من عجائب التربية والتعليم ( مقالة - متنوعات )

التربية والتعليم من أهم الأنظمة في حياة الشعوب وارتقائها ، وأن أي اضطراب في هذا النظام سوف يؤدي بالتأكيد إلى خلل عام بالمجتمع .
والعجائب التالية هي اضطرابات خطيرة تدل على الخطر الشديد الذي يتربص بنظامنا التربوي التعليمي و بمجتمعنا المصري .
** و أتمنى أن تكون هذه الكتابات رسالة إلى كبار المسئولين والى الزملاء العاملين بالتربية والتعليم لكي يعملون جاهدين على مواجهة هذه المخاطر بشتى الطرق .
((( إلغاء تدريس التربية الزراعية )))
** إلغاء تدريس التربية الزراعية في مدارس البنات الإعدادية منذ عام 1996 وكان ذلك بقرار وزاري " فطين " ..... وحتى الآن لم يتم التراجع عن هذا القرار ، رغم أن هذه المادة تدرس للبنات والبنين في المرحلة الثانوية ......
** وأغرب من هذا القرار هو تعليل هذا الإلغاء بأن بمادة الاقتصاد المنزلي تغني عن التربية الزراعية .
** ولم يفكر أحد من صناع القرار أن التربية الزراعية تربية بيئية تدعو إلى المزيد من فهم البيئة المحيطة والتعامل معها ، وأنها أول خطوة للفرد في طريق الإنتمائية التي أصبحت مجرد عبارات إنشائية الخطب والأغاني الوطنية .

 ((( إمتحان الخط )))
** امتحان الخط يستغرق ساعة واحدة ، ويخصص له كراسة اجابة بأربع صفحات ، وورقة أسئلة مكتوب عليها جملة واحدة مطلوب كتابتها مرة بخط الرقعة وأخرى بخط النسخ ، ** ويخصص للامتحان عدد من الملاحظين والمراقبين ولجان تصحيح ، وتصرف لأجلها المكافئات .
** ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاقتناع بأي سبب لفصل امتحان الخط عن امتحان اللغة العربية ، وأن أي شخص ... بالبديهة .... يستطيع أن يدرك أهمية إلحاق امتحان الخط بامتحان اللغة العربية ، بل يمكن القول بأنه يجب تخصيص عدد من الدرجات في امتحان كل مادة دراسية على الخط والتنسيق ، وأن هذه الفكرة سوف تشجع بالتأكيد على الاهتمام بجمال الخط ، وسوف تجعله يتدرب على الدقة والنظام في حياته العامة أيضا .

((( المعتذرون عن الإمتحان )))
** مئات من المعتذرين عن انتدابات امتحان الثانوية العامة ، وآلاف من الموظفين " الغلابة " في التربية والتعليم يطلبون الانتداب ، والجميع يقفون في طوابير الذل والمهانة في الشمس الحارقة .
** والأغرب من ذلك إصرار رئيس لجنة توزيع الانتدابات على عدم استبدال الطوابير بأسبقية التسجيل ، وعدم اقتناعه بأن الطوابير لا تجدي في الأعداد الكبيرة ، وأنها تعطي الفرصة للتجاوزات وشيوع الفوضى .
** وبعد استعمال الكمبيوتر في تشكيل اللجان كنا نتوقع تطورا الى الأحسن ولكن يبدو أن ( الناس هم الناس ) فظهرت مشكلة جديدة هو مزيد من التعنت والاصرار على عدم قبول الاعتذارات وعدم قبول طلبات الانتداب وكأن الحاسب الآلي هو نهاية المطاف ولا يجب التعديل في قراراته .
** ويمكن متابعة المزيد من الكلمات المنظومة عن اللجان الادارية في امتحانات الثانوية

 ((( بعد نصف الوقت )))
** امتحان لا يستلزم أكثر من ساعة لإجابة جميع الأسئلة ، ويخصص له ثلاث ساعات ، والأغرب من ذلك هو إصرار رئيس اللجنة على عدم الخروج إلا بعد انتهاء الثلاثة ساعات ، وعدم اقتناعه بأن استمرار الطالب ساعتين بدون لزوم في اللجنة يعتبر مضيعة للوقت ، و أن هذا الاستمرار أيضا سوف يزيد من عمليات الإلحاح على الغش ، وسوف يضر بالطالب المتفوق الذي تسرق مجهوداته ، عن طريق الغش منه مباشرة ، أو عن طريق تفوق الغشاشين عنه بمنحهم فرصة ساعتين لمحاولة الغش .

((( مستوى الامتحان )))
** تقوم الدنيا ولا تقعد على سؤال صعب في الامتحان ، ويعلن في الجرائد عن حذف هذا السؤال وتوزيع درجاته على الأسئلة الأخرى ، ألم يكن من الأفضل ترك هذا السؤال واعتبار صعوبته تسري على الجميع ، وما هو ذنب الطالب الذي استطاع أن يجيب على هذا السؤال دون غيره .

 ((( العقاب البدني )))
* تقوم الدنيا ولا تقعد على استعمال العقاب البدني في المدرسة ، واعتبار ذلك مخالفة لحقوق الإنسان ، ولا تقوم ولا تقعد على عقوبات القصف بالأسلحة لمدن كاملة يسكنها الآلاف من البشر .

 ((( الدراسات الأدبية )))
** تفضيل بعض الطلاب الدراسات الأدبية عن العلمية في الثانوية العامة باعتبارها أكثر سهولة رغم أن ذلك يخالف الحقيقة وسبب ذلك أن التعليم بطريقته الحالية …. طريقة التلقين …. تختلط فيه الأمور ، وتنقلب فيه الحقائق ، فنجد الطلاب يتجهون إلي القسم الأدبي طمعا في دراسات سهلة في تلقنها .
** ولو كانت التعليم يسير في طريقه السليم لأدرك الطلاب أن الدراسات الأدبية تحتاج إلى المزيد من التفكير والبحث والتأمل في المعاني والمجردات ، وأنها تحتاج إلى قدرات خاصة غير متواجدة إلا عند فئة قليلة إذا قيست بالقدرات التي تحتاجها الدراسات التي يتم فيها التعامل مع الماديات المحسوسة .
** وهذا الموضوع يقودنا إلى كلية الحقوق التي انقلب بها الحال فأصبحت من الكليات التي تقبل الطلاب الأقل تفوقا بعد أن كانت في ظل النظام التعليمي القديم ..." قبل التطوير" .... من أهم الكليات التي تحتاج إلى عقول كبيرة تستطيع أن تدرك دقائق الأمور وتزنها وتقيسها بوسائل عقلية دقيقة ، وقد يكون هذا الحال هو أحد الأسباب التي أدت الى تسلل الفساد العام الى السلك القضائي .

 ((( الدروس الخصوصية )))
** يكثر الحديث عن الدروس الخصوصية باعتبارها عمل غير مشروع رغم أنها أهم وأقدم عمل شريف في حياة البشر ، وأن الدروس الخصوصية هي التي علمت أكثر عظماء التاريخ ، قبل ظهور المدارس العامة بفصولها الكثيرة المكدسة .
** وأن ظهور الدروس الخصوصية بكثرة في هذه الفترة يدل عل تردي الأوضاع في المدارس العامة وعدم القدرة على تأدية وظيفتها ، وعلينا قبل أن نتهم المدرس الخصوصي أن نتأنى و نفكر ونتساءل ماذا يحدث لو أن جهة حكومية ما …. غير التربية والتعليم …. أخفقت في تأدية واجبها سوف تظهر بالتأكيد البدائل الأخرى .
** ففي مجال الطب سوف يظهر الطبيب الخصوصي ، وفي مجال النقل سوف يظهر سائق الأجرة الخصوصي ، وفي مجال الشرطة سوف نجد الحارس الخصوصي ……..الخ فلماذا إذن التركيز على المدرس الخصوصي باعتباره شخصا مذنبا ، أليس من الأفضل البحث عن الأسباب التي أدت إلى كثرة الدروس الخصوصية والعمل على رفع كفاءة المدرسة حتى يقل الاحتياج إلى الدروس الخصوصية .
** ويجب أن نعلم أيضا أنه في كل الحالات لا يمكن إلغاء وظيفة المدرس الخصوصي لأن المدرسة مهما كانت كفاءتها …. سوف تواجهها حالات خاصة لن يفيد فيها غير المدرس الخصوصي .

((( نظام الترم في المدارس )))
**عجيبة أخرى من عجائب التربية والتعليم ...... نظام الترم ..... وخاصة عندما يتلقى الطالب درسا في أسبوع ، ويمتحن فيه في الأسبوع الثاني ، ثم ينسى كل شيء عنه في الأسبوع الثالث عند بداية عطلة الترم ، وكأن درسا لم يكن ، وذلك وفق قاعدة " ما اكتسب بسرعة يفتقد بسرعة " .... وفي ظل هذه العجيبة..... لا نتعجب إذا وجدنا شخصا يحمل شهادة دراسية عالية ولا يستطيع كتابة رسالة باللغة العربية .
** ولا نتعجب أيضا إذا كان كبار التطوير قد نسوا الحقيقة الهامة التي تنص على ضرورة استخدام المعلومة الجديدة لفترة كافية للبحث والمناقشة والمقارنة والتحقق والتطبيق وذلك من أجل أن يتم تمثيلها في عقل المتعلم كما يتم تمثيل الغذاء في جسم الكائن الحي .

 ((( التقويم الشامل )))
** ومن أعجب العجب فيما يسمى البورتفوليو ( التقويم الشامل ) أن النهاية العظمى في بعض المهام درجتان أو ثلاثة فكيف تكون النهاية الصغرى والدرجات المتوسطة
** ولماذا لا تؤخذ الدرجات التراكمية بدلا من اختيار أفضل درجة ، وهل سؤال واحد يجيب عليه الطالب بالصدفة يعتبر مقياسا لمستواه .
** لا تعليق سوى أن فريق التخطيط قابعين في الغرف المكيفة يقومون برسم الخطط التعليمية دون دراية بشيء مما يسمى أصول وقواعد التربية .

((( مسئولية الموجه الفني )))
** عجيبة أخرى هي من نتاج الجهل بنتائج البحوث التربوية ، وهي توزيع المسئولية عن شيء واحد على أكثر من شخص ، فيعتمد كل شخص على الآخر ويهرب من مسئوليته، و يلاحظ ذلك عندما يكلف الموجه الفني لمادة دراسية محددة بأن يتابع نواحي أخرى بالمدرسة بعيدة الصلة عن مادته الدراسية مثل الحضور والانصراف والكتب، والمعامل، والحمامات ، وغير ذلك مما يشتته في العمل ومما يصبغ على المتابعات الشكل الروتيني ، والذي وصل الى الحد الذي يخصص في المدرسة تقارير جاهزة من قبل ادارة المدرسة لكي يوقع عليها كل موجه زائر للمدرسة حتى لا تتضارب آراء الموجهين ! .

((( تعدد المديرين والمتابعين )))
** ومن أهم العجائب التي يمكن ملاحظتها في النظام التعليمي المستحدث ، التعقيدات الكثيرة التي لحقت بالنظم الإدارية حيث أصبح للمدرسة الواحدة أعداد من المديرين والنظار وعشرات من الوكلاء ، مما يؤدي إلى تصارع وجهات النظر في أمور غير جوهرية بعيدة تماما عن التلميذ والمنهج .
**وكثرة موظفين المتابعة بالإدارة التعليمية مما أدى إلى تخصيص موظف في كل مدرسة لاستقبال أعدادا من المتابعين و معاونتهم على كتابة تقاريرهم بحيث لا يحدث تضاربا بين ملاحظاتهم في التقارير ، وحتى يقلل من اضطراب العمل بالمدرسة وأعاقته نتيجة كثرة الطلبات التي غالبيتها غير واقعية، وأذكر من هذه الطلبات أن متابعا يطلب من وكيل النشاط حث الطلبة في مدرسة ريفية على عمل برمجيات باستخدام الحاسب الآلي وبيعها لبعضهم وذلك في إطار مشروع المدرسة المنتجة .
** والأقسام الكثيرة التي استحدثت ولم تؤدي حتى الآن دورا كبيرا يناسب الأعداد الكبيرة من الموظفين بها ، والمسميات ذات التأثير المدهش والمثير، والتي لم تتعدى عن كونها حبر على ورق .
** وتعقيدات أخرى في النظام التعليمي وخاصة الثانوية العامة ، وظهور الحاجة إلى فنيين بالمدارس لشرح هذه التعقيدات وتوجيه الطالب لاختيار المواد الدراسية المناسبة ، والطرق العبقرية في التحايل على القانون لإعادة الامتحان بدون انتقاص المجموع ، ومن هذه الطرق التي لاحظتها مؤخرا هي كيفية إحداث شغب في لجنة الامتحان كأن يقطع الطالب ورقة الإجابة وما شابه ذلك .
** ولم تظهر هذه الظواهر بالتأكيد إلا بعد "هوجة" التقليد الأعمى الذي يسمى تطوير التعليم
حقيقة أن كلمة "تطوير" مظلومة في التربية والتعليم لأن معناها الحالي اختلط بكلمة "تأخير" .
ويمكن متابعة كلمات منظومة عن لجان الجودة والتطوير كإحدى عجائب التربية والتعليم 

 ((( امتحان الكادر)))
** مائة سؤال ( اختيار من متعدد ) – لو أجابها الممتحن بالتخمين لحصل على نصف الدرجات على الاقل .
** هل هذه الأسئلة النظرية هي التي تحدد مدى كفاءة المعلم في تأدية واجبه ؟ هل المعلومات النظرية هي كل ما يحدد مستوى المعلم ؟ كم من أشخاص علماء ومخترعين يحفظون مئات الكتب عن ظهر قلب ولديهم ثقافات واسعة في العديد من المجالات ولكنهم لا يستطيعون أن يؤدوا وظيفة مدرس مرحلة ابتدائية .
** والتساؤل الأخير أن المائة سؤال التي ترقي المعلم من وظيفة معلم الى معلم أول هي المائة سؤال التي ترقي من معلم خبير الى كبير معلمين .... هل أن وزارة التربية والتعليم خفي عليها أن لكل ترقية لها امتحانها المناسب ؟ لا أعتقد أن هذا التناقض يدل على انحدار في طريقة تقييم المعلم فقط ، وانما يدل على أن ما يسمى امتحان الكادر ما هو إلا اجراء تأديبي لمن ينتظر المنحة الجديدة ، ومن الاجراءات المعتادة التي تهدف الى تعويد المواطن على الطاعة العمياء من أجل نيل البركات من الرؤساء .
ويمكن متابعة كلمات منظومة عن كادر المعلمين

((( الكمامة )))
** في هوجة انفلونزا الخنازير يأتي احد المتابعين وهو بوظيفة .......... وهو بالطبع بدون كمامة - في زيارة متابعة لاحد المدارس فيستقبله العاملون بالمدرسة من مدرسين ومدرسات واداريين واداريات بالكمامات كما لو كانوا في غرفة العمليات الجراحية .
** وعندما يتقدم أحد الاداريين بالمدرسة بدون كمامة  لاستقبال هذا المتابع يفاجأ  بغضب شديد من المتابع لهذه المخالفة الخطيرة حيث أنه يقف في طرقة المدرسة بجوار الفناء بدون كمامة ويأمر مدير المدرسة بمجازاته بثلاثة أيام خصم !!!!
** يقف هذا الموظف في حالة من الحيرة و الدهشة ويقرر أنه لابد وأن يشتري كمامة ليست من أجل مواجهة وباء الانفلونزا وانما لمواجهة وباء من نوع آخر يصيب الفكر فيجعل الانسان كالآلة المبرمجة لا وظيفة لها غير الاستجابة للتعليمات بواسطة أوامر وزير .

 ((( متنوعات )))
** بعد الانفجار العظيم ، في عالم التربية والتعليم .
تكشفت التساؤلات وكثرت المقالات بالصحف والمجلات .
نذكر منها ما هو آتٍ وآت .
وحرصا على الوقت الثمين ، عند كل فطينة وفطين ، اكتفينا بذكر العناوين :
1) الكلاب البوليسية وأوكار الدروس الخصوصية .
2) المصحات العلاجية وتعاطي الكتب الخارجية .
3) من خواطر السرير الى قوافل التطوير .
4) الضبط والربط وإطالة الوقت في امتحانات الخط .
5) وظيفة متكلم ومتكلم خبير في إدارة الجودة والتطوير .
6) من تعليم بلا جودة إلى جودة بلا تعليم .
7) أبحاث مدرسية بالجملة ، ووفر العملة واحصل على الدرجة كاملة .
8) خبير في تقسيم الترمس يضع تقسيما لنصاب المدرس:
وتحت هذا العنوان :18حصة للمعلم الأول ، 17 حصة للمعلم الخبير ، وهذا حقيقي للأسف الشديد وليس دعابة مما يجعلنا نتوقع  16 للمعلم على المعاش و15 للمعلم بعد ما عاش  .
9) ألف باء الصحافة : "معلم يضرب تلميذ" خبر صحفي.
                       " تلميذ يضرب معلم " خبر غير صحفي .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق