الفن في حياة الانسان


 الفن في حياة الانسان  
ــــــــــــــــــــــــــ

** كما اعتدت في دراساتي التربوية وعملي في التربية والتعليم أنني عندما أتحدث عن شيء أو أتناوله بالبحث لابد من توضيح المفاهيم التي أتناولها في الحديث حتى لا يختلط الأمر على القارئ ويفهم بعض المعاني بشكل مخالف.

** ومن أهم المفاهيم التي تحتاج الي مزيد من التوضيح كلمة (الفن) ... فمع التقدير والاحترام لكل التعريفات الاكاديمية عن الفن ... إلا أنني أحب التأكيد على أن الفن المقصود في هذه المقالة هو الابتكار في الأنشطة التي يمارسها الانسان بشرط أن يكون لهذا الابتكار أثرا ايجابيا في حياة الفرد والمجتمع، أقول ذلك تمييزا عن الابتكار في أنشطة أخرى كالسرقة أو الاحتيال وما شابه ذلك باعتبار أن الابتكار في هذه الحالة يؤثر سلبا في حياة الانسان والمجتمع ، لذلك فهو ليس موضوعنا .

** أما عن كلمة (الانسان) فهي تعني ذلك المخلوق الذي يتميز بخصائص لا مثيل لها تميزه عن سائر المخلوقات وأهمها قدرته على أداء الأعمال بأسلوب فني، أي بأسلوب مبتكر، مختلفا ومتطورا عن الاسلوب الذي ورثه عن أسلافه عن طريق الوراثة البيولوجية أو الوراثة البيئية (الخبرات المتوارثة) والقواعد والقوانين المتفق عليها، وهو المخلوق الذي يستطيع أن يكتسب خبراته من الأجيال السابقة ونقلها الى الآخرين في الاجيال اللاحقة.

 ** ولا مبالغة اذا افترضنا أن كل فرد من البشر يعتبر فنان ومبتكر في مجال معين، وعليه أن يكتشف هذا المجال- حتى وان كان مجالا فرعيا ضيقا ومحدودا - ويعطيه المزيد من الاهتمام، لكي يعود النفع عليه وعلى الآخرين من ابداعه الفني الذي يختص به دون غيره.

** ويمكن القول بأن الفن هو الصفة الوحيدة التي ينفرد بها الانسان عن باقي المخلوقات، واذا فرضنا جدلا أن الانسانية لها درجات فإن الفرد ترتفع درجة انسانيته بقدر تفننه أوابتكارياته في أعماله وسلوكياته.

** ولا ننسى أن هذا التميز كان لحكمة أوجدها الله الخالق العظيم في الانسان، ورسالة من الخالق الى الانسان لكي يؤمن بقدرته وحكمته، ويعترف بالنعمة التي وهبها الله للانسان وخصه بها وهي نعمة العقل والتفكير.

وأن أي دعوة لتنحية التفكير هي ضد ارادة الله وحكمته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق