاص فإن التعرف على أسمائهم لا يجدي بدون التعرف عن صفاتهم
(( الترشيح كموجه تربية زراعية ))
** وقد لاحظت الموجهة الاستاذة عزة سالم تفوقي وتميزي في عملي وخاصة أنها عملت فترة بادارة غرب وتعرفني منذ كنت بمدرسة القباري ، فرشحتني للعمل موجه تربية زراعية بادارة المنتزة .
أذكر أنني فوجئت بعرضها علي العمل كموجه وكان ردي لها انني سأفكر ، وبعد دقائق قليلة قلت لها أنا موافق ، وعلمت بعد ذلك أن الكثير من المدرسين يطلبون منها الانتداب وهي التي رشحتني بناء على ثقتها في عملي .
(( التركيز على المعارض ))
**  وأثناء فترة عملي بالتوجيه ساهمت مساهمة كبيرة في المعارض فبعد أن كنت مهتما بمدرستي أصبحت مهتما بالعديد من المدارس وعلى سبيل المثال ساعدت احدى المدارس في عرض نبات البردي عن طريق ارتداء الطلاب زي فرعوني وأتيت بنبات بردي حقيقي وعلمتهم كيفية صناعة ورق البردي بحيث يكون العرض فيه حركة ولا يعتمد على لوحات فقط .
(( معرض عن الحمام  ، والسمان ، والارانب ))
** وأثناء معارض التربية الزراعية السنوية ساعدت الكثير من المدارس في الاشتراك بعرض  عن تربية الحمام وأنواعه الكثيرة ووجهتهم الى تأجير أنواع عديدة من الحمام من أحد الهواة الذين عرفتهم وهو ايهاب الذي يسكن في منطقة الساعة بجوار محل طيور وأسماك الزينة ، ومدارس أخرى وجهتهم الى عرض عن السمان  ، وأخرى عن البط ،  وأخرى عن المزارع السمكية ، وأخرى عن تحلية مياه البحر  باستخدام اشعة الشمس وسطح تبريد مائل ينقل الماء المكثف الى وعاء آخر ، وفي كل موضوع كنت اقدم أفكار مبتكرة لا تكفي الأوراق لذكرها .
 (( جبلاية صبارات – ونماذج للحديقة الطبيعية والهندسية))
** وكنت استعمل خامة الفوم والألوان المناسبة  في تصميم حديقة هنمدسية وأخرى طبيعية وتصميم جبلاية صبارات
 (( اثناء العمل بتوجيه التربية الزراعية ))
** وفي بداية عملي أيضا وفي أحد اجتماعات المكتب الفني وجدت أحد المدرسين يتكلم بحماس شديد عن أهمية زراعة القمح ، فعقبت على كلامه وقلت له ما معناه نزرع أي شيء ناجح وليس من الضروري القمح فقد تجود علينا زراعة الزهور وتصديرها بأموال تكفينا لشراء أجود أصناف القمح ، واننا عندما نفكر في الاقتصاد لا يجب أن نعظم شيئا لذاته وانما لقائدته وقيمته النفعية .
** وعندما بدأت اتخذ طريقا في التجارة كنت أضع لنفسي قواعد صارمة أولها ألا أتاجر في المأكولات لأنها لا تتناسب مع شخصيتي وميلي نحو التجديد والمغامرة وأن التجديد والمغامرة في مجال الغذاء قد يؤدي الى عواقب خطيرة ومنها فساد غذاء وما يتبعه من تسمم وغيره أو شبهات الاستغلال لأحوال الفقراء ، أما في مجال الزينة والترفيه فإن التجديد والمغامرة حتى وان وصل الى الفشل فإن الفشل لا يضر في شيء بل أنه قد يؤدي الى اكتشاف فكرة جديدة
(( معرض عن البيئة الزراعية ))
** تكرر ذلك في عرض للبيئة الزراعية وما بها من أعمال الخبز وتربية الطيور وما شابه ذلك وأضفت لهذا المشهد عزف لأغنية ياحضرة العمدة  وغيرها من الاغاني الريفية على البانفلوت البلاستيك كما اقترحت عليهم اشعال البخور لاضفاء رائحة مناسبة للعرض .
(( معرض للتنسيقات النباتية ))
** عندما كان يطلب مننا الاشتراك في معرض لتنسيق الزهور كنت أتعمد استعمال تنسيقات مبتكرة تحمل معاني انسانية  ومنها مجموعة من بذور القمح المتزاحمة  النابتة في تربة رملية والتي تسببت بعد انباتها في رفع التربة الرملية الثقيلة فتبدو بشكلها المبهر كأنها رغيف عالي و به شقوق غريبة ، لذلك فكنت أصف هذه االاشكال بتنسيقات نباتية وليست تنسيقات زهور ، ومن هذه التنسيقات النباتية ألياف النخيل وقطع الأخشاب الغريبة الأشكال والتي كنت أدمجها مع مواد أخرى مثل الزهور الجافة ومخروطات النباتات  الصنوبرية ... وما شابه ذلك  ... ومن المواقف التي ضايقتني عندما وجدت أحد الموجهين يجامل أحد الزوار باهدائه أحد هذه التنسيقات والتي كنت متأكدا أنه لن يفهمها ولن يقدرها وأن مصيرها سلة المهملات .
(( آلة البانفلوت ))
** وعن آلة البانفلوت البلاستيك فقد كان ثمنها لا يتعدى الجنيه الواحد ورغم ذلك فقد لاحظت أنها تصلح لعزف كثير من المقطوعات الشرقية ، وكثير من المستمعين لهذه الآلة أثناء عزفي عليها في المعرض كان يظن أنها ناي ، أو غير ذلك من الآلات ذات الأهمية الكبيرة ، وكان يزداد تعجبا عندما يجدها الآلة التي يشتريها الأطفال في الأعياد ويلعبون بها مثل الزمارة .
** وفي احد الرحلات مع ادارة المنتزة كانت مثار اعجاب في الرحلة وخلقت جو جديد بها
** وأذكر أنني أثناء ركوب القطار عائدا من امتحان الثانوية العامة اشتريت من أحد الباعة في القطار آلة البانفلوت البلاستيكية وكان ثمنها جنيه واحد ، بعد ان اشتريتها قمت بالعزف بها قليلا في القطار ، فوجدت اقبالا كبيرا على شرائها من كثير من الناس والكل يحاول أن يعزف عليها فلا يتمكن ، والغريب أنني لم ألاحظ أحدا يطلب مني كيفية العزف .
** فكرت في شراء بانفلوت من محلات الآلات الموسيقية ولكني لم اتحمس كثيرا رغم مهارتي التي لاحظتها في العزف ، وطلبت من أحد الاصدقاء المسافرين الى أمريكا  أن يحضر لي بانفلوت فأحضر الي هارمونيكا ، تركت الهارمونيكا عاما كاملا في المحل ( طيور وأسماك الزينة ) لم أحاول التعلم عليها لأنها تحتاج الى مزيد من التدريب لأن نغماتها لا تعزف جميعها بالنفخ مثل آلات النفخ الأخرى  بل أن نصفها بالنفخ والنصف الآخر بالشفط مما يحتاج الى مرحلة تدريب طويلة ، بعض مضي عام عزمت أن اقوم بالتدريب عليها ونجحت بعد ذلك واتقنتها حتى أصبحت من الآلات المحببة لي ونشرت عزفي عليها على الانترنت وكثير من المستمعين اتصلوا بي تليفونيا طالبين تعلم الهارمونيكا .
 (( رأي في اجتماعات الفيديو كونفرانس ))
** كنت في الاجتماعات والمواقف المشابهة أظهر هادئا معظم الوقت ولكني أفاجئ الآخرين برأي يبدو غريبا عليهم ، ففي احدى اجتماعات الفيديو كونفرانس عن موضوعات زراعية عرضت فكرة أنه بدلا من القاء المحاصرات النظرية من قاعة مغلقة ( استوديو ) ، فإنه يمكن نقل معدات التصوير الى مكان عمل طبيعي - مزرعة او مصنع أو غيره - وبذلك يستفيد كل المدرسين في انحاء الجمهورية بدرس عملي يستفيدون منه ويوفر عليهم مشقات الانتقال الى تلك الأماكن .
** منذ بدأت عملي بالتربية والتعليم أصبحت غيورا على عملي باعتباره هو المحدد لشخصيتي ومركزي في المجتمع وكنت على اقتناع بأن لكل انسان قيمة يصنعها بنفسه ، وأن هذه القيمة لا تأتي إلا بالفعل الايجابي والقدرة على التأثير في المجتمع الذي يعيش فيه ، وأن هذا التأثير له وسائل عديدة ومهما تعددت الوسائل فإنها تبدأ دائما بكلمات قد تكون شفهية وقد تكون قرارات مكتوبة ومعلنة وقد تكون كلمات غير مكتوبة وغير شفهية بل هي كلمات في العقل تشكل مبادئ عامة توجه جميع الأفعال
(( التحمس الشديد للعمل في المجال الزراعي ))
** ومن كلماتي التي كنت أبوح بها لزملائي أن التربية والتعليم من أهم الأنظمة في حياة الشعوب وارتقائها  ، وأن أي اضطراب في هذا النظام سوف يؤدي بالتأكيد إلى خلل عام بالمجتمع . وما الخلل الذي نشاهده في مجتمعنا ( أغنى بلد في العالم )  إلا نتيجة تعثرات في التربية
(( الغاء التربية الزراعية في مدارس البنات ))
** ومن مظاهر هذه التعثرات : تهميش مواد الأنشطة العملية وقد بلغ الى حد إلغاء تدريس التربية الزراعية في مدارس البنات... وقد لمست هذا الأثر أثناء عملي بتوجيه التربية الزراعية عندما لاحظت تراجعا في مستوى أداء المدارس في معارض التربية الزراعية  نتيجة لأن البنات كانوا أكثر نشاطا   واهتماما ، وكان تعليل  هذا الإلغاء بأن مادة الاقتصاد المنزلي تغني عن التربية الزراعية ، ولم يفكر أحد من صناع القرار أن التربية الزراعية تربية بيئية تدعو إلى المزيد من فهم البيئة المحيطة والتعامل معها ، وأنها أول خطوة للفرد في طريق الإنتمائية التي أصبحت مجرد عبارات إنشائية بالخطب والأغاني الوطنية .
** أذكر أنني في السنة التي تم الغاء التربية الزراعية في مدارس البنات ، قمت بعمل برنامج تثقيفي زراعي باستخدام البروجيكتور لمدرسة الاقبال الاعدادية التي كانت مخصصة للبنات ولم أعبأ بالقرار الوزاري ولا الاداري ولا موجه عام ولاموجه أول .
(( ملاحظات عن بعض الممارسات في التربية والتعليم بصفة عامة ))
** ومن الممارسات الروتينية المضحكة عندما كان يعقد امتحان الخط ويخصص له ساعة كاملة وكراسة بأربع صفحات  ،  وورقة أسئلة  مكتوب عليها جملة واحدة مطلوب كتابتها مرة بخط الرقعة وأخرى بخط النسخ ، ويخصص  للامتحان عدد من الملاحظين  والمراقبين  ولجان تصحيح .
وكثيرا ما دعوت  الى ربط امتحان الخط باللغة العربية كمثل الاملاء ، واقترحت أيضا فكرة اعطاء درجة عن الخط والتنسيق في كل امتحان لكل المواد أو على الأقل مادة اللغة العربية .
(( الأسئلة الصعبة ))
** ومن أكثر ما اندهشت منه عندما تمتلئ عناوين الصحف بالتحدث عن صعوبة أو سهولة امتحان مادة معينة ، والمطالبة بالغاء الأسئلة الصعبة ، فقد كنت أعتبر ذلك لا داعي له لأن صعوبة الامتحان تكون على الجميع وأن الغاء
(( اقتراح في الفيديو كونفرانس ))
** وقدمت اقتراح في احدى التدريبات الخاصة بالمادة عن طريق الفيديو كونفرانس بأن يقدم هذا التدريب من مواقع عمل حقيقية أي يقدم من مزرعة للدواجن أو غيرها بدلا من أن يكون هذا التدريب من قاعة الى قاعة .
(( تفعيل المكتب الفني في توجيه التربية الزراعية ))
** ولم أكتفي بقول هذا الاقتراح بل طبقته عندما قمت بتفعيل اجتماعات المكتب الفني  لتوجيه التربية الزراعية وكان ذلك باستخدام النماذج الحقيقية في محاضرات عن زراعة عيش الغراب ، وعن السمان وعن تنسيق الزهور وغيره  فقد كنت أحرص على أن احضر معي النماذج الحية دائما واجهز حقيبتي كمثل حقيبة الحاوي كما وصف أحد الزملاء لها ، هذا بالاضافة الى استعمال البروجيكتور الخاص بي أو الذي كنت أستعيره من المدرسة المضيفة لهذا التدريب
(( الرد بحدة على المدرسين الذين يختلقون المشكلات ))
** أذكر أنني في احدى اجتماعات المكتب الفني عندما لاحظت أن أحد المدرسين أطال في عرض مشكلة خاصة بناحية ادارية ، نهرته بشده لأنني تيقنت أنه يريد أن يشتت الموضوع الأساسي وهو مناقشة فنيات العمل .
** كما أن بعض المدرسين الذي أراد أن يختلق مشكلة فنية لم تحدث في الواقع لغرض جذب الاهتمام نحوه ولغرض التشتيت أيضا ، وقلت له ان حديثك عن النبات يدل على انك لم تربي نبات فانك عندما  حاولت أن تقول ان النبات مات وصفته كما لو كان شخص جاتله سكته وطب مات. فضحك الحاضرين
** حاولت أثناء توجيه التربية الزراعية أن أستبعد أحد المدرسين عن التدريس لعدم صلاحيته لهذا العمل واعطائه عمل بالمشتل ، ولكن لم أوفق وكأنني كنت أطلب طلبا مستحيلا .
(( عن مسابقات الحدائق ))
** وقد كان لي رأي  في مسابقات أجمل حديقة مدرسية وطالبت أن تخصص مسابقة أخرى لأفضل أعمال الحدائق المدرسية وليس أجمل حديقة لأن الحديقة الجميلة تظل جميلة في كل سنة ولو لم تمسسها أيادي الرعاية الكثيرة لها ، وكان هذا الاقتراح نتيجة أنني لاحظت أن كثير من المدرسين بذلوا الكثير من الجهد والمال في انشاء الحديقة المدرسية ولكن لم تظهر نتيجة عملهم بعد ، ولكن هذا الاقتراح لم يجد قبولا كالمعتاد ، وكثيرا ما كان الرد باسلوب محبط  .
(( الفصل الواحد ))
** في بداية مشروع الفصل الواحد وكلتني الموجهة الأولى بالرد على المديرية بتحديد الخامات التي تخص التربية الزراعية في مرحلة الفصل الواحد ، أبديت رأيي أن نحدد الخامات والأدوات لأن الفصل الواحد لا يمتلك أدوات  لتصنيع الخامات ، صممت الموجهة الأولى أن اكتب الخامات فقط ، لبيت طلبها وكتبت الخامات المطلوبة ولكني صممت على أن اضيف أهم الأدوات المطلوبة على هامش التقرير 
** وفي يوم الشراء طلبت مني أيضا الموجهة الأولى اصطحاب المسئولات بمراكز الفصل الواحد الستة على مستوى الادارة الى المنشية لشراء الخامات اللازمة ، وتوجهنا الى محل مطير بالمنشية  واشترينا منه كميات كبيرة من الكركديه والسوداني والسكر وكثير من المواد غير سريعة للفساد وعندما لاحظت أن الفلوس كثيرة جدا وعلينا أن نشتري بها كلها فصممت على أن نشتري كمية كبيرة من الزيت والصودا الكاوية وذلك لصناعة الصابون بالمدرسة وخاصة لأن الصابون لا يتلف .
 ** تم شراء الزيت والصابون ولم تنفذ نصف الفلوس وطلبت منهم تكرار شراء نفس الاصناف في يوم آخر وذلك لتسوية السلفة  وتم ملء المشتروات في  عدد من التاكسيات
** وبعد عدة أيا م أسمع تهكمات على مستوى الادارة أن الاستاذ علاء ( خلى كل المراكز تعمل صابون)  بالاضافة الى قفشات كثيرة في موضوع الصابون .
** تمنيت لو قالوا ان الاستاذ علاء كان على حق انه كان يفضل شراء ادوات وتجهيزات الى جانب الخامات الكثيرة التي تم توزيعها على طالبات الفصل الواحد على دفعات لاجبارهم على الحضور للدراسة .
** أذكر أنه في امتحانات الفصل الواحد العملي كنا نبعث اليهم في بيوتهم لكي يحضروا الامتحان ، وهكذا كانت تمثيلية الفصل الواحد ، وهي ضمن تمثيليات عديدة يطول الحديث عنها .
(( اللجنة الادارية بامتحان الثانوية العامة ))
** وأكثر ما كان يغضبني ويحزنني كثيرا هو تزاحم المدرسين من أجل الحصول على اخطار المراقبة للثانوية العامة ، كنت متأكدا أن هذا التزاحم لاداعي له ويمكن الحصول على الاخطارات بكل احترام بدون تزاحم باتباع  النظام بدلا من النظام العشوائي وهو تارة الطوابير ثم فركشتها واتباع نظام أسبقية التسجيل ثم  اتباع نظام آخر وهو احضار بديل ، وبعد ذلك الرجوع الى الطوابير وهكذا بحدث التغير سريعا دون احترام لآدمية المدرس الذي يطلب اخطار وبتعرض الى موقف الاذلال ، ويتكرر هذا الحال سنوات ، وكثيرا ما كنت  اتراجع عن طلب الاخطار  بمجرد أن اشاهد الازدحام وهذه المواقف المؤلمة ، وكثيرا ما كنت أصيح بشدة في العاملين في هذه اللجنة وأقول لهم ما معناه ( انتم مش بني ادمين والحيوانات منظمة عنكم ) .
** ومن شدة غرابة هذا الحال أن طالبي الاعتذار عن المراقبة كانوا يتعرضون للاذلال ايضا لقبول طلباتهم
** وعبرت عن هذا الحال فيما بعد بالكلمات الآتية  تحت عنوان من عجائب التربية والتعليم
احترت من كتر التفكير ... والعقل قرب خلاص يطير .
تعالو بالراحة شوية ... نخش لجنة ادارية  ... لانتدابات الثانوية .
الناس كتير ... زحمة وطوابير ... وماقوللكش على الاهانات .
تعالو هنا  ...  لأ روحو هناك ... خليكو بكرة ميعادكو فات . .................................... الخ
(( هلوسات التطوير في التربية والتعليم  ))
** وأكثر ماكان يثير غيظي هي  التطويرات الجديدة  التي كانت تطبق بطريقة بغبغانية ، حيث أجد أن فريق الجودة لا يفعل إلا ملفات ودوسيهات عجيبة لا تنفذ على الواقع ،  ومن هذه العجائب فريق  للرؤية والرسالة ، وما يسمى الحوكمة وغير ذلك
وأذكر أنني في احدى زيارات المتابعة طلبت الالتقاء بمسئولة البيئة في المدرسة لمناقشة موضوع ما حول تنظيف مكان واعادة ترتيب أشياء وماشابه ذلك ، فإذا بالمسئولة تأتي لي بكم من الأوراق يصعب حمله ، لم أصدمها بكلماتي بدافع الانسانية والرحمة  ، بل شكرتها على هذه السجلات أولا ، ثم تحدثنا بعد ذلك في المهم ولكني رجعت لكي أكتب هذه الكلمات
احترت من كتر التدوير ... على حل  ولا حتى تفسير
حاسس دماغي حاتقول بم ... والعقل قرب خلاص يطير
كلام كبير جودة ومعايير ... وكأن دا هو التطوير ...................... الخ
 (( بدء العمل بالكشافة البحرية ))
** وفي سنة 1992 وعن طريق معرض التربية الزراعية تعرفت على الاستاذ/ أحمد الخطيب وهو موجه تربية رياضية وكان المفوض العام للكشافة البحرية بالاسكندرية رشحني لتقديم معلومات عن عيش الغراب ضمن برنامج لرعاية الصبية بمركز الكشافة البحرية بالحجاري
** تم ذلك وأحضرت النماذج الحية ( ثمار وتقاوي ) لاستعمالها كعادتي في الشرح النظري وأوضحت لهم أن المجال الزراعي به العديد من النشاطات وليس عيش الغراب وحده هو الجديد في عالم الزراعة
واقترحت على الاستاذ أحمد أن أكون مشرفا على النشاط الزراعي بالمشروع
**وتم ذلك مقابل مبلغ خمسة جنيهات لليوم كبدل انتقال وزرعنا كمية كبيرة من عيش الغراب وحصلنا على انتاج قليل تذوق منه الجميع تقريبا ، ولكن الانتاج القليل لم بعجب بعض القائمين على المشروع  ، وتمت المجادلة معهم حول مدى نجاح عملية زراعة عيش الغراب فقد كانت وجهة نظري أن زراعة الفطر كان لها أثر تعليمي وتربوي كبير  رغم قة الانتاج ، أما وجهة نظرهم أنه يجب الاهتمام بتحقيق انتاج اقتصادي ، ويبدو أن هذا الاختلاف كان ورائه دوافع أخرى ، ولاحظت أن الاستاذ أحمد الخطيب يؤيدني في وجهة النظرلأنه كان يعمل بالتربية والتعليم أما الزملاء الآخرين فقد كان أكثرهم من شركة الحرير الصناعي
** حدث اختلاف آخر في بداية العمل ايضا حول عدم احتساب بعض الأيام لي ، واعتبرت ذلك عدم تقدير لعملي وكأنني أتحدث مع أشخاص أصابهم الصمم ، فصممت على الانسحاب وعدم الاستعمار وكتبت لهمما معناه أن السبب اختلافات في وجهات النظر ، ولكني رجعت اليهم بعد شهرين تقريبا عندما حضرت في احدى الأنشطة بنادي الكشافة البحرية  ووجدت منهم ترحيبا فعزمت على الاستمرار معهم كمشرف على الأنشطة الزراعية  .
** وبدأ عملي في النشاط الزراعي يتنوع ما بين زراعة الحديقة الصغيرة ، وتنسيق زهور ، وتربية أسماك زينة ، وصناعات غذائية متعددة .
** وأذكر أن حدث اثناء أعمال ترميمات بالمركز أن ردمت الحديقة الصغيرة بطبقة كثيفة من الحجارة والجير ، وفوجئت بعد ازالة هذه الطبقة أن النجيل نما بحيوية أكثر ، مما أصابني بالدهشة والتساؤل ، الى أن عرفت السبب عندما تتبعت النجيل في منطقة أخرى لاحظت بعض الطفيليات تنمو بجواره ، فأيقنت أن  سبب نمو النجيل بقوة أن الجير قتل الطفيليات التي كانت تعوق نموه
** وانتهزت هذا الحدث كعادتي وأوضحته لزملائي وللصبية الذين أقوم بتدريبهم وتعليمهم .
** وبنفقات قليلة استطعت تخضير أرض الفناء الواسع بالنجيل البلدي وأحضرت شجرة فيكس ديكور ربيتها في المنزل حتى وصلت ارتفاع عالي وتعمدت ألا أحصل على ثمنها لكي تكون ذكرى ولكن لم تستمر الشجرة طويلا لحدوث أعمال ترميمات وانشاءات كثيرة بالمركز .
** وكثيرا ما كنت أبتكر أعمال جديدة لاجتذاب الصبية وشغلهم فاحيانا اصطحب عددا قليلا منهم للذهاب الى متحف الاحياء المائية وهناك أشرح للمسئول عن التذاكر أن هذا المشروع خيري من أجل رعاية هؤلاء الصبية ، وعندما كان ينظر اليهم ويجد علامات الشقاء عليهم يقتنع بكلامي ، ويتكرر ذلك عدة مرات مع مجموعة أخرى ، ولم احكي عن هذا العمل إلا لمن أجد فيه استيعابا وتقديرا لهذا العمل و كنت اكتفي بان أقول اننا تجولنا حتى قلعة قاية باي ورجعنا .
** وعندما كنت أفتح الحوار مع بعض الزملاء اصل في بعض الاحيان الى نقاط خلافية كثيرة ، ومن الغريب أن احدهم كان يجادل في نواحي علمية زراعية رغم أنه بعيد كل البعض عن التخصص الذي يجادل فيه ، لدرجة أنني ندمت على مناقشته ورفع شأنه الى درجة المناقشة في أمور تفوق قدراته ومعلوماته .
** وكعادتي كنت أحكي لزوجتي عن كثير من المواقف من أجل تخفيف التوتر الذي أشعر به ، كما أنني كنت أحكي لأحد الزملاء بالمشروع مسئول عن أعمال الآركت وهو / محمد رضا – حاصل على بكالوريوس تربية رياضية ولكنه كان يعمل باحدى الشركات التي لها علاقة بالأعمال البحرية .   
** وأثناء العمل بمشروع رعاية الصبية حرصت ألا أترك وقتا حتى أملأه بالعمل فكان لدي آلة بانفلوت بلاستيكية تباع بجنيه واحد وكنت أجيد العزف عليها وعندما كنت أعزف أجد الصبية ينجذبون لهذا العزف ويصفقون معي ويطلبون مني عزف الأغاني التي تروق لهم وكنت اجيب طلبهم ، وانبهر الاستاذ / أحمد واسند الي ايضا النشاط الموسيقي لدرجة انه كان يسجل اسمي وبجواره مشرف زراعة وموسيقى .
طلبت من جمعية الكشافة شراء أورج كهربي وبعض الآلات وحدث ذلك  وذهبت مع الاستاذ / شريف الأبيض لشراء أورج بمبلغ 3000 جنيه  من محل دنيا الموسيقى بالعطارين .
وتم استضافة الاستاذ / شريف الأبيض مرتين تقريبا للجلوس مع الصبية وتقييم امكانية تدريبهم ولاحظت أن الاستاذ شريف يتطرق الى أمور بعيدة جدا وهي أقرب لطريقة التعامل مع طلاب في الكونسرفتوار فهو يفحص أيدي كل شخص لكي يحدد امكانية العزف على الآلات الوترية .
(( اعجاب شريف الأبيض بطريقتي في التدريب ))
** وفي احد الايام وقبل حضور الاستاذ شريف وجدني مندمج مع الصبية اعزف لهم وهم مستجيبين بشدة فقال لي ما معناه : ( مانت كويس ) .
ثم بدأت المحاولة مع بعض الصبية لتعليمهم العزف ولكن الاستجابة كانت قليلة لأن ظروفهم كانت خاصة لأنهم فئة تسربوا من التعليم وتفرغوا للعمل في الورش ولم يعد لديهم وقتا كافيا للتدريب ، كما أن مستواهم الفكري محدود .
وعللت سبب الاستجابة الضعيفة منهم أن الفترة قليلة التي يتدربون فيها دقائق قليلة يوم أحد ، فاقتنع الاستاذ أحمد  بأن أركز على العزف لهم والسماح لهم بالغناء
وارتفع صوت الموسيقى في مشروع الصبية وشاركت بالاورج في احتفالاتهم  وفي احتفالات أخرى خاصة بالتربية والتعليم في مدارس تابعة للاستاذ أحمد الخطيب
(( تخصيص شخص آخر لتعليم الموسيقى بالكشافة  ))
** واستمر عملي لمدة سنتين تقريبا ( زراعة وموسيقى ) ثم جاءوا بمدرب موسيقى الاستاذ ابراهيم ذو خبرة قليلة – وهو رجل على المعاش كان يعمل موظفا بشركة الحرير الصناعي – ويبدو ان ترشيحه كان على سبيل المجاملة حيث أن رئيس مجلس الادارة / حسن الصوري كان من موظفي نفس الشركة
** تعجبت لهذا الاختيار لأن مدرب الموسيقى المرشح لا يستطيع عزف السلام الجمهوري ولا يستطيع عزف قطعة موسيقية كاملة ، ويبدو أنه كان يعمل ( كمالة عدد ) في فريق الشركة .
لاحظت أن المدرب الجديد لا يعجبه أن أعزف على الآلات الموسيقية بالمركز ، ولم يستطع أن يعلل ذلك بأن هذا تعديا لاختصاصه ، فكان يعلل بحجة أخرى وهي حتى لا تتلف الآلات .
** وكان الكثيرين من الزملاء يفهمون ذلك ، ونظرا لكبر سنه فكنت أحترمه واتجنب غضبه ومن الواجب ألا أحرجه لضعف مستواه
** كثفت اهتمامي بالمجال الزراعي وتركت له الموسيقى تماما لكي يعلم بعض الصبية جملا موسيقية بسيطة جدا لمجرد اثبات تواجد فقط .
(( كان اختيار المدرس من أجل المجاملة ))
** ولكن الاستاذ / أحمد الخطيب بفطنته وباسلوبه الهادئ كان يستدعيني للعزف في حفلات عيد الميلاد الشهرية وفي طابور الجمع لأنه كان يعرف جيدا ان الاستاذ / ابراهيم الفولي لا يمكن الاعتماد عليه في ذلك 
** وعن طريق الاستاذ /ابراهيم تعرفت على الاستاذ / محمد علي داود – وكان قائد فرقة سابق بقصر ثقافة الحرية – كان هذا الرجل على مستوى اخلاقي جيد لا يحرج احدا مهما كان مستواه واتفقنا أن نقضي يوما من كل أسبوع الاثنين للتدريب على عزف مقطوعات موسيقية من التراث ، وكان هذا الرجل يركز على ضرورة تعلم النوتة االموسيقية
(( طلب تأليف كلمات عن ثورة 23 يوليو))
**  فأذكر أنني في احد الجلسات في الكشافة البحرية طلب مني أن أحضر كلمات بمناسبة  ثورة 23 يوليو ، كان من الممكن أن أعرض عليهم قصيدة مين غيرك تبقى بلدي ... ولكني لاأدري السبب الذي جعلني وجرني إلى أنطق بهذه الكلمات : بلدي ياأم الأخلاق ليه النفاق بقى داء والداء لما بيطور يقتل وكأنه وباء ... وبمجرد نطقي لهذه الكلمات فوجئت بأن الجميع كل ينظر إلى الآخر وبدون تعليق وانتهى بذلك عرضهم بخصوص كلمات 23 يوليو ، رغم أنني أعترف بأهمية الثورات وحركات التغيير وأعتبرها ضرورية للتخلص من الرتابة والجمود الذي ينشأ عن الاستمرار بنفس الطريقة والآلية .
(( الحرص في التعامل مع الصبية ))
** أذكر أنني في هذه الفترة أثناء العمل بالكشافة البحرية في مشروع رعاية الصبية أنني في الصباح الباكر تعاطفت مع بعض القطط الصغيرة على السلم وقدمت لها الطعام وأكلت منه وهي متخوفة مني وبعد أن شبعت ظننت أنها اطمأنت وأنني من الممكن الامساك بها ومداعبتها ولكن ما حدث أنها كانت تهرب مني وهي في ذعر شديد لم ألاحظه من قبل على القطط المنزلية ولا البرية
** في هذا اليوم قمت بربط هذه الحادثة مع الصبية العاملين في مشروع الكشافة البحرية ، وعزمت على أن أكون حريصا في تعاطفي مع هؤلاء الصبية وأن أتوقع منهم جنوحا وسلوكا غير طيب .
** وطلبت من زوجتي أيضا ان تكون حريصة أيضا في تعاملها مع الآخرين عندما بدأت العمل بالكشافة البحرية .
(( النواحي المالية ))
** كان الدخل قليل ولا يكفي ، وكنت اعتبر عمل زوجتي ليس إلا لأغراض معنوية حتى لا تشعر بالملل ، ولم انتظر منها مساهمة لقلة دخلها وخاصة لأنها كانت تعمل بالحصة ولم يكن عملها يوميا وانما حوالي ثلاثة ايام اسبوعيا تقريبا ، وحاولت الحاقها بالعمل في مدرسة الأحرار الخاصة حتى تكون بالقرب من بنتيها ، ولكن لم تستمر الا شهور قليلة ، ثم الحقتها بالعمل في مدرسة أخرى ( براعم الكمال ) وهي التابعة لكلية ميامي ، وقضت حوالي سبع سنوات تدرس ثلاثة أيام تقريبا في الاسبوع ، وكنت على أمل أن تتعاقد بدلا من العمل المؤقت الذي يحسب فيه الأجر بالحصة ، وخلال هذه الفترة كان مدير المدرسة متمسكا بها لدرجة أنه يدعوها في نهاية كل صيف لكي تستلم الجدول الخاص بها ، وفي صيف سنة 2007 تقريبا ذهبت الى المدير واخبرته بأن زوجتي لن تستمر ، لأننا مسافرين ، وطلبت منه ان يحرر لها شهادة خبرة بالمدة التي عملت فيها بالمدرسة ولم يستجيب مما ازادني اصرارا على عدم التفكير في استمرارها في العمل ، وانتهى بذلك عملها بالتربية والتعليم .
** وحتى لا تشعر زوجتي بالفراغ فالحقتها بالعمل معي في مشروع رعاية الصبية التابع للكشافة البحرية مقابل بدل انتقال قليل ، وكان ذلك في مركز شباب القباري  واثبتت نجاحا في هذا المشروع لقدرتها على التعامل مع فئة الفتيات العاملات ، وكالنت شعبيتها كثيرة بين الفتيات والكثيرات يحبونها
** وبعد ان انتهى تمويل مشروع رعاية الصبية والفتيات من اليونيسيف عام 2013 انصرف جميع العاملين ،  ولكن زوجتي استمرت في العمل بمحو الامية يمركز شباب القباري وبدون مقابل تقريبا وكان الدافع من استمرارها انسانيا قبل كل شيء وبسبب تمسك الفتيات بها
** واستمر عملها كما لوكان مشروع الكشافة البحرية  مازال قائما وحرصنا على تقديم المعونات للفتيات من مصادر مختلفة ومنها الذكاة السنوية ، وحرصنا على تقديم معونات غذائية في شهر رمضان وملابس قديمة من تبرعات بعض الناس  على فترات متقاربة  لدرجة أن الفتيات كانت تظن أن مشروع الرعاية مازال قائما
** وعن طريق الاستمرار في محو الامية  بمركز شباب القباري استطاعت أن تحصل على فرصة عمل بهيئة تعليم الكبار  بمقابل افضل كثيرا من ذي قبل
** ورغم ذلك فإنني لم أطلب منها  المشاركة في مصروف المنزل إلا على سبيل المزاح ، وظللت أعاني من نقص الدخل ، ولم أحاول كثيرا الاستفادة من أعمال الكنترول وغيرها من أعمال الامتحانات مثل غيري ممن يستفيدون كثيرا من هذه الاعمال ، وقد كان السبب في ذلك أنني لا أقبل الالحاح والتعرض لمواقف الاستعطاف وما شابه ذلك ، لدرجة أن بعض الزملاء كانوا يظنون أنني ( مستغني ) وليس محتاجا لهذه الاعمال الاضافية .
 (( وفاة عمي ))
** أذكر أنني في اثناء العزاء يوم وفاة عمي في فترة التسعينات كنت  اتفحص وجوه الأشخاص باحثا عن عمي بينهم فقد كنت معتادا على تواجده في جميع المناسبات العائلية أفراح ومآتم ، وقد كان له تواجدا واضحا في جميع  المناسبات ، وشعرت في هذه اللحظة بحزن شديد على افتقاده .
 (( عودة خالي من الكويت ))
** في هذه الفترة كانت عودة خالي من عمله بالكويت وانتهى عمله بذلك هناك ورجع الى عمله بالاسكندرية واستدعاني للشهادة أمام المحكمة بأنه لا يعمل الآن بالكويت لكي يتم تخفيض النفقة على ابنته من زوجته التي طلقها ، وتزوج خالي من زوجة أخرى مدرسة بكلية العلوم ، وأنجب منها طفلا ، وصار الحال أكثر هدوءا عندما حكم له برؤية ابنته اسبوعيا في مركز شباب سموحة
(( الذهاب مع خالي اسبوعيا للقاء ابنته ))
** وكما اعتاد خالي أن يستعين بي في اجراءات كثيرة استعان بي في الذهاب اسبوعيا للقاء ابنته بصحبة خالها وكنت في هذه اللقاءات أشعر باحساس غريب وضيق في صدري غير معتاد ، وخاصة عندما أجد ابنته وهي في المرحلة الاعدادية وقد بدت باردة المشاعر تجاه والدها وتجاهي ، وكنت أتعجب لهذا اللقاء الروتيني بين ابنة وابيها كما حكمت به المحكمة ، أحيانا كنت أتساءل قد يكون هذا هو طبع ابنته ولكني عندما أراقبها من بعيد اجدها غير ذلك مع صديقاتها ، وعندما كان والدها يعطيها هدية تأخذها وتقول له ما معناه أنها عندها منها ، وعندما أعطاها ذات يوم هدية مشغولات ذهبية ، أتت في الاسبوع التالي مرتدية غيرها وكأنها تبلغه رسالة بأن عندها الكثير
(( وفاة خالي ))
بعد سفر خالي بأيام قليلة مع زوجته الى السعودية جاءنا خبر وفاته المفاجئة وكانت صدمة جديدة لنا وتذكرت حديث له مع ابنته قبل سفره بأيام يطلب منها أن تحدثه برفق فقالت له : المرة الجاية  .
(( الغاء الندب لوظيفة موجه  ))
** قضيت سبع سنوات تقريبا في العمل موجه تربية زراعية منتدبا في ادارة المنتزة من 1996 الى 2003 وخلال هذه الفترة كان زملائي يقدمون استمارة ترشيح للترقي من مدرس أول الى وكيل ويفتحون رغباتهم على جميع الادارات ، أما أنا فخشيت أن افتح رغبتي فتأتي ترقيتي بعيدا عن الادارة وابتعد عن عملي بالتوجيه الذي أحببته ، ولكن في السنة السادسة صدر اقرار بالغاء الانتدابات الكلية ورجوع كل مدرس الى عمله الأصلي .
** فكانت صدمة كبيرة ، فبعد أن عملت موجها على جميع المراحل وزرت جميع مدارس الادارة تقريبا  ، وقمت بتدريب المدرسين في دورات تدريبية وفي المكاتب الفنية ، وبعد كل ذلك ارجع مدرسا ، نفذت القرار في الأجازة وعدت الى مدرستي الأصلية  لمدة أكثر من شهر وقضيت هذا الشهر في أسوأ حالة نفسية ولجأت الى العديد من القيادات من اجل اعادة انتدابي .
(( اعادة الندب كموجه مرة أخرى ))
ونجحت في ذلك بطريقة ملتفة حيث تم انتدابي أمين مرافق بتوجيه المرافق الزراعية  وندب آخر داخلي الى موجه تربية زراعية وفي هذه السنة صممت أن اقتح رغباتي في استمارة الترشح للترقية ،
(( شراء الموبايل ))
** تم الشراء للموبايل وكانت معلوماتي عنه قليلة جدا لدرجة أنني كنت أحرص على عدم وضعه في أماكن النوم خوفا من الآثار الضارة التي سمعت عنها وشعرت بأهميته عندما ذهبت في رحلة الى سيناء تابعة لجماعة تحوتي ورحلة الى مرسى مطروح تابعة للكشافة البحرية . 
(( شراء الكمبيوتر))
** في هذه الفترة تم شراء الكمبيوتر وقد كانت معلوماتي قبل شرائه تساوي صفر وبدأت تدريجبا تعلم التعامل معه ومع العديد من برامجه وأولها برنامج الكتابة و الرسم ، وكما يأتي الذكر فيما بعد أنني تعلمت الكثير بعد انتقالي الى ادارة شرق التعليمية  .
**ومنذ تعلمي على الكمبيوتر اتخذت مبدأ عدم الاهتمام بألعاب الكمبيوتر باعتبارها اهدار للوقت وحاولت أن انقل هذا المبدأ الى افراد أسرتي ( زوجتي وبناتي ) وكثيرا ما كنت أشجعهم على التعامل مع البرامج المفيدة وأنه يمكن تحقيق الاستمتاع أيضا في تطبيق كثير من البرامج ، وفي احد المرات طلبت من فني الكمبيوتر الغاء كل الألعاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق