كتاب خواطر ..تحت التأليف 2/5/2023

 

خواطر منثورة

تأليف :

علاء عبد العليم 


   

 * التعريف بالمؤلف *

* الاسم : علاء الدين محمد عبدالعليم

* تاريخ ومحل الميلاد:2/12/1957 بالاسكندرية

* المؤهلات الدراسية : بكالوريوس زراعة 1979،  ودبلوم الدراسات العليا في التربية عام 1983 .

* تدرج في الوظائف بالتربية والتعليم من مدرس تربية زراعية حتى مدير المتابعة الفنية بادارة شرق التعليمية -                           بمحافظة الاسكندرية .

* تم اعتماده مؤلفا للنصوص الغنائية في اتحاد الإذاعة والتليفزيون في 11/1/2005 بعد أن قدم العديد من النصوص الغنائية المتميزة .

* شارك في الأعمال الاجتماعية بتدريب الأطفال على الموسيقى والغناء في جمعية الهلال الأحمر، وجمعية الشبان المسيحيين، وجمعية الكشافة البحرية، والعديد من الحضانات الأهلية .

* شارك في إعداد وتقديم برنامج "العصافير كبرت" بتليفزيون الإسكندرية عام 2003.

* نشرت له الكثيرمن الأعمال الأدبية في العديد من الصحف والمجلات .

* صدرت له: فوازير نباتية.. حواديت نباتية.. الوقت من دهب.. أمثال و أقوال زراعية..غرابيل.. ولأطفالنا الأحباء .. العم صابر .. الحياة كلمات.

* أنشأ مدونة (فنون علاء الدين) التابعة لمحرك البحث (جوجل)  وفيها نشر الكثير من مؤلفاته وغيرها من الأعمال الفنية.

http://fenonalaa2010.blogspot.com/

*************

إهـــداء

الى كل انسان

في كل مكان وبكل لسان

الى من يفكر بالعقل والبيان

ويهتدي الى الحق والايمان

برب واحـــد خــالق الأكوان

وميز عن كل خلقه الانسان

ليقرأ ويقرأ من كل ما كان

*******


* مقدمــــة *


** يضم هذا الكتاب تجميعا لعديد من الخواطر التي اعتدت على كتابتها للتعبير عن آراء خاصة تجاه كثير من المواقف ، وخاصة المواقف التي لا يتيسر لي الجهر برأي فيها منعاً للمجادلات التي يمكن أن تهدر الأوقات.

** ومن هذه الخواطر ما أفصحت بها للاخرين من خلال تعاملاتي المباشرة، أو من خلال مذكراتي أومدوناتي على الانترنت أو تعليقاتي على صفحات التواصل الاجتماعي .

** وقد دفعني الى كتابة هذه الخواطر بلغة عربية مصرية بسيطة أن فيضاً من الافكار ازدحمت في عقلي ووجداني ووجدت أنني لابد أن أفتح لها طريقا للتعبير بحرية مطلقة ، بعيدا عن العوائق والقيود التي تستوجبها الأشعار والأعمال المنظومة، ومن هنا كانت أهمية تجميعها في هذا الاصدار الذي يتناول عدة مقالات منثورة أتمنى أن تلقى تفاعلا ايجابيا تجاهها.

** وأود أن أوضح للقارئ في البداية أنني ارحب بأي تأييد أو اتفاق معها كما أرحب بأي اعتراض أو نقد لها - ايمانا بأن الاختلاف بين الآراء شيء طبيعي كالاختلاف بين الاشكال، وأن الحياه التي خلقها الله مزيج رائع من الاختلافات والائتلافات وبدون هذا المزيج تنتهي الحياة الطبيعية أو تفقد قيمتها .

** ونظرا لتنوع الخواطر واختلاف اهتمامات القراء بها ؛ لذلك آثرت البدء بفهرس المحتويات حتى يتيسر على القارئ مطالعة ما يهتم به من موضوعات .

** مع اطيب التمنيات باوقات سعيدة وقراءات مفيدة.

*******

* المحتويات *

م

الموضوع

الصفحة

1                   

* بكرة أحسن من النهاردة *

12

2                   

* الفن في حياة الانسان  *

14

3                   

 * عن أنواع الفنون  *

16

4                   

 * الفنان باحث *

17

5                   

 * الفن انتقاء *

20

6                   

 * الفنون ووحدة الشعوب *

21

7                   

 * المنتج الفني هو منهج جديد *

22

8                   

* الفنون والعقل الباطن *

23

9                   

 * انطلاقية الابداع في جميع الفنون *

24

10             

 * الشعر الجيد هو الذي لا يفقد قيمته الفنية *

26

11             

 *جودة الكلام بمعارفه وليست بزخارفه *

28

12             

 * أخطاء سينمائية *

29

13             

* عن الكوميديا ومستوياتها *

32

14             

* كلمات عن الكلمات *

34

15             

* ما بين اللغة العامية واللغة الرسمية *

36

16             

* اللغات وتأثرها بالمكان *

39

17             

* عن الأسماء *

41

18             

*  تغيير أسماء الشوارع *

42

19             

 * الايجاز انجاز *

43

20             

* خير الكلام ما قل ودل *

45

21             

* تأملات في الحروف والكلمات *

47

22             

* القسم الكاذب *

48

23             

*  عن الشتائم *

 

49

24             

* كلمات خطيرة *

 

50

25             

* التعميم الخاطئ *

51

26             

* كلمات يمكن الاستغناء عنها *

52

27             

 * شدة الالتزام في الفنون المصرية القديمة *

53

>>>>>>> 

 

( تابع ) المحتويات

م

الموضوع

الصفحة

28             

 * لغز الأهرامات *

55

29             

* حديقة الخالدين *

57

30             

* الحواجز المؤقتة *

59

31             

 * لغة الموسيقى *

60

32             

* برامج المقالب والكاميرا الخفية *

61

33             

* العلم والايمان *

62

34             

* النقاب من منظور عقلي ومنطقي *

63

35             

 * الدين عبادة الخالق *

65

36             

 * انتشار الاديان *

67

37             

* التشدد الديني *

69

38             

*رد على تحفيظ الاطفال للنصوص الدينية *

65

39             

* برج الساعة في مكة المكرمة *

71

40             

* موضوعات لم تنل الاهتمام المناسب من رجال الدين *

72

41             

* الفرق بين الربا والبنوك *

75

42             

* الشعب يريد اسقاط النظام *

76

43             

*الصحافة في حالة عدم نجاح ثورة 25 يناير*

77

44             

 * مبارك وقلوب الناس *

79

45             

* مسح اسم مبارك *

80

46             

* عن السادات *

81

47             

 * جمال عبد الناصر والوحدة العربية *

82

48             

* شرعية الانتخابات والثورات *

83

49             

* الاجراءات الثورية *

89

50             

* الوعي السياسي *

91

51             

*  ما بين الرأسمالية والاشتراكية *

95

52             

 * إعداد الناخب قبل اعداد المنتخب *

97

53             

* لا أدري *

99

54             

* مساكن للأغنياء *

100

>>>>>>> 

 

 ( تابع ) المحتويات

م

الموضوع

الصفحة

55             

* الايجارات القديمة والحديثة  *

101

56             

* ما بين التأميم والخصخصة *

103

57             

* تحديد النسل *

105

58             

* بلدنا وأفعل التفضيل *

107

59             

* الاحساس بالتأمر وسوء النوايا *

108

60             

* مصر ليست مستهدفة من الخارج *

109

61             

* العالم بعد كورونا *

110

62             

* التربية الخلقية *

113

63             

* العلم بلا تطبيق عربة بلا طريق *

115

64             

* التنمية البشرية والتدريبات العملية *

116

65             

* عن الوسائل التعليمية *

117

66             

* مذكرات من زمن العلم الجميل *

118

67             

* عجائب في التربية والتعليم *

122

68             

* مستوى الامتحان*

122

69             

* الأدبي والعلمي ولخابيط التربية والتعليم*

123

70             

* نظام الترم في المدارس*

124

71             

* تعدد المديرين والمتابعين*

124

72             

* تركيز اهتمام المتابعين على السجلات *

126

73             

* عن  معارض الأنشطة السنوية بالمدارس*

127

74             

*الدروس الخصوصية حق لكل من الطالب والمعلم*

128

75             

 * تحقيق صحفي عن الدروس الخصوصية *

130

76             

* كلمات ساخرة عن عجائب التربية والتعليم *

137

77             

* غزو الفضاء الخارجي والداخلي *

138

78             

 * الكرة الأرضية وأهمية العلم *

139

79             

 * العودة إلى الطبيعة كمصدر للالهام والتفكير*

140

80             

* الحياة *

143

81             

* الموت *

144

>>>>>>> 

 

( تابع ) المحتويات

م

الموضوع

الصفحة

82             

* التعريف بهواية تربية الكائنات الحية  *

145

83             

*  هواية تربية أسماك الزينة  *

147

84             

*  الأهمية التربوية لأسماك الزينة  *

148

85             

* علينا أن ننتج الزهور ونشتري بثمنها القمح *

150

86             

 * التدوير *

151

87             

 * المسطحات الخضراء *

152

88             

* زراعة النباتات المثمرة في الشوارع والميادين *

154

89             

* لا للنباتات الصناعية *

155

90             

*الكائنات المجهرية والصناعات الغذائية والدوائية *

156

91             

*تمليح الاسماك والفسيخ *

157

92             

* ما بين العقل والقلب *

158

93             

* التجاذب والتنافر *

160

94             

 * الأخلاق ذكاء *

161

95             

* بالترغيب والتشجيع يصنع كل شيء بديع *

163

96             

 * أخلاق العبيد *

164

97             

* التمييز العنصري قديما وحديثا *

165

98             

 * درجات *

166

99             

* الجرم بالفعل وليس بالفكر *

168

100       

*غالبية المجرمين يعيشون بيننا *

169

101       

 * الصوت والصورة والحقائق التاريخية *

171

102       

* أغرب قوانين المرور *

174

103       

* كان الله في عون الطبيب *

175

104       

* المرض هو الألم وان كان الألم خوفا *

176

105       

 * إعلان اللاصقة السحرية *

176

106       

* كلمات عن الأم *

177

107       

* علمتني أمي *

177

108       

*  كلمة بمناسبة عيد الام *

178

>>>>>>> 

 

( تابع ) المحتويات

م

الموضوع

الصفحة

109       

* كلمة بمناسبة عيد اليتيم *

180

110       

* كلمة بمناسبة انتهاء مدة العمل بالتربية والتعليم *

182

111       

 * كلمات تم تأليفها للغير *

187

112       

 * المخ البشري والكمبيوتر *

188

113       

 * كلمة قبطي *

190

114       

 * المبالغة عند المصريين *

191

115       

* كثرة المناسبات في حياة المصريين *

194

116       

 * عامل الوقت يحدد قيمة كل عمل وكل سلوك *.

197

117       

 * ليس للفقر والغنى مقياس بل ان كلاهما احساس * .

198

118       

* النظافة والنظام سلوك *

199

119       

* بالورقة والقلم *

200

120       

 *الانحرافات السلوكية ما بين العوامل الوراثية والبيئية*

201

121       

* ذكورية المجتمع البشري *

202

122       

* المثلية *

203

123       

* اختيار الهدايا *

205

124       

* كن نفسك *

 

206

125       

* المعالجة *

 

 207

126       

* مبادئ غير انسانية *

 

208

127       

* تأملات حول الابتكارات في حياة الانسان  *

 

209

128       

* نصائح وارشادات في الحياة الاجتماعية *

210

129       

* مقتطفات من مذكراتي الشخصية *

212

130       

 * الانتمائية في الحياة الانسانية *

223

131       

* مدونتي *

225

132       

* كلمة ختامية (تغير الرأي) *

226

 

 

 

 

 

 

 

 

 

*******

 

* بكرة أحسن من النهارده *

 ** بنظرة افتراضية الى الماضي وأحداث التاريخ الموثقة نجد أن المجتمع البشري كانت تحكمه قوانين ظالمة للضعيف، فقد كانت الجماعات أو الدول القوية ترسل حملات عسكرية للاغارة على المجتمعات الضعيفة للاستيلاء على مواردها وخيراتها واتخاذ اهلها عبيدا وسبايا، والسيطرة على الحكم لصالح الدولة القوية المغيرة

** ولعهد قريب- قرن من الزمان أو أقل -  كان القوي له حق على الضعيف، وللسيد حق على عبده، ولم يعترض أحد على ذلك، باعتباره قانون أو عرف سائد مورث من الأجداد ولابد من اتباعه وعدم الاعتراض عليه.

** وحتى عهدنا هذا فمازالت تحدث التجاوزات في حقوق الانسان ومنها تأييد الاحتلال والحصار الاقتصادي الذي يضر بالأبرياء من الناس ، واتباع مقولة (ويبقى الحال كما هو عليه) ، ولكن هذه التجاوزات رغم انها اشتهرت وأصبحت معلنة للجميع عبر وسائل الاعلام والتواصل إلا أنها تحدث بدرجة أقل من ذي قبل.

** فقد تعدل الحال بعض الشيء بعد انشاء منظمات عالمية للدفاع عن حقوق الانسان ، فعن طريق تلك المنظمات انتهت تجارة العبيد ، واستحدثت برامج لمساعدة المجتمعات التي تمر بأزمات اقتصادية أو صحية نتيجة الحروب والنزاعات العرقية و الكوارث الطبيعية ، ومساندة الأقليات ، والاحتكام الدولي والفصل في المنازعات التي اقتتلت فيها شعوب أبرياء.  

>>>>>>> 

 **ومازالت كلمة ( سيد ) بالكثير من لغات العالم تتردد في أحاديثنا ومكاتباتنا ، وكأنها أثر باقي يشهد على الماضي الذي كان ينقسم فيه البشر الى سادة وعبيد وكان هذا الانقسام والتمييز مقبولا اجتماعيا ومعترف به رسميا .

** ويمكن القول بأن العالم يخطو خطوات نحو الاخلاق الطيبة .

** وليس هذا تنبؤاً مبنياً على التفاؤل أو الغيبيات ، بل هي توقعات على أسس منطقية وعلمية مثل التنبؤات الجوية التي تستند على الأدلة الواضحة والقياسات والحسابات الدقيقة وقوانين الاحتمالات الرياضية .   

** ومن الأدلة التي تؤكد هذا الرأي هي سرعة كشف المظالم التي تحدث في كل مكان بالعالم ، بفضل وسائل التواصل السريعة ، كما أنه عن طريق هذه الوسائل ، انتشرت ثقافات جديدة تتجه اتجاها انسانيا بعيدا عن التحيز والتعصب للأعراق والقوميات، ولكن مازال صوتها خافتا.

** وقد بدا واضحا ومؤكدا أن العالم يسير في اتجاه دولة واحدة أرضية بها لغة واحدة وقوانين عامة يلتزم بها جميع البشر. وأتوقع بعد زمن قصير أن يسخر الناس من نزاعات واقتتالات سابقة كانت تحدث من أجل اختلافات لا تستدعي لأي من أعمال العنف .

** وبكل تأكيد فإنه يمكن القول أن

(بكرة أحسن من  النهارده)

لأن (النهارده أحسن من امبارح).

*******

*الفن في حياة الانسان *

 ** كما اعتدت في دراساتي التربوية وعملي في التربية والتعليم أنني عندما أتحدث عن شيء أو أتناوله بالبحث لابد من توضيح المفاهيم التي أتناولها في الحديث حتى لا يختلط الأمر على القارئ ويفهم بعض المعاني بشكل مخالف.

** ومن أهم المفاهيم التي تحتاج الي مزيد من التوضيح كلمة (الفن) ... فمع التقدير والاحترام لكل التعريفات الاكاديمية عن الفن ... إلا أنني أحب التأكيد على أن الفن المقصود في هذه المقالة هو الابتكار في الأنشطة التي يمارسها الانسان بشرط أن يكون لهذا الابتكار أثرا ايجابيا في حياة الفرد والمجتمع، أقول ذلك تمييزا عن الابتكار في أنشطة أخرى كالسرقة أو الاحتيال وما شابه ذلك باعتبار أن الابتكار في هذه الحالة يؤثر سلبا في حياة الانسان والمجتمع ، لذلك فهو ليس موضوعنا .

** أما عن كلمة (الانسان) فهي تعني ذلك المخلوق الذي يتميز بخصائص لا مثيل لها تميزه عن سائر المخلوقات وأهمها قدرته على أداء الأعمال بأسلوب فني، أي بأسلوب مبتكر، مختلفا ومتطورا عن الاسلوب الذي ورثه عن أسلافه عن طريق الوراثة البيولوجية أو الوراثة البيئية (الخبرات المتوارثة) والقواعد والقوانين المتفق عليها، وهو المخلوق الذي يستطيع أن يكتسب خبراته من الأجيال السابقة وينقلها الى الآخرين في الاجيال اللاحقة.

>>>>>>> 

 ** ولا مبالغة اذا افترضنا أن كل فرد من البشر يعتبر فنان ومبتكر في مجال معين، وعليه أن يكتشف هذا المجال- حتى وان كان مجالا فرعيا ضيقا ومحدودا - ويعطيه المزيد من الاهتمام، لكي يعود النفع عليه وعلى الآخرين من ابداعه الفني الذي يختص به دون غيره.

** ويمكن القول بأن الفن هو الصفة الوحيدة التي ينفرد بها الانسان عن باقي المخلوقات، واذا فرضنا جدلا أن الانسانية لها درجات فإن الفرد ترتفع درجة انسانيته بقدر تفننه أوابتكارياته في أعماله وسلوكياته.

** ولا ننسى أن هذا التميز كان لحكمة أوجدها الله الخالق العظيم في الانسان، ورسالة من الخالق الى الانسان لكي يؤمن بقدرته وحكمته، ويعترف بالنعمة التي وهبها الله للانسان وخصه بها وهي نعمة العقل والتفكير.



*******

*عن أنواع الفنون  *

** تتعدد الفنون بتعدد المجالات الكثيرة والمتشعبة في حياة الانسان، والتي لا حصر لها، وهذه المجالات دائما في تزايد مستمر، ونذكر على سبيل المثال الآتي:    

** الفنون التطبيقية التي يتم فيها الابداع والابتكار في صناعة الادوات التي تساعد الانسان في أعماله ويتغلب بها على ضعف بنيته بالنسبة لغيره من الكائنات.

** والفنون التشكيلية للابداع والابتكار في تجميل البيئة المرئية التي يعيش فيها الانسان.

** والفنون الموسيقية لتجميل البيئة الصوتية وامتاع النفس بأصوات جميلة تحثه على الاقبال على الحياة والاستمتاع بها.

** وفنون التعبير بالشعر والأدب والالقاء والتمثيل والغناء  ترقى بعقل الانسان وتجعله أكثر تطورا وأكثر فهما للمجتمع الذي يعيش فيه وأكثر تفاعلا مع الآخرين .

** وفنون قراءة القرآن والأحاديث والأدعية التي تزيد من اقبال الانسان على التأمل والتفكر والعبادة ، مما يؤدي الى الفهم الجيد باعتبار أن حسن الالقاء يقرب المعاني المقصودة .

** ولا ننسى أن الفنون لا حصر لها وأن الأعمال الفنية المبتكرة ترفع من شأن الانسان درجات عالية من الرقي والانسانية.

** أما الأعمال المعتادة التي تلتزم بالقواعد المتفق عليها سابقا فإنها تحفظ للانسان مستوى أدائه دون الهبوط، ولكنها لا تدفعه الى الأمام والتطور إلا اذا لازمتها خطوات فنية مبدعة ومجددة.         

*******

*الفنان باحث *

 

** لابد من الأخذ في الاعتبار أن الفنان أو الشخص الذي يمارس الفن ليس هو الصانع الماهر الذي يجيد تنفيذ ما هو متعارف عليه من قواعد وقوانين وضعها له الآخرين، وليس من يكتفي بالقواعد والقوانين التي ورثها بيولوجيا وثقافيا عن آبائه واجداده، لا يكتفي بكل ذلك ودائما يبحث عن الأفضل، وهو العمل الفني (المبتكر) .

** فالطائر ماهر في الطيران، وماهر في صناعة عشه، والسمكة ماهرة في السباحة، والأسد ماهر في الصيد، والببغاء ماهر في تقليد الاصوات..

** وجميع هذه الكائنات - رغم مهاراتها الشديدة - إلا أنها تنفذ القوانين المتوارثة في جيناتها منذ آلاف وملايين السنين، لذلك لا يمكن القول بأن الطائر فنان أو الأسد فنان ، لأنه لم يأت بابتكار جديد ، وإنما يمكن القول بأن الانسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك القدرات الفنية الابتكارية لأنه لا يكتفي بتطبيق القواعد والقوانين المتعارف عليها بل هو دائما مشغول بالبحث عن الأفضل في المجال الذي يهتم به ثم يقدمه إلى الآخرين بشكل جديد وقيمة فنية جديدة.

>>>>>>> 

**والاشخاص الذين يتميزون بقدرات فنية عالية لا يعترفون بحدود في الابتكار يتوقفون عندها، قد يكون ذلك لشدة اقتناعهم بأن الامكانيات البشرية كثيرة ولا يمكن حصرها ، وأن الأرقام القياسية للقدرات البشرية تتحطم يوما بعد يوم ولم تنته الى حد ثابت، بل هي في ازدياد مستمر لكي تعطي الفنان المبتكر دافعا للاستمرار في السعي نحو تحقيق طموحاته ولا يكتفي بمستوى ثابت يصل اليه، كما تعطي له مجالا أوسع للبحث فيه  .                     

** وقد تصل درجة شغف الفنان بالبحث الدائم الى أنه يبدو وكأنه منفصل عن الواقع، ولكنه في الحقيقة أكثر انشغالا بالواقع، واكثر انشغالا بدقائق الأمور الواقعية، والبحث عن الأفضل جمالا وابداعا ونفعا لكي يقدمه للآخرين كعمل فني أيا كان نوعه .

**فالفنان في مجال الكتابة والشعر دائما مشغول بالبحث عن أفضل الكلمات والتعبيرات ، ولا يشعر بالاكتفاء بما هو كائن من التعبيرات التقليدية التي تذكر بطريقة آلية مثل عبارات الترحيب والشكر والتودد والغضب، حتى وعندما يستخدم هذه التعبيرات في عمله الفني يكون ذلك باعتبارها خامة جيدة لصناعة ماهو أجود مثل قصيدة شعر أو مقال أو قصة أو غير ذلك مما هو أغني بالقيم الفنية الجديدة التي يقدرها الانسان المستقبل والمتذوق لهذا الفن .

**والفنان في مجال الصوتيات كالموسيقى أوالغناء مشغول أيضا بالبحث عن أفضل الألحان، وأفضل طرق العزف، ولا يشعر بالاكتفاء بأصوات الطيور والرياح والضفادع، ولا يشعر بالاكتفاء بصيحات الفرح أو الغضب،

 

>>>>>>> 

ولا يكتفي بما هو متوارث من غناء بسيط يفتقر الى القيم الفنية المستحدثة – واذا استخدم الفنان الغناء الشعبي المتوارث فهو - أيضا - لا يستخدمه إلا كخامة جيدة لانتاج ما هو أكثر جودة وأغنى بالقيم الفنية الجديدة .

** وكذلك الفنان في مجال المرئيات – دائما مشغول بالبحث عن أفضل التشكيلات من المساحات أوالألوان أو المجسمات ولا يكتفي بما هو مألوف في الطبيعة ، وان استخدم الأشكال الطبيعية في عمله فهو- أيضا - لا يستخدمها إلا كخامات جيدة لانتاج ما هو أجود ويحتوي على قيم فنية انسانية جديدة   .       

**والفنان أيضا في مجال الصناعة والزراعة والادارة وغير ذلك دائما مشغول بالبحث عن الافضل ولا يكتفي بما هو مألوف ومتوارث من أساليب قديمة . 

** وأنني اتعمد ذكر كلمة) بحث (لوصف عمل الفنان لأن الفنان هو الذي يجيد البحث واكتشاف الجديد من القيم الفنية التي يقدمها للاخرين .

** وبلا شك أن الفنان يبذل الكثير من الجهد أثناء ممارسة عمله البحثي، ولكنه يتحمل هذا الجهد بناء على دوافع داخلية مثل رغبته في الاستمتاع العقلي والارتياح النفسي أثناء أداء العمل الفني بما فيه من بحث دائم.

*******

*الفن انتقاء *

 

** يختلف الفنان أو المبتكر عن غيره في أنه لا يستطيع التنفيذ بطريقة واحدة ، لأن الله وهبه الله قدرة على رؤية كثير من البدائل وعليه انتقاء الأفضل منها .

** ويمكن ملاحظة ذلك في جميع أنواع الفنون ففي مجال الفن التشكيلي يصل الأمر الى أن الفنان قد ينتقي جزء من صخرة أو شجرة ويقطعها لكي يقدمها في معرض للفنون التشكيلية باعتباره أجاد الانتقاء لهذا الشيء وما يحمله من قيمة فنية جديدة، وينسب هذا الانتقاء الى أعماله الفنية  لأنه يتميز عن انتقاء غيره من الاشخاص  .

**وفي مجال كتابة الأدب والشعر نجد الفنان يستدعي من خياله الواسع الكثير من الكلمات والعبارات ثم ينتقي أفضلها.

وفي مجال كتابة القصص يستدعي الفنان في خياله العديد من المقدمات والنهايات والمشكلات والحلول ثم ينتقي أفضلها.

** و في مجال التلحين يقوم الملحن بتأليف العديد من الالحان ولا يستبقي منها إلا ما ينتقيه ويضيف اليه ويحذف منه حتى يحصل على المنتج الأخير ، وكثير من الفنانين - ان لم يكن جميعهم - لا يعترف باكتمال المنتج الاخير لأن عقل الفنان وخياله في حالة نشاط دائم من حيث غزارة التأليف واستمرارية الانتقاء  .

*******

* الفنون ووحدة الشعوب *

 

**  الفنون هي التي وحدت الشعوب من جميع الأجناس والطوائف واللغات تحت شعار واحد وهي الانسانية وذلك لأن القيم الفنية في جميع المجالات الحياتية معروفة ومحسوسة لدى الانسان في كل مكان وبكل الثقافات واللغات والمعتقدات وان اختلفت درجات الفهم والاحساس بين الأفراد.

** فالجميع يدرك قيمة الجمال والتوافق والتضاد والتأكيد. وما شابه ذلك في كل أنواع الفنون، أي أن الفنون كمثل اللغة المشتركة يفهمها جميع البشر تلقائيا وبدون معلم.

** وأن اجتماع البشر عن طريق هذه اللغة الموحدة - لغة الابداع والابتكار - يمكن أن يقيهم شرور العنصرية التي يتولد عنها الكراهية والتخاصم والتنازع والسلوك العدواني وضياع الأمن والسلام بين الناس  .

**فقد خلق الله البشر شعوبا وقبائل، ولو شاء الله لجعل البشر امة واحدة ، فسنّة الحياة هي التنوع، والتعايش والتعارف، وأن التشرذم والتعصب وعدم احترام الآخر هو مخالفة لسنة الحياة وخالق الحياة .

**وان كان الفن يرقى بالحياة البشرية فالتعصب الى جماعة أو طائفة أو دين أو رأي  يؤدي الى هدم الحياة البشرية والعودة الى حياة الغابة البدائية التي يتحيز فيها كل كائن الى جنسه أو قبيلته أو الرموز التي يقدسها.

** أما الحياة البشرية الراقية فهي التي تنعم بالأخلاقيات والمبادئ والقوانين التي  تنظم جميع الممارسات، والتي أنعم الله بها على الانسان دون غيره من المخلوقات.

*******

* المنتج الفني هو منهج جديد قابل للتجديد *

 

** يمكن وصف المنتج الفني في جميع المجالات بأنه منهج جديد قابل للتجديد ، والتطوير، والاقتباس منه، والعمل الفني الجيد يمكن اعتباره مدرسة جديدة تجتذب الكثير من المتابعين وتحثهم على اتباعها والاقتداء بها والاضافة اليها .

** وعلى سبيل المثال في مجال الفنون التشكيلية عندما يبدع أحد الفنانين في لوحة باسلوب تعبيري ينتشر هذا الاسلوب فيما بعد، وكذلك الحال في التأثيرية والتكعيبية والسريالية والتجريدية ... كلها مدارس نشأت من أعمال فنية مبتكرة كانت مصدرا لاعجاب الاخرين وتحفيزهم على السير والتحديث في هذا الاسلوب الجديد المبتكر.

** كما أنه في مجال الموسيقى نجد من الموسيقيين من يبتكر أساليب جديدة في التلحين والغناء مثل الانتقال من الآهات والمواويل الى ما هو جديد من الألحان، والايقاعات أيضا، بحيث يبهر الآخرين ويدفعهم إلى استخدامها واضافة الجديد اليها وما هو قابل للتجديد أيضا.

** ويمكن القول بأن العمل الفني أو المنتج الفني الجيد ليس له نهاية يتوقف عندها بل هو مدرسة للآخرين لكي يسيروا على نهجها لينتجوا ما هو جديد وما هو قابل للتجديد .

*******

* الفنون والعقل الباطن *

 

** أولا: لنتفق أن العقل الباطن هو الخبرات المختزنة عند الانسان والتي لا يستدعيها الشخص ولكن يظهر أثرها تلقائيا في الموقف المناسب ومن هذه المواقف الأعمال الفنية ؛ وذلك تمييزا عن العقل الواعي المسئول عن التفكير المنطقي المرتب الذي يقوم به الشخص بناء على قواعد محددة تم الاتفاق عليها  .

** ثانيا: دفعني إلى الخوض في هذا الموضوع (الذي من اختصاص علماء النفس) أنني لم اقتنع كثيرا بتفسيرات كثير من النقاد والدارسين لأسرار الابداع في الأعمال الفنية ، بل اعتبرت تفسيراتهم ما هي إلا محاولات للبحث عن أسرار عميقة لا يمكن الوصول اليها بالتفكير المنطقي المنظم لأنها أسرار كامنة في العقل الباطن ويصعب الوصول اليها .

** ولو كان الفنان يستعمل عقله الواعي فقط لتفوقت عليه آلة الكمبيوتر، فالكومبيوتر استطاع أن يجري آلاف العمليات الحسابية في وقت واحد رغم أن عقل الانسان – كما يقال في الأمثال - صاحب بالين كذاب.

** لذلك فإن الفن لا يمكن تعلمه ولا يمكن تفسيره وتقنينه لأنه من افرازات العقل الباطن، وما القواعد الفنية والأصول التي يكثر الحديث فيها من قبل النقاد ما هي إلا براويز وقوالب تم الاتفاق عليها لكي يقدم ويعرض فيها الفن بكافة أنواعه  .

 

*******

 

* انطلاقية الابداع تحطم الكثير من القيود *

 

** تتسم جميع الاعمال والممارسات الانسانية بقواعد لابد من اتباعها حتى يكون العمل مطابقا للمواصفات القياسية المتعارف عليها .

** وترجع أهمية اتباع القواعد الملزمة في الفنون الى أسباب أكثرها غير فنية، كأن تكون أسباب تنظيمية مثل تقديم العمل بشكل لائق، أو لأسباب اقتصادية، مثل الاسراع في الانجاز وتوفير الوقت والجهد.

** لأن في حالة الأعمال الفنية يكون الهدف منها أكبر من أن يبالي الفنان بالوقت والجهد المبذول في البحث والاكتشاف  فينطلق متحررا من كثير من القيود في سبيل البحث والاكتشاف للوصول الى عمل فني مبتكر .

** ويمكن الاستدلال على هذا الرأي من المجال الموسيقى (باعتبار أن كل الفنون تؤول الى موسيقى) فإننا نلاحظ أنه عند الالتزام بمقام واحد وايقاع واحد يمكن الحصول على عمل فني جيد، سهل الأداء، سريع الاستثاغة، مطابق للمواصفات الجيدة، ولكن الابداعات غالباً ما تأتي عن طريق الخروج عن المقام أو تغيير الايقاع ولو لفترة قليلة.

**وبتطبيق ذلك في مجال الشعر باعتبار الوزن والقافية قيد من قيود الشعر فإن الخروج عليهما قد يؤدي الى ابتكار جديد في العمل الفني يكون له مذاق جديد يقبله المتلقي ويشد انتباه المتلقي الى ما هو جديد من المعاني التي استدعت الى الخروج عن المألوف من القواعد.

** وذلك لأن الخروج عن القاعدة غالبا ما يكون من أجل اضافة جديدة ومبتكرة تستدعي تجاوز القواعد والقيود.

>>>>>>> 

**وبتطبيق ذلك في مجال الفنون التشكيلية، نجد أن الالتزام الشديد بالقواعد مثل انتظام توزيع الألوان وضبط التكوين قد ينتج عنه عمل جيد يمكن اقتنائه في الصالونات وأماكن الجلوس، ولكن بالخروج عن القواعد قليلا قد نجد أعمالا فائقة عن المعتاد لها شديد الأثر على المشاهد فتطلق خيالة وتحرك مشاعره وتنشط عقله وتطور أفكاره .

** ولكن ... لا يجب تعميم ذلك لأن الخروج عن القاعدة يمكن اعتباره سلاح ذو حدين، فقد ينتج عنه أعمال عشوائية عبثية لا قيمة لها ، يرفضها وينفر منها المتلقي، وخاصة اذا كان الخروج عن القاعدة متعمدا ولم يكن عن ضرورة فنية اكتشفها الفنان أثناء عمله وبحثه.

** ويجب أن نعلم ان الخروج عن القاعدة له ضوابطه أيضا، ولكن هذه الضوابط ليست قواعد محددة وانما فطرة عند الانسان تجعله يستطيع التمييز الدقيق بين مستويات الجودة .

** ويمكن تشبيه الخروج عن القاعدة بالطفرات الجينية التي يمكن أن ينتج عنها أفراد عباقرة لديهم قدرات خارقة، ويمكن أن ينتج عنها أيضا أفراد معاقين غير قادرين على الحياة الطبيعية  .

 

*******

*الشعر الجيد هو الذي لا يفقد قيمته الفنية

بعد ترجمته الى لغة أخرى *

 

** والمقصود بالشعر الجيد هو الذي تتحقق فيه الخواص التي تجعله شعرا وتميزه عن الأعمال الفنية الأخرى، ويمكن القول أن الشعر هو الكلمات التي تخاطب المشاعر وتحركها وتوجهها الى مقاصد يصعب الوصول اليها بالمنطق الدقيق المباشر، ويتبع في ذلك وسائل عديدة يتخذها الشاعر يمكن تقسيمها كالآتي:

1) استعمال الزخارف المعنوية  التي  يقصد بها التشبيه والكناية والتورية والطباق والمقابلة والتعليل والتأكيد والمبالغة.. الخ وهذه الزخارف تظل باقية في الشعر، حتى وإن ترجم الى لغات أخرى..

2)  استعمال الزخارف اللفظية  مثل الوزن والقافية والسجع .. الخ                       

** وهذه الزخارف رغم أهميتها في جذب انتباه القارئ واهتمامه وتركيزه إلا أنها تفقد أهميتها عند الترجمة إلى لغة أخرى.

** ويمكن اعتبار المحتوى المعنوي بما فيه من زخارف معنوية دون غيرها مثل الهيكل الأساسي الذي يبنى عليه العمل الشعري، أما الزخارف اللفظية فهي تبدو مثل الزينة الخارجية التي تجتذب المستقبل بايقاعات جميلة وقوافي منتظمة يستمتع بالاستماع اليها، ولكن وراء هذا الاستمتاع يمكن أن تتستر ورائها عيوب ونقائص كثيرة .

 

>>>>>>> 

 

** ويمكن اتباع طريقة افتراضية لتقييم الأعمال الأدبية، وهي افتراض نزع الزخارف اللفظية ، من أجل التأكد من فعالية وأهمية الزخارف المعنوية التي يمكن اعتبارها الجوهر الأساسي أو العمود الفقري الذي يبنى عليه العمل الادبي ، وهذا الافتراض يمكن أن يتم عمليا بواسطة الترجمة الى لغة أخرى .

** حيث أن الترجمة في هذه الحالة تعتبر عملية اختبار للعمل الادبي من حيث مدى احتوائه على المعاني والأفكار المبتكرة – حيث يتحرر من القافية والسجع والوزن وغير ذلك من زخارف الألفاظ التي يمكن ان تخفي قصورا أو ضعفا في المحتوى الفكري والمعنوي للعمل الأدبي.

** والترجمة في هذه الحالة سوف تؤدي إلى ازالة للقشور الجميلة التي تغلف أشياء عظيمة الأهمية.

** وليس معنى ذلك أن الزخارف اللفظية ليس لها أهمية، بل أنها تضفي على العمل قيمة جمالية وجاذبية لمتابعته، وكأنها الغلاف أو المظهر الجميل الذي يجذب القراء .

** ويفضل أن تكون الزخارف اللفظية مرتبطة بالمعنى وخادمة له حتى لا يشعر القارئ أو المستمع وكأنها أشياء غريبة محشورة دخيلة تؤثر على التماسك والتناسق بين أجزاء العمل.

** وعلى سبيل المثال: اذا كان الشاعر يريد أن يعبر عن موضوع فيه حركة وتغيرات سريعة تناسبه التفعيلات القصيرة السريعة، أما اذا كان الشاعر يريد التعبير عن مشاعر عميقة ومركبة فتناسبه التفعيلات الطويلة ...

** هذا ولكل قاعدة شواذ وخاصة في الفنون التي هي من نتاج العقل الباطن الذي يصعب الوصول الى أسراره.

*******

* جودة الكلام بمعارفه ... وليست بزخارفه *

 

** مما لا يدعو للشك أن الجمال شيء مطلوب في كل شيء في المأكل والملبس والمرأى والمسمع، والاحساس بالجمال صفة بشرية جعلت الانسان يضيف الجماليات الى كل شيء يتعامل به ، ومن هذه الاشياء ما هو مادي نعرفه جيدا في الاشياء التي نستعملها ، ومنه ما هو معنوي وهي  الكلام الذي ننطق به .

** وتطبيقا لقاعدة أن كل شيء زاد عن حده ينقلب الى ضده؛ فإن زخارف الكلام لابد والا تزيد عن حدها حتى لا تكون وسيلة للخداع والنفاق، كما أن التجمل الزائد في الكلام يعتبر مضيعة للوقت الذي هو أثمن شيء في حياة الانسان .

** وتطبيقا- ايضا- لقاعدة الأهم قبل المهم، فإنه يجب علينا في أحاديثنا اليومية أن نولي أشد اهتمامنا لموضوع الكلام ولا نهدر طاقاتنا وأوقاتنا في عبارات التحية والمجاملات والمديح ... وما شابه ذلك.

** لذلك يجب علينا الحرص على تقييم كل الكلمات قبل أن تخرج من أفواهنا من حيث احتوائها على المفيد من المعاني التي يمكن أن تتحول فيما بعد الى سلوك ثم أحداث مؤثرة ، وأن نقلل – بقدر الامكان –  الزخارف التي يمكن أن تشتت الانتباه وتبعد المستمع أو القارئ عن الموضوع الأساسي.

*******

* أخطاء سينمائية *

 

** مشاهد كثيرة في السينما المصرية تفتقد إلى المصداقية وتستخف بعقول المشاهدين ومنها الآتي:

** شخص ضرير يقود الدراجة البخارية مسرعا ويتنقل من مكان لمكان ولا يصطدم إلا بعد فترة من الوقت، وليت المخرج اختصر هذا المشهد بفترة قليلة بدلا من الاطالة الغير مقنعة في هذا المشهد، وكأن الشخص المشاهد بلغ من الغباء أن يصدق أن الضرير يقود الموتوسيكل عدة دقائق ... أقول ذلك مع احترامي الشديد للفنان محمود عبد العزيز وابداعه في تمثيل دور الشخص الضرير و أدوار كثيرة مختلفة ولكن الاعتراض هو عن الاطالة في مشهد الموتوسيكل.

** سيارة تطارد شخص في شوارع مرصوفه بها عديد من البيوت والمداخل وذلك من أجل أن تدهسه وتقضي عليه وكأن السيارة أسد يطارد غزال في غابة واسعة.

** مسجون هارب يتخلص من الكلابشات التي في يده بواسطة عجلات القطار وكأن عجلات القطار منشار حاد  ينشر شيئا مثبتا بإحكام في منجلة .

** الخلط بين الفصحى والعامية في كثير من الأفلام التاريخية  .             

** الخلط بين لهجات الوجه البحري والوجه القبلي، وعدم الاخذ في الاعتبار أن اللهجة يمكن أن تتغير من مدينة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر ومن زمن الى زمن آخر أيضاً.  

** عدم اتقان اللهجات وما أذكره على الخصوص اللهجة الاسكندرانية عندما يبالغ الممثل في استخدام واو الجماعة.

>>>>>>> 

** الاستعانة بطفل في سن يقرب من العام لتمثيل دور طفل صغير يخرج من غرفة الولادة .

** الاستعانة بممثلين كومبارس عديمي الخبرة للقيام بدور العازفين فيبدو منظرهم هزليا عندما يحركون أصابعهم بعشوائية على الالات الموسيقية ، وليت المخرج يستعين بكومبارس من العازفين الغير مهرة وما أكثرهم، أو الاستغناء عن هذه المشاهد الهزلية التي تضعف العمل الفني .

** المرأة التي تقوم من نومها بمكياج كامل وكأنها خارجة من محل كوافير، وكذلك الرجل الذي يبدو بشعر منسق وهو يتسلق المواسير أو يجري  هاربا من الشرطة.

** ضابط الشرطة أو الجيش الذي يطلق شعره فيبدو غير مقنع في أدائه مهما كان بارعا في التمثيل .

**مطاردة عنيفة يظل فيها الضابط مرتديا الكاب، والمطاردين يرتدون أغطية الرأس مثل القبعات والعمائم، بل أنهم قد يسقطون في البحر ويخرجون منه وعماماتهم وقبعاتهم مازالت تغطي رؤوسهم . 

** معركة شرسة يتم فيها الضرب بالأيدي والأرجل والعصي والجنازير، ورغم أن ضراوتها تكفي لقتل مائة شخص؛ إلا أن المضروب فيها ينهض أكثر من مرة يقاوم ويضرب ولا يصاب إلا بخدوش وكدمات بسيطة تنتهي بعد أيام قليلة يظهر بعدها المصاب بأبهى صورة لكي يكمل الفيلم ، وخاصة اذا كان نجما مشهورا لا يجب تشويه منظره أمام جمهور المشاهدين ، وقد يكون بين المتعاركين من يظل لابسا نظارته دون أن تقع رغم التصارع والجري والقفز والشقلبات .

>>>>>>> 

** طلقات نارية او طعنات يسقط فيها القتيل في أقل من ثانية بدون حراك وكأنه قتيل في معركة الكترونية (أتاري).

** تركيب لحية أو شارب بطريقة غير متقنة فتبدو وكأنها مرسومة باللون الاسود .

** اساءة الدمج بين الخيال والواقع، وبين الكوميديا والدراما، بما يسبب حيرة المشاهد واصطدامه بأحداث غير مقنعة حيث نجد في بعض الاحيان الراقصة تتحدث بالفلسفة، ونجد المجرم يتوب فجأة بدون أسباب مقنعة.

** وكل ذلك يرجع الى الاستسهال والتسرع لأن هذه النواقص يمكن تفاديها بحلول بسيطة، وعلى سبيل المثال- يمكن الاستعانة بشخص واحد اسكندراني عند تمثيل شخصية اسكندرانية وكذلك عند تمثيل دور الصعيدي وغيره.

** أن المبالغة شيء مطلوب في الفن، ولكن لابد أن تستند الى شروط ومحددات كثيرة لابد وأن يلتزم بها الفنان، ولابد الاخذ في الاعتبار أن الشخص المشاهد لابد وأن يقتنع بالعمل الفني سواء اذا كان واقعيا أو خياليا، وأن الاستسهال والتسرع وعدم مراجعة العمل وتقييمه باستمرار يعتبر استهانة بعقل المشاهد وعدم احترام له . 

*******

 

* عن الكوميديا ومستوياتها  *

 

** تعتمد الكوميديا على المواقف التي يحدث بها التناقض بين ما هو مألوف و غير مألوف، ويكون من نتيجته اثارة الدهشة والتعجب والسرور.

** وعلى سبيل المثال أن غرابة الكلمات وتكرارها والتعبيرات أوالملابس أوالاكسسوارات أوالحركات أو الرقصات الغير عادية أو تكرار الكلمات تعتبر من أكثر الوسائل المستخدمة في الكوميديا واثارة الضحك .

** ولكن هذه الوسائل اذا اكتفى بها الممثل الكوميدي لن يأت بعمل فني فائق الجودة ، لأن هذه الوسائل أصبحت سهلة الاستعمال ومتاحة للكثيرين ولا تحتاج الى مواهب نادرة، وبمعنى آخر اذا اكتفى الممثل بالاعتماد على تلك الوسائل؛ فهو يعتمد على ما هو شائع ومستهلك ورخيص، ولن ينتج بتلك الوسائل إلا ما هو ضعيف ورخيص ايضا .

** لذلك لكي نرتفع بمستوى العمل الكوميدي لابد من اتباع وسائل جديدة مبتكرة وغالبا ما تكون هذه الوسائل هي المواقف ذاتها بما فيها من أفعال وردود أفعال وموضوعات  كثيرة وجديدة يصعب حصرها، ويمكن أن تكون مثارا للضحك وباعثا على احترام  العمل الفني في نفس الوقت.

**وعند تطبيق ذلك على مايحدث في الأعمال الكوميدية الحالية نجد أن الكثير منها يعتمد على أسهل وأرخص الوسائل المذكورة يضاف اليها الألفاظ السوقية والتلميحات الجنسية، وافتعال المواقف  التي لا علاقة لها بالعمل الفني من أجل اطالته للحصول على المزيد من العائد المادي، فيفقد العمل الفني احترامه ويبدو كمجرد وسيلة للكسب السريع والحصول على المال الكثير بأرخص الوسائل .

>>>>>>> 

** ولنتذكر المشاهد الكوميدية التي اعتمدت على كوميديا الموقف والتي مازلنا نسعد بمشاهدتها ومنها فيلم غزل البنات ونجيب الريحاني في دور استاذ حمام حيث اعتمدت الكوميديا على موقف المدرس الفقير الذي يأتي للعمل في بيت الباشا ، الى جانب المفارقات بين الباشا الذي يقوم بأعمال الحديقة ، والعامل الذي يبدو بمظهر انيق والمدرس  الذي يبدو بملابس بالية  .

*******

* كلمات عن الكلمات *

 

** المقصود بالكلمات في هذا الموضوع ليست الالفاظ فقط التي يتم نطقها أو كتابتها وانما الكلمات التي أقصدها هي الرموز التي تحمل ورائها المعاني .

** ويمكن اعتبار الكلمات طاقة تنتقل عبر الأشخاص والمجتمعات ولها تأثير كبير لا يستهان به .

** فهناك كلمة يمكن أن تشعل الخصومات وأخرى يمكن أن تطفئها وتنهيها ، بل أن الكلمة يمكن أن تشعل حروبا ضارية ويمكن أن تنهيها أيضا .

** والكلمات تختلف فيما بينها في قوة التأثير المادي والمعنوي ويمكن ملاحظة ذلك بين الكلمات الاتية (تحطم وتكسر وتقطع وتفصل وتفتت، يحب ويعشق ويهوى ...) وفي الحقيقة أن المترادفات لا تحمل نفس المعنى على الاطلاق فكل كلمة من المترادفات لها قوتها وخصوصيتها، ومن الخطأ الشديد الاعتقاد بأن كلمتين مترادفتين تشتركان في معنى واحد ، فكل كلمة لابد وأن يكون لها معنى مختلف واستخدام مختلف ، ومن المرجح أن يكون اختلاف المعنى نشأ نتيجة شيوع استخدام الكلمة في مواقف خاصة .

** أما وعن نشأة اللغات فمن المقبول منطقيا أنها نشأت بسيطة من كلمات قليلة أقرب إلى الصيحات ثم كثرت مع تعقد الحياة وكثرة الابتكارات والاكتشافات في عالم البشر، والدليل على ذلك هو الازدياد المستمر في مفردات جميع اللغات، حيث أن المفردات القديمة لم تعد كافية للاستعمال بل تضاعفت كثيرا وتغيرت لدرجة أننا لا يمكن أن نتحدث بلغة الماضي، واذا حاولنا ذلك لابد وأن يصيبنا ما يشبه الاختناق والعجز عن التعبير .

>>>>>>> 

 

** وعن قوة الكلمات وما تحمله من معاني مختلفة أذكر أن أنور السادات عندما كان يتفاوض لاسترداد سيناء المحتلة سلميا قال له أحد الاسرائيلين ما معناه انهم أنشأوا مطارات في سيناء تكلفت الكثير، فكان رد السادات عليهم (احرتوها) ، وأخطأ المترجم في سماعها وترجمها على أنها (احرقوها) فكان لهذه الكلمة وقعا غير طيبا لأنها تحمل معنى العنف في وقت يتم فيه الدعوة الى السلام.

** أما عن كلمات الوجه فما زالت تعتبر من أهم الكلمات، فيمكن لها أن تؤثر في التجاذب والتنافر بين الناس، كما أن كلمات الوجه يمكن لها أن تؤكد كلمات اللسان، ويلاحظ ذلك في الشخصيات القيادية المؤثرة التي نطلق عليها (ذات كاريزما) أو (ذات قبول نفسي)، ومن الأرجح أن تكون لكلمات الوجه أهمية كبيرة في هذا الشأن.

** وفي الحقيقة أننا مازلنا في جهل شديد عن تحليل كثير من الكلمات الملفوظة وكلمات الوجه التي يصل تأثيرها الى كيمياء الجسم ، وقد يأتي اليوم الذي يستطيع الانسان فيه أن يتحكم في كيمياء الجسم وسلوكيات الآخرين بأكثر فاعلية باستعمال الكلمات الملفوظة والغير ملفوظة  .

 

**********

 

* ما بين اللغة العامية واللغة الرسمية *

 

** تعتبر اللغة العامية لغة عامة الناس في منطقة معينة وفي زمن معين ، ولا يجب اغفال أهميتها لأنها اللغة الحالية المعاصرة المفهومة التي يسهل التعبير بها في المعاملات السريعة بدقة وصدق وتلقائية دون تكلف أو تجمل، ولا تتميز عنها الفصحى إلا في المكاتبات الرسمية ما بين الناس بمختلف الأماكن والأزمنة .

** وقد تعمدت – عن قصد - اطلاق كلمة لغة دون كلمة لهجة اقتناعا بأهمية اللغة العامية وعدم تقليل شأنها بالنسبة للغة الرسمية ( الفصحى ) .

** فاللغات بلا استثناء بدأت عامية على لسان العامة، وبمرور الزمن بدأ اكتشاف قواعدها وأساسياتها ثم تقنينها كلغة رسمية مقروءة ومكتوبة ، ووضع القواعد النحوية لها وتستمر العامية أيضا كمنبع دائم يثري الفصحى بالمفردات والتعبيرات الجديدة تماما والتي لا يوجد لها مرادفات في اللغة الفصحى .

** واللغات منذ نشأة الانسان وهي تتغير تغيرا سريعا وخاصة في الزمن القديم قبل اختراع الكتابة والتسجيل ، والتغير كما يفيد اللغة ويثريها بالمفردات الجديدة يمكن أيضا أن يحذف منها بعض المفردات ويبدلها الى مفردات أخرى وقد تندثر اللغة تماما بمرور الزمن كما حدث في كثير من اللغات القديمة مثل اللغات المصرية القديمة المتعاقبة والتي بدأت بالهيروغليفية وانتهت بالقبطية ثم تبدلت الى العربية .

>>>>>>> 

 

- واستمرت اللغة العربية الرسمية قرونا عديدة بقواعدها وأساسياتها لارتباطها بالنصوص التاريخية والدينية وخاصة القرآن الكريم الذي يعتبر مرجعا ضابطا للغة العربية .        

** كما كان لتسجيل الاحداث التاريخية مثل المعارك والمعاهدات والمكاتبات الرسمية دورا هاما في الابقاء على اللغة الرسمية (الفصحى) وحمايتها من الاندثار .

** أما اللغات العامية – فكانت ومازالت عرضة للتغير السريع ، من حيث اضافة مفردات جديدة واختفاء أخرى، ونلاحظ ذلك من خلال افلام السينما القديمة والتي لم يمض عليها مائة عام.

** ورغم أن اللغة العامية سريعة التغير؛ إلا أنه لا يمكن تجاهل أهميتها في التفاعل بين الناس.

** فهي في أغلب الأحيان تعتبر أكثر نجاحا من اللغة الرسمية (الفصحى) في الوصف الدقيق للمقاصد المادية والمعنوية، كما أنها أكثر تفوقا في وصف المشاعر والعواطف والانطباعات، لذلك فهي تصلح لكثير من الاعمال الفنية الأدبية المبهرة والفائقة.

** وعلى سبيل المثال أن كلمة (ياه) باللغة العامية تكون أكثر صدقا وادق تعبيرا من كلمة (ياللهول) باللغة الفصحى، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن  .

** ولا يمكن اغفال أهمية العامية في الشهادة أمام القضاء فهي تعطي تعبيرا أكثر دقة من اللغة الرسمية .

** أما اللغة الرسمية (الفصحى) فإن أهميتها تكمن في اتساع انتشارها عبر العديد من الاماكن (من المحيط إلى الخليج) والعديد من الأزمنة أيضا.

>>>>>>> 

** كما انها أكثر صلاحية وأكثر تفوقا عن العامية في المكاتبات الرسمية والموضوعات العلمية باعتبارها لغة مفهومة لدى أعداد كبيرة من الناس ولا يخشى عليها من سوء الفهم، و تغير المعاني مع اختلاف المكان والزمان.

** ويمكن القول بأن استخدام اللغة الرسمية يحقق كثيرمن الأمان والاطمئنان في الاتفاقيات والعقود والموضوعات التي يمتد أثرها زمنا طويلا، أما اللغة العامية فهي لغة المعاملات السريعة وهي أكثر صدقا في التعبير عن المقاصد والمشاعر والانطباعات لأنها لغة اليوم ... يوم الحدث الذي نتحدث عنه. 

** وعلى العموم سوف يظل الخلاف دائما بين مؤيدي اللغة الرسمية واللغات العامية ، فكل منهم له المبررات الذي يستند اليها .

** ولن يخفف حدة هذا الخلاف إلا اثراء اللغة الرسمية بمفردات جديدة أقرب الى فهم عامة الناس مع عدم الاخلال بقواعد اللغة الرسمية .

** ولنتذكر قول الدكتور طه حسين :

" لغتنا العربية يسرٌ لا عسر. ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها. ولنا ان نضيف إليها ما نحتاج إليه في العصر الحديث".

*******

* اللغات وتأثرها بالمكان والزمان *

 

** اللغات مثل جميع الصفات المادية والمعنوية تتأثر بالتقارب المكاني والزماني ، فكما يتدرج اختلاف الشعوب في الصفات الجسمية بالتقارب المكاني بينهم؛ فتتدرج أيضا اختلافات اللغات ما بين الأماكن التي لا يفصلها عوائق طبيعية كثيرة، وعلى سبيل المثال فاللغة المصرية تختلف قليلا عن اللغة الفلسطينية ويزداد الاختلاف في اللغة كلما اتجهنا شرقا الى سوريا ثم العراق، أما عند الوصول الى ايران يشتد الاختلاف نتيجة العوائق المكانية التي أدت الى الانعزال بين السكان لفترة من الزمن.

** وبتتبع التاريخ نجد أن الانسان هو الذي صنع لغته وهو الذي يغيرها، والانسان الذي صنعها سابقا ليس افضل وأكثر تميزا عن الانسان حاليا ولاحقا. 

**ومن حق الاجيال اللاحقة أن تغير من اللغة كما غير فيها السابقون على أن يكون للتغيير نفعا هاما يستدعي ذلك.

** وبقليل من البحث في اللغات واختلاف  معاني الكلمات من منطقة إلى اخرى نجد على سبيل المثال الآتي :

** أن كلمة العشق في اللغة العربية تعني درجة كبيرة من الحب رغم أن العشق في الفارسية تعني حب عادي للأشياء مثل حب الحلوى وحب الفطائر وما شابه ذلك.

** وكلمة محل تستخدم بكثرة في اللغة العربية بمعنى مكان التجارة ولكن نفس الكلمة (محل) تستخدم في الفارسية  بمعنى مكان.

>>>>>>> 

 

 

** وكلمة (دماغ) باللغة العربية تعني جزء مادي من الرأس ولكن كلمة دماغ في الأوردو تعني العقل وكلمة (شماغ) بالعامية العراقية تعني غطاء الرأس .

**والثورة تعني بالأوردو انقلاب، والمسكين يعني بالأوردو غريب، كما أن كلمة ممتاز بالفارسي تعني عالي مكانيا رغم أنها بالعربية تعني درجة عالية من التفوق، وكلمة إستاد تعني في مصر مكان الألعاب الرياضية ولكنها بالاوردو والعامية العراقية تعني المدرس .

** ولابد أن نأخذ في الاعتبار أن اللغة تراث ثقافي انساني لابد من تقدير أهميته التاريخية لأنها هي التي نقلت لنا التاريخ القديم.

** وعلينا أن نطور اللغة وفق متطلبات العصر وأن نقدمها  تراثا الى الابناء والأحفاد كي يقوموا بنفس الدور الذي قمنا به.   

 

 

*******

 

* عن الأسماء *

 

** أذكر أن أحد الطلاب في أثناء حصة التربية الزراعية سألني عن اسم نبات يصعب حفظه ، فكان ردي عليه بحدة: قبل أن تعرف اسم النبات عليك أن تعرف أولا صفاته واحتياجاته وطرق زراعته واهميته وكافة المعلومات عنه.

** وأن معرفة اسم الشيئ - أيا كان - ليس الغرض منه الحفظ في الذاكرة والتفاخر بحصيلة من المعلومات ، وانما من أجل البحث والاستفسار بكافة الطرق عن هذا الشيئ المسمى.

** وأن قيمة المسميات ليست بأسمائها؛ وانما بما ترمز اليه الأسماء من معلومات ومعاني كثيرة.

** ومن آرائي الشخصية حول تسمية الأبناء هو اختيار الاسماء سهلة النطق وذات مقطعين أو ثلاثة فقط وذلك لتوفير الجهد على المتكلم والمستمع .

** ويفضل ألا يكون للاسم مدلولا غريبا يصرف الانتباه عن المسمى الى موضوعات أخرى .

** ومما يذكر بهذا الشأن أن تسمية كل كائن حي باسم علمي باللغة اللاتينية هي من أهم المنجزات في علوم الحياة وأنها خطوة هامة لاتفاق الناس على عموميات تخرجهم قليلا عن التحيزات اللاموضوعية وتوابعها ومخاطرها.

*******

* تغيير أسماء الشوارع *

 

** من الأمور التي لا أجد لها مبرر مقنع هو تغيير الاسماء القديمة للشوارع، وخاصة التي اعتدنا على أسمائها، فاننا مازلنا حتى الان نطلق اسم شارع فؤاد، السلطان حسين، الخديوي،... والاف الاسماء التي لم ولن تتغير عند الناس، لأن تغييرها باسماء جديدة يؤدي الى مشكلات في الفهم ، نحن في غنى عنها  .

** وعن وجهة نظري في التسمية بشكل عام ضرورة اختيار الاسم المختصر، وعلى سبيل المثال كلمة السادات تغني عن الزعيم محمد أنور السادات، ولا يجب أن نستهين بهذا الاختصار لأنه سوف يوفر كثير من الاوقات.

** ولايجب تسمية الشارع او اي مكان الا عند بداية انشائه ... ولنتذكر ان الاسماء لاتعلل ... فشخصية المكان او شخصية الفرد لا يحددها اسمه بل يحددها مواصفاته وقيمته وتاريخه ، وان اطلاق اسم شخصية عامة على مكان رغم أنه تقدير لهذه الشخصية إلا أنه لا يرفع من شأن المكان ، بل أن الشيء المسمى هو الذي يفرض قيمته على اسمه باعتبار أن الاسم هو رمز للمسمى ،  وليس شرطا أن يكون الاسم وصفا دقيقا للمسمى ، فالاسم ليس إلا رمزا يشار به الى المسمى ويميزه عن غيره من المسميات، وكثير من الاسماء بعيدة الصلة عن الصفات المميزة للمسمى وعلى سبيل المثال أن اسم ذكي قد يطلق على شخص غير عاقل على الاطلاق، وأن كثير من الاشخاص يلقبون بأسماء حيوانات ، وغير ذلك من الامثلة الكثيرة .

*******

* الايجاز انجاز *

 

**بقراءة الآثار البشرية من آلاف السنين؛ وبقراءة أحوال المجتمعات التي مازالت تحتفظ ببدائيتها ؛ يمكن الاستدلال على أن اللغات القديمة في بداياتها كانت صيحات وتعبيرات واشارات، ثم أصبحت رسومات كاملة للأشياء التي يهتم بها الانسان.

 ثم صغرت الرسومات وتحولت الى ما يشبه الكلمات، وبدافع اختصار الوقت والجهد في القراءة والكتابة؛ تم ايجاز هذه الرسومات الى رموز واصبحت الرموز لغات مكتوبة دائمة التغير بالاضافة والحذف.

**واستمرت اللغات في تغيرها وتطورها وايجازها وبمرور الزمن شعر الانسان بأهمية وضع قواعد وضوابط للغة يجب الالتزام بها حتى يضع حدودا وقيودا للتغير المستمر الذي يمكن أن يؤدي الى التغير الكامل للغة وصعوبة التعرف على الثقافات القديمة.

>>>>>>> 

**ولكن الضوابط والقواعد لم توقف الاتجاه نحو الايجاز في اللغة المكتوبة والمنطوقة، فكلنا يلاحظ قلة أو اختفاء كثير من عبارات التحية والتعظيمات.

**والايجاز ليس عملا هينا، أواستسهالا، بل هو عمل يستلزم عقل واعي ومهارة فائقة في انتقاء الكلمات والعبارات القصيرة والأكثر تأثيرا ووضوحا .

**وعن الايجاز أذكر أن أحد الادباء ارسل رسالة مطولة الى زميله، وفي نهايتها قال له ما معناه:

 "معذرة لطول رسالتي لأنني لم أجد وقتا ً كافيا للايجاز" ** ويبدو من ذلك تأكيدا على ان الايجاز عمل متطور يحتاج الى حرفية خاصة تستغرق مزيد من الجهد والوقت من أجل أن تصل الرسالة بسهولة الى المستقبل.

** وترجع أهمية الايجاز إلى أنه يفيد كل من المرسل والمستقبل،يفيد المرسل في صياغة رسالته بدقة وبوضوح ويفيد المستقبل في سهولة وسرعة الفهم للرسالة.    

 

*******

 

* خير الكلام ما قل ودل *

 

** ولنتعلم من الطبيعة التي خلقها الله لنا: كيف أن خلية واحدة تقوم بالكثير من العمليات الحيوية، والجهاز العصبي الذي تسري عبر شبكاته المتشعبة-الاشارات العصبية ذهابا وايابا في قناة واحدة بدون فصل بين الاتجاهين، وخلايا المخ الدهنية التي تبدو أمامنا غاية في البساطة في التكوين رغم أنها تختزن كم غزير من المعلومات والخبرات.

** هكذا علمتني الحياة أن أوجز في أعمالي، وفي  كلماتي

** وها هي بعض المحاولات والاجتهادات الخاصة في ايجاز موضوعات كبيرة في عبارات قصيرة قد تكون مبتكرة وقد تكون مستدعاة من العقل الباطن (مع تخصيص العبارات الشائعة المتعارف عليها بداخل أقواس): 

* جودة الكلام بالمعارف لا بالزخارف.

* الدرس الخصوصي حق لكل من المتعلم والمعلم .

* العلم بدون تطبيق عربة بلاطريق .

* اللغة العامية تثري اللغة الرسمية بالمفردات الجديدة .

* اللغة العامية لغة منطقة محددة في زمن محدد .

* الانقلاب ثورة نظام والثورة ثورة شعب.

* الجرم بالفعل لا بالفكر.

** ومحاولات أخرى للايجاز في عبارات أقصر :

* الثورة هدم وبناء .                * لكل مصنوع صانع . * العقل من ذهب .          * ( الوقت من ذهب ) .

* الحياة سر الهي .                        * العالم كرة أرضية .

* الاسم رمز للمسمى .                                     * الدين ايمان بالخالق.

* الكمال شيء افتراضي .           * البنك نظام دولة.

>>>>>>> 

** واجتهادات أخرى في الايجاز الى كلمتين فقط :

* الكلمة طاقة.      * الأخلاق ذكاء.

* الفقر إحساس .  * الصحة أمل.

* المرض ألم.     * الحب تضحية.

* الكره مرض.         * الغرور جهل.

* الأبناء إمتداد.        * الأبراج وهم.

* الحقيقة إقتناع.   * العقل ميزان.

* الفن إنتقاء..      * الفن إبداع.

* الفنان باحث.    * النظافة سلوك.

* التاريخ آراء .    * الحياة كلمات.

* الإيجاز إنجاز.    * الأخلاق ضمير .

* المال وسيلة.     * (الأم مدرسة) .  

* (العلم نور) .     * (الجهل ظلام) . 

 

*******

 

 

* تأملات في الحروف والكلمات العربية *

 

** اذا تأملنا في كلمات اللغة العربية نجد أن:

** الكلمات التي تبدأ بحرف الحاء:

غالبيتها تعبر عن موضوعات عاطفية ورقيقة،  مثل: حب، حياة، حيرة، حنان، حامي، حسم، حرارة، حمية، حر، حيطة، حج ، حد، حسرة، حقد ، حسد، حمس، حضن .

** والكلمات التي تبدأ بحرف الشين:

غالبيتها تعبرعن القوة والغزارة، مثل: شر، شك، شرك، شطة ، شطط ، شمل،  شد، شيطان .

** والكلمات التي تبدأ بحرف الخاء:

غالبيتها تعبر عن الغلظة والقبح والضرر مثل : خطر، خرط ، خر، خدش، خدع، خرس، خان، خبط، خزل، خرف، خزي، خنوع، خرم، خاب، خيم، خمر، خطل، خلل، خمل، خفى، خرع، خلق، خرق.

** والكلمات التي تبدأ بحرف السين:

غالبيتها تعبر عن حركة، مثل: سن، سياسة، سيد، سند، سد، سيرة، سال، سحب، سكب، سلك، ستر،  سهر.

والكلمات التي تبدأ بحرف العين :

غالبيتها تعبر عن الارتباط  والعلاقات، مثل: عشق، عذاب، عبد، عرج، عنق، عنف، عدو، عار، عاهة، عيب.

والكلمات التي تبدأ بحرف الجيم:

غالبيتها تعبر عن الشدة والاحكام والثبات، مثل:جلد، جهل، جمد، جمر، جحف، جزم، جد ، جبل،  جحظ.

** ومما سبق يبدو أن كثير من الكلمات يمكن أن تكون نشأتها من أصل واحد يحتوي على حرف مشترك .

*******

* القَسَم الكاذب *

 

** كثيرا ما يحدث خطأ كبير عند التسرع بالنطق بالقَسَم أو صياغة القَسَم، مما يترتب عليه الوقوع في مسئولية كبيرة أمام الله، وأمام الضمير، وأمام الناس . 

- لذلك فإنني أفضّل ألا يكون القسم عن الأفعال المستقبلية كأن تقول: أقسم أنني لن أفعل كذا، أو اقسم أنك لن تفعل كذا ... لأنك لا تضمن الظروف... بل انك لا تضمن استمرار رأيك فقد يتغير رأيك فيما بعد أو تتغير الظروف وفي هذه الحالة تكون قد ارتكبت ذنب القسم الكاذب أو ما يسمى (حنث اليمين).

** لذلك فإنه من الافضل القسم بما تم فعله أو قوله أو سماعه في الماضي أو الحاضر .

- واذا اضطر الأمر للقسم على أحداث مستقبلية يمكن القول: أقسم بأنني عزمت على الالتزام بكذا أو نويت على فعل كذا أو قول كذا... فهذا يقي الانسان من ارتكاب ذنب القسم الكاذب.

- كذلك لا تقل: أقسم بأنك لم تفعل كذا، أقسم أنك لم تقل كذا، فقد يكون من أقسمت عليه قد فعل دون أن تعلم، و قد قال دون أن تسمعه، وفي هذه الحالة سوف ترتكب ذنب القسم الكاذب أيضا، فالأفضل أن تقول أنني أقسم أنني لم أسمع منك كذا، أو أقسم انني لم أجدك فعلت كذا، أو أقسم أنني لم أرى فلان يفعل كذا .

** وبمعنى آخر - لا يجب القسم على الاحداث المستقبلية لأن القسم تأكيد، ولا يمكن التأكيد على شيء لم يحدث بعد، لأن المستقبل لا يعلمه أحد .

*******

*  عن الشتائم *

 

** الانسان كائن له عقل وله انفعالات أيضا ، وكل منا يتعرض لمواقف ينفذ فيها الصبر ويغيب فيها العقل ، ولكن يختلف الناس فيما بينهم في حدة هذه الانفعالات وفترتها الزمنية وكلما كان الانسان على درجة من الوعي والرقي الانساني استطاع أن يراجع نفسه ويفكر بعقله في النتائج المحتملة ولا يترك نفسه لجنوحها فيرتكب خطأ أو جريمة تحسب عليه .

** فالانسان الواعي – الذي على درجة عالية من الثقافة والذكاء - غير معصوم من المواقف التي يضطر فيها لاستعمال الشتائم ، ولكنه ينتقيها بما يناسب ثقافته فهو يختلف عن (رجل الشارع) عندما يشتم ، حيث يبدو وكأنه يهذي بكلمات أو صيحات لا معنى لها ، واذا كان لها معنى فهي ( كلب خنزيز خروف ... ) وهي تشبيهات يقصد بها الاهانة  والتعبير عن شدة الانفعال والغضب .

** أما الشتائم التي يختارها العقل الواعي يمكن أن تكون أشد أثرا واهانة للمشتوم هي ( غبي ، متخلف ، كذاب ، نصاب ، حرامي ، .... ) حيث تكون لهذه الكلمات أثرا صادما يتحقق منه الغرض من الشتم وهو الكشف والتأكيد عن عيب ما أو خطأ ما ، هذا بالاضافة الى أن هذه الكلمات يمكن أن تعفي قائلها من تهمة السب والقذف عندما يثبت أن بها وصف صحيح أو به شيء من الواقع .

** خلاصة القول أن التفكير العقلي المنطقي مطلوب في جميع المواقف بما فيها المواقف الانفعالية التي يضطر فيها الشخص الى النطق بالشتائم .

*******

* كلمات خطيرة *

 

** احذر من استخدام هذه الكلمات (كل - جميع - بالتأكيد - فقط - لو - لن...)، ويمكن استبدالها بـ (بعض - غالبا - تقريبا - قد - من المحتمل ...) ، ويمكن اعتبار تكرار استخدام هذه الكلمات في بعض الاحاديث دليلا كاشفا على نقص الوعي وسوء الفهم وسوء التعبير واضطراب الاستدلال .

** أقول ذلك لما لاحظته من بعض الاشخاص الذين اعتادوا دائما على التأكيد على آرائهم وكأنها حقائق لا تقبل المناقشة .

** والخطورة لا تكمن في الرأي المقروء أو المسموع ولكن الخطورة تأتي عندما يصل هذا الرأي وتترتب عليه استجابات وأفعال غير مرغوبة .

** لذلك علينا الحرص على الاختيار الدقيق لكلماتنا حتى نتجنب التعميم الذي يمكن أن يؤدي الى خلط المقصود بغير المقصود فتصل المعاني مغلوطة ويساء الفهم وتأتي التوابع  الغير محمودة . 

 

*******

* التعميم الخاطئ *

 

** التعميم الخاطئ المقصود هو الخلط بين المفاهيم المختلفة لمجرد التشابه، وتشتد خطورته عند الخلط بين الاشياء المتضادة، وما يترتب على ذلك من نتائج غير محمودة مثل سوء التقدير ، وظلم للأبرياء ، ونشر المعلومات المغلوطة، والاستجابات العنيفة، وما شابه ذلك.

** ويأتي التعميم الخاطئ نتيجة ضعف القدرة على التمييز وخاصة بين المجردات التي لا يمكن ادراكها إلا بالعقل وليس بحاسة من الحواس الخمس المعروفة.

** كما يأتي هذا التعميم عن التسرع في الحكم وعدم اعطاء الوقت المناسب للتفكير والتمييز بين الاشياء .

** وقد يأتي بناء على أحاسيس وجدانية تلقائية لا تمر على مركز التفكير أصلا ، كأن يحب شخص شخصا آخرا فيدخله ضمن دائرة الأحباء رغم عدم استحقاقه لهذه الدائرة ، وكذلك في حالة الكره.

** ولابد من توعية الكبار والصغار بمخاطر التعميم الخاطئ بتوجيههم نحو التفكير الموضوعي وعدم التسرع وضرورة ضبط النفس.

*******

 

* كلمات يمكن الاستغناء عنها *

 

** كثير من عبارات التحية والمجاملات تحتاج الى مراجعة واستبدال فعلى سبيل المثال :

( عقبال 100 سنة – ربنا يديك طولة العمر)

يمكن استبدالها بـقول : 

ربنا يبارك في عمرك ، ربنا يجعل ايامك سعيدة

( وتفضلوا بقبول فائق الاحترام )

يمكن استبدالها بـقول :

مع الشكر ، أو مع الشكر والتقدير والاحترام .

( معالي - فخامة – سيادة – عناية )

يمكن استبدالها بـقول : 

السيد الاستاذ ، السيد المحترم ، الحاج

(البقية في حياتك، يارب تكون آخر الاحزان )

يمكن استبدالها بـقول :

البقاء لله، ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة،

ربنا يصبركم على فراقه .

********

* شدة الالتزام في الفنون المصرية القديمة *

 

** لقد بلغت فنون الرسم والنحت عند قدماء المصريين الى درجة فائقة من الدقة والالتزام واحترام القواعد العامة، حتى بدت وكأنها ليست فنونا، بقدر ما هي لغة لها ابجديتها وقواعدها التي لا تقبل التغيير، حيث يبدو كل عمل كما لو كان مكتملا، مثل خطوط الطباعة، ولا يقبل النقد والتعديل لشدة التزامه بقواعد صارمة لا يمكن الخروج عنها.

** وعلى سبيل المثال ... فإن الرسام يلتزم بخط الأرض الأفقي المستقيم والذي يبدو وكانه السطور التي تكتب عليها الكلمات، وكذلك الأكتاف الأمامية والعين الأمامية مع السيقان والأيدي الجانبية؛ والتي أصبحت في عموميتها واستمراريتها وكأنها هي القاعدة الصحيحة، وأن فيما عدا ذلك هو الخطأ والشذوذ عن القاعدة.

** وفي أعمال النحت يوجد التزام بالنظرة الأمامية، والتلخيص الواعي الغير مخل، والحالة الانفعالية العادية المستقرة الأقرب إلى المثالية، ولم يهتم الفنان المصري القديم بتسجيل الانفعالات الوقتية العارضة باعتبارها ليست في محور اهتمامه .

>>>>> 

** حيث أن غالبية الأعمال الفنية المصرية القديمة يبدو وراءها فكر ورؤية مستقبلية كما لو كان الفنان يعد أعماله لكي تستمر آلاف السنين ويلاحظ ذلك في وضع الأيادي والسيقان التي تبدو ملتحمة مع الجسد في التماثيل المصرية القديمة ( لا أقول الفرعونية )  .

** والفن المصري القديم  يطول عنه الحديث، لذلك أكتفي بدعوة الى تتبع فنون قدماء المصريين التي تذخر بكل معاني الالتزام والحكمة واحترام الذات، تلك المعاني التي انفرد بها الفن المصري القديم عن غيره من فنون الحضارات الأخرى..

** وتظهر خصوصية الفن المصري القديم بوضوح عند ملاحظة الرسوم والنقوش الجدارية تبدو كالكتابة لها قواعدها الثابتة التي يجب الالتزام بها وما يدل على ذلك أنه من الصعب التمييز بين النقوشات والتماثيل من حيث الجودة والاتقان فكلها تبدو وكأنها في مستوى مهاري واحد لا يقل ولا يزيد إلا نادرا .

** وقد يكون هذا الالتزام هو سر من اسرار الابداع العلمي والتكنولوجي والفني والرياضي الذي تجلى في بناء الاهرامات وغيرها من المعابد والانشاءات والمنحوتات الضخمة والمتناهية الصغر أيضا.

** ويبقى السؤال المحير لماذا لا يظهر الالتزام والدقة واحترام القواعد والقوانين العامة عند أحفاد هؤلاء المصريين ؟؟؟

 

*******

 

 

* لغز الأهرامات *

 

** لا أتحدث عن أهرامات الجيزة وخاصة الهرم الأكبر كبناء كبير له مواصفات خاصة ، وانما كلغز كبير حير جميع العلماء والمفكرين ، لغز يعجز عن حله العقل ، ويعجز عن وصفه الخيال أيضا .

** بناء يحتوي على ممرات وحجرات داخلية يصعب تنفيذها حتى بالحجم الصغير وبلعبة المكعبات الخاصة بالطفل .

** وكيف تم هذا البناء بالحجم الكبير وفي عصر لم تكن فيه الأوناش التي ترفع أحجار وزنها أطنان عديدة وآلات قطع الأحجار.

** كيف تم انشاؤه في عصر لم تكن فيه العجلات والتي تعتبر أجزاء أساسية لجميع الآلات المتحركة الآن .

** وكيف تم تحديد نقطة قمة الهرم التي تلتقي فيها أضلاعه الأربعة، وبدقة متناهية يصعب انجازها إلا بالحسابات الرياضية الفائقة الدقة.

** كيف تم هذا البناء الكبير بدون كمبيوتر وحسابات رقمية (ديجيتال) لضبط الشكل الهرمي .

** كيف يبدو الهرم على بعد عشرات الكيلومترات وكأنه شكل هندسي منتظم مرسوم على صفحة كراسة مدرسية بواسطة مسطرة فائقة الدقة والاستقامة .

** وكيف تم الوصول الى هذا الانتظام وهذه الدقة بواسطة أحجار كبيرة ، غير متساوية الحجم وغير منتظمة الشكل .

 

>>>>>>> 

 

** وكيف كان العمال يتفاهمون سوياً في المسافات البعيدة أثناء العمل بهذا البناء الضخم بدون الموبايلات التي لابد وأن يستخدمها عمال الأوناش في العصر الحالي .

** ان الهرم الأكبر ليس لغزا بل هو مجموعة ألغاز تتوالد واحدة تلو الأخرى كلما تساءلنا أكثر وأكثر عن كيفية بناء الهرم الأكبر في زمن أبعد من اربعة آلاف عاما.

** وبلا شك أن الأهرامات في موضوعنا ليست شكلا ولا لغزا فقط، وانما هي مصدر اعتزازنا بهويتنا وقدراتنا الكامنة في جيناتنا، ورسالة من أجدادنا لكي نكمل ابداعاتهم ولكي نرسل هذه الرسالة أيضا إلى ابنائنا لكي يتعرفوا على ماضيهم المشرف ويعزز ثقتهم في أنفسهم بدلا من حالة الاستسلام لليأس التي يشعرون بها كلما شاهدوا التقدم في مجتمعات أخرى .

 

*******

* حديقة الخالدين بالاسكندرية *

 

** كانت من قبل تشكل مساحة خضراء جميلة أمام مسجد القائد ابراهيم، وبجوار مبنى منظمة الصحة العالمية وكانت هذه المساحة الخضراء تؤكد القيمة الفنية والمعمارية والأثرية للمباني المحيطة بها.

** وكان أول اجراء عشوائي واجرامي في حق هذه المنطقة وفي حق البيئة والحضارة والفن والذوق العام هو هدم الحديقة وبناء جراج للسيارات مكانها، ولتخفيف حدة هذه الجريمة تم زراعة سطح الجراج وكأنه حديقة.

**  وكان من نتيجة السلبية وعدم الاعتراض أن حدث بعد سنوات الجرم الأشد وهو القضاء على ما تبقى من مساحة خضراء وانشاء مكانها محلات مطاعم وكافيهات بأسلوب عشوائي في التخطيط والتوزيع، فهذه تقفيصة الوميتال وتلك تقفيصة حديد، وتلك تقفيصة خشب ولكل تقفيصه اسم مشهور مكتوب باللغة العربية أو الانجليزية وأصبحت المنطقة سوق عشوائي يشبه أسواق ما قبل المدن والاحياء والمكاتب الهندسية واللجان الفنية.

** لذلك فإنني أوجه دعوى الى المتخصصين  لاصلاح هذا الحال بقدر الامكان، وإن كان الاصلاح صعبا ويترتب عليه مشكلات كبيرة فأرجو عدم تكرار هذه الاعتداءات، ومزيد من الاهتمام بالشكل العام للمدينة بحيث لا يتم تنفيذ أي عمل انشائي إلا بعد التأكد من توافقه وتكامله مع المكان المحيط به .

 

>>>>>>> 

 

** ولنتعلم من الذين خططوا الشوارع والميادين القديمة بالاسكندرية مثل شارع سعد زغلول وشارع صلاح سالم ... وغيره، حيث نلاحظ التزام شديد بتصميم المباني وتآلف كل مبنى مع المبنى المجاور له والمكان المحيط به، مما يؤكد أن في هذا الزمن ... ورغم عدم وجود التخصصات الكثيرة في الجهات الادارية ... كانت هناك كلمة مسموعة للمبدعين وذوي الخبرة الفائقة في أعمال التخطيط للمستقبل ، أما عديمي أو قليلي الخبرات فكان دورهم محصور في الأعمال التنفيذية .

 

 

*******

 

*الحواجز المؤقتة في مدينة الاسكندرية *

 

** الحواجز المؤقتة في الشوارع والميادين أصبحت من الكثرة بما يشوه منظر المدن المصرية ، ويخفي جمال منشآتها ، وخاصة الحواجز الأسمنتية الكبيرة في الشوارع الرئيسية وحول بعض المباني الهامة ، فأصبحت هذه الحواجز سببا في تشويه أجمل الشوارع وأجمل المباني التي تم فيها بذل المال والجهد في إنشائها والتي لها قيمة جمالية وتاريخية.

** وأصبحت هذه الحواجز تجعلنا نشعر بأننا دائما في حالة غير مستقرة وكأنها حالة حرب، وإذا كانت بعض الحواجز لها علاقة بالأمن العام فلا مانع وهذا قدرنا.

** ولكن المشكلة الكبيرة أن كثير من الحواجز المؤقتة أخذت مكانها في بعض الشوارع كأنها ثابتة ، وعلى سبيل المثال ولا الحصر: كوبري سيدي جابر العلوي الجديد الذي توضع به حواجز أسمنتية فاصلة بين الكافيتريات وطريق السيارات ، وكان من الممكن استبدال هذه الحواجز بحواجز أخرى ثابتة لها شكل جمالي ، وكذلك محور المحمودية الجديد وغير ذلك من الأماكن .

*******

* لغة الموسيقى *

 

** لغة الموسيقى لا تحتوي على سبعة نغمات فقط المعروفة لدينا وهي (دو رى مي فا صول لا سي).

 ** بل أعداد لا نهائية من النغمات تختلف تبعا لدرجة ترددها، ولكن السبعة نغمات المعروفة تتكرر أسمائها كلما ارتفع ترددها الى الضعف.

 ** وقديما انفردت كل منطقة في العالم باتخاذ نغمات مألوفة باعتبارها حروفا أساسية، واتخاذ طريقة لتدوين الموسيقى.

** ولكن حديثا نجح الموسيقيون في الاتفاق على لغة واحدة عالمية في تدوين الموسيقى.

** فاتفقوا على أن ابجدياتها هي السبعة حروف المعروفة وتكراراتها من العالي الى المنخفض وعلامات الأزمنة التي تتدرج من الروند الى البلانش الى النوار ثم الكروش والدبل كروش والتربل ... الى جانب علامات السكتات، والمرجعات وغير ذلك.

** والموسيقى هي أداء انساني ولا يوجد انسان لا يستخدم الموسيقى، حيث أن الكلام العادي – كما تخضع ألفاظه لقواعد لغوية - فإن نغماته أيضا تخضع لقواعد موسيقية  . 

*******

* برامج المقالب والكاميرا الخفية *

 

** مما لا شك فيه أن هذه البرامج تنال اهتماما كبيرا وجذبا شديدا للمشاهد، ولا يمكن اغفال ذلك .

** وعلى الرغم من سلبياتها الكثيرة مثل العبث بأعصاب الناس ومشاعرهم إلا أن البعض القليل من هذه البرامج له الفضل في الكشف عن صفات و طبائع كامنة في النفس البشرية لا تظهر إلا من خلال المواقف المفتعلة .

** لذلك أطرح فكرة لاستغلال جاذبية هذه البرامج في توصيل رسالة ثقافية للمشاهد .

- مثل الكشف عن استجابات وردود أفعال جديدة يمكن أن تضيف الينا الجديد من المعلومات، وخاصة للمهتمين بعلم النفس وغيره من العلوم الانسانية .

- ويمكن ارفاق تحليل علمي للاستجابات المختلفة وتفسيرات لها ، ويستعان في ذلك بالمتخصصين في علوم النفس والاجتماع مما يضيف الى هذه البرامج قيمة جديدة بالاضافة الى كونها للتسلية والسرور.  

** ويمكن أن يتضمن التحليل العلمي احصاء لأنواع الاستجابات مع الأخذ في الاعتبار الأشخاص الذين يرفضون النشر أيضا ، وبذلك يكون للبرنامج اسهاما في مجال العلم أيضا .

*******

* العلم والايمـــــان *

 

** قبل أن نتحدث عن هذا الشعار الهام يجب أن نوضح ما هو العلم المقصود؟ وما هو الايمان المقصود؟

** فقد يفهم البعض أن العلم يقدر بالدرجات العلمية والشهادات الدراسية، أو بمدى ما يحفظه الشخص في ذاكرته من معلومات كثيرة ومتنوعة، ولكن العلم المقصود هو القدرة على التفكير العلمي وما يتضمنه من تتبع الاسباب والتوصل الى النتائج.

** وقد يفهم البعض أن الايمان ما هو إلا تأدية الفرائض الدينية، أو الانتماء الى دين دون غيره والتمسك به والدفاع عنه ضد كل معتقد آخر وعدم الاعتراف بأي دين آخر أو أي مذهب آخر، ولكن الايمان المقصود هو الايمان بقدرة الخالق والعدل الالهي والمبادئ الخلقية واحترام الآخرين.

** فبهذا العلم تأتي الاكتشافات والاختراعات التي تجعل الحياة أكثر يسرا و التي يمكن بها التغلب على المشكلات أو الصعوبات التي تواجه البشر، وبهذا الايمان نجد الأمان والاطمئنان والعلاقات الطيبة بين الناس والوقاية من كل أنواع الشرور.

** والعلم بدون الايمان يؤدي إلى الحروب الضارية التي تؤدي إلى هلاك البشرية، والايمان بدون العلم سوف يؤدي الى التواكل ثم الفشل ثم الضعف ثم الهلاك أيضا.

** ولا ننسى أن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ... والمؤمن القوي لا يكون قويا إلا بالمال والعلم والتكنولوجيا والتفكير العلمي .

*******

* النقاب من منظور عقلي ومنطقي *

رأي بناء على استدلالات عقلية فقط .

 

** النقاب كما هو معروف إخفاء الوجه والجسم عن الآخرين من أجل عدم إثارة الغرائز ومن أجل اتقاء شر المنحرفين، لذا فهو إجراء وقائي مقبول منطقيا في حالة الأماكن الغير آمنة والأوقات التي تستدعي ذلك.

** وهو يشبه في هذه الحالة الإجراءات التي تتخذ أثناء الحروب حيث نجد المحاربين ملثمين ومتخفيين بوسائل عديدة من أجل خطط عسكرية محددة المكان والزمان.

** وكما أنه من غير المقبول عقليا ومنطقيا أن نجد جندي يسير بين أهله وأصدقائه في الأوقات العادية ملثماً ومتخفياً وكأنه في حالة حرب ؛ فانه أيضا من غير المقبول أن نجد المعلمة في فصلها أو الطبيبة في عيادتها أو المديرة في مكتبها تخفي وجهها.

** وإذا كان النقاب فرض واجب في كل الأوقات فكيف يختار الشاب زوجته بدقة؟ وكيف نتأكد من شخصية المرأة في عملها؟ وكيف يمكن التحقق من عدم دخول أحد الرجال بين النساء لارتكاب جرائم معينة؟ إنه بكل تأكيد لابد من كشف الوجه في كل هذه الأحوال وغيرها.

** قد يرد أحد الأشخاص قائلا: تخصص امرأة للكشف عن المنتقبات...الإجابة عليه: ومن يكشف عن المرأة التي تقوم بمهمة الكشف اذا كان الجميع منتقبات؟ بالتأكيد سوف يكون الاعتماد على الغير منتقبات الغير الملتزمات دينيا (كماهومفترض)،أويمكن الاعتماد على غير المسلمات.

>>>>>>> 

 

** وبالتالي فإن المجتمع الاسلامي النموذجي بهذا الوصف لا يمكن اعتباره مجتمعا متكاملا ومتوازنا لأنه لا يستغنى عن خدمات الآخرين الغير مسلمين - الذين يقومون بادارة شئون الرجال الذين يطلقون لحاهم ويلبسون الجلاليب والقباقيب، ويقضون أغلب أوقاتهم في الصلاة والتعبد ، والنساء المنتقبات التي لا تكشف وجوههن على أحد ولا يتحدثن إلى أحد خوفا من الفتنة.        

** كما أن انتشار النقاب سوف يجلب التساؤلات المحيرة حول شخصية المنتقبة فيضطر الشخص أن يحملق في جسدها ... أهي السمينة أو النحيفة أو ذات الصوت الناعم أو الخشن؟ أليس من الأفضل أن ينظر الى وجهها فيعرف الكثير عنها وعن شخصيتها فلا يضطر الى بذل الوقت والجهد في التخمينات التي قد تؤدي به الى الوقوع في أخطاء عديدة.

** هذا بالاضافة إلى أن النقاب- في حالة تعميمه واعتباره زياً مقبولا في الحياة العامة- سوف يستغله الكثير من المجرمين من النساء والرجال ايضا في ارتكاب أبشع جرائمهم وسوف يساعدهم النقاب على ارتكاب جرائم كاملة يستحيل كشفها بسبب سهولة الاختفاء عن الناس.

**هذا ويمكن تلخيص مخاطر انتشار النقاب في تسهيل جرائم السرقة والنصب والتسول والدعارة والارهاب، والهروب من الشرطة.

** والأخطر من ذلك أن ارتداء النقاب كالتزام ديني يشكك المسلمين وغير المسلمين في الدين لتعارضه مع الواقع والعقل ، أما اذا كان ارتداؤه مؤقتا لغرض الوقاية من خطر محقق، فلا بأس من ارتدائه.

>>>>>>> 

**  ولنعلم أن الله خلق الإنسان وكرمه بلغة اللسان ولغة الوجه، ولغة أخرى شديدة الأهمية في عالم الانسان هي لغة العقل الذي يميز ويقارن ويستدل ويحكم.

**  وأعتقد أنه من الخطأ أن نترك هذه النعم والمزايا التي ميزنا الله بها ثم نتمسك بآراء متشددة تجرنا الى انتقادات ومجادلات تستهلك الأوقات الثمينة والجهد الكبير ويظهر الاسلام بمظهر مخالف لحقيقته وهو الدين الذي يدعو الى الاستمتاع بكل مباهج الحياة بقواعد ميسرة خالية من التشدد.

 

 

********

 

 

 

 

 

* الدين عبادة الخالق *

 

** الدين هو احساس فطري عند الانسان بوجود الرب الخالق الأعظم ، خالق جميع الاكوان التي لا نعرف منها إلا القليل، والاحساس بضرورة التقرب الى الخالق بالدعاء والتعبد والصلاة والزكاة والصيام والأفعال الخيرية.

** والرب في جميع الاديان– رغم اختلاف أسمائه حسب اللغات واللهجات- هو خالق كل شيء، وقادر على كل شيء، واحد لا شريك له، وهو مقدر الأقدار، ويدعو إلى الخير وينهى عن الشر.

**وأن الخير هو الصدق والأمانة والمودة والرحمة والعفو والتسامح والتعاون على البر والتقوى وأن يحب المرء لغيره ما يحبه لنفسه وأن الشر هو الكذب والنفاق والأنانية وتعاطي المسكرات والاستيلاء على حقوق الآخرين.

** أما الاختلافات بين الأديان فهي قليلة إذا ما قورنت بالتشابهات فيما بينها، حيث لا تختلف الأديان إلا في طرق التقرب الى الله – الواحد - خالق الأكوان كلها.

** ولا أعتقد أن العدالة الالهية تؤثم غير المسلم– الذي لم تصله المعلومات الكافية لاقتناعه بالاسلام لاختلاف اللغة، أولعدم قدرته على الاقتناع، أوعدم القدرة على اقناعه، أو لقوة الدعاية المضادة للدين الاسلامي، أوالمظاهر الشاذة التي يجدها في أشخاص متشددين ومتطرفين ينتمون إلى الاسلام.

** كل هذه الاسباب أعتقد أنها تبرئ غير المسلمين من عدم اسلامهم، وقد يكونوا-عند الله- أفضل من غيرهم من المسلمين بالبطاقة الشخصية فقط ... والله أعلم.

*******

* انتشار الاديان *

 

** من الادعاءات الزائفة التي أنتشرت عبر كتب التاريخ والتي ارفضها ولم أقتنع بها : "أن دينا من الاديان انتشر بالسيف وبالاجبار وتحت التهديد بالقتل"

** فالدين له خصوصية شديدة في الانتشار فهو ليس نظام سياسي أواقتصادي أو تعليمي يمكن أن يتغير بقرار من الحكومة أوالحاكم، لأن الدين اقتناع وجداني لا يقبل المناقشة أوالشك أوالاعتراض.

** كما أن الانسان بطبيعته مؤمن بوجود الخالق، وهو دائم البحث عن اليقين الديني، وعندما يصل الى هذا اليقين يصبح مؤمنا أو متدينا، وحتى عندما لا يصل الى هذا اليقين نجده في أبسط الازمات يلجأ إلى الله ويكثر بالدعوات والتوسلات مما يؤكد أن عقله الباطن يؤمن بوجود الله خالق كل شيء ولا يستطيع أن ينكر هذا الايمان .

** ولو افترضنا حدوث انتشار الدين بالقوة الجبرية فإنه لا ينتشر إلا على المستوى الظاهري ولفترة مؤقتة تنتهي بزوال القوة الجبرية.

** والدين رغم امكانية انتشاره عن طريق الوراثة من الآباء إلا أنه لا يمكن نشره عن طريق الاجبار .

** وبتطبيق ذلك على الدين الاسلامي نجد أنه من المستحيل أن ينتشر هذا الدين قديما من حدود الصين الى المغرب العربي بالقوة الجبرية ، وأنه من الأرجح والأكثر قبولا واقناعا أن يكون الاسلام قد انتشر عن طريق المعاملات المتبادلة بين هذه الشعوب مع المسلمين في هذه الفترة والتطبع بطبائعهم والاقتناع بمبادئهم .

>>>>>>> 

** لأنه من الطبيعي الذي نعلمه أن الانسان عندما يعجب بآخر يقلده ويتشبه به في كل شيء.

** وقد أكد ذلك غاندي في مقولته : " أن السيف لم يكن هو من فاز بالمكانة للإسلام في تلك الأيام، بل كانت البساطة والاحترام الدقيق للعهود " .

** ولا يمكن أن يكون هذا الانتشار الواسع للاسلام في ذلك الزمن القديم عن طريق التشدد أو التطرف الذي نلاحظه اليوم ، والذي يسعى الى نشر الدين أو تطبيق شرائعه بالقوة الجبرية .

** ولو كان التشدد أو التطرف الحالي موجودا في الزمن القديم لما كان الانتشار الواسع للدين الاسلامي في تلك الفترة.

** أقول ذلك موجها كلامي الى المتشددين، الواهمين بأنهم دعاة الى الدين، والذين أجدهم - بأفعالهم وأقوالهم وتراثهم الذي أصابه التغيير والتزييف - يساهمون في ترويج الادعاءات بأن الدين الاسلامي يدعو الى العنف ولم ينتشر الا بالعنف.

*******

*******

 

* التشدد الديني وآثاره العكسية *

 

** تبدو ظاهرة ترك الدين جديدة لم نلاحظها من قبل، فقد كان الدين الاسلامي–على سبيل المثال- له قوة جذب هائلة  للمؤمنين بالفطرة، والذين يبحثون عن الحقيقة واليقين.

**ولم ينقلب الحال إلا بعد أن بدأ المتشددون في الدين  يبحثون في التراث الديني القديم بين آلاف الاحاديث والأقاويل الغريبة المتناقضة مع بعضها، والممتلئة بالمبالغات التي لا يقبلها العقل، والتي لم يتم جمعها إلا بعد مئات السنين من بلوغ رسالة الاسلام.

** ومئات السنين في الماضي كانت كافية لطمس الحقائق وقلبها رأسا على عقب، وهي كافية أيضا أن تجعل من المغلوب منتصرا، ومن المجرمين أبطالا، و كافية لاختلاق أحداث لا أساس لها من ألفها إلى يائها، ومئات السنين كافية أيضا للتغيير في ذات اللغة ومفاهيم الكلمات.

** كما أن مئات السنين في ذلك الوقت كانت كافية لتزييف  الاحاديث والأحداث قبل جمعها، لأنها لم تكن موثقة بالكتابة والطباعة بل كانت تنتقل عبر الأجيال عن طريق الحكايات المسموعة والتي يتفنن في سردها المتحدثون ويضيفون اليها ما يروق لهم وما يكون أكثر اثارة وجذبا للاستماع.

** وأعتقد أن نبش المتشددين في التراث القديم أدى الى كشف أقوال وموضوعات لا لزوم لها ولا أهمية لها في الدين ولا في الحياة العامة، ولابد من رفضها على الاطلاق لأنها لا تتفق مع ابسط القيم الأخلاقية التي يدركها كل انسان بفطرته والتي يدعو اليها الدين الاسلامي والكثير من الاديان والمعتقدات الأخرى، وأن الاهتمام بمثل هذه الامور يفتح للشك أبواباً كثيرة تؤدي الى الانصراف عن الاهتمام بالدين كما هو يحدث الآن .

*******

* رد على تحفيظ الاطفال

لنصوص دينية وكلمات لا يفهموها *

 

** ما فائدة حفظ خمسين ألف كلمة بدون تفكير ... كما لو كان الطفل ببغاء مقلد وليس انسان عاقل  .

** إن الطفل الصغير يمكن - بابسط الكلمات - أن يتعلم النظام والنظافة والصدق والتعاون واحترام الآخرين .... والكثير والكثير .

** بل أنه - بدون كلمات وبمجرد التقليد والمحاكاة فقط - يمكن أن يتعلم الطفل الكثير من السلوكيات المرغوبة .

**  لو بذل الطفل مجهوداته في محاولة فهم كلمات في خارج حدود طاقته واستعداده الطبيعي ستنفذ طاقته التي يمكن أن يستفيد بها في فهم الامور التي في مستواه .

** وقد يفقد الفرصة التي يستطيع فيها تطوير فهمه وتفكيره .

** ويمكن تشبيه ذلك بالطفل الذي يتدرب على حمل اثقال فوق طاقته وبدون تدريج الأثقال عليه ، مما يؤدي ذلك إلى تشوه بنيته .

** ومن المرجح أن اعتياد الطفل على حفظ كلمات لا يفهمها سوف يؤدي ذلك إلى اعتياده على عدم البحث والتساؤل ، واعتياده على الطاعة العمياء ويصبح مجرد منفذ لما يملى عليه من طلبات ، وقد يصبح في المستقبل أداة طيعة لجماعات متطرفة ولها أفكار شاذة .

 

*******

 

 

* برج الساعة في مكة المكرمة *

 

** من اكبرالاخطاء اقامة هذإ إلمبنى لاسباب كثيرة اهمها:

** السبب الأول: انه حدد ومنع التوسع الافقي حول الكعبة لان الدائرة حول الكعبة لو اتسعت لاصبح هذا المبنى في المنتصف بجوار الكعبة .

** السبب الثاني : هو الارتفاع الشاهق الذي لايتناسب مع المباني القديمة الأثرية من حوله وكانه يعلن انه هو الاعلى والاهم في المنطقة .

** السبب الثالث: الطراز المعماري الذي يشذ عن المنشآت الاخرى من حوله ، والغريب أنني في أول رؤيتي لصورة برج الساعة تخيلته أحد المباني في انجلترا للشبه الكبير بينه وبين أبراج لندن  .

** واسباب كثيرة جدا لا حصر لها تجعل من الضرورة هدم هذا المبنى وتصحيح الخطأ الفادح من انشائه واستمراره لعدة سنوات.

*******

 

* موضوعات لم تنل الاهتمام

المناسب من رجال الدين *

 

** تشريعات خاصة ببعض أنواع السرقات التي انتشرت حديثا مع التطور في الحياة البشرية مثل سرقة التيار الكهربي، والبرمجيات، والأرقام السرية، والاعتداء على الملكية الفكرية، وسرقة حق الآخرين في أسبقية الدور.

** تشريعات خاصة باختراق خصوصيات الآخرين والتجسس بالوسائل التكنولوجية المتطورة .

** موقف واضح عن :

- حرية الاعتقاد واحترام معتقدات الآخرين التي تدعو إلى الخير وتنهي عن كل ما هو شر .

- الاستعانة بالمجرمين في مواجهة مجرمين آخرين، ومعاهدة مجرم على اعفائه أو تخفيف عقوبته اذا سلم نفسه .

- الغش في الامتحانات .

- الكذب الأبيض من اجل اتقاء المشكلات ( كذب الطبيب – كذب المحامي - .... )

- تمثيل أدوار الانحراف أو الاستعانة بالمنحرفين والمجرمين في اجراءات التحقيق في بعض الجرائم .

- المبالغة في الدعاية والاعلان الى درجة ادعاء مميزات غير حقيقية .

- الاطالة والاسترسال في الأحاديث لدرجة تصيب المستمعين بالملل .

- الاطالة في خطبة الجمعة وعدم مراعاة المرضى المتضررين من طيلة الجلوس  .

>>>>>>> 

- مخالفة قواعد المرور وعدم مراعاة عابري الطريق ومساعدة كبار السن .

- القاء مخلفات البناء والهدم  على جوانب الطرق والتسبب في إعاقة المرور .

- عدم افساح الطريق لسيارات الاسعاف .

- سد الشوارع وتعطيل المرور من أجل اقامة عرس أو زفة  أو جنازة أو صلاة .

- عدم تغطية حفرة بالطريق أو وضع علامة بجوارها أو الإرشاد عنها .

- ترك المياه المتدفقة، وعدم قفلها أو إصلاحها أو الإرشاد عنها .

- الاعتداء على الأملاك العامة ( منشأة - مركبات - شارع – رصيف -  حديقة - كرسي ...... )

- استعمال تذاكرالمواصلات لمرة أخرى حتى ولو لاستكمال المشوار. وتوضيح أن التذكرة عقد يقدر فيه قيمة المبلغ على أساس أن المتعاقدين ليسوا جميعا يركبون مسافة كاملة بل أن نسبة معينة منهم يركبون المسافة كاملة وأخرى نصف مسافة  أخرى ربع مسافة ، وهكذا .

- التهرب من الضرائب وخاصة من ميسوري الحال .

- المبالغة في تقدير الضرائب مما يسبب حالة من الذعر للتاجر قد تتسبب في إصابته بالمرض او خسارته مبالغ كثيرة للتقاضي.

- الالحاح الشديد من البائع أو من المشتري واستخدام وسائل التهديد أو وسائل الاحراج .

- حق الدولة في الآثار وحق الأفراد الذين يكتشفونها .

>>>>>>> 

 

- الفرق بين الإكرامية والرشوة ومتى تتحول كل منهما الى الأخرى .

- الفرق بين الربا والاستعانة بالبنوك .

- تجاهل حقوق الورثة ، وخاصة البنات عندما يجبرن على بيع نصيبهن لأخواتهم الذكور .

- مهام المحامي وحدود وظيفته والانحرافات عن النواحي الخلقية عندما يلجا الى الثغرات التي يستخدمها لتبرئة المذنب .

- الغش في مواد البناء . مما يتسبب عنه انهيار العمارات وسقوط الكثير من الضحايا .

- التصرف السليم في الأشياء المفقودة ، وطريقة البحث عن صاحبها وحق من يكتشفها .

- التباطؤ في اصدار الاحكام ، وفي رد الديون ، ودفع المستحقات.

- احترام رأي الأغلبية ، والانصياع إلى النظام الذي يرتضيه الأغلبية مع حق المطالبة بالتغيير .

 

*******

 

* الفرق بين الربا والتعامل مع البنوك * 

 

** الربا كما وصفته النصوص الدينية يعني التعامل مع شخص يستغل حاجات الناس، ويضع نسبة ربح بنفسه بناء على استغلال حاجة المقترض، ويفعل كل ذلك بلا أي رقيب عليه من دولة أو ولاية.

** أما البنوك فهي نظام مستحدث تم انشائه لأغراض كثيرة، ومن أهمها القضاء على الربا الذي قصدته النصوص الدينية، والبنك يعتبر طوق النجاه للمحتاجين والذين يخافون على اموالهم من السرقة أو النصب، لأنه يحقق ضمانات كثيرة، وهذه الضمانات لم يضعها البنك بنفسه تبعا لمصلحته أو أهوائه - كما يفعل المرابي- بل وضعها نظام الدولة الحاكم، لأن جميع البنوك تعمل تحت اشراف الدولة بحكومتها وقضائها ، ولا يستطيع البنك أن يتجاوز الحدود التي تضعها له الدولة.

** والدولة التي تشرف على البنوك تعتبر كأنها (بيت المال) أو (ولي الأمر) في الزمن الماضي ، وجميع موظفين البنوك هم القائمين بالاعمال في بيت المال.

** ولا نندهش من فتاوى تحريم التعامل مع البنوك لأن أصحاب هذه الفتاوى لا يعترفون بسيادة الدولة وبالتالي لا يعترفون بالبنك كنظام يتبع الدولة .

** واذا اعتبرنا البنك شخصا اعتباريا فهو ليس مرابيا بل هو من القائمين على المحافظة على الاموال من السرقة ومن القائمين على العمل في بيت المال الذي هو البنك المركزي (ان صح التعبير) ويكون دوره مساعدة المحتاج بتشغيل أمواله بدلا من اللجوء الى المرابين أوالمحتالين الذين يروجون تجاراتهم باسم الدين .

*******

* الشعب يريد اسقاط النظام *

 

** عبارة بليغة وقوية بمعناها وكل مفرداتها، هي بكل تأكيد من ابتكار شخص عبقري، وتستحق منا وقفة اعجاب وتأمل في مقصدها وما تحتويه من معاني كثيرة تم ايجازها بكل حرفية واتقان في أربعة كلمات بسيطة:

الشعب : وهوالقوة العددية التي تعبر عن الشرعية المؤكدة التي لا تحتاج إلى الأوراق والأختام.

يريد : يقصد بها الارادة التي تسبق كل فعل بكل حتمية ، وبقوة الارادة يقوى الفعل وجاءت الكلمة في زمن المضارع وكأنها حقيقة علمية لا جدال فيها مثل : الشمس تشرق من الشرق .

اسقاط : كلمة يقصد بها النهاية الحاسمة التي لا تراجع عنها.

النظام : يقصد به أن مطلب الثورة هو النظام الأساسي بكل فروعه.

انها حقا كلمات بليغة تستحق وقفة اعجاب بها وبمثلها من الكلمات التي كان لها الأثر الكبير في تغيير مسار الأمم والشعوب.

*******

 

* الصحافة المصرية

في حالة عدم نجاح ثورة 25يناير*

 

** أثناء فترة اشتعال ثورة يناير2011 ساورتني بعض الخواطر والتساؤلات: ماذا كان يحدث لو فشلت الثورة، ورجع الحال الى ما كان عليه؟ وما رأي السلطة في أحداث الثورة الفاشلة؟ وما رأي الصحافة ووسائل الاعلام الموالية للرئيس؟ توقعت الآتي :

   ** بعض من الشباب يعتصمون في ميدان التحرير يطالبون ببعض المطالب والرئيس يعدهم بتلبية جميع مطالبهم ويحيي فيهم روح الوطنية ورغبتهم في النهوض ببلدهم العظيمة مصر.

** المخربين والبلطجية يطلقون النيران بعشوائية على رجال الأمن ويستشهد العشرات منهم في عيدهم عيد الشرطة العظيم مما أضاف اليهم احتراما وتعظيما لواجبهم الوطني في الحفاظ على أمن البلاد.

** توصيات الرئيس مبارك لدوائر الحزب الوطني في جميع المحافظات لعمل حملات توعية للشباب بالمخططات الخارجية التي تهدف الى تهديد أمن مصر .

** مسيرات مليونية من الشباب يؤيدون رئيسهم لاستجابته لمطالبهم العادلة واعتباره قائدا لمسيرة التصحيح الشعبية كما هو بطل للضربة الجوية .

** مسيرات ألفية من جميع فنانين مصر ومبدعيها تأييدا لسياسة مبارك وعزمه على إكمال واجبه الوطني نحو التصحيح.         

>>>>>>> 

 

**مسيرات مئوية لرجال الأعمال المصريين الذين يؤيدون مطالب الشباب وغيرتهم على بلادهم ومحاربة الفساد.    

ويتعهدون بالمساهمة في حل مشكلة البطالة ويتقدمون بتوفير فرص كثيرة للعمل في مشروعات جديدة من أجل مصر ونهضتها في عهد الرئيس مبارك.

** مسيرات شبابية ترفع صور جمال مبارك تطالبه عدم التخلي عن الترشيح للرئاسة من أجل مصر وتقدم له الاعتذار من تجاوزات بعض المتظاهرين المندسين بين الشباب .

** برقيات تأييد من زعماء الدول العربية والاجنبية تشيد بالدور الحكيم لمبارك في ادارته للأزمات والتصدي للعناصر المخربة .

** الرئيس مبارك يحيي القنوات التليفزيونية المصرية التي واجهت بمصداقيتها القنوات الفضائية المغرضة.

** الرئيس أوباما يبدي اعجابه بحكمة الرئيس مبارك ويعتبره نموذجا يحتذى به من الرؤساء في المنطقة العربية .

** عزيزي القارئ يمكن لك أن تطلق عنان خيالك وتكتب ما كان يحدث في حالة عدم التنحي بعد 25يناير2011.

********

 

* مبارك وقلوب الناس *

 

**  من الحقائق التي كشفتها ثورة 25 يناير أن مبارك - رغم طول فترة رئاسته – لم تكن له كاريزما القائد – ولم يصل الى قلوب شعبه كما كان يحدث من قبل عند سابقيه من السادات وعبد الناصر وفاروق.

** حيث تكونت رابطة عاطفية قوية بين هؤلاء وشعبهم الى درجة أن عامة الشعب كانوا يتغاضون عن أخطائهم ويلتمسون لهم الأعذار.

** أما مبارك فلم تكن له تلك الموهبة التي تجعله محبوبا لدى الآخرين، ولم تجدي الدعاية له في الصحافة ووسائل الاعلام ، بل أن الأغاني التي تم تأليفها وتلحينها له كانت أغاني باردة لا قيمة لها. 

 

 

*******

 

 

 

* مسح اسم مبارك من محطة المترو*

 

** مبارك شخصية عامة تاريخية لابد ان نتعلم من ايجابياتها وسلبياتها على السواء، ولايجب ان نتناولها بمجرد انفعالات المحبة او الكراهية، وانني لا اؤيد مسح اسمه من محطة المترو وغير ذلك ... لانه مهما حدث من سلبيات، فهو رمز يجب تذكره باستمرار لأنه يرتبط بأحداث كثيرة تضيف الينا والى الاجيال القادمة حصيلة من الخبرات الهامة في مجال السياسة  والتي يمكن الاستفادة منها حاليا ومستقبلا .

** وماذا يضر اذا استمر اسم مبارك على بعض المناطق ، بل أن هذا الاسم يسهل ارتباطه بالمكان ، لأن الناس ألفت هذا الاسم في شخصية عامة معروفة للجميع .

** ولنتذكر أن الاسم ما هو إلا رمز للمسمى ، والمسمى لا يتأثر بالاسم ، لأن المسمى دائما محور الاهتمام ، وعلى سبيل المثال أن محطة مترو السادات مكان له أهميته ولا تتغير أهميته ارتفاعا أو انخفاضا باطلاق كلمة أو رمز السادات عليه ، وكذلك ميدان التحرير مكان مميز لاتتأثر طبيعته بكلمة أو رمز التحرير .

** ولنتذكر أيضا أن الأشخاص لا يرتفع شأنهم  باطلاق أسمائهم على الأماكن وانما بأعمالهم والذكرى التي تركوها للآخرين .

*******

* عن السادات *

 

** السادات رغم اخطائه العادية كأي قائد أو رئيس أو إنسان- إلا انه كان شجاعاً في قراراته ولم يكن مثل الموظف الروتيني الذي لايسعى الا لاداء واجباته الوظيفية فكان من الممكن ان يقوم بواجبه الوظيفي بالشجب والاستنكار وتهدئة شعبه بالوعود بمستقبل افضل بدلا من المغامرة بخوض حرب خطيرة ضد اسرائيل التي تساندها أمريكا وغيرها .

** وكما كان قرار الحرب شجاعا كان قرار السلم ايضا ، فقد كان سابقا لعصره في الدعوى الى السلم والاكتفاء بضربة اكتوبر التي أظهر فيها شوكته واستعاد بها كرامة بلده بعد الهزيمة الساحقة في1967، والدليل على أنه كان يفكر تفكيرا سابقا لعصره : أن الحروب تطورت حاليا الى أن أصبحت مجرد ضربات عسكرية لاستعراض القوة أكثر من كونها حروب طويلة تتبادل فيها الضربات .

** كما أنه كان بعيد النظر بسعيه الى استرجاع كامل سيناء مقابل تنازلات في اتفاقية كامب ديفيد لأن استمرار الاسرائيلين في احتلال سيناء سوف يرتب لهم حقوقا في المستقبل بمضي الوقت نتيجة لاستيطان اسرائيلين مدنيين في سيناء ونشأة مزارع ومصانع ومنشآت لهم، ونشأة جيل من الاسرائيلين ولدوا وتربوا في سيناء واصبحت لديهم حقوق انسانية يعترف بها البشر وتبرئتهم من أفعال اسلافهم من الآباء والجدود

 

********

 

* جمال عبد الناصر والوحدة العربية *

 

 ** جمال عبد الناصر - كما فهمته - كان شاباً له طموحاته وآماله البعيدة في انشاء امبراطورية عربية قوية ، ولكنه يبدو أنه كان متسرعا ومندفعا ولم يقرأ الواقع جيدا، ولم يقدّر القوة العالمية التي كان يواجهها والتي كانت تساند اسرائيل اقتصادياً وسياسياً وتعاطفياً ايضا ، ووقف أمام هذه القوى لا يواجههم إلا بالخطب والشعارات والتهديدات بدون قوة مناسبة يستند اليها .

** ولكن رغم كل اندفاعاته واخطائه إلا أنه ايقظ فكرة  الوحدة العربية ، حتى وان كانت الوحدة مجرد حلم أو أمل ، فقد نجح في توصيله الى الكثيرين المؤيدين لهذه الفكرة .

** والوحدة العربية ليست أمل أو حلم، بل هي واقع تؤكده الهوية العربية التي تضم بلاد كثيرة في مساحة كبيرة من الأرض، تجمعهم خصائص كثيرة مشتركة منها الصفات الجينية والبيولوجية واللغة والعادات والتقاليد والثقافة، هذه الخصائص المشتركة ليست متواجدة بهذا القدر وبهذه القوة في الاتحادات العالمية التي نعرفها الآن ، ولو تحققت الوحدة العربية لحدث توازن في منطقة الشرق الاوسط بدلا من الوضع المهين للدول العربية واعتبارهم من الدول الحائرة  الحالمة بالامجاد الماضية .

>>>>>>> 

** وتعتبر الهوية العربية من أكثر الهويات اتفاقاً في كثير من العموميات وهي تصلح لتكوين دولة واحدة قوية، وقد تكون هذه الميزة سببا في خشية الدول المجاورة من سيادة هذه الهوية الشديدة التميز، والتي يمكن أن تنافس أعتى الانظمة العالمية لدرجة أن منهم من انتهج الوسائل المعلنة والغير معلنة لاثارة الفرقة بين العرب، واضعاف ثقتهم بنفسهم وقدراتهم على الابداع والمشاركة في التقدم التكنولوجي .

** لذلك فإن جمال عبد الناصر– رغم اندفاعه في بعض القرارات، إلا أنه كان على حق في دعوته الى الوحدة العربية.

** بل كان سابقا لعصره في اقتناعه بأن العالم المتقدم يسير نحو التوحد، أما الدول المتخلفة الغارقة في الجهل هي التي تسعى الى الانقسام والتفكك لأسباب عرقية أو عقائدية أومذهبية .

 

 

 

*******

 

* شرعية الانتخابات والثورات والانقلابات *

 

** يظن البعض أن الانتخابات فقط هي التي تكتسب شرعية تعزز شرعية الحكم ، ولكن كثير من الأحداث يمكن أن تكتسب شرعية تفوق شرعية الانتخابات.

** فالانتخابات رغم دقتها في حساب أعداد الاصوات ونسبتها ، ولكنها في حالة نسبة أمية وجهل وعدم وعي تصل الى أكثر من90 % ؛ يمكن أن تصبح الانتخابات  خير وسيلة لفوز المخادعين والمتاجرين بالكلمات وبالدين ومحترفي الدعاية الانتخابية.

** أما الثورة الشعبية ... رغم عدم الدقة الحسابية في حصر أعداد الثوار والتي يتحدد بها مدى قوتها ؛ إلا أنها تتميز بتلقائية وصدق التعبير دون التأثر بوسائل الدعاية ، فمن السهل اقناع الكثيرين للذهاب الى لجنة الانتخاب وكتابة رأيهم في ورقة ووضعها في الصندوق ؛ ولكن من الصعب أن تقنع الألوف والملايين بالنزول الى الشارع للتعبير عن الرأي بالهتافات والتعرض للخطر، وتتميز الثورة أيضا بسرعة التقدير لشدتها ، وخاصة في عصر يمتلك كل فرد فيه امكانية التصوير والتسجيل والنشر.

** ويرجع صدق التعبير في الثورة إلى أنه ليس مبنيا على انفعالات لحظية في حالة عارضة ، وانما هو تعبير صادق نتيجة التراكم التدريجي للأسباب والدوافع التي أدت الى التصريح بهذا التعبير، لذلك لابد من احترام الثورة وشرعيتها والعمل على تلبية مطالبها ، وان اغفال شرعية الثورة وتجاهل مطالبها يمكن أن يؤدي الى مهالك كثيرة منها الحروب الأهلية بين ما هو مؤيد ومعارض.

>>>>> 

 ** ويؤدي أيضا عدم الحسم واتخاذ قرارات نافذة الى زعزعة الاستقرار ، والاستقرار ليس شيئا هينا بل هو أساس قيام الدولة ، وأساس شرعية الدولة والحكم ، وكثير من الشعوب التي افتقدت الأمن والاستقرار يتمنونه حتى ولو كان تحت نظام حكم ديكتاتوري شديد القسوة .

** أما عن الانقلاب ... فيعتبر أيضا ثورة ولكن القائمين بها ليسوا من عامة الشعب وانما من الخاصة الذين لهم مراكز قيادية في هيكل الدولة .

** ويتم التخطيط للانقلاب بين القائمين به بدون علم عامة الشعب ، لذلك فهو يحدث بطريقة مفاجئة ومن الصعب التنبؤ به ومن هنا جاء اسم الانقلاب ، بعكس الثورة الشعبية التي يمكن التنبؤ بنموها واشتعالها عن طريق ملاحظة اتجاه الرأي العام والاعتراضات التي تسبق احتدام الثورة والتي يمكن ملاحظتها في الشارع أو أماكن التجمع أو الاجتماعات الرسمية والغير رسمية .

** والانقلاب رغم أنه يحدث من خاصة من الشعب إلا أنه يكتسب شرعيته أيضا عندما يؤيده الغالبية دون الاعتراض عليه ، ويتم الاعتراف بالانقلاب داخليا ودوليا تماما كمثل الاعتراف بالانتخابات أو بالثورة الشعبية.

** وقد تكون أحداث 23 يوليو 1952 نموذجا للانقلاب الذي أيده الغالبية الساحقة من الشعب ولم يعترضوا عليه ، بل وجدوا فيه آمال كثيرة يتطلعون اليها .

** وبالرجوع الى أحداث30 يونيو2013 نجد أنها ثورة شعبية حقيقية نموذجية بدأت تدريجيا منذ30يونيو2012 منذ أن استشعر الكثيرين من الناس ببداية أو احتمالية اثارة التفرقة بين الناس بناء على انتماءاتهم الدينية .

>>>>> 

** ثم نمى هذا الشعور وانتقل من الكثيرين الى الأغلبية

** وبدأت جذور الثورة بوقفات احتجاجية تزداد أعدادها يوما بعد يوم، ثم حركة (تمرد) التي جمعت ملايين التوقيعات من عامة الشعب للاعتراض على حكم مرسي .

** وبمرور الشهور بدأت الأغلبية المؤيدة لمرسي والأخوان في التراجع  مقابل زيادة المعترضين .

** واستمرت الثورة كاحتجاجات واعتصامات في الشوارع العامة لدرجة أنها أصبحت وكأنها مجدوَلة زمانا ومكانا ،  واستمر هذا الحال إلى أن تم الاتفاق بين عامة الشعب - عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي - أن يكون 30يونيو2013 ثورة عارمة على حكم الرئيس مرسي والاخوان والمطالبة بانتخابات جديدة .

** وكان من نتائج تطور الاحداث أن تحرك الجيش لأداء مهمته في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، فالجيش لم يتحرك إلا يوم3 يوليو2013 بعد ثلاثة أيام من احتدام الثورة ووصولها إلى ذروتها وأصبحت على وشك التحول الى أحداث عنف نتيجة تعطل جميع الأعمال والاضطراب الذي أصاب كل مقومات الدولة في هذه الفترة.

** وتم اصدار بيان الجيش والازهر والكنيسة بعزل مرسي وتولي عدلي منصور رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة .

** وساد الشعور بالاطمئنان وأمل جديد في حكومة جديدة قوية تقضي على الفوضى والانقسامات الحادة التي لا تبشر بخير .. وهدأت الأحوال واختفت أصوات الرافضين للثورة وسط اجتياح أصوات الملايين المؤيدة لثورة30 يونيو 2013وتدخل الجيش وساد الهدوء والاستقرار في الشارع المصري .

>>>>> 

** وبعد أيام من ثورة الملايين والتي بلغت من قوتها إلى حجب كل الأصوات المضادة لها ؛ حدث أن اعتصم آلاف من المؤيدين لمرسي والمعارضين لتلك الثورة، وكان ذلك في ميدان رابعة العدوية في القاهرة وطالت مدة اعتصامهم لأكثر من شهر، ولم يتخذ الجيش أو الشرطة أي اجراء عنف تجاههم، وازداد عددهم مما جعل الوضع يزداد حدة ، وأصبحت كثير من المصالح والهيئات معطلة وأصبحت البلاد مهددة وغير آمنة وازدادت حالات السرقة والنهب، واحتمالات حرب أهلية بين المؤيدين والمعارضين وكأنها حرب (بين المؤمنين والكفار) .

** وتم توجيه التحذيرات والإنذارات للمعتصمين من قبل الشرطة والقوات المسلحة ولكن دون جدوى مما اضطر الجيش تحت قيادة السيسي أخذ تفويض من عامة الشعب لفض هذه الاعتصامات، وهبـّت الملايين يوم26/7/2013

أمام كاميرات العالم كله  لتفويض السيسي لفض الاعتصامات ولانهاء حالة الفوضى التي كانت على وشك ان تصيب البلد.

** تم فض الاعتصامات بالقوة وكان ضحيتها العديد من الشباب الذين خدعوهم قادتهم بالاستمرار أمام نيران الشرطة والجيش وأوهموهم وكأنهم في حرب مقدسة.

** ثم استثمر المعارضون لثورة30 يونيو حادثة فض الاعتصامات بالقوة والعنف الاضطراري بالترويج لموقفهم مستخدمين شعار (رابعة) للتهديد بالانتقام من  السلطة الحاكمة ومن ملايين الثوار الذين كانوا سببا في نجاح ثورتهم.

>>>>> 

 

** استمر المعارضين للثورة  في الترويج بأن أحداث 30/6 ليست ثورة شعبية وانما انقلاب من الجيش، وكان ذلك تحقيرا واستخفافا بملايين الثوار الذين خرجوا في 30/6 وما قبلها وكأنهم مثل الدواب الذين قادهم السيسي (المنقلب) لكي يقتنص البلاد ويفوز بها كأنها فريسة يريد التهامها.  

** وقد كان هذا التضليل السافر والساذج من قبل المعارضين (الاخوان والربعاوية وغيرهم) سببا في تمسك المصريين بحكم الجيش الذي لم يضللهم والذي حمى البلاد من الفوضى.

** وظل هذا التأييد في ازدياد واضح رغم تدني الحالة الاقتصادية نتيجة طول مدة عدم الاستقرار ولأسباب أخرى

** لم يستغل السيسي التأييد الشعبي له في الانصراف عن المشروعات التي بدأها، وظل يحارب في عدة جبهات:

جبهة  التطرف وجبهة الفساد، حيث تم هدم آلاف كثيرة من الأبنية المخالفة، وازالة كثير من العشوائيات السكنية والتجارية، والقيام بمبادرات شجاعة في مشروعات كبيرة.

** وبدا واضحا وجليا أن ثورة30 يونيو ثورة حقيقية سوف يذكرها التاريخ بأنها بدأت منذ 30/6/2012 حتى 30/6/2013، وأن لها شرعية لابد من احترامها ، وأن تدخل الجيش كان سببا في تحقيق أهداف الثورة ولو لم يتدخل لأصبح الحال أكثر سوءا ، والبرهان واضح لمن يتابع حال الدول المجاورة التي قامت بها ثورات شعبية أدت إلى حدوث الفوضى وعدم الاستقرار.

*****

 

 

* الإجراءات الثورية لابد منها *

مقالة عقب ثورة 30يونيو 2013

 

** في الظروف الغير عادية التي تعقب الثورات لابد من الإجراءات الثورية الحازمة لإنقاذ البلد من الانفلات وقد لاحظنا ذلك بوضوح بعد ثورتي25يناير، و30يونيو والاضطرابات الذي أصابت جميع الأعمال وتعثر المرور وحوادث الطرق ومخالفات البناء والانقضاض على الأملاك العامة والتفجيرات التي أصابت الأبرياء من العامة ورجال الشرطة والجيش .

** بل إن الاضطرابات أصابت العلاقات الاجتماعية والأسرية أيضا بعد ظهور اختلافات جديدة في الرأي زادت اشتعالا بواسطة جماعات قليلة لهم أهداف خاصة يسعون إليها باللعب على الجانب الوجداني للشباب .

** والإجراءات الثورية لابد من قبولها باقتناع شديد ، ولنرجع إلى تشبيه الثورة بالعملية الجراحية التي يعقبها إجراءات حازمة لعبور فترة النقاهة ، ولا يمكن أن نطلق على الطبيب عند تشدده لانقاذ مريض على وشك الموت انه سفاح وقاتل وما شابه ذلك .

 

>>>>>>> 

** والاحداث التي شاهدناها في بعض الدول العربية ، والاضطرابات التي حدت نتيجة انفصال جماعات عنصرية (لا أقول اسلامية) تهدد الأمن العام – كل هذه الاحداث تؤكد ضرورة الاجراءات الثورية التي تحمي ملايين الشعب من هذه الاضطرابات وتمنع التمزق في جسد الدولة .

** ولشديد الأسف أن بعض الهائمين في شرعية مرسي التي انتهت في30/6/2013 مازالوا ينتظرون عودة الرئيس مرسي وجماعته .

 

 

و يعتبرون الاضطرابات في بعض الدول العربية ثورات إسلامية ، بل أن البعض يعتبرونها ثورة سنية ضد الشيعة، وهم بذلك يكشفون ما بداخلهم من معتقدات شاذة تبارك التشرذم والانفصال عن العالم والواقع .

 

*******

 

 

 

* الوعي السياسي *

كلمات تم تقديمها ضمن دورة تثقيفية للعامة

في احد مراكز الشباب.

 

** الوعي السياسي هو الفهم الجيد للأحداث السياسية داخل البلد وخارجها ، حيث أن العالم أصبح مثل القرية الواحدة بعد تقدم وسائل النقل ووسائل الاتصال، وعلى سبيل المثال أن الأحداث التي تحدث في أحد البلاد يراها ويشعر ويتأثر بها الآخرون في جميع بلاد العالم الأخرى.

** وسهولة الاتصال كما هي تؤثر بالايجاب في بعض الحالات إلا أنها تؤثر بالسلب كثيرا، فالاشاعات المغرضة أوالافكار التي تتبناها جماعة متطرفة في أحد البلاد قد تنتقل وتنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الى آخرين في عديد من البلاد الأخرى، ثم تتبع هذه الأفكار عواقب خطيرة وأحداث ارهابية أقوى تأثيرا من القنابل والأسلحة الفتاكة.

** وقديما كانت الحروب تعتمد على المواجهات بالأسلحة التقليدية، أما الآن فأصبحت الحروب الشرسة تعتمد على هدم كيان الدولة بنشر الأفكار والشائعات التي تبث الاضطراب والخوف وعدم الثقة المتبادل بين الناس.

** لذلك تأتي أهمية الوعي السياسي الذي يعتبر الدرع الجديد الذي يقي الناس من الأفكار المغلوطة التي تتحول تدريجيا الى خلافات ثم صراعات ثم حروب طويلة الأمد يصعب ايقافها.

** والوعي السياسي له مصادره، فكما لا يستطيع الانسان شراء الذهب من بائع الخضروات؛ كذلك فإن الوعي السياسي لا يأتي إلا عن طريق مصادر مختصة موثوق فيها وهي:                    >>>>>>>

1) الكتب الموثقة ومنها كتب العلوم الاجتماعية مثل: التاريخ، الجغرافيا، والاقتصاد.  

- فمن كتب التاريخ يمكن التعرف على جذور المشكلات الحالية، والتنبؤ بما هو آت بناء على هذه الجذور ، أو بناء على أحداث شبيهة سابقة .

- ومن كتب الجغرافيا يتعرف المواطن على الظروف البيئية في بلاده وغيرها من الدول ومدى تأثير هذه الظروف على الاحداث الجارية والقرارات السياسية.

- ومن كتب الاقتصاد يمكن التعرف على النظم والأحوال الاقتصادية، وتأثيرها على الأحداث السياسية مثل المعاهدات  والاتفاقيات التي تتم بين الدول .

- ومن الكتب الموثقة ايضا يمكن معرفة بعض المصطلحات السياسية والاقتصادية منها الديموقراطية والديكتاتورية والرأسمالية والاشتراكية والشيوعية.

- ويمكن توضيح معنى المصطلحات المذكورة ببساطة شديدة كالآتي:

*الديموقراطية تعني الأخذ بالرأي والرأي الآخر.

*الديكتاتورية تعني الانفراد باتخاذ القرارات وعدم احترام الرأي الآخر.

*الرأسمالية نظام اقتصادي يشجع القطاع الخاص ويطلق له كافة الحريات.

*الاشتراكية نظام اقتصادي يهتم بالقطاع العام بجانب القطاع الخاص.

*الشيوعية درجة قصوى من درجات الاشتراكية حيث تمتلك الدولة كل وسائل الانتاج وفيها يعتبر كل فرد كأنه موظف يعمل في الدولة مقابل أجر يتقاضاه على عمله     .

>>>>>>> 

** ويجب أن نعلم أنه لا يوجد من تلك النظم ما هو أصلح على الاطلاق فكل نظام له ايجابياته وسلبياته .

وما هو يصلح في فترة معينة قد لا يصلح في فترة أخرى، وما يصلح لدولة معينة قد لا يصلح لدولة أخرى .

** ومن الخطأ الشديد هو التسرع في الحكم والتسرع في اتخاذ القرارات وعدم أخذ العديد من الأمور في الاعتبار .

** وبمناسبة ذلك نتطرق الى مصطلح الموضوعية الذي يعني الالتزام بالموضوع دون التحيز للميول والاتجاهات الشخصية فعلى سبيل المثال:

** عند الحكم على شخص سارق يكون ذلك بناء على حدث تم اثباته وقانون ينص على العقوبة المناسبة ففي هذه الحالة يكون الحكم بموضوعية الحدث وموضوعية القانون وليس بناء على شخصية القاضي وأهوائه وطبائعه من حيث مرونته او عجرفته.

** وموضوع آخر يجب القاء الضوء عليه وهو مجلس الشعب الذي يضم نواب عن عامة الشعب لكي يتم اشراكهم في التشريع واصدار وتعديل القوانين، وقد يختلط الأمر عند البعض فيعتقدون  أن النائب له سلطات فائقة يستطيع بها تقديم الخدمات المباشرة إلى ابناء دائرته.

2) المصدر الثاني من مصادر الوعي السياسي هم ذوي  الخبرة من الناس الذين يتسمون بالاعتدال (وليس التطرف) ولديهم وعي سياسي جيد. 

** وهذا المصدر ( ذوي الخبرة ) هو من أهم المصادر التي يجب الحرص والحذر الشديد عند الاعتماد عليه

 

>>>>>>> 

 

** فمن الناس من نعتقد أنهم ذوي خبرة في العمل السياسي ولكن لهم افكار متطرفة شاذة مثل عدم الاعتراف ببعض حقوق الآخرين لمجرد اختلافه عنهم في العقيدة، ومثل هذه الأفكار قد يتبعها عواقب سيئة، فمثل هؤلاء الناس لا يمكن الاعتماد عليهم كمصدر للوعي السياسي حتى ولو كانت لهم خبرات في العمل الاجتماعي والسياسي.

ومن ذوي الخبرة أيضا– في العمل السياسي- من لهم أهداف وأطماع شخصية من أجل الحصول على السلطة والمال... لذلك لابد من الحيطة والحذر منهم عند الاسترشاد عن معلومات في السياسة أو التاريخ.

3) مصادر أخرى كثيرة لاثراء الوعي السياسي مثل الجرائد والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي والمنشورات على الانترنت أو كلمة حكمة في برواز أو كلمة في ورقة ملقاة على الارض، وقد تكون هذه المصادر- رغم بساطتها- جيدة وفعالة، ولكن بشرط أن يكون قارئها على درجة عالية من حاسة التمييز العقلي بين الجيد والرديء، والنافع والضار.

*******

* ما بين الرأسمالية والاشتراكية *

 

** كثيرا ما احتدم الخلاف بين ما هو مؤيد للرأسمالية ومؤيد للاشتراكية، وفي الحقيقة انني لم أجد مبررا لهذا الخلاف الشديد الذي ترتفع له الأصوات وترتعد له النفوس ، ويقتتل عليه الجماعات .

** لا أجد مبررا لهذا الاختلاف لأنني أرى أن كل من النظامين على حق ، لأن لكل نظام مميزاته والحالة التي يصلح لها .

** فالمجتمع الانساني – أسرة أو مدينة أو دولة أو اتحاد دول – لابد وأن يكون في حالة استقرار، وبدون اضطراب، وذلك عندما يتحقق لكل فرد أهدافه بقدر الامكان. 

** هكذا علمتنا الطبيعة التي هي رسالة الله خالق جميع الأفراد والمجتمعات .

** والنظام الرأسمالي – بلا شك – يعتبر النظام الذي يناسب طبيعة الفرد وطموحاته الطبيعية ، وأن الفرد من حقه السعي إلى تنمية ثروته بلا توقف .

** والنظام الاشتراكي – أيضا – هو نظام ضابط طبيعي للمجتمع، عندما يؤدي الثراء الفاحش لفئة من الاشخاص إلى الاخلال بحالة الاستقرار والتوازن في المجتمع، في هذه الحالة يأتي دور النظام الاشتراكي الذي يقوم بدفع هذه الاضرار باجراءات وقوانين من أثرها أن تحافظ على استقرار المجتمع وتحقيق التوازن الطبيعي .

 

>>>>>>> 

 

 

** لذلك يمكن القول بأنه : كما أن النظام الرأسمالي يناسب طبيعة الفرد وطموحاته؛ فالنظام الاشتراكي يناسب  ايضا طبيعة المجتمع وحاجته للانضباط والتوازن والاستقرار وحصول كل فرد في المجتمع على حقوقه .

** وبمعنى آخر فإن كل من النظامين له أهميته فالنظام الرأسمالي يساهم في الاسراع بالنمو الاقتصادي لأنه يوفر مزيد من الحرية والانطلاق والابداع .

** والنظام الاشتراكي تأتي أهميته ودوره العلاجي في مرحلة ازدياد الفوارق بين الطبقات واحتياج الفقراء ومحدودي الدخل للمساعدة في اجتياز العوائق التي يتعرضون اليها نتيجة أسباب اقتصادية أو غيرها .

** وبتطبيق ذلك على الواقع نجد أن الدول الناجحة هي التي لم تتحيز لنظام دون الآخر، فالدول المتقدمة التي أطلقت الحرية لأصحاب رأس المال؛ وضعت في نفس الوقت - الضوابط التي تحمي جميع طبقات المجتمع .

 

*******

 

* إعداد الناخب قبل اعداد المنتخب *

 

** إن أساليب الدعاية التي تجرى في الانتخابات في بلدنا وفي غيرها من البلاد ليست إلا نوعا من العبث والاستهانة بإرادة الإنسان.

** ولا يخفى علينا أن الانفاق على الدعاية هو أهم عامل من عوامل الفوز في الانتخابات، وخاصة لأن غالبية الناخبين لا يعرفون شيئا عن المرشحين إلا ما يصلهم عن طريق الدعاية والأموال التي صرفت عليها.

** وجميع وسائل الدعاية المرئية والمسموعة تدعو وتكرر اسم المرشح وتقدمه في أبهى صورة، وتتبع اسلوب "الزن على الودان" و"الزن على العين" أيضاً.

** ويمكن تشبيهها بالتنويم المغناطيسي الذي يعتمد على الحركات والأصوات المتكررة من اجل سلب الارادة والوصول الى حالة من فقد الوعي.

** ومن هنا تأتي أهمية وضع الضوابط الشديدة الاحكام لاجراء الانتخابات مثل منع الملصقات والرموز والمطبوعات الخاصة، حتى ولو كانت تحتوي على معلومات عن المرشح، ويمكن استبدالها بمنشورات أو مطبوعات تشمل معلومات عن جميع المرشحين، كما يجب اعطاء المرشحين فرصة متساوية للظهور على قنوات التليفزيون ووسائل التواصل المختلفة.

**  ورغم صعوبة تلك الاجراءات إلا أنها يمكن أن توفر على المرشحين أموالا كثيرة تنفق على المطبوعات ومكبرات الصوت وشراء الأصوات أيضا.

>>>>>>> 

 

** كما يمكن بواسطة هذه الاجراءات أن نقلل من فرصة نجاح العناصر الفاسدة ومحترفي الدعاية والانتخابات، ويمكن أن تعطي الفرصة لعناصر جديدة طالما عملت وأنجزت وأبدعت خلف الأضواء.   

** والأهم من كل ذلك إعداد الناخب بحيث توضع شروط جديدة تجيز له الانتخاب وهي أن يكون درجة عالية من التعليم والثقافة.

** ويأتي اهمية ذلك في الاستفتاءات أيضا، حيث يجب أن يكون المستفتى (ان صحت التسمية) واعيا بالموضوع الذي يستفتى فيه فلا يجوز أن يدلي شخص برأيه في مادة في القانون أو الدستور وخبراته في الحياة بعيدة كل البعد عن موضوع الاستفتاء.

** ومن أفدح الأخطاء أيضا في بعض الاستفتاءات هي ما يجرى حول مجموعة من البنود يطلب منها ابداء الرأي فيها مجتمعة، فهذه الطريقة يمكن أن تؤدي الى تسلل بند مختلف عليه ضمن العديد من البنود المتفق عليها، وغالبا ما يحدث ذلك بناء على اغراض ملتوية.

*******

 

* لا أدري *

 

** كلمة (لا أدري) لا بد أن نحترم قائلها، حتى ولو كان قائلها جاهلا بكثير من الأمور، لأنه بهذه الكلمة يوفر لنا كثير من الوقت لكي نستفسر ونسأل غيره.

** فالجاهل بالشيء قد يضر نفسه كثيرا ، ولكنه نادرا ما يضر الآخرين، فكلنا جهلاء بأشياء كثيرة، أما اذا أفتى الجاهل بدون علم، وزعم أنه يدري بما لا يدري فهو في هذه الحالة مخطئا وعليه أن يتحمل نتيجة خطأه.

** و(لا أدري) كلمة يقولها السوي النفس، الواثق من ذاته ، المعتز بنفسه ومعارفه، الخالي من عقدة الاحساس بالنقص ، ولا يحتاج أن يتفاخر بكثرة المعارف.

** كما أن كلمة (لا أدري) – حتى وان قيلت كذبا  - أقل ضررا من كلمة (أدري) عندما تقال بالكذب.

*******

 

* مساكن ومنتجعات للأغنياء *

 

** كثير من الآراء تعترض على الاهتمام بتوفير مساكن ومنتجعات باهظة الثمن لا يقدر على ثمنها إلا الاثرياء وأصحاب الثروات ، وفي الحقيقة أن هذه الاراء مبنية على أساس انفعالي وليست على أساس عقلي ومنطقي، فهي مبنية على موقف متعاطف مع الفقراء .

** ولو دققنا قليلا وبقليل من الحسابات المنطقية نجد أن تخصيص مساكن أومنتجعات فاخرة هو في صالح المجتمع ككل ، فهو الى جانب أنه يحقق النفع للغني ويشبع رغباته فهو أيضا يفتح أبوابا للرزق عند الفقراء نتيجة توفير فرص عمل لهم، فترتفع دخولهم.

** وبقليل من الحسابات أيضا نجد أن اقامة منتجعات للأغنياء سوف توفر لبلادنا الأموال والعملات التي يمكن أن ينفقها الاغنياء في الخارج، مما يترتب عليه ضعف الاقتصاد، وبالقليل من الحسابات أيضا نجد أن كل عمل ونشاط جديد في المجال الاقتصادي لابد وأن يكون له الأثر في تحقيق التوازن اقتصاديا ثم اجتماعيا ثم نفسيا .

 

*******

* الايجارات القديمة والحديثة *

 

**كثيرا ما يتناول الناس موضوع الايجارات القديمة بوجه عام أنها ظلم فاحش من المستأجر، ولكن الموضوع ليس كذلك على الاطلاق، فكثير من المستأجرين بالنظام القديم دفعوا لمالك البيت مبلغا يسمى (خلو رجل) لكي يبني لهم شقة ويؤجرها لهم بايجار قليل، وكان هذا المبلغ يقارب في قيمته الشقة التمليك، أو-على الأقل-يعادل تكلفة بناء الشقة.

** أي أن الشقة كانت تعتبر واقعيا وكأنها نصف تمليك ، أو ثلاثة أرباع تمليك، ولم يعترض المستأجر قديما على ذلك لأنه كان يشعر بالامان الذي توفره له الدولة بقانون يضمن للمستأجر الاستقرار في الشقة هو وأبنائه من بعده, كما لو كان يمتلك الشقة.

** ولنتذكر أن كثيرا من السكان كان يدفع آلاف الجنيهات (خلو رجل) وبعد استلامه الشقة يقاضي المالك وتحكم له المحكمة باسترداد الآلاف التي دفعها، ويستمر في شقته بايجار لا يتجاوز العشرة جنيهات لشقة تكلف بنائها عشرة آلاف جنيه أو أكثر ، وقد يصاب مالك البيت بأزمة نفسية تقضي عليه نتيجة لخسارته الفادحة بقيمة تكلفة بناء العديد من الشقق  .

** كان يحدث ذلك وكان سببه القوانين الظالمة التي كانت تجبر صاحب البيت على أن يلتزم بتسعيرة الايجار التي لا تتناسب مع قيمة الشقة وتكلفة بنائها، وللالتفاف على هذا الظلم والاجحاف لجأ الملاك والمستأجرين الى فكرة الـ (خلو رجل)، أي أن الكارثة بدأت بالاجرة الهزيلة التي كانت تفرضها الدولة  تعاطفا مع المستأجر ضد المالك.

>>>>>>> 

** لذلك فإن الايجار الحديث – أو ما يسمى ايجار حديث – هو في الحقيقة الايجار الصحيح المناسب والعادل الذي لا يظلم المؤجر ولا المستأجر لأنه مبني على الواقع وليس مبنيا على تعاطف مع طرف دون آخر، و هو أفضل  كثيرا من الايجارات التي أعطت حقا للمستأجر ان يستمر في شقته بنفس الثمن لمدة سنوات طويلة .

** وبقليل من التفكير المنطقي والحسابات العددية نجد أن الشقة التي يتكلف بناؤها مائة ألف جنيه لابد وألا يقل ايجارها عن ألفين جنيه شهريا، لأن مبلغ المائة ألف جنيه لو تم ايداعه في البنك سوف يحقق ربحا على الأقل ألف جنيه في الشهر ، بدون أي مجهود في التعامل مع عمال البناء والتشطيب والحي وشركات الكهرباء والغاز، وبدون معاناة في التعامل مع المستأجرين ومشاكلهم والكثيرمن التوابع ...

** لذلك فإنه بقراءة الماضي القريب يمكن ادراك التوابع الخطيرة التي يمكن أن تحدث نتيجة التسرع في اصدار قرارات أو قوانين جديدة أو انشاء مشروعات جديدة لأهداف دعائية وغير اقتصادية .

** أقول ذلك لما لاحظته من اجراءات تصحيحية كثيرة مثل بشاير الخير أو غيرها ، واتمنى أن تخضع جميع هذه الاجراءات للحسابات الاقتصادية الدقيقة والدراسات الاجتماعية والنفسية  للمجتمعات العشوائية .

** ولنتعلم من الماضي والايجار القديم والتأميم و تفتيت الارض الزراعية ... وغير ذلك من الاجراءات الثورية التي  كانت لها أهداف سامية ولكن توابعها لم تكن سامية .

  

                          *********          

* ما بين التأميم والخصخصة *

 

** التأميم والخصخصة اجراءات تصحيح اقتصادية، واجراءات التصحيح لابد وأن ينشأ عنها سلبيات وكأنها المضاعفات التي تحدث عند تناول الدواء، ولكي نتفادى المضاعفات لابد من التعرف جيدا على دواعي الاستعمال  والحالة التي يجب عندها التوقف عن الاستعمال .

** فالتأميم للمشروعات الكبيرة يفيد في اتاحة الامكانية لاستعمال التكنولوجيا الحديثة لتقليل تكاليف الانتاج.

** ولكن من الاثار الجانبية له ضعف الحافز لدى العاملين بهذه المشروعات لأن العامل في القطاع العام لا يجد ثمرة نجاحه مباشرة مثلما يحدث في الملكية الخاصة حيث يمكن للعامل أو صاحب العمل أن يتشجع فورا بمجرد بيع صفقة واحدة .

** ولتجنب ذلك لابد من استيراد وسائل وأفكار من القطاع الخاص الى القطاع العام وذلك عن طريق :

- ربط حوافز العاملين مباشرة بالانتاج لكي يشعر العامل دائما وكأنه يعمل في مشروعه الخاص  .

- الاهتمام بالادارة الحازمة والرقابة الدائمة لأن القطاع العام تضعف فيه الرقابة لكثرة العاملين به وكثرة فرص التهرب من الرقابة . 

** وقد يكون سبب فشل القطاع العام هو عدم اتباع وسائل  القطاع الخاص في ادارة القطاع العام مما ادى حدوث خسائر كثيرة في كثير من المشروعات مثل شركات الغزل والنسيج التي أصبحت أطلالا ؛ لا صورة لها ولا صوت بعد أن كانت مثل خلايا النحل في نشاطها .

>>>>>>> 

** أما وعن القطاع الخاص فرغم مميزاته التي تم التحدث عنها وهي الحوافز الفورية والرقابة المحكمة؛ فإن من أهم عيوبه هو ارتفاع تكلفة الانتاج نتيجة عدم امكانية استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الميكنة الزراعية أوخطوط الانتاج المتطورة  في العديد من الصناعات .

** لذلك فإن حلول المشكلات الاقتصادية لا يأتي بكلمة أو برأي وانما بدراسة موضوعية دقيقة لتلك المشكلات  والعمل على حلها بشتى الطرق دون انحياز لأفكار يمينية أو يسارية.

 

 

 

 

*******

 

 

 

* تحديد النسل *

 

** ترجع الازمة الاقتصادية في مصر الى سببين وهما : الزيادة السكانية وقلة الموارد الاقتصادية ، مما يستدعي العمل في اتجاهين :

الأول:تقليل الزيادة السكانية

الثاني: خلق موارد اقتصادية جديدة.

**واذا بحثنا وتأملنا في الاتجاه الأول وهو تحديد النسل: نجد أنه من أصعب الأمور أن يقتنع الأنسان العادي بأن ابنين أفضل من ثلاثة.

**واذا افترضنا أن الحملات الاعلامية لتحديد النسل قد اثمرت قليلا من النتائج فإنه... وللأسف الشديد... لن يستجيب لها إلا صفوة من الأفراد المثقفين والقادرين على رعاية أبنائهم وتنشئتهم نشأة صالحة، وبالتالي فإن النتيجة هي الاقلال من النشء الصالح الذي يعتبر ثروة كبيرة للبلد، مع استمرارالزيادة السكانية بين الفقراء والغير المتعلمين مما يؤدي في النهاية الى تزايد المشكلة تفاقما بدلا من حلها.

** واذا بحثنا في جدوى الاتجاه الثاني وهو خلق موارد اقتصادية جديدة نجد ان كل فرد يمكن له أن يستجيب بسهولة الى المشاركة في مشروع انتاجي يعود عليه وعلى أسرته وعلى بلده بالخير الوفير.

** وبافتراض أن فرصة العمل في البلد قليلة فهل من الصعب تصدير العمالة الزائدة الى الى الدول المجاورة أوالبعيدة التي تنادي من أجل زيادة النسل وليس تحديد النسل.                           

>>>>>>> 

- هل جف النيل وزرعت جميع الاراضي في مصر؟

- هل زار كل أثرياء العالم مصر واستمتعوا بالمزايا الفريدة الغير متوفرة أي بلد من البلاد ؟

** أن الدعوة الى تحديد النسل لا تأتي إلا عن عجز وفشل ذريع، وما هي إلا انسحابا وهروبا من المشكلة وليست حلاً لها، أما المشروعات الانتاجية؛ فليس لها حدود، وامكانية بلدنا تفوق أكثر الدول تقدما في ثرواتها المادية والبشرية، حيث أنها البلد الوحيدة التي تحتوي على نهر وبحرين وموقع يتوسط جميع دول العالم، وآثار انسانية كثيرة جدا تحوز اهتمام لكل انسان على الارض.

** يتضح من خلال البحث والتأمل في الاتجاهين ان الاتجاه الأول وهو تحديد النسل لا يتفق مع الطبيعة البشرية ولن يؤدي الا الى زيادة الكارثة عن طريق الاقلال من العناصر البشرية الفائقة واستمرار تزايد السكان في الطبقات المتدنية اقتصاديا وفكريا، أما الاتجاه الثاني وهو زيادة الموارد يتفق مع الطبيعة البشرية ورغبة الانسان الطبيعية في العمل والنهوض اقتصاديا باسرته وبمجتمعه.

 

*******

 

* بلدنا وأفعل التفضيل *

 

** عندما بحثت عن مميزات كثيرة في بلدنا مصر لاحظت أنني بكل تلقائية أستخدم  صيغة (أفعل التفضيل) مما يدل على أن شيئا فوق المعتاد أجبرني لكي أقول :

- أن مصر هي البلد الوحيدة التي تقع بين ثلاث قارات، وبها أكبر بحرين نموذجيين في العالم، و أهم قناة بحرية وبها أعجب عجائب العالم القديم (الأهرامات ومنارة الاسكندرية)، وبها أكثر آثار العالم وأقدم الوثائق التاريخية على أوراق البردي والجدران والمسلات.

** وهي البلد التي بها أكبر أنهار العالم، وأخصب الأراضي الزراعية، وبها أجمل حدائق أعماق البحار، وبها مناخ مستقر ولا يحتاج للمكيفات الهوائية إلا في فترات قليلة من العام.

**وهي البلد التي تجمع بين أكثر أنواع السياحة (الترفيهية، التثقيفية، الدينية،  العلاجية،  ... )

** وهي البلد التي لا تحتاج الى المزارع السمكية لكثرة ما بها من مسطحات مائية مالحة وعذبة وما بها من مصايد لأجود أنواع الاسماك  .

** وهي البلد التي بها البترول والغاز الطبيعي والعديد من الثروات الأكثر تنوعاً  .

** وهي البلد التي بها ثروة بشرية لها قيمة اقتصادية كبيرة تفتقر اليها الكثير من الدول ولكن لم يتم استغلالها الاستغلال المناسب  .

** وهي البلد الغنية بمنتجات فنية كثيرة في العديد من المجالات والقابلة للتصدير إلى الخارج .

*******

* الاحساس بالتآمر وسوء النوايا *

 

** كثيرا ما نسمع الآراء التي ترجع أسباب كثير من المشكلات الى سوء نيه من المتسببين وكأنهم شياطين ليس عليهم إلا الأفعال الشريرة .

** وعلى سبيل المثال نجد الكثير من الناس يرجع اسباب ارتفاع الاسعار أو انتشار الجهل أو الوباء الى سوء النوايا من المتسببين في ذلك ويطلقون عليهم أبشع التهم ويقذفونهم بالشتائم واللعنات وكأنهم كائنات شريرة جاءت من كوكب آخر لكي تنشر الفساد في الارض .

** ويمكن التماس العذر لهذا الاندفاع والانفعال والخروج عن الشعور ، ولكن لا يجب الخروج عن العقول ، فالعقل هو ضابط كل شيء فبالعقل التعرف على الاسباب وبالعقل يتم توجيه الاسباب الى حل المشكلات .

** فعند تتبع المشكلات لابد من التفكير الدقيق، فالحاكم على سبيل المثال – من أبعد الاحتمالات أن يكون ناويا على الشر والانتقام من شعبه – بل أنه من المنطقي أن يكون هدفه الاساسي النجاح في تحقيق الأمن والعدل والرفاهية وكل ما هو خير لشعبه ، والأسباب كثيرة لحدوث المشاكل ولابد من تتبعها والعمل على الاصلاح ولكن أبعد الاسباب وأقل الاحتمالات هي سوء النية والتآمر ...

** ولكن ليس معنى ذلك عدم وجود حالات التآمر وسوء النية ، فالمتآمرين وسيئي النية والمزورين وفاقدي الضمير موجودين ولا أحد يستطيع انكار ذلك ... ولكن من غير الطبيعي أن نلصق جريمة التآمر وسوء النية على كل شخص يرتكب خطأ فكثير ممن يرتكبون الاخطاء ليسوا متآمرين وسيئي النية               >>>>>

** وعلى الانسان أن يقدر الايجابيات والسلبيات تقديرا موضوعيا بعيدا عن الانفعالات لان الانسان السوي كائن عاقل يقدر الامور بمعايير موضوعية وليس بواسطة انفعالات شخصية تتحكم فيها الهرمونات واسباب جسدية كما يحدث في الكائنات الأخرى التي سخرها الله للانسان

*******

 

* مصر ليست مستهدفة من الخارج *

 

** مصر ليست مستهدفة من الدول المتقدمة لزعزعة الاستقرار الامني، لأن هذه الدول لاتعنيهم مصر لهذه الدرجة فهي بالنسبة لهم بلد من مئات البلاد لها ما لها وعليها ما عليها .

**وبافتراض أن هذه الدول تطمع في ثروات مصر ، فإن زعزعة الاستقرار الداخلي بمصر لن يحقق لها أطماعها ، لأن اضطراب الأمن وانتشار الارهاب لن يحقق اطماعها ، وأن الارهاب كالوباء يأتي  على الجميع وقابل للانتشار من بلد لآخر، وبالأمن والاستقرار يتحقق كل شيء .

** ولكن الأرجح أن مصر مستهدفة من الداخل، من أشخاص مضللين ( بفتح اللام الأولى ) لا يقدرون عواقب الأمور، ومن أشخاص آخرين لهم أهداف شخصية يمكن الحصول عليها عن طريق اشاعة الفوضى والاصطياد في الماء العكر .

** أما عن الاستهداف من الخارج ومن الدول الكبرى  فهو يبدو لكل من يعقل الامور ما هو إلا أوهام وخيالات ، وشماعات تعلق عليها الأسباب الغير معروفة .

*******

*   العالم بعد كورونا *

مقالة في يناير2022

 

** ونحن مازلنا في جائحة كورونا لا نستطيع التنبؤ بما سيحدث بعدها ، لأنها ليست مسبوقة بأحداث مثلها على مر التاريخ ، فقد كانت الاوبئة تحصد الآلاف والملايين وكل انسان يأخذ نصيبه من الحياة أو المرض أو الموت بدون ارتباك نفسي واجتماعي واقتصادي يصيب جميع البشر في جميع دول العالم ، فقد كانت الأوبئة محدودة الانتشار مكانيا ، وأيضا اعلاميا ايضا ، ويستطيع حاكم الدولة وحاشيته اخفاء الحقائق المؤلمة عن عامة الشعب .

** ومن خلال الشهور الطويلة التي مرت علينا في جائحة كورونا يمكن استشعار بعض النتائج الاتية :

1) الاقتناع بصعوبة التنبؤ بالمستقبل، وأن عوامل كثيرة غير متوقعة يمكن أن تفسد جميع التنبؤات، فرغم السيطرة على ميكروب كورونا بالامصال واللقاحات إلا أن احتمال ظهور ميكروب جديد يصعب السيطرة عليه واردا في أي وقت وفي أي زمن .

2) الإحساس بأهمية الانترنت في التواصل بين الناس والتعرف على كل الأحداث في العالم، والاعتماد عليه كثيرا في قراءة الواقع وتكوين الآراء بناء على محصلة من العديد من المصادر وليست من مصدر واحد، ولم يعد المصدر الاعلامي قاصرا على القناة الاولى والثانية والبرنامج العام وصوت القاهرة وصوت العرب ـ مثل ذي قبل.

>>>>>>> 

 

3) التأكد بأن العالم أصبح وحدة واحدة، وخاصة بعد أن ادرك الناس في جميع الدول بأنهم يواجهون مشكلة واحدة ، لابد من مواجهتها بطريقة واحدة، ولم تعد كلمة العالم قرية واحدة غريبة على أسماع الناس وعقولهم .

4) تقلص العنصرية الخاصة بالأعراق أو الاديان أو المذاهب، مع الاقتناع بأن الدين واحد عند جميع البشر وهو عبادة الخالق  الذي خلق ولم يخلق، والذي تتجلى قدرته في مخلوقاته، وتتجلى قدرته أيضا في الاحساس بالعجز عن بلوغ الحدود التي ينتهي اليها الانسان كلما واصل البحث والابتكار وكلما وصل الانسان الى تفسير ظاهرة تولدت عنها تساؤلات أكثر وأكثر تؤكد ضعف الانسان أمام حكمة الخالق وقدرته .

5) ازدياد الوعي بأن سياسات الدولة لا تبنى على أهواء شخصية وانما بناء على اعتبارات كثيرة، وعلى سبيل المثال أن رئيس الدولة لا يمكن أن يتخذ قرارا بانهاء العزل أوالحظر إلا بناء على الاسترشاد بأحوال وسياسات الدول الاخر.

6) الاقتناع بأن الطب والعلم مازال عاجزا أمام علاج كثير من الامراض وتفسير كثير من الشواهد البيولوجية ، وأن الفجوة بين الواقع والممكن تزداد اتساعا كلما تقدم الانسان في العلوم ، كما لو كان الانسان كلما سار في طريقه يبتعد عنه الهدف الذي يسير من أجله .   

7) تكشف كثير من الاغراض الخبيثة عند مستغلي الفرص الذين يشككون في سياسات الدولة.

8) عدم اقتناع الكثيرين بفكرة التآمر باستخدام الأسلحة البيولوجية.

>>>>>>> 

 وانكشفت هذه الفكرة كظاهرة مرضية نتيجة خلل في التفكير المنطقي .

9) اعتياد كثير من الناس على التباعد الجسدي فيما بينهم وعدم المصافحة بالقبلات والاعناق، والتباعد أثناء الاجتماعات والاحتفالات والمناسبات المختلفة، وأثناء الصلاة . 

10) اعتياد الكثير من أصحاب المحلات على الاغلاق مبكرا بعد أن كانت فكرة الغلق المبكر غير مقبولة، واعتيادهم على اتخاذ الاحتياطات الأمنية و الصحية ، بعد أن كانت هذه الاحتياطات مجرد اجراءات رسمية يمكن التهرب منها .

 

 

*******

 

التربية الخلقية

 

** يتميز الانسان عن غيره من الكائنات بصفات عديدة من أهمها التمسك بالاخلاقيات الحميدة التي تعود بالفائدة على الجميع .

** وتنشأ صفة الاخلاق الحميدة عن نوعين من العوامل:

 1) صفات جسمية موروثة مثل النشاط الهرموني الذي يؤثر على درجة التحكم في الغرائز والاندفاع والتهور أو الهدوء أو اللامبالاة ... وغيرها وهي صفات من اختصاص الطب العضوي أو الطب النفسي  .

2)  صفات سلوكية مكتسبة من البيئة والمواقف التي يمر بها الفرد والنظام التربوي في المنزل والمدرسة والمجتمع ... وخلافه .

** ومن فضل الله على الانسان أن الجانب الخلقي ينمو طبيعيا ويمر بعدة مراحل حتى يصل الى أعلى درجات النمو الخلقي وهي درجة افتراضية، ولكن يجب علينا السعي في طريق الوصول اليها.

** أما دور التنمية - في النظام التربوي- فيقصد منه تنشيط عملية النمو الطبيعي عند الانسان .

** ولكي نقوم بعملية التنمية الخلقية- أي تنشيط النمو الخلقي- لابد وأن نعرف مراحل النمو الخلقي وهي باختصار شديد كما تعلمتها من القراءات في علوم التربية:

1- مرحلة الاهتمام بالذات دون الآخرين وهي في فترة الطفولة المبكرة .

2- مرحلة تعديل السلوك عن طريق الرغبة في الثواب وخشية العقاب وهي التالية لمرحلة الطفولة المبكرة .

.>>>>>>>

3- مرحلة النضج الاخلاقي عندما تتثبت المبادئ الخلقية، بحيث لا تتأثر بالثواب ولا بالعقاب وهي المرحلة المطلوب الوصول اليها بقدر الامكان، وهي الهدف الأساسي من التربية الخلقية .

** ولشديد الاسف أن كثير من البشر يتوقفون عند المرحلة الثانية فلا يتمسكون بالاخلاق الحميدة إلا طمعا في ثواب وخوفا من عقاب .

** وللوصول إلى درجة عالية من النمو الخلقي يجب العمل على تخطي المرحلة الثانية وهي مرحلة التعلم بالثواب والعقاب .

** لأن الاخلاقيات التي لا تتخطى هذه المرحلة الثانية– غالبا ما تكون أخلاق زائفة قائمة على الغش والخداع، وقد تكون أخطر من الانحرافات الخلقية المعلنة.

** وللوصول إلى أعلى الدرجات الممكنة من النمو الخلقي يمكن اتباع وسائل تربوية متطورة مثل افتعال مواقف لتدريب المستهدفين على اتباع الاخلاقيات الحميدة وزرع الثقة بالنفس لديهم والاحساس بالأمان وعدم الخوف من العقاب.

** ورغم كل ذلك لا يمكن الاستهانة بالعوامل الوراثية والميول الطبيعية التي يكون لها الأثر الأكبر في طبائع البشر .

*******

 

العلم بلا تطبيق عربة بلا طريق

 

** في الزمن القديم كانت وظيفة التعليم هي تلقين المعلومات ونقلها من الكتب الى ذاكرة المتعلم.

** كان هذا الحال مقبولا في الماضي عندما كانت المعلومات قليلة يمكن حفظها في الذاكرة .

** ولكن حديثا وبعد تدفق المعلومات يوما بعد يوم وبعد أن أصبحت مصادر المعلومات متاحة عبر الكتب وغيرها من الوسائل واستحالة الالمام بغزير المعلومات في الذاكرة؛ أصبح من الضروري تغيير نظام التعليم إلى الاهتمام بأمرين :

1)  كيفية الحصول على المعلومات من مصادرها العديدة.

2) وكيفية استخدامها وتطبيقها في الحياة العامة وما تتضمنه من أعمال وتعاملات وسلوكيات .

** ومن حيث كيفية الحصول على المعلومات ؛ فهذا الأمر أصبح أبسط وأسهل كثيرا من ذي قبل ، ويمكن توضيح مصادر التعلم للطالب بالنقل والتلقين أيضا.

** ولكن الأمر الأكثر صعوبة - والذي لابد وأن يتركز عليه اهتمام رجال التعليم - هو كيفية استخدام المعلومات التي يحصل عليها المتعلم في الحياة العملية والابتكارات والتطويرات .

** ومن هنا تأتي أهمية ايجاد وسائل عديدة ومبتكرة لاستعمال وتطبيق المعلومات التي يكتسبها المتعلم ، وهذه الوسائل تتدرج من أبحاث يقوم بها المتعلم إلى عمل تراكيب ونماذج حقيقية أوشبه حقيقية يقوم بها الطالب وذلك تحت توجيهات ذكية من النظام التعليمي .

*******

* التنمية البشرية والتدريبات العملية *

 

** ترجع أهمية برامج التنمية البشرية إلى أنها تهدف الى اعداد المواطن الصالح لكي يستعين بامكانياته ومواهبه لكي يحقق أهدافه الشخصية مثل الحصول على مصدر رزق ، واشباع حاجته الجسدية والنفسية والاجتماعية ، والتنمية البشرية تعتبر تربية عامة وأكثر شمولا من التربية والتعليم لأنها تستهدف الجميع كبارا وصغارا.

** ولاحظت من خلال حضوري لبعض المحاضرات أن ما يقدم فيها ليس إلا ارشادات ونصائح وتوجيهات، وكلام في غاية الاحترام، ولو تم تطبيقه لأصبح الجميع يعيشون في أحسن وأسعد حال .

** وللأسف الشديد تنتهي الدورات التدريبية بشهادات منسقة وجميلة ، تضاف الى غيرها من الشهادات الدراسية وشهادات الخبرة وغيرها وتذهب المحاضرات والمعلومات  الجميلة الى عالم النسيان .

** لذلك فإنني أتقدم باقتراح في هذا المجال وهو عدم الاكتفاء بالمحاضرات النظرية ، وارفاق برنامج تدريب عملي يمارس فيه المتدرب العديد من الاعمال ممارسة تجريبية - تشبه الواقع إلى حد كبير -  ويترك له أن يختار من هذه التدريبات ما يوافق امكانياته وقدراته ومواهبه .

** فبهذه الطريقة يمكن أن يكتشف المتدرب قدرات له لم يكتشفها من قبل، وبذلك يتحقق الهدف المنشود من التنمية البشرية بدلا من قضاء الموظفين الساعات في المحاضرات لا يستعملون إلا آذانهم في الاستماع الى كلمات اعتادوا عليها من كثير من المصادر .

*******

* الوسائل التعليمية *

 

** لكل عمل وسائله الخاصة التي بدونها لا يتحقق الهدف من هذا العمل ، والعمل بالتربية والتعليم – نظرا لأنه من أكثر الأعمال أهمية في المجتمع فهو يحتاج الى وسائل كثيرة متعددة تناسب الأهداف الهامة  التي يرجى  تحقيقها

** وقد صنف ادجارديل- وهو من علماء التربية - الوسائل التعليمية - ورتبها كالاتي تبعا لأهميتها وجدواها في التعليم :

1) الخبرة المباشرة الهادفة

2) الخبرات البديلة المعدلة (مجسمات نماذج أشياء ...)

3) خبرات ممثلة              4)  ايضاحات عملية

5) رحلات تعليمة             6)  معارض ومتاحف

7) صور متحركة وتليفزيون8) صور ثابتة         

9) تسجيلات صوتية          10) رموز بصرية    

11) رموز لفظية

** ويتضح من هذا الترتيب أن أنجح الوسائل التعليمية هي الخبرة المباشرة وتعني التعلم عن طريق ممارسة الأعمال الفعلية ويرجع هذا النجاح الى أن المتعلم يستخدم جميع حواسه في اكتشاف المعلومات بنفسه .

** أما اذا انتقلنا تدريجيا الى الفيديو ( صوت وصورة ) كوسيلة تعليمية فتقل نسبة النجاح  في التعلم .

** أما عند الوصول الى الرموز اللفظية وتعني التلقين بالكلمات نجد أنها أقل الوسائل التعليمية نجاحا لأنها لا تعتمد إلا على حاسة السمع فقط ، والمعلومات التي تسمع هي أسرع المعلومات فقدا ونسيانا .

*******

* مذكرات من زمن التعليم الجميل *

 

** وجدت أنه من الأمانة أن اتحدث عن ذكريات تعلمت منها المعنى الحقيقي للتربية والتعليم واستأت كثيرا لما ألاحظه اليوم من تمثيليات كلامية وورقية أثرت بلا شك على الصورة العامة للتعليم والمعلمين.

** كان اليوم المدرسي بمدرسة النهضة النوبية الاعدادية يمر كالآتي : (وهي مدرسة حكومية بحي شعبي) يأتي الاخصائي الاجتماعي الاستاذ/قدري مبكرا في الصباح يشغل اسطوانة الشيخ محمد رفعت (سورة الرحمن) ثم يعلق صفحات الجرائد في التابلوه الزجاجي ويتجمع الطلاب لقراءة آخر الاخبار وأذكر منها أخبار حروب الاستنزاف والأخبار التي تلت وفاة عبد الناصروبدء حكم السادات .

** ثم يدق عامل المدرسة الجرس دقة طويلة- بحرفية خاصة -  ويبدأ الطابور بأخذ المحازاة بحيث يصطف الطلاب طوليا وعرضيا  كالمسطرة  وتبدأ تمارين الصباح  والنشيد الوطني .

** ثم تبدأ الاذاعة المدرسية من المنصة أعلى السلم الموضح بالصورة  التالية :

>>>>>>> 

وتشمل الاذاعة المدرسية ثوابت مثل القرآن ثم الحديث الشريف ثم حكمة ثم الأخبار ثم مواد ثقافية وفنية ثم ارشادات المدير أو مسئول الانشطة الرياضية أ/ فؤاد حسيب أو نادي العلوم أ/ منصف او غيره، ثم تمارين رياضية  ثم تحية العلم والانصراف كل فصل مع مدرسه مع مارش موسيقى.

** وبعد انتهاء الحصة يدق جرس صغير وبعد خمس دقائق يدق جرس صغير آخر لبدء الحصة التالية ، وان كانت حصة علوم أ /أحمد سليمان وبها درس عملي يتم اجرائها في المعمل.

** ومن الحصص التي أتذكر اجرائها في المعمل: اشتعال المغنسيوم مع الكبريت، الطلاء الكهربي لميدالية أحد الطلاب الحديدية بطبقة من النحاس ، تحضير الهيدروجين وملء بالونة به ثم تطير الى أعلى المعمل دون أن تسقط، ثم اختبار خواص الهيدروجين وفرقعته عند الاشتعال، وتحضير ثاني أكسيد الكربون  وتعكير ماء الجير، وخلخلة الهواء بداخل ناقوس وكيف يختفي صوت المنبه بعد خلخلة الهواء ....وغير ذلك مما لا أتذكره .

** وان كانت حصة أشغال يتم عمل لوحات معدنية باللحام بالقصدير ، أو تصميم جلاد ملون بالاسفنج الطبيعي أو تجليد الكتب ... وغيره).

** وان كانت حصة زراعة لابد من قضائها بالحديقة (دون المعمل) ونتعرف على عديد من النباتات ونقوم بتنظيف الحشائش بتعليمات من عم حبشي .. الجنايني .. الذي كان معروفا على مستوى الادارة بخبرته في أعمال الحدائق.

>>>>>>> 

 

** وفي الحديقة توجد الفسقية بها الأسماك الملونة ومنها السورد الأحمر والأخضر ، ونبات ورد النيل الذي يحدثنا عنه أ / فؤاد عبد الفتاح مدرس الزراعة.

** وفي حصة التربية الرياضية لابد من البدء بالتمارين وفي النهاية يتم  لعب مباراة كرة قدم أو طائرة.

** وعندما تأتي الفسحة يبدأ الأخصائي الاجتماعي بتشغيل اسطوانات لأم كلثوم ومنها فكروني وأمل حياتي، وتبدأ مباراة دوري الفصول بتحكيم من مدرس التربية الرياضية أو من غيره من المهتمين بالرياضة وقد يكون الناظر نفسه محكما ، ويبدأ عمل المقصف ببيع السندوتشات ويقوم بالبيع طلاب المدرسة تحت اشراف المسئول عن المقصف ، وفي نهاية العام توزع الأرباح تبعا للأسهم   .    

** وفي الفسحة تفتح المكتبة للطلاب راغبي القراءة والاستعارة الداخلية والخارجية ، وفي الفسحة أيضا يقوم الأخصائي باستلام النقود من الطلاب راغبي التوفير حيث يقوم هو بنفسه توريد هذه النقود كل شهر الى مكتب البريد لتسجيلها في دفاتر التوفير البريديةالخاصة بالطلاب.

** وبعد الفسحة تبدأ الاذاعة المدرسية في الفسحة ومن أهم فقراتها وصف المباراة التي أقيمت بالفسحة - كرة قدم وتنس طاولة- ويتحدد في هذا التحليل الفصل الفائز ومحرز الاهداف وكفاءة المباراة والفرص الضائعة.. وغيرها.

** وعندما يأتي رمضان يؤجل الدوري ويكتفى بمباراة شد الحبل وفقرات رياضية  فكاهية.

** وفي نهاية العام تحدد الفصول الفائزة وتوزع ميداليات حديدية على الطلاب.

>>>>>>> 

 

** وفي حالة ارتكاب خطأ من أحد الطلاب يتم معاقبته في الفناء أما اذا كان هذا الخطأ يستلزم الكتمان لدواعي نفسية وتربوية  فكان يتم ذلك في حجرة الاخصائي الاجتماعي .

** وأذكر أن في حصة التربية الفنية أن المدرس كان يتحدث معنا كثيرا في أمور خاصة بالذوق والسلوك والأخلاق ويبدو أن هذه الأحاديث كان يعتبرها تهيئة للأعمال الفنية .

** أما وعن مدرس الموسيقى فلم يكن له دور كبير في تلك المدرسة الاعدادية .

** ولكن في المدرسة الابتدائية كان يوجد مدرس موسيقى متميز اسمه اسماعيل صديق – ورغم أنه كان ملحنا في الوسط الفني إلا أنه كان شديد الاهتمام بعمله كمدرس موسيقى ، وكان حريصا على تدريس النوتة الموسيقية لجميع الطلاب مثل العربي والحساب ، كما كان يشكل فريق كورال من كل فصل ينافس به الفصول الأخرى في آخر العام الدراسي .

*******

 

* من عجائب التربية والتعليم *

 

** التربية والتعليم من أهم الأنظمة في حياة الشعوب وارتقائها، وأن أي اضطراب في هذا النظام سوف يؤدي بالتأكيد إلى خلل عام بالمجتمع .

** والعجائب التالية هي اضطرابات خطيرة تدل على الخطر الشديد الذي يتربص بنظامنا التربوي التعليمي وبمجتمعنا المصري .

** والموضوعات التالية لاحظتها عن قرب أثناء عملي بالتربية والتعليم وكثيراً ما عبرت عنها في مواقف كثيرة ولكنها لم تجد الاهتمام ولا الانصات المناسب.

** وأتمنى أن تكون هذه الكتابات رسالة إلى كبار المسئولين والى الزملاء العاملين بالتربية والتعليم لكي يعملون جاهدين على مواجهة هذه المخاطر بشتى الطرق .

*******

 

* مستوى الامتحان *

** تقوم الدنيا ولا تقعد على سؤال صعب في الامتحان، ويعلن في الجرائد عن حذف هذا السؤال وتوزيع درجاته على الأسئلة الأخرى، ألم يكن من الأفضل ترك هذا السؤال واعتبار صعوبته تسري على الجميع، وما هو ذنب الطالب الذي استطاع أن يجيب على هذا السؤال دون غيره .

** بل أن السؤال الصعب قد يرفع من كفاءة الامتحان باعتباره وسيلة هامة لقياس مدى الاطلاع واكتشاف القدرات الفائقة عند بعض الطلاب.

*******

 

* الأدبي والعلمي ولخابيط التربية والتعليم *

 

** في النظام التعليمي في مصر يلجأ – غالبا- الضعاف في الاستيعاب الى الدراسات الأدبية ، رغم أن الدراسات الأدبية تتناول مجردات تحتاج الى مستوى عال من الفهم والتخيل.

** أما الدراسات العلمية فهي تتناول مرئيات ومحسوسات يمكن أن تقترب الى عقل الانسان عن طريق الحواس الخمسة عند الانسان والوسائل التعليمية المتنوعة.

** ولكن نظرا لاتباع الطرق الببغائية في التعليم أصبح الغرض من التعليم هو حشر المعلومات في ذاكرة المتعلم لكي يرددها وينقلها الى الاخرين، ولم يصبح من الضرورة استعمال المعلومات وتطبيقها في الحياة اليومية.

** ونظرا لأن الدراسات الادبية في نظام التعليم العقيم كغيرها من الدراسات تخضع لعملية التلقين (التحفيظ) فهي لم تستلزم فهما وتخيلا وأصبحت مسلكا لكل من يتعثر في التعليم.          

** وهذا الموضوع يذكرنا بكلية الحقوق التي انقلب بها الحال فأصبحت من الكليات التي تقبل الطلاب الأقل تفوقا بعد أن كانت في ظل النظام التعليمي القديم- (قبل التطوير) - من أهم الكليات التي تحتاج إلى عقول كبيرة تستطيع أن تدرك دقائق الأمور وتزنها وتقيسها بأدق المقاييس.

** ولكن رغم الصورة القاتمة سالفة الذكر لا يمكن تجاهل أن كثير من المبدعين اختاروا المجال الأدبي منطلقاً  لابداعاتهم في السياسة والاجتماع  والقانون .. وغير ذلك .

** ولكن للأسف الشديد أن الاستثناء هنا للأفضل وليس للأسوأ ، وكان ينبغي عكس ذلك .

********

* نظام الترم في المدارس *

 

** يتلقى الطالب درسا في أسبوع، ويمتحن فيه في الأسبوع الثاني، ثم ينسى كل شيء عنه في الأسبوع الثالث عند بداية عطلة الترم، وكأن درساً لم يكن، وذلك وفق قاعدة "ما اكتسب بسرعة يفتقد بسرعة"

- وفي ظل هذه العجيبة...لا نتعجب إذا وجدنا شخصا يحمل شهادة دراسية عالية ولا يستطيع كتابة رسالة باللغة العربية  .

** ولا نتعجب أيضا إذا كان كبار التطوير قد نسوا الحقيقة الهامة التي تؤكد على ضرورة استخدام المعلومة الجديدة لفترة كافية حتى يتم تمثيلها في عقل المتعلم كما يتم تمثيل الغذاء في جسم الكائن الحي .

********

 

* تعدد المديرين والمتابعين *

 

**ومن أهم العجائب التي يمكن ملاحظتها في النظام التعليمي المستحدث، التعقيدات الكثيرة التي لحقت بالنظم الإدارية حيث أصبح للمدرسة الواحدة أعداد من المديرين والنظار وعشرات من الوكلاء، مما يؤدي إلى تصارع وجهات النظر في أمور غير جوهرية بعيدة تماما عن التربية والتعليم .

 

>>>>>>> 

 

 

**وكثرة موظفين المتابعة بالإدارة التعليمية مما أدى إلى تخصيص موظف في كل مدرسة لاستقبال أعدادا من المتابعين ومعاونتهم على كتابة تقاريرهم بحيث لا يحدث تضاربا بين ملاحظاتهم في التقارير، وحتى يقلل من اضطراب العمل بالمدرسة وأعاقته نتيجة كثرة الطلبات من المتابعين، والتي غالبيتها طلبات غير واقعية.

** وأذكر من هذه الطلبات أن متابعا يطلب من وكيل النشاط بمدرسة ريفية أن يقوم بحث الطلاب على عمل برمجيات باستخدام الحاسب الآلي وبيعها لبعضهم وذلك في إطار مشروع المدرسة المنتجة .

**والأقسام الكثيرة التي استحدثت ولم تؤدي حتى الآن دورا كبيرا يناسب الأعداد الكبيرة من الموظفين بها، والمسميات ذات التأثير المدهش والمثير، والتي لم تتعدى عن كونها حبر على ورق .

** وتعقيدات أخرى في النظام التعليمي وخاصة الثانوية العامة، وظهور الحاجة إلى فنيين بالمدارس لشرح هذه التعقيدات وتوجيه الطالب لاختيار المواد الدراسية المناسبة والتي يمكن بها احراز مجموع عالي من الدرجات .

** وبدا جلياً وواضحا أن كثرة التعقيدات وما يقال عنه في الوسط الشعبي (افتكاسات) قد صاحبتها طرق شيطانية في التحايل من أجل الحصول على النجاح أو الدرجة كاملة بقوة القانون، ومن هذه الطرق اخفاء ورقة الاجابة أو قطع صفحة منها ، أو احداث شغب ، أوغير ذلك من الطرق التي لم تستحدث إلا بعد "هوجة" التقليد الأعمى واستيراد أنظمة تعليمية لا تناسب امكانياتنا الاقتصادية والثقافية   بوجه عام.

*******

*تركيز اهتمام المتابعين بالسجلات

وكتابة التقارير*

 

** وفي هذا الشأن أذكر أنني أثناء متابعتي لنشاط البيئة المدرسية، وعندما طلبت من المدرسة القائمة على هذا النشاط أن تطلعني على مجهودها وانجازاتها، فوجدتها تأتي لي بكثير من السجلات المكتوبة والمزينة والمزخرفة والمصورة، وحتى لا أصدمها برأيي الخاص شكرتها على هذا المجهود ، ثم أخذت جولتي في المدرسة ، فوجدت أحد الدكك (المقاعد الكبيرة) في فناء المدرسة وبها مسمار بارز يمكن أن يؤذي أحد الطلاب . 

** أما وعن تقارير المتابعة فمن عجائبها أن يخصص لها صفحات كثيرة بها جداول يذكر فيها بيانات المدرسة بالتفصيل الممل وكل ما يحدث في المدرسة بطريق علامات الصح والخطأ من حيث النظافة والنظام والالتزام والدقة ... والسلبيات التي تم حلها والسلبيات التي لم تحل، والسلبيات التي في طريقها إلى الحل، والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، وأحداث العنف من الطالب، وأحداث العنف من المدرس .

******

* عن  معارض الأنشطة السنوية بالمدارس *

 

** تأتي كل مدرسة سنويا بأعمالها الى المعرض السنوي وتصرف كثير من الأموال على نقل المعروضات ذهابا وايابا الى المعرض.

** ومن مميزات المعارض تشجيع العاملين على التنافس واظهار الأفكار والمجهودات التي تم بذلها و أن تتعرف كل مدرسة على الجديد ويحدث تبادل الخبرات بين المدارس.

** ولكن من السلبيات الشديدة في هذه المعارض أن المعرض ينتهي بمجرد زيارة المدير العام أو وكيل الوزارة فقط، بل أن الموجهين والمتابعين الفنيين لا تترك لهم فرصة لتقييم الأعمال وكذلك المدرسين والطلاب المشاركين لن تكون لهم فرصة في التعرف على نتائج عملهم وردود الأفعال      .

** والفكرة المقترحة هي مد فترة العرض لأسبوع على الأقل على أن تنظم أفواج من التلاميذ والمدرسين من مختلف المدارس لزيارة المعرض.

** اقتراح آخر هو تخصيص مكان دائم لمعرض يستمر عاما كاملا  يجدد في نهاية كل عام دراسي على أن توضع شروط تنظم دوام بعض المعروضات وتطوير بعضها واضافة معروضات جديدة وإزالة معروضات هالكة .

******

*الدروس الخصوصية حق

لكل من الطالب والمعلم *

 

** الدروس الخصوصية حق للطالب الذي يريد رفع مستواه التعليمي، وهي حق للمعلم لكي يستثمر طاقته وكفاءته وقدراته ووقته من أجل عمل شريف يفيد غيره ويعوض ما فشلت فيه المدرسة.

** وان أي انحراف في مهنة التدريس مثل اهمال الشرح بالفصل أو غير ذلك يعتبر مثل غيره من الانحرافات في أي مهنة أخرى، ويرجع أولا وأخيرا الى العامل الخلقي.

** وأن ظاهرة الدروس الخصوصية طبيعية جدا لأن الطلاب يختلفون في درجة  الذكاء والقدرة على التحصيل، و يكثر انتشارها لأسباب كثيرة منها: شدة كثافة الفصل، أو طبيعة المناهج ، أو شدة التنافس على الحصول على مجموع يؤهل لكليات لا تقبل إلا فوق  الـ95% .

 

>>>>>>> 

** وأن الدعوى الى تجريم الدروس الخصوصية لا تدل إلا على تفكير قاصر لا يفرق بين ما هو سبب وما هو نتيجة ، ولا يدرك أنه لا فرق بين انتشار الدروس الخصوصية في نظام التعليم وانتشار التاكسي الى جانب وسائل النقل العام، والعيادات الخاصة الى جانب المستشفيات الكبيرة.

** بل أنه تفكير يشبه تفكير الطفل الصغير الذي يصرخ لأبويه لعدم تلبيتهم لأحد طلباته لأنه لا يعرف السبب ولا يعرف أن طلبه يصعب تحقيقه.

** وما أكثر الكبار في الوظائف والمكانات الاجتماعية يفكرون بلا منطق سليم وبلا تركيز مثلما يفكر الطفل الصغير وهذه هي الكارثة وليست الدروس الخصوصية.

 

 

 

*******

 

 

 

*تحقيق صحفي عن الدروس الخصوصية *

 

** مقالة عن الدروس الخصوصية نشرت في جريدة الاسكندرية والعالم العدد نوفمبر2001- باب (اضحك قهقه) ، تم نشرها بالجريدة باسلوب التحقيق الصحفي، لأنها نابعة من لقاءات ومحادثات تمت فعليا أثناء العمل موجها بالتربية والتعليم وأثناء متابعة العديد من المدارس والتعرف على آراء ونماذج كثيرة من الشخصيات.  

 

** مع بداية العام الدراسي الجديد تبدأ الحكايات عن هموم المدارس وعن المناهج والدروس الخصوصية، ومن أكثر الحكايات التي اخترقت أذني محادثة بين سيدتين بدت عليهما علامات الشقاء:

(( - ما تعرفيش ياختي مدرس كيميا كويس عشان الواد ابني ف تانية ثانوي؟

- جاية دلوقتي تدوّري على مدرس؟ دول محجوزين من السنة اللي فاتت، على العموم ممكن تلاقي الاستاذ/س عنده مجموعة تسع انفار ومحتاج واحد عاشر وهو مدرس كويس مش بطال وطلباته قليلة100ج في الحصة بس. ))

** كانت هذه المحادثة القصيرة دافعا لي للبحث  في مشكلة الدروس الخصوصية  التي ازداد الطلب عليها في الآونة الأخيرة.

** في أحد المدرسة الابتدائية بمنطقة شعبية سألت أحد التلاميذ بالصف الثالث الابتدائي:

(( - انت بتاخد درس في البيت ياحبيبي؟

 

>>>>>>> 

- ايوه باخد درس عند ابلة/ ص  في بيت جنبنا وكل زمايلي في الفصل بيروحوا عندها.

- ليه ؟ انت ما بتفهمش في الحصة؟

- لأ الأبلة على طول  بتقول اسكتوا ياولاد  وما بيسكتوش، وتقعد تصحح  في الكراسات.

- كام ولد عندكم في الفصل ؟

-  90 ولد. ))

** ثم وجهت  حديثي الى أحد المدرسين/ ع  - معروف بأنه لهلوبة في الدروس، لم ينكر ع  انه يمارس الدروس الخصوصية وكان كلامه كالآتي:

((- أنا مرتبي 100 جنيه وبجميع الزيادات لا يصل الى200 جنيه، وعشان أقدر أعيش واكل فول وفلافل، ولحمة مجمدة، وسمك شخورة، لازم يكون دخلي لا يقل عن ألف جنيه. ))

**وأضاف: ((ان الدروس الخصوصية  شيء واجب وحتمي للتلميذ والحصة المدرسية ما تكفيش اني اشوف 100 كراسة واسأل100 تلميذ،  وانا ما بدورش على الدروس، أولياء الأمور هم اللي بيطلبوا الدروس ويتصلوا بيّه، ودي شغلانه أصلا متعبة وحرق اعصاب ربنا يغنينا عنها، بس الواحد يعمل ايه قدر ومكتوب علينا ، يمكن تكون أمي الله يرحمها  دعت عليـــّه  زمان والله أعلم .))

** وبدون مقدمات اندفع مدرس آخر بذات المدرسة الابتدائية  ليقول لي:

((أنا ياأستاذ  مش بتعاطى الدروس الخصوصية، أنا من المدرسين الشرفاء اللي قال عنهم الوزير،

 

 >>>>>>>

وف شغلي أعجبك قوي، كراسة التحضير  جاهزة، ماضي عليها الوكيل والناظر والمدير والموجه، وياريت يمضي عليها الفراش، مفيش مانع،  وباحضر الحصة  بتاعتي م الجرس للجرس، واقلب الحصة ورا الحصة، وانزل دوغري القّط عيشي  في شغلانه تانية بعيدة عن وجع الدماغ . ))

** سألته عن  الشغلانة التانية، أجابني :

(( -  مرة افرش بهدوم في منطقة الساعة ، ومرة أفرش باكسسوارات ومرة أروح ورا مقاول أو صنايعي –  بنّا أو نقاش - وربنا هو الرزاق.   )) 

** وفي احدى المدارس الاعدادية :

** كان لي لقاء مع الاستاذ/ م مدرس رياضيات  وتبدو عليه علامات الاستذة، فهو مدرس متميز وناجح كما علمت من زملائه وأعلن أنه يتقاضى من الدروس أضعاف مرتبه،  ورغم ذلك فإن دخله لا يسمح له بشراء عربية خردة، ولا المعيشة العادية التي عاشها مع والده الموظف سابقا ، يقول الاستاذ/ م :

(( - ان الدروس الخصوصية  تأتي الى المدرس مكافأة له عن كفاءته في الشرح وتميزه عن زملائه، وأن غالبية المدرسين لا يعتمدون على البحث عن  الدروس، ولكن أولياء الامور هم الذين يلجاون الى البحث عن الدروس الخصوصية.))

** مع أولياء الامور:

- كان هذا الكلام دافعا لكي استجوب أحد اولياء الامور عن شغفه في البحث عن  مدرس .

>>>>>>> 

 

(( - دخلي ضعيف وعايز اربي عيالي احسن تربية، وما اقدرش احرم ابني انه يجيب مجموع كويس، ويدخل ثانوي، أوالكلية  اللي عايزها، والدروس بقت مشكلة وبتاكل ميزانية  البيت، واللي يزود المشكلة  اني ما عرفش أعمل ايه، والواحد  بيدفع للدروس اضطراري كما لو كان بيدفع فلوس للعلاج .  ))

** وفي لقاء آخر مع احدى السيدات  والدة تلميذ تقول  أنها ((باعت كل اساورها وذهبها  عشان الدروس لعيالها، ولا تعرف ماذا  تبيع فيما بعد. ))

** انتابني احساس بالشفقة على أولياء الامور وسألت أحد المدرسين/ ن:        

(( - هل المدرسين  يتعمدون ارغام  التلاميذ على الدروس الخصوصية ؟ )) كان رده الآتي :

(( - بعض المدرسين  يفعل ذلك، ولكن من يفعل ذلك هو بالتأكيد شخصية غير سوية، والغير أسوياء نسبتهم أكيد قليلة بأي مجتمع، ونموذج هذه الشخصية متواجد في جميع الوظائف، فكثير  ما نسمع  عن طبيب جراح  يتحايل من أجل اجراء عملية جراحية لا لزوم لها، إلا لغرض الحصول على المزيد من المال، وأنه ليس من العدل  تركيز المنظار على المدرس وتعميم حالات الانحراف  الفردية، فالمدرس  له احترامه ومكانته الاجتماعية الخاصة ومن الواجب التحفظ  في التحدث عن اخطائه  وخاصة أمام التلاميذ  والأطفال. ))

** وفي احد المدارس الثانوية :

سمعت رأياً لأحد  المدرسين/ ل ، يقول:

>>>>>>> 

 

(( - أن نظام الثانوية العامة  الحديث فتح الأبواب للدروس الخصوصية وتحولت المدارس الى بورصات  للتقاول مع المدرسين وأن الطلبة لا يعتمدون على الحصة المدرسية، والمدرس غالبا  ما يجد صعوبة في تأدية واجبه  الكامل في الحصة، لأن غالبية التلاميذ يعتمدون على الدروس الخصوصية ولا يعطي اهتماما لمدرس الفصل. ))   

**   ومن رأيه  الخاص: (( أن الحصة  في المدرسة أكثر امتاعا للمدرس من الدرس الخصوصي الذي يتم تحت ضغوط نفسية  من حيث تواجد أولياء الأمور بالمكان  وعدم الحرية  في التحرك  هنا وهناك كما يحدث بالفصل ، فالمدرس الكفء هو اشبه بممثل المسرح  الذي يتعامل بكل امكاناته الفكرية والصوتية والشكلية والحركية

كما أن الفصل  يتيح  له استخدام وسائل تعليمية  متنوعة منها النماذج المجسمات  والصور والرسوم التوضيحية ))

** وأضاف أحد المدرسين/ هـ  قائلا :  

(( أن الدروس الخصوصية ليست نظاما حديثا  من النظم الاجرامية  كما وصفه البعض  وانما على العكس  من ذلك هو نظام قديم تعلم منه جميع  الشخصيات التاريخية العظيمة ، وان العودة الى النظم  القديمة  يعتبر دليلا على خلل في النظام الحديث ، وظاهرة الدروس الخصوصية أراها تراجعا الى نظم المدارس الأهلية والكتاتيب، وما قبل ظهور النظام الدولي الحضاري الذي يحتضن الأفراد جميعا  ويوفر لهم كافة احتياجاتهم  مقابل ولائهم وانتمائهم لهذا النظام .))

>>>>>>> 

 

 

** وقبل ان يسترسل هذا المدرس في موضوعات جديدة  متشعبة سألته ما الحل  اذن للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية  التي تشكل عبء كبير على اولياء الامور؟

** أجابني الاستاذ/هـ  : ((أن مشكلة الدروس الخصوصية مشكلة اقتصادية تؤثر عليها قوتي العرض والطلب وكلما اوجدت الدولة نظاما تعليميا سليما كلما قل الطلب على الدروس الخصوصية، وأن مما يحدث حاليا هو رد فعل طبيعي لما وصل اليه التعليم  من تدهور وغياب  دور المدارس النظامية في سوق  التعليم. ))

((- إذن انت ترى أن لعلاج المشكلة هو مزيد من الاهتمام  بالمدارس واعداد  المدرسين لزيادة العرض في سوق التعليم النظامي كما تقول؟ ولا ننسى أننا نحن المدرسين اولياء أمور  ومواطنين عاديين  ويهمنا الصالح  العام  لكل شيء في بلدنا . ))

** وفي كلية التربية جامعة الاسكندرية كان هذا الرأي:

(( - الدروس الخصوصية ظاهرة طبيعية في كل نظم التعليم في مصر والعالم  ونشأت نتيجة الاختلافات الفردية  بين الناس واستجاباتهم  للتعلم ، والقاعدة أن الغير عادي دائما يكون أقل من العادي  في جميع النظم عامة ، ولكن عندما يتساوى الاثنان أو يتفوق الغير عادي فيعتبر  ذلك مؤشرا  الى خلل غير طبيعي، يجب التصدي له، ولعلاج ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية لابد من التعرف على أسبابها:

1)أسباب ترجع الى المناهج وصعوبتها، وهي قابلة للحل.   

>>>>>>> 

2)أسباب ترجع الى نظام الامتحانات  التي تعتمد على قياس الذاكرة  مما يجعل للدروس الخصوصية الاضافية ضرورة لمساعدة الطالب على الحفظ.

3)أسباب ترجع الى ضرورة اعداد المعلم أكاديميا  ونفسيا وتلبية  احتياجاته المادية  التي تجعله مترفعا فوق البحث عن الدروس.

4) أسباب ترجع الى كثافة الفصل التي  يجب أن تقل عن طريق بناء عدد من المدارس أضعاف الحالي منها .

5) عدم تفعيل الأنشطة التربوية التي تجعل الطالب أكثر ارتباطا بالمدرسة ............ ))

إعداد علاء عبد العليم

*******

** هذا بالإضافة إلى سبب آخر وهو شدة التكالب على الحصول على أعلى الدرجات فقد ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلح (تقفيل) الدرجات أي العمل على الحصول على الدرجة النهائية.

*******

*كلمات ساخرة عن عجائب التربية والتعليم *

 

** بعد الانفجار العظيم ... في عالم التربية والتعليم ... تكشفت التساؤلات ... وكثرت المقالات ... بالصحف والمجلات ... نذكر منها ما هو آتٍ وآت ... وحرصا على الوقت الثمين ... عند كل فطينة وفطين ... اكتفينا بذكر العناوين:

1) الكلاب البوليسية وأوكار الدروس الخصوصية .

2) المصحات العلاجية وتعاطي الكتب الخارجية .

3) من خواطر السرير الى قوافل التطوير .

4) الضبط والربط وإطالة الوقت في امتحانات الخط .

5) وظيفة متكلم ومتكلم خبير في إدارة الجودة والتطوير .

6) من تعليم بلا جودة إلى جودة بلا تعليم .

7) أبحاث مدرسية بالجملة، ووفر العملة واحصل على الدرجة كاملة .

8) خبير في تقسيم الترمس يضع تقسيما لنصاب المدرس:

وتحت هذا العنوان :18حصة للمعلم الأول، 17حصة للمعلم الخبير، وهذا حقيقي للأسف الشديد وليس دعابة مما يجعلنا نتوقع 16 للمعلم على المعاش و15 للمعلم بعد ما عاش  .

9) ألف باء الصحافة :

"معلم يضرب تلميذ" خبر صحفي .

" تلميذ يضرب معلم" خبر غير صحفي .

 

 

*******

 

*غزو الفضاء الخارجي وغزو الفضاء الداخلي*

 

** النجوم حولها الكواكب ، والكواكب حولها الأقمار.

** ظاهرة الدوران في الفلك قد تتشابه كثيرا مع الدوران في داخل الجزيء او الذرة . هذه الفكرة تقودنا الى فكرة اخرى وهي:

** أن المسافة بيننا وبين أبعد شيء في الفضاء لا تزيد عن المسافة بيننا وبين أصغر شيء في المادة ، فكلها مسافات لا نهائية .

** وأن ما ينجزه علماء الطبيعة الذين يبذلون الجهد في غزو الذرة واكتشاف ما بداخلها لا يقل عجبا عن غزو الفضاء .

** ويجب ان نقف وقفة احترام لعلماء الطبيعة الذين يبذلون الجهد في غزو الذرة بوسائلهم التكنولوجية، ومنهم العالم المصري الكبير.. الدكتور/ أحمد زويل .

(الصورة المرفقة توضح جزء من مجرة درب التبانة- أين نحن؟ بل أين كوكب الأرض ؟ وأين الشمس من هذه المجرة ؟ قد تكون الكرة الأرضية كلها مثل الكترون واحد

من بلايين الالكترونات في قطرة ماء أوقطعة رمل )

**********

 

*الكرة الأرضية وأهمية العلم *

 

** الصورة المعروضة هي الكرة الأرضية كما تم تصويرها من خلال أحد المركبات الفضائية.

** إنها صورة أتاحها لنا العلم لتقطع بحقائق مؤكدة بعد الاعتقادات والافتراضات الخاطئة التي شاعت منذ آلاف السنين بأن الأرض  مسطحة يعلوها سقف من السموات .

** إنها صورة تستوقف كل إنسان لكي يدرك أهمية العلم والتفكير العلمي الذي جعل الانسان يستنتج أن قانون الخلق واحد في الكائنات الحية وغير الحية مما يؤكد أن الخالق واحد لا شريك له.

** وأهمية العلم الذي جعل الانسان يفهم جيدا سنة الحياة والحكمة من التنوع بين الكائنات والتنوع في الصفات والطباع، وهو بذلك الفهم يستطيع أن يتعايش ويتكيف مع بيئته المادية والاجتماعية المحيطة.

** ذلك الفهم الذي يجعل الإنسان العاقل يقبل الآخر ويتعايش معه بقواعد أخلاقية سنها الله في عقول الراشدين المجتهدين في تفسير ما حولهم.

** إنها ليست صورة إنما هي درس كبير يحتاج الى وقفة طويلة لكي نفهم منه الكثير والكثير.

** يبقى التساؤل الأخير كيف يظل بعض الناس يجادلون في حقيقة كروية الأرض ويفترضون تسطيحها حتى الآن ، ونحن في عصر العلم والاكتشافات الجديدة .

*******

*العودة إلى الطبيعة كمصدر للالهام والتفكير*

 

** لاأقصد في هذه المرة العودة الى العلاج بالأعشاب والمواد الطبيعية كما قد يظن البعض ولكن المقصود هنا العودة الى الطبيعة كمصدر للإلهام ومصدر للتعليم والتثقيف.

** فالطبيعة بغرائبها وباحكام نظامها وتوازنها وبابداع الخالق فيها جعلت الانسان يقلد الدواب فيصنع سيارة بأربع عجلات، ويقلد الطيور فيصنع الطائرة بجناحين، ويقلد البط فيصنع القارب والسفينة، ويستلهم الكتابة والرسم من الشروخ التي يكتبها الزمن، ويقلد الانفجارات الطبيعية فيصنع القنابل .

** كما أن تأمل الحياة الاجتماعية بين الكائنات المختلفة، وكذلك بين الخلايا الحية المختلفة يمكن أن يستلهم منه الانسان أهمية القوة في الجماعة، ويستلهم حلولا اجتماعية أيضا لبعض المشاكل الاجتماعية .

** وعلى سبيل المثال فإن تخصص كل نوع من الانسجة في وظيفة معينة يمكن أن يؤكد ضرورة التخصص في حياة الانسان الاجتماعية وضرورة احترام كل نسيج للآخر لكي يستمر المجتمع في حالة من الاستقرار والنمو االجيد دون حدوث اختلال يؤدي الى الهلاك

** كذلك فإن تأمل وظائف الكبد عند تكسيره للسموم وتحويلها الى مواد نافعة يؤكد ضرورة أعمال التدوير للنواتج الجانبية .

 

.>>>>>>>

 

 

**  ووظيفة الكلية التي  تقوم بالتخلص من النواتج الضارة يؤكد ضرورة احترام الجهات القائمة على حماية البيئة من الملوثات

** ونظام المناعة في الجسم الحي يؤكد ضرورة وجود قوة عسكرية تقوم بدورها في المحافظة على الأمن والاستقرار .

** كذلك يمكن أن نتعلم من أداء المخ أهمية احترام السلطة المركزية ، وأهمية القيادة الحكيمة وتنوع الوظائف وتوزيع لاختصاصات والتعرف على المشكلة وايجاد الحلول لها  ، حيث أن المخ من وظائفه أن  يتعرف على احتياجات الجسم وتوجيه الأوامر الى الانسجة المختلفة لأداء وظائفها ولمواجهة جميع الحالات والمشكلات التي يمر بها الجسم  .

** ومما لا شك فيه أن كل من الاكتشافات والانجازات كانت بدايتها اتصال قوي وعلاقات قوية بين الانسان والطبيعة التي تتمثل في ظواهر طبيعية وكائنات حية ليست من صنع الانسان .

** ومن متابعة بعض سلوكيات الحيوانات مثل الامومة والأبوة والمحبة والكراهية والغيرة والغضب والفرح والزهو والانتقام ... ؛ يمكن أن نبرر ونفسر سلوكيات بشرية مشابهة لها، باعتبار أن التفسير والفهم هو بداية أي فعل عند الانسان العاقل .

** والأمثلة كثيرة وكلها تؤكد أن تأمل الانسان في الطبيعة هو بداية كل اختراع وابتكار في حياة البشر .

 

.>>>>>>>

 

 

** ويمكن القول بان الطبيعة خير معلم ، وأن التأمل في الكائنات الحية ومتابعتها من أكثر المصادر التي يتعلم منها الانسان .

** والعاقل هو الذي يقرأ ويتعلم من الطبيعة الحية ويستنبط منها القوانين والتوقعات والتنبؤات ويستخدم كل هذه الاستنباطات في مواجهة المشكلات والعقبات، وفي الاختراعات والابتكارات .

** كل هذا وغيره لابد وأن نستلهم منه نظام محكم لبناء دولة جديدة ومجتمع جديد يحترم الاختلافات والتخصصات، مجتمع يسوده الحب والاحترام المتبادل، يعترف بالتعددية والتنوع، مجتمع يتطور الى الأفضل ...   

** يأخذ من الجديد أفضله ، ويبني على الأسس والمبادئ التي أرستها القواعد الخلقية التي يعرفها الانسان في كل بقاع العالم بفطرته التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها، ولنتذكر قوله تعالى:

"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً" ... صدق الله العظيم.

 

 

*******

* الحياة *

 

** الحياة وتطورها لغز محير ، ويبدو أن الانسان لن يصل الى حل هذا اللغز ، ويبدو أن هذا اللغز لم يسمح لنا الله بأن نفهمه ، وقد جعله لنا نقطة تحدي أو خط أحمر يجب أن نقف عنده ولا نتجاوزه ، وكأن موضوع الحياة هو الثمرة الوحيدة من ثمار المعرفة  التي منعها الله علينا  .

** فالحياة في أبسط صورها الفيروسات لم يستطع الانسان أن يصنع مثلها ، ولم تنجح أية محاولات في تحويل مادة غير حية الى مادة حية مثل فيروس يتغذى ويتنفس و ينمو ويتكاثر ويتطور ويتحدى ويتأقلم ... ويقوم بجميع مظاهر الحياه .

** لم ينجح الانسان بأن يصنع كائن حي ولم ينجح لمجرد التفسير لعملية التحول من مادة غير حية الى مادة حية ، لم يستطع أن يفسر كيف يتحول الغذاء بكافة أنواعه الى خلايا حية حرة أو تجمعات خلوية في كائن نباتي أو حيواني أو بشري . 

** ويبدو أن الحياة ليست وحدها هي اللغز بل أن الجماد هو أيضا لغز محير ، فتركيب المادة مازال محيرا وليس إلا مجرد نظريات تفترض أن المادة تتكون من جزيئات تتكون من ذرات والذرات بها مركز حوله مدارات بها الكترونات ولا يستند هذا الافتراض الى رؤية بالعين أوبالآلات بقدر ما يستند الى تشابه هذا الافتراض مع أجسام فضائية أكبر تملأ الكون الفسيح يلاحظ فيها دوران الكواكب حول النجوم ودوران الاقمار حول الكواكب .

*******

 

* الموت *

 

** علمتني الطبيعة التي خلقها لنا الله – أيضا – أن الموت حق واجب على كل حي ، لأنه من لوازم التوازن البيئي في الطبيعة ، فلولا الموت لاكتظت الارض بالاحياء واختل التوازن بنقص الاكسجين وزيادة في ثاني اكسيد الكربون وغيره من النفايات ، ولن يحل هذه المشكلة إلا الموت بالاختناق أو بالامراض أو بالحروب أو بغير ذلك من الاسباب .    

** ولم يخلق الله الموت كارثة ؛ بل هو حل من الحلول لأنه نهاية مرض ونهاية ألم وتعذيب ، ورغم أن الموت يسبب أضرارا مثل الحزن أو الظلم أو الفقر أو التشرد .... الخ إلا أنه يمكن أن يكون درسا لأبناء غافلين عن أهمية عائلهم، وقد يكون بداية تدريب على اعتمادهم على انفسهم، ومواجهة المصاعب والازمات أوالتأقلم معها، ويمكن أيضا أن يكون نهاية لمشكلات عائلية استعصى حلها، ومن هذه المشكلات هي اختلاف الأبناء حول رعاية آبائهم المرضى المسنين، وكثيرا ما يؤدي الموت ايضا الى بداية حياة شبابية جديدة – خالية من الأعباء - يركز فيها الوالدين على تربية أبنائهم، وقد يؤدي الموت الى تحسن الحالة المعيشية نتيجة ميراث عن شخص يكتنز المال ويتمسك بعدم التطوير .

** هكذا تعلمت من الطبيعة التي خلقها الله بحكمة وقانون أبدي لابد أن نتعلم منه بدون أن نندفع بكل بساطة ونقول أن الموت كارثة فالموت في حقيقته حق علينا ، وليرزقنا الله خيرات الموت كما يرزقنا خيرات الحياة .

*******

* هوايات تربية الكائنات الحية *

 

** يعتبر انتشار هوايات تربية الكائنات الحية  بصفة عامة مؤشرا جيدا يدعو إلى التفاؤل لزيادة التفاعل مع الطبيعة  بمكوناتها واكتشاف ما بها من موارد وفوائد كثيرة بدلا من المواقف السلبية تجاه الطبيعة  وما يتبعها من نتائج غير محمودة .

** ولكن الخطوات الوجدانية تجاه الطبيعة  يجب أن تتوازى معها خطوات علمية مثل الدراسة الجيدة والفهم الصحيح للكائنات الحية التي تعتبر من أهم مكونات الطبيعة  

** وكخطوة علمية أولى يمكن تعريف الكائنات الحية المقصودة في هذا الموضوع بأنها الكائنات الحية التي تربى من أجل الهواية والامتاع العقلي والنفسي وهي تشمل ثدييات وطيور واسماك وزواحف وغيرها .

**ويمكن تعريف هوايات تربية الكائنات الحية بأنها  تربية الكائنات من أجل واحد أو أكثر من الأغراض الآتية :

1) الاستمتاع النفسي  بالجمال الطبيعي لها .

2) الاستمتاع العقلي بالملاحظة الدقيقة والتجريب والبحث والاستنتاج .

3) اشباع رغبة الاقتناء للأشياء الغريبة والمختلفة .

4) تقليل الاحساس بالوحدة .

5) اشغال وقت الفراغ .

6) دفع الملل الناشئ عن الأعمال اليومية الروتينية .

7) معادلة الضغوط النفسية التي تنشأ عن مشكلات يمر بها الانسان في حياته العملية والاجتماعية .

8) التربية من أجل تحقيق أهداف تربوية للأطفال .

>>>>>>> 

** ومن خلال النقاط السابقة يمكن أن يتعرف الهاوي على طبيعة هوايته والغرض منها حتى يتمكن من ممارستها بالطريقة التي تناسب الغرض الذي يسعى اليه .

** وعلى سبيل المثال فإن الذي يربي الكائنات من أجل جمالها لا تستهويه غيرها من الكائنات قليلة الجمال، وكثيرا ما تتعدد الأغراض عند الهاوي .

** والذي يربي الكائنات من أجل الاقتناء لأندر الأنواع أو أغربها لا يعنيه الصفات الجمالية .

** والذي يربي الكائنات من أجل شغل أوقات الفراغ يهتم بالكثير من الاجراءات والمحاولات والابتكارات أكثر من اهتمامه بالتجميل او الاقتناء . 

** ويمكن القول بأن تلك الهواية بجميع أغراضها تعتبر استجابة لاحساس صادق عند الانسان وهو حب الطبيعة والاحساس بضرورة الارتباط بها والرجوع اليها كلما ابتعد عنها.

** ومما لا شك فيه أن هواية تربية الكائنات الحية ليست من أجل الهروب من الواقع كما قد يظن البعض بل هي اتجاه ايجابي يؤدي الى معادلة للضغوط النفسية والجسدية التي يمر بها الشخص في حياته العامة، ويمكن اعتبارها مثل النفس العميق الذي يأخذه المتسابق قبل مواصلة سباقه، ويؤيد ذلك أن كثير من الناجحين في أعمالهم  كانت لديهم اهتمامات وهوايات بعيدة الصلة عن عملهم الأصلي ، وكأن هذه الهوايات هي ذلك النفس العميق الذي ذكرته.

 

*******

 

 

* هواية تربية أسماك الزينة *

 

** ان هواية تربية أسماك الزينة من الهوايات التي تهدف الى امتاع النفس بالجمال الطبيعي  الذي يكون أكثر وضوحا  في الكائنات الحية  والتي منها الأسماك والنباتات المائية .

**  كما أن هواية  تربية أسماك الزينة تفتح بابا مغلقا وهو الجمال الكامن تحت أعماق المياه والذي هو أكثر ثراءا من جمال البر.

** و تربية الأسماك الى جانب  أنها هواية  فهي أيضا وسيلة لتزيين المنازل بأشياء جميلة  تفوق في جمالها كثير من التحف الفنية.

** ويعتبر حوض الاسماك من أجمل وأنفع قطع الاثاث المتواجدة في المنزل وله أهمية كبيرة في أماكن الجلوس  و الانتظار .

** هذا الى جانب أن لتربيتها قيمة معنوية وهي التأمل والتفكر في قدرة وعظمة الخالق وأن لها أهمية تربوية كبيرة لاعداد انسان يجيد التفكير والتعامل مع الآخرين.

 

*******

 

* الأهمية التربوية لتربية اسماك الزينة *

 

** تزداد الأهمية التربوية لتربية أسماك الزينة عن غيرها من الكائنات الحية وذلك لأن الاسماك لها أنو اع كثيرة وأن حوض الأسماك  يتسع لكثير من الأعداد والأنواع ويتيح الفرصة للطفل لكي يلاحظ أشياء كثيرة كالآتي :

1- أشياء مرئية: مثل الأسماك والنباتات والطحالب والقواقع والطفيليات والمجسمات المختلفة بداخل الحوض

- ومنها ملحوظات خاصة بالآلوان والأشكال في الحوض وما بينها من تناسق أو عدمه أو تشابه أو اختلاف أو توافق أو تباين .

- وملحوظات خاصة بالحركة  في الحوض سواء كانت حركة أسماك سريعة أو بطيئة أفقية او رأسية أو حركة المجسمات (الألعاب) المتحركة وكيفية تحركها بواسطة هواء الموتور.

- ويلاحظ الطفل ايضا كيفية عمل الفلتر باحداث تيار من الماء عن طريق دفع الهواء في الفلتر .

2- وملحوظات أخرى غير مرئية بالعين يمكن ادراكها بالعقل مثل طبيعة المياه ونسبة الاكسجين بها والنترات اللازمة لنمو النباتات والمخلفات التتروجينية  والتي قد يكون لها تأثير ضار على الأسماك أو تأثير نافع للنباتات الى جانب الاضاءة ونوعيتها أشعة حمراء أو بنفسجية .

- يلاحظ الطفل كل هذه الاشياء وغيرها ويجرب ويستنتج كثيرا ويضطر إلى الاطلاع على الكتيبات والكتب العلمية وبذلك تنمو لديه ثقة بالعلم والعلماء والتفكير العلمي.

>>>>>>> 

 

** كما أن تربية أسماك الزينة الاسماك  تشترك مع جميع حيوانات الزينة Pets   في أنها تفسح المجال لتكوين علاقات اجتماعية  بين الأطفال قائمة على تبادل المعلومات والخبرات .

** وبذلك  يتدرب  الطفل على الحياة الاجتماعية  السوية وتزداد خبرته في التعامل مع الآخرين ، وقد يخرج من عزلته اذا كان  منطويا وقد يكتسب  صفة الهدوء والتعقل  اذا كان مندفعا  أو متهورا .

** كذلك فإن تربية جميع حيوانات الزينة بصفة عامة  لها دور كبير في تعويد  الطفل على الشعور بالمسئولية تجاه عمل جاد يقوم به  ويلتزم به .

- فالطفل يجد نفسه مسئولا أمام الله وأمام ضميره عن كائن حي يجب أن يحافظ عليه حيا  أو ينميه أو يعالجه .

** وبذلك ينمو  عند الطفل  الدافع الخلقي كما تنمو النبتة الصغيرة اذا توفرت لها  الظروف المناسبة .

** كذلك فإن أهم الصفات التي تكتسب عن طريق ممارسة هذه الهواية صفة الصبر والاصرار وتأتي هذه الصفة  عن طريق ادراك أهمية المحاولات  وادراكه أن الفشل ليس نهاية بل هو بداية لمحاولات أخرى .

 

*******

 

* علينا أن ننتج الزهور ونشتري بثمنها قمحا *

 

** سمعت في كثير من مجالس الحديث أننا مقصرين في زراعة القمح وأنه من العيب أن نستورد القمح او الدقيق من الخارج ، وكأن زراعة القمح شيء مقدس ، وان عدم زراعته ذنب عظيم .

** كذلك الحال في كثير من الأمور ، نقيس الأمور بمعايير ثابتة لا تقبل التطوير ولا تقبل المراجعة وكأنها نصوص مقدسة لا يجب تحريفها ، ولا نضع في اعتبارنا التغيرات المتعاقبة .

** يجب علينا ان ننظر الى الأمور بعقولنا التي خلقها الله لنا وميزنا بها عن سائر المخلوقات، وعلينا ان نسعى في طريق التطوير الى الأفضل ، نزرع القمح واذا لم يحقق لنا ما نتوق اليه نزرع محصول آخر، واذا لم تحقق لنا الزراعة ما نحتاجه نتوجه الى مجالات اقتصادية أخرى جديدة تظهر يوما بعد يوم، نتيجة سباق الاكتشافات والاختراعات في عالم الانسان الذي كرمه الله بالعقل الذي يفكر ويبتكر.

*******

* التدوير *

 

**التدوير هو اعادة أو اضافة قيمة الى الشيء المستهلك الذي فقد قيمته الشكلية والوظيفية  نتيجة كثرة الاستعمال .

**والتدوير عملية ضرورية في الطبيعة ولولا التدوير الطبيعي لما حدث التوازن الطبيعي للمواد الطبيعية المكونة للأرض فمخلفات الحيوانات يستهلكها النبات ومخلفات النبات تصل الى الحيوانات.

**والانسان عندما يعتني بالتدوير لم يات بأفكار جديدة أو اعمال خارقة بل هذا هو واجبه الطبيعي في منظومة الحياة البيولوجية الذي هو جزء منها .

** فالسكر الزائد عن حاجة الجسم يتم تدويره وتحويله الى دهون لحين الاحتياج اليها، والخلايا الميتة يستفيد بها الجسم بتدويرها إلى مواد أولية تبنى بها خلايا حية أخرى.

**واذا نظرنا للمجتمعات الناجحة التي يعيش أهلها حياة مستقرة بدون معوقات سنجد بكل تأكيد أنهم ناجحين في عمليات التدوير بشتى أنواعها باعتبار أن التدوير هو نظام متطور للمحافظة على البيئة من تراكمات المخلفات الضارة بالبيئة .

 

*******

 

* المسطحات الخضراء *

 

** تعتبر المسطحات الخضراء من أهم مميزات الحدائق وخاصة الحدائق العامة حيث تغطي أكثر المساحات في الحديقة بلون أخضرله تأثير نفسي كبير كما تساهم في ترطيب الجو عن طريق عمليات النتح المستمرة وامداد الجو بالاكسجين الناتج عن عملية البناء الضوئي، كما أن المسطحات الخضراء تعتبر الخلفية المحايدة التي تظهر كل ما امامها من نباتات أو منشآت بالحديقة.... ولكن...

** ولكن المسطحات في الاماكن المزدحمة تفقد مميزاتها نتيجة تعرضها للتلف نتيجة دهسها بالاقدام وتراكم القمامة بها ، وصعوبة تنظيفها مثل الأسطح الملساء ، وفي هذه الحالة سوف يتحول تأثيرها النفسي الايجابي الى تأثير سلبي ، نتيجة التشوه الذي يصيب الحديقة بكل محتوياتها

** وبناء على ذلك فإنني أعرض رأيا أرجو أن يكون مسموعا لدى الجهات المسئولة عن انشاء الحدائق، وهو الغاء المسطحات الخضراء في حدائق الميادين والشوارع المزدحمة واستبدالها بمسطحات من البلاط أو الاسمنت أو الاسفلت يسهل تنظيفها، مع مزيد من الاهتمام بالأحواض المخصصة للأشجار أو الشجيرات تعويضا عن نقص المسطحات الخضراء، وزراعة مزيد من الاحواض المرتفعة عن الارض حيث تكون بعيدة عن أيدي وأقدام العابرين في الحديقة أو الجالسين فيها

 

>>>>>>> 

 

 

** ويجب أن نضع في اعتبارنا الظروف الزمانية والسكانية عند انشاء الحدائق أو تطويرها، فقديما كانت المسطحات الخضراء ركنا هاما في حدائق الشوارع والميادين، وكذلك المجتمعات الجديدة يناسبها المسطحات الخضراء الواسعة لأن اتساعها يسمح بذلك .

** لذلك فإن انشاء المسطحات الخضراء  من الامور التي تحتاج إلى بعد النظر واعمال الفكر لتحديد ما هو المناسب للمكان من حيث اتساعه والامكانيات المالية للصرف على العناية بالمسطح الأخضر، ونوعية السكان وثقافاتهم ومدى التزامهم بعدم السير فوق النباتات واتلافها  .

** وعوامل كثيرة لابد من أخذها في الاعتبار، مع العلم بأن الظروف لابد وأن تتغير، فالامكانيات تتغير والعادات تتغير، ولابد من اتباع المرونة في مواكبة الظروف المتغيرة حتى ولو أدى الأمر الى ازالة الحديقة تماما اذا احتدم الأمر. وذلك بدلا من تركها حتى تصبح مكانا مهملا ومشوها يمتلئ بالقمامة وتنتشر به الحشرات .

 

 

 

*******

 

 

* زراعة النباتات المثمرة

في الشوارع والميادين*

 

** دفعني الى الكتابة في هذا الموضوع اقتراحات على الانترنت بزراعة النباتات المثمرة في الشوارع والميادين ، والتحمس الشديد لذلك .

** وفي الحقيقة أن النباتات المثمرة يمكن زراعتها بالحدائق العامة والخاصة وما شابه ذلك حيث تحقق متعة خاصة لرواد هذه الاماكن  .

** ولكن لا يجب زراعة النباتات المثمرة في الشوارع والميادين  للاسباب الاتية :

- أن الثمار عرضة للتلوث بالادخنة الناتجة عن السيارات الكثيرة وما تحتويه هذه الادخنة من غازات ضارة بالصحة ، ويمكن ملاحظة ان الثمار بعد فترة قصيرة من تكونها تتغطى بطبقة سوداء ليست من الاتربة فقط وانما من الكربون وغيره من الملوثات .

- أن الثمار عرضة لتدافع الأطفال وتسلقهم الاشجار واتلاف سيقانها وعبثهم بها وتعرضهم للخطر أثناء هذا التدافع وأثناء عبورهم الطريق .

- وعلى وجه العموم عند الابداء برأي على الانترنت لابد وأن يكون مبنيا على فهم ودراية ، وخاصة اذا كان الرأي في صيغة التأكيد الشديد   .

*******

* لا للنباتات الصناعية *

 

** النباتات الصناعية –  رغم جمالها و دقتها في محاكاة الطبيعة– هي تفتقد قيمة كبيرة وهي قيمة الاحساس والانبهار بالقدرة الالهية الفائقة التي تتجلى في الكائنات الحية بمختلف انواعها وأشكالها الجميلة وتركيباتها ووظائفها والنظام المحكم بين الاجزاء المكونة للكائن الحي  وبين الكائنات وبعضها ، وبين الكائنات والبيئة المحيطة بها .

** والشخص الذي ينبهر بالنباتات الصناعية هو في الحقيقة لا ينبهر الا بجمال ظاهري أو بمهارة التقليد ، ولكنه اذا نظر بعمق شديد وبفكر واعي سيجد أن تلك النباتات الصناعية ما هي الا محاولات فاشلة لتقليد أشياء فائقة يستحيل تقليدها، و محاولات للغش والخداع لارضاء الراغبين في تزيين أماكنهم بنباتات شبه طبيعية  .

** ولذلك فإنني أقترح - في هذا الشأن – ولتجنب الاحساس بالغش والخداع – أن تستبدل تلك النباتات الصناعية بمجسمات مبتكرة بديلة عن النباتات الصناعية تتميز بابداعات بشرية ، وما أكثر هذه الابداعات التي تثير اعجاب الاشخاص المهتمين بها ، والتي هي في النهاية ابداعات الهية أوجدها الخالق في أعظم مخلوقاته وهو الانسان .

*****

 

*الكائنات المجهرية والصناعات الغذائية *

** يعتمد الانسان منذ قديم الأزل على الكائنات المجهرية في كثير من الصناعات رغم أنه لم يكتشفها ويشاهدها إلا حديثا بعد اختراع الميكروسكوبات.

** فصناعة الخبز والخمور والكحول والخل وتمليح الخضروات والاسماك كلها صناعات كانت ومازالت قائمة على كائنات مجهرية استخدمها الانسان قبل أن يعرف عنها شيئا إلا بعد رؤيتها بالمجهر ودراسة دورة حياتها .

** ويذكر أن خمائر الخبز كان يتم الحصول عليها قديما بترك قطعة من العجين لكي تجتذب هذه الكائنات عن طريق الهواء ولاحظ الانسان أن الجو الدافئ الخالي من التيارات الهوائية هو أنسب الأوقات لحدوث التخمر في عجين  الخبز ، أما في باقي أوقات السنة - حيث الشتاء البارد – كان يتم تلقيح العجينة المخمرة بأخرى حتى يحدث الاكثار والانتشار للكائنات المجهرية . 

** ظل الانسان يستعمل آلاف الانواع من هذه الكائنات دون أن يراها ودون أن يدري انها كائنات حية .

** ومن أكثر الصناعات التي اعتمدت على الكائنات المجهرية هي صناعات الأجبان وخاصة في هذا العصر بعد التعمق في الدراسات العلمية واكتشاف سلالات من البكتريا والفطريات النافعة، وعزلها واستخدامها في صناعة كثير من أنواع الاجبان تتعدد بتعدد أنواع البكتريا والفطريات المستخدمة في صناعتها .

** وما زال العلم مستمرا في الكشف عن أنواع من الكائنات المجهرية التي يمكن استخدامها في صناعات جديدة .

*******

* تمليح الأسماك والفسيخ *

 

** وحيث أن العلم مازال مستمرا في دراسة الكائنات المجهرية المستخدمة في الصناعات الغذائية ؛ فأرجو أن القي بعضا من الضوء عن تمليح الأسماك، وخاصة تمليح الفسيخ بسبب حدوث تلوثات فيه  تؤدي الى أضرار صحية تصل الى التسمم  والوفاة أحيانا .

** فصناعة الفسيخ منذ القدم تعتمد على مرحلتين:

- الأولى هي احداث تحلل في انسجة أسماك البوري وهي تتم بأنواع معينة من البكتريا الغير سامة بالتأكيد وهذه المرحلة تستغرق بضع ساعات .

-  والمرحلة الثانية وهي تستغرق عدد من الايام وتبدأ باضافة الملح لاكمال عملية التمليح والحصول على المنتج النهائي .

** ونظرا لأن هذه الصناعة (صناعة الفسيخ) ما زالت شعبية ولم تتدخل فيها جهات علمية لدراسة أنواع البكتريا المستخدمة ، فإننا كثيرا ما نسمع عن حالات التسمم نتيجة تسلل الميكروبات الضارة أثناء عمليتي التحلل والتمليح

** ومن الأمانة والعدل ألا نلقي اللوم والذنب على صانع الفسيخ اذا حدث تلوث ببكتريا ضارة صحيا لأن هذه الصناعة قائمة على التعامل مع بكتريا شائعة في البيئة وهي كائنات غير مرئية وأن صناعة الفسيخ صناعة شعبية ولا تستخدم فيها التكنولوجيا اللازمة لانتقاء البكتريا النافعة واستبعاد البكتريا الضارة، كما أن التلوث الميكروبي (البكتيري) في الفسيخ لا يصاحبه مظهر مميز بلون او رائحة يمكن الاعتماد عليه في التقييم.

>>>>>>> 

** وفي هذه الكلمة أكرر دعوتي الى تدخل علماء التغذية وعلماء البكتريا في استحداث طريقة آمنة في صناعة الفسيخ تضمن انتقاء الميكروبات النافعة المقصودة بدلا من الاعتماد على العشوائية في استخدام الكائنات المجهرية التي منها ما هو ضار وما هو نافع .

** علما بان ذلك لا ينطبق فقط على الفسيخ وانما كثير من الصناعات الشعبية التي تشبه صناعة الفسيبخ في اعتمادها على الكائنات المجهرية .

*******

 

* ما بين العقل والقلب *

 

** جذبتني مقولة أن القلب أصدق من العقل أحيانا ، مما دفعني الى التعقيب عليها بهذه الكلمات .

** في الحقيقة أن القلب ما هو الا عضو في الجسم مسئول عن دفع الدم خلال جميع أجزاء الجسم عن طريق الاوردة والشرايين وتفرعاتها

** أما العقل فالمقصود به التفكير المنطقي الذي يقوم به المخ .

**ولكن نظرا لتوسط القلب في الجسم وتأثره بالانفعالات فاتخذ رمزا لما نسميه غرائز موروثة عند الكائنات الحية بما فيها الانسان حيث توجه سلوكه تلقائيا دون المرور على العقل وعملياته المعقدة ما بين ملاحظات واستنتاجات وتفسيرات واحتمالات وغيره .

 

>>>>>>> 

 

** ونظرا لأن التنسيق بداخل المخلوقات وما بينها هو الحكمة التي يدار بها الكون الفسيح فيجب أن يكون هناك تنسيقا أيضا ما بين القلب والعقل ... فلا يجب أن يطغى أي منهما على الآخر .

** لأن القلب يتميز بالسرعة في الاستجابة أوالاستنتاج ، وبمعنى آخر يمكن اعتبار الغرائز برامج جاهزة موروثة لا تقبل المراجعة أو التعديل إلا في حدود ضيقة .

**أما العقل أو ما يسمى بالتفكير المنطقي فهو يتميز بالمرونة والاستمرارية في البحث والاستنتاج والابتكار والتعديل والتغيير.. الخ وفقا للمستجدات التي يمر بها الانسان .

**ولا يجب على الانسان اهمال أي منهما للاسباب الاتية :

** لأن القلب كثيرا ما يريح العقل ويوفر عنه عناء التفكير ويهديه في أمور كثيرة وبسرعة شديدة وبدون تأخر.

** والعقل كذلك هو القائد الأعلى الذي يدير حياة الانسان . بل أن العقل يمكنه أن  يوجه القلب كما يحدث عندما يتحكم الانسان في غرائزه التي يمكن أن تسبب ضررا للفرد أو الاخرين، لأن الغرائز منها ما هو نافع مثل الأمومة والمحبة والشهامة والوفاء ... ، ومنها ما هو ضار ايضا مثل الانتقام والكراهية والسرقة ... والعقل في الانسان يمكن أن يوجه غرائزه نحو الخير .

** وعلينا أن نتبع دائما العقل لأنه النعمة أو الهدية التي منحنا لها الخالق .

 

*******

 

 

*  التجاذب  و التنافر  *

 

** التجاذب و التنافر من أكثر الأمور المحيرة التي لم تجد التفسير المناسب لها .

** فعلى سبيل المثال التجاذب والتنافر بين الجنسين الذكر والانثى ، والتجاذب والتنافر بين قطبي المغناطيس والتجاذب والتنافر بين الأجسام الفضائية (النجوم والكواكب والاقمار وغيرها)، والتجاذب والتنافر بين شخصيات البشر.

** وكثرت التفسيرات ، منها تفسيرات كيميائية وفيزيائية ... والكثير والكثير، ولكن جميعها تفسيرات غير مقنعة ومازال التجاذب والتنافر في عالم الطبيعة الحية والغير حية لغزا لم يصل اليه الانسان.

** ومهما نشط عقل الانسان ووصل الى العديد من التفسيرات واخترع الكثير من الوسائل والآلات؛ إلا أنه سيظل عاجزا أمام تفسيرات كثيرة، وكأن الخالق منح العقل للانسان لكي يبحث ويبحث ، حتى يقتنع في النهاية أنه أضعف ما يكون أمام الخَلق الالهي العظيم ، ذلك الخَلق الذي جعل التجاذب والتنافر بين الاشياء لغزا كبيرا،  وجعل الأفكار والاختراعات تأتي من خلايا دهنية في المخ هي في ظاهرها شيء غاية في البساطة ولكنها تحمل لغزا أكبر، وتكثر الألغاز الواحدة تلو الأخرى أمام أعقل العقلاء وأعلم العلماء ، لكي يقف الانسان حائرا في النهاية ، لا يؤمن إلا بحقيقة واحدة وهي وجود الخالق العظيم القادر على كل شيء .

*******

 

* الأخلاق ذكاء *

 

** الاخلاق هي سلوكيات الشخص الذكي، فهو بافعاله الخلقية المحمودة يمكن أن يصل الى حالة الارتياح والاستقرار وتحقيق الذات التي هي غاية كل انسان.

** والأفعال الخلقية تشبه سلوك المزارع الذي يلقي بالعديد من البذور في الأرض مستخدما نظريات الاحتمال، فكلما كثرت المحاولات زادت احتمالات النجاح وزاد الاطمئنان والاستقرار.

** كذلك فإن الاخلاق مثل سلوك التاجر الذي يشتري السلعة الجيدة ويصرف عليها ويضيف اليها  من أجل الحصول على الربح الوفير، وكلما أنفق التاجر على سلعته كلما زاد كسبه .

** أما الذي يسلك سلوكا خلقيا سيئا يعيش دائما مهددا من الجميع ويعيش حياته في عدم استقرار نفسي واجتماعي، ويضطر الى أن يكذب ويتجمل ويحتال ويخادع و يتهرب ويتعرض الى مواقف كثيرة مؤلمة أو محرجة.

** لذلك فإن الذي يتخذ طريق الأخلاق الحميدة هو دائما أكثر ذكاءاً اذا اعتبرنا أن الذكاء هو القدرة على التكيف مع الآخرين والعيش في سلام واطمئنان.

** ويمكن القول بأن الأخلاق صفة بشرية تعددت تعريفاتها، وتختص بتنظيم العلاقة الاجتماعية بين الناس، والاخلاق كصفة بشرية يكتسبها الانسان عن طريقين:

 - الوراثة البيولوجية وهي المسئولة عن كثير من الصفات منها صفة الثبات الانفعالي الذي يرجع الى النشاط الهرموني للجسم وكفاءة المخ البشري .

>>>>>>> 

- والوراثة البيئية عن طريق التطبع بالمجتمع المحيط به وما يسمى بالتربية الأخلاقية والتي تتخذ أساليب عديدة منها  الثواب والعقاب في مرحلة الطفولة، ثم عن طريق الاقتناع .

إلى أن يقترب الى المرحلة الافتراضية وهي اكتمال النضج الخلقي حتى تصبح الاخلاق كمثل الصفات الجسدية الثابتة التي لا تتغير بثواب أو عقاب.

** وكلما كان الشخص طبيعياً من حيث القدرات العقلية ومستوى الذكاء لاجتاز مراحل النمو الخلقي المذكورة .

** لذلك فليس غريبا ان نقول أن الأخلاق ذكاء، لأن الذكاء هو الذي يؤدي الى ادراك أهمية القيم الخلقية. 

 

 

*******

 

 

* بالترغيب والتشجيع يصنع كل شيء بديع .

وبالترهيب والترويع لا يصنع إلا العبد المطيع *

 

** اذا اعتبرنا القيادة هي انجاز الاعمال عن طريق الغير، فإنه يجب على القائد أن يحفز الغير للقيام بالعمل المطلوب، وذلك عن طريق تقديم حوافز عينية ومعنوية لمرؤوسيه، هذا الى جانب وسائل أخرى عقابية لمواجهة المخطئ ومحاسبته من أجل تصحيح خطأه وعدم تكراره فيما بعد.

** وقد يلجأ بعض القادة الى المبالغة في اتباع الترهيب بالعقاب، غافلين أن الترهيب قد يحقق الهدوء والاستقرار، ولكنه لن يحقق النجاح والتقدم ، ذلك لأنه سوف يؤدي الى نمو فئة من الطائعين والمنافقين الذين يمكن تصنيف أخلاقهم بـ (أخلاق العبيد)  باعتبار أن أخلاق العبيد ناتجة عن خوف من العقاب وبمجرد ازالة الخوف تختفي هذه الاخلاق الطيبة وقد ينقلب العبد على سيده . 

** أما أخلاق الحر فهي نابعة عن اقتناع ذاتي راسخ لا يتغير، يصل الى درجة  الصفة الجسمية.

*******

* أخلاق العبيد *

 

** هي أخلاق الخائف من العقاب والطامع في الثواب، وهي كالبنيان الذي يبنى على أساس الثواب والعقاب، وعندما يختل الاساس ينهار هذا البنيان- بنيان الاخلاق المزيفة التي لا علاقة لها بالاخلاق الحقيقية - الأخلاق التي تندمج في الشخصية بتكوينها الجسدي والمعنوي، الأخلاق التي تحيا مع صاحبها طيلة حياته ويظل أثرها في الاخرين بعد مماته ، الأخلاق التي لا تغيرها الضغوط مهما اشتدت، الأخلاق التي تجعل الحياة آمنة ومستقرة، الأخلاق التى تجعل الحياة انسانية ومتطورة، يسودها العدل والمساواة في الحقوق والقيم الاخلاقية الانسانية التي وهبها الله للانسان دون غيره، وليست حيوانية قائمة على مبدأ الانتصار للقوي الغالب والموت والهلاك للضعيف المغلوب.

** وباختصار أن أخلاق العبيد هي طبائع غير محمودة وانتشارها في المجتمع يؤدي الى فساده وانهياره اجتماعيا واقتصاديا وانسانيا ، ونسأل الله أن يقينا شر هذه الاخلاق.

*******

 

* التمييز العنصري قديما وحديثا *

 

** التمييز العنصري ظاهرة تبدو عند جميع الاحياء بما فيها المجتمعات البشرية وهي ظاهرة طبيعية، أوجبتها قوانين الطبيعة للمحافظة على النوع  .

** ورغم أن التمييز العنصري يتم ممارسته بالمجتمع البشري منذ قدم التاريخ ؛ إلا أن الانتباه اليه لم يشتد إلا عندما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية ونتجت عنه أحداث عنف كثيرة ضد السكان الاصليين وطردهم وقتلهم بالاسلحة الحديثة في ذلك الوقت، والتعامل معهم وكأنهم ليسوا بشرا ، وليس لهم حق الحياة .

** وفي الحقيقة لم يكن هذا التمييز بالولايات الامريكية أشد قسوة من التمييز السابق الذي كان يحدث في القارات الأخرى قبل اكتشاف أمريكا ، وقد يكون العكس صحيح ...

** فالتمييز العنصري رغم أنه تقلص كثيرا في الولايات المتحدة إلا أنه مازال يمارس في دول العالم القديم وبأبشع الطرق ، فهو تمييز مبني على معتقدات وانتماءات وأسباب كثيرة لا يقبلها العقل ، ولا يقبلها الدين الحق الذي لا يدعو الى العنصرية وانما يدعو إلى فعل الخير واجتناب الشر .

*******

 

* درجــــــــات *

 

** الفرق بين الحب والكره درجات، وبين الكرم والبخل درجات، وبين الخير والشر درجات، وبين النشاط والكسل درجات، وبين انكار الذات والأنانية درجات ، وبين الحرية والفوضى درجات .

** وأنه من الخطأ الشديد تجاهل الدرجات فيما بين الثنائيات المتضادة، ويمكن القول أيضاً أن أقصى درجة من اليمين او اليسار هي درجة افتراضية لا وجود لها في الواقع، ومن السذاجة الاعتقاد في وجودها وتجاهل الدرجات فيما بينها.

** وعلى سبيل المثال ان أقصى درجات الحب لا وجود لها، ولكن علينا ان نسعى الى الوصول اليها باعتبار ان الحب عاطفة ايجابية يترتب عليها النجاح في تحقيق اشياء أخرى ايجابية.

** واقصى درجات الكره لا وجود لها ايضا، وعلينا أن نسعى الى تجنبها حتى لا تحدث العداوات ثم الصراعات التي تؤدي الى حياة غير مستقرة وغير سعيدة.

 

>>>>>>> 

 

** ومن النتائج التي يترتب عليها عدم الاعتقاد في الدرجات التي بين المتضادات هو الوصول إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل في الوصول إلى الإصلاح التام .

** كما ان الاعتقاد في الحب المطلق (الرومانسي) يجعل الصدمات العاطفية شديدة التأثير، وكذلك فإن الاعتقاد في وجود الكراهية المطلقة تجعل الشخص في أقصى درجات التحفز وقد تدفعه الى ردود فعل عنيفة ضد خصمه تصل الى درجة التعارك وارتكاب الجرائم.

** وقد يؤدي عدم الاعتقاد في الدرجات البينية إلى تفشي ظاهرة التعميم و إساءة التقدير، حيث يتم تعظيم بعض الأشخاص الخيرين ورفعهم الى أسمى درجة، وتحقير البعض الى أدنى درجة.

** كما أن العبارات القطعية التي تتجاهل الدرجات تعتبر دليلا على أن قائلها  لم يصل تفكيره الى درجة عالية من النضج وهي الدرجة التي يتم فيها التمييز الدقيق بين درجات مختلفة من الأمور المعنوية التي لا يدركها إلا العقل.       

 

*******

* الجرم بالفعل وليس بالفكر *

 

** يحتوي كل انسان على صفات عقلية وفكرية خاصة به تختلف بالتأكيد عن غيره، كل منها يعتبر كالبصمة الخاصة لا تتشابه مع غيره، وبمعنى آخر كل انسان هو عالم فريد ليس له مشابه، حتى التوائم المتطابقة فإنها تختلف فيما بينها لأن كل منهم يتعرض بالتأكيد لعوامل بيئية مختلفة.

** ومن هذه التنوعات الكثيرة اللانهائية العديد من الصفات الفكرية لا يظهر منها للآخرين إلا القليل عن طريق السلوكيات والأفعال الظاهرة والمؤثرة،  وقد يكون لأحد الاشخاص صفة أو أفكار غير محمودة مثل العدوانية او السرقة  او غير ذلك ولكنه استطاع أن يقمع هذه الصفة، فلا يمكن تجريمه على هذه الصفات لأنها لم تتحول الى سلوك او فعل يضر بالمجتمع، وذلك باعتبار أن الجرم هو فعل يترتب عليه ضرر يصيب الآخرين من البشر والبيئة بصفة عامة، وليس الجرم هو الأفكار الشخصية الكامنة التي لم يتم التعبير عنها بسلوك يضر بالآخرين.

** وبمعنى آخر أننا لو تأكد لنا أن شخصا لديه ميول عدوانية أو تكفيرية تجاه الآخرين لا يمكن اعتباره مجرما، ولا يجب محاسبته أو عقابه إلا اذا صدر منه فعل ضار بالمجتمع مثل الاعتداء المادي أو القولي أو التحريض على أعمال عدوانية أو العمل على نشر أفكاره العدوانية الى الآخرين، والتسبب في زعزعة الاستقرار، أما اذا لم يصدر منه هذا أو ذاك فإنه لا اثم عليه أمام المجتمع، والاثم لا يقع عليه إلا أمام الله تبعا لنواياه .

 

*******

* غالبية المجرمين يعيشون بيننا

ولا نعلم عنهم شيئا*

 

** عندما لاحظت أن أحد القطط يفترس قطة صغيرة، وكان ذلك بالتأكيد غير مألوف في المجتمعات الحيوانية والبشرية، حتى أن أحد الأمثال تقول ((الكلب ما يعضش ودن أخوه)) ، هذا المشهد الوحشي جعلني ازداد اقتناعا بأن الحياة الحيوانية والبشرية بها نسبة من الشذوذ في الطبائع يجب أخذها في الاعتبار، وهذا الطبع يسمونه في علم النفس (السيكوباتي) ومعناه عدو المجتمع، فإن كان هذا الطبع الوحشي ملحوظ في القطط بنسبة قليلة فإنه من المتوقع أن يكون كذلك بنفس النسبة تقريبا  في الانسان باعتباره نوع من الحيوانات .

** ولكن نظرا لأن الانسان أرقى من الحيوانات الأخرى بالعقل والارادة  فإنه يستطيع اخفاء هذا الطبع الوحشي الشديد القسوة ، ولكنه لا يستطيع نزع هذا الطبع من شخصيته، لأن غالبية الطبائع - إن لم يكن جميعها – لها أصل بيولوجي خارج عن ارادة الانسان، حتى أن قوة الارادة قد يكون لها أصل بيولوجي  أيضا .

 

>>>>>>> 

** هذا المشهد الوحشي للقط المفترس جعلني اتأكد وبكل يقين أن المجتمع البشري لابد وان يحتوي على نسبة لا يستهان بها من الشذوذ في الطبائع بما فيها من ميول ورغبات وغيرها، ولكنها مخفية وغير معلنة ، بفعل الارادة القوية لدى الانسان، والقوة المجتمعية التي تجبر الشواذ على اخفاء طبائعهم وعدم ممارستها، وتأتي الخطورة في تلك الطبائع الشاذة عندما تختفي أو تضعف قوة العقل والارادة التي تمنع ظهور الطبائع الشاذة وآثارها السيئة نحو الغير.

** لذلك فإنه يجب الاهتمام باعداد قوة مجتمعية مؤثرة مثل قوة الدولة وقوانينها وسياستها الداخلية، من أجل حماية المجتمع من ذوي الطبائع العدوانية الكامنة ، وذلك عن طريق القوانين الصارمة والعقوبات المناسبة.

** ونظرا للأصل البيولوجي أو الدافع البيولوجي في جميع السلوكيات فيأتي دور علماء الطب والبيولوجيا  في معالجة هذه الطبائع الشاذة عند اكتشافها، ونأمل لهم السعي في ذلك من أجل مجتمع بشري أكثر أمانا واستقرارا .

*******

* الصوت والصورة والحقائق التاريخية *

 

** مما لا شك فيه أن تسجيل الصوت والصورة الذي بدأ مؤخراً كان له الاثر الكبير في تغير وجهات النظر والاقتناع  بما يسمى بالحقائق التاريخية.

** حيث تحولت كلمة حقيقة تاريخية تعبيرا مجازيا لا يعبر عن الواقع، لأن الحقيقة تعني الشيء المؤكد المتفق عليه من الجميع، واذا لزم الامر لاستخدام هذا المصطلح فيمكن استبداله بكلمة الأحداث التاريخية، أو الافتراضات التاريخية، أو غير ذلك .

** لأن التاريخ حكايات يتناقلها افراد البشر، عبر أجيال متتالية، وخلال الفترات الطويلة تمر الحكايات على أشخاص يختلفون في فهمهم  وتفسيرهم وأهوائهم باعتبار أن المجتمع البشري ليس مجرد عيون وآذان لتلتقط الصوت والصورة انما يضاف الى ذلك آراء ووجهات نظر وأهواء وضمائر .

** ويمكن تشبيه تأريخ الأحداث بتصوير نسخة من نسخة بواسطة آلة تصوير غير دقيقة، فبعد تكرار النسخ  ستكون النتيجة نسخة مختلفة عن الأصل تماما.

>>>>> 

 

** ومن الاحداث التي تثبت ان التاريخ يتعرض للتزييف بعد قليل من السنوات أن حادثة رية وسكينة رغم أنها موثقة في المحاكم بالمحاضر والجلسات إلا أنها تعرضت للتشويه .

       

** ووصل الأمر الى أن بعض المزيفين أشاعوا أن رية وسكينة واعوانهن  كانوا مناضلين ضد الاحتلال الانجليزي، حدث ذلك ولم يمض على هذه الحادثة مائة عام، فما بالكم بأحداث تاريخية منذ آلاف السنين ولم تترك آثارا مكتوبة أو مرسومة .

** هذا إلى جانب المشككين في هبوط الانسان على القمر وادعائهم بأنها كانت تمثيلية أمريكية، وصدّقهم الكثيرون رغم أن هذا الحدث كان موثقا بالصوت والصورة .

** وأذا كانت الاحداث تتزيف رغم التقدم في الاتصالات ووسائل الانتقال وتسجيل الصوت والصورة فما بالك من أحداث كانت في عصر الانتقال بالدواب عندما كان الخبر يستغرق في انتقاله من بلد الى آخر شهورا عديدة .

** لذلك فإننا لا نستبعد تزييف التاريخ عبر السنين الطويلة ولا نستبعد أن شعوبا وممالك وقصص لم يكن لها وجود إلا على ألسنة من البشر يؤلفون ويزيفون كما يشاءون.

>>>>>>>> 

 

** واصبح من الصعب تصديق ما يسمى بالحقائق التاريخية، وأنه من العبث أن تثار الاختلافات والصراعات حول أحداث تاريخية لم يتم توثيقها بالصوت والصورة .

** كما أنه من الصعب- بل من الخيال الجامح- تصديق قوافل تجارية أولها في الشام وآخرها في مصر، وأحداث تاريخية يذكر فيها تعداد الجيوش الذي بلغ مئات الالوف في زمن لم تتطور فيها وسائل التسجيل أو الكتابة ...

** وان صحت هذه الأرقام لاستطعنا أن نجد آثارا باقية للسجلات التي تحتوي على تفاصيل هذه الارقام ... وهذا لم يحدث ولم تبق من الاثار إلا حكايات تبدو  كأنها مؤلفات من وحي الخيال.

** ومن الصعب ايضا تصديق الحادثة التي يقال فيها أن مكتبة بغداد تم تدميرها والقاء المخطوطات في النهر حتى تغير لون النهر بلون الحبر .

** ومن الصعب أيضا تصديق أن صلاح الدين الايوبي- عزل الرجال عن النساء لكي يمنع تناسلهم، للقضاء على الفاطميين في مصر.

** أقاويل كلها لا يمكن أن ترقى الى مجرد أحداث تاريخية وانما يمكن القول إنها حكايات مزيفة عن عمد أو عن جهل أو عن اضطراب في التفكير المنطقي .

** لا يبقى إلا أن نقول أن الحقيقة لا يعلمها إلا الله- خالق هذا الكون الكبير الغير محدود - ولا يجب أن يكون اختلافنا وتصارعنا حول أقاويل لا يساندها آثار ولا صوت ولا صورة ولا عقل  .

 

*******

 

* أغرب قوانين المرور *

 

** اذا اردت تخطي السيارة التي أمامك فيمكنك ذلك من اليمين أو اليسار ، وان استطعت فيمكن من أعلى أو من أسفل أيضا.

** الزم السير فوق الخط بين الحارتين حتى يسهل عليك الانتقال يمينا ويسارا كما يروق لك.

** اذا ارتكبت خطأ أدى الى الاصطدام فعليك أن تنزل من السيارة وتجهر بصوتك بالسباب والشتائم لكي ترهب الطرف الآخر حتى تتجنب دفع تعويض.

** اذا كنت سائقا وسط زحام من البشر عليك استعمال أنواع مختلفة من الكلاكسات، كلاكس عادي كلاكس شرطة كلاكس اسعاف  كلاكس كارو، واذا لم تفيد الكلاكسات عليك استخدام عود خشب طويل أو كرباج لازاحة المارة عن الطريق.

** احرص على فتح الزجاج باستمرار أثناء القيادة للبصق والقاء المناديل والمهملات لكي تحافظ على نظافة سيارتك، كما يفيد فتح زجاج السيارة في الزعيق والسباب وتفريغ شحنات الغضب أثناء القيادة .

** لا تترك مسافات أمامية بين سيارتك و غيرها حتى لا تعطي فرصة لسيارة أخرى أن تتسلل الى هذه المسافة  .

** اذا أردت الانتقال يمينا أو يسارا استخدم أولا الاشارة الضوئية ، ونظرا لتجاهل السيارات لهذه الاشارة فعليك باستخدام ذراع خشبية طويلة للاشارة بها.

** لا تطبق القوانين العالمية في القيادة حتى لا تثير غضب الآخرين فيقولون عليك (متفزلك–متفلحس-متقنعر) 

*******

* كان الله في عون الطبيب *

 

** يعيش الطبيب في كثير من الأحيان في حالة صراع بين أحاسيس متناقضة قد تؤثر في حالته النفسية كثيرا فالطبيب في حياته اليومية يمكن أن يمر بحالتين متناقضتين ... حالة التأثر بآلام المرضى عند أداء عمله وحالة من الفرح والسرور لأمر ما مع عائلته.

**هذا الى جانب المواقف الحرجة الذي يواجهها عندما يكون المريض في حالة توقف وظائف المخ ويضطر الى وقف المحاليل ووقف التنفس الصناعي وكأنه يقوم بعملية قتل للمريض .

**هذا الى جانب تعرضه لتأنيب الضمير عندما يرتكب خطأ يؤدي الى الاضرار بالمريض والتسبب له في اعاقة مستديمة.

** وقد يشعر بتأنيب الضمير ايضا اذا شعر أن تأخره عن الحضور أدى الى الاضرار باحد المرضى.

**وحيرته عندما يتعارض علاج مرض معين مع مرض آخر، وعلى الطبيب أن يختار أي الأمراض أكثر أهمية في علاجها .

**وعندما يضطرالطبيب الى أن يكذب على المريض وأن يخفي عنه حقيقة مرضه حتى يخفف عنه حالة اليأس من العلاج .

**وكذلك فإن الطبيب يكون أشد تأثراً وتألماً ويأساً عندما يتعرض هو للاصابة بمرض من الامراض الخطيرة التي يصعب علاجها،  حيث أنه لا يمكن اخفاء خطورة المرض عنه.

*******

* المرض هو الألم وان كان الألم خوفا

والصحة هي الأمل وان كان الأمل زيفا *

 

** فالطبيب لابد أن يسعى - قبل كل شيء - أن يخفف الألم وأن يبعث الأمل في الشفاء مهما كانت حالة المرض وان يستعمل كل الوسائل من أجل ذلك، سواء كانت الوسائل عقاقير أو جراحات أو كلمات أيضا .

** والمريض لابد أن يتمسك بخيوط الأمل، حتى وإن كانت خيوطا ضعيفة ، فلابد أن يعيش حياته الطبيعية حتى وان كانت لحظات قصيرة باقية .

** وقد يكون التعايش مع المرض بالمسكنات أو بالأمل في الشفاء أفضل كثيرا من الحياة تحت العلاج القاسي والعمليات الجراحية المتكررة .

*******

* إعلان اللاصقة السحرية *

 

- قمة الاستخفاف بالعقول يأتي في هذا الاعلان عندما تذكر عبارة التخلص من السموم.

- ما هي السموم ؟ ماهي نوعها؟ وما هي فكرة عمل اللاصقة؟ 

- لا إجابة طبعا، وكأننا في عصور ما قبل الطب وما قبل التفسير العلمي.

- وتأتي قمة الكذب والخداع عندما توصف البقعة السوداء التي تتكون بأنها هي السموم التي سحبتها اللاصقة.

- انه بالتأكيد أسلوب الدجالين الذي يدعي أنه يسحب العفريت من الجسم.

*******

* كلمات عن الأم *

 

** ليست الأم هي التي تنجب فقط وانما هي التي :

تربي بدون أجر .

وتعطي بدون حساب .

وتضحي بدون تردد .

وتحب بدون مقابل .

*******

 

* علمتني أمي *

 

علمتني أمي أن قوة الانسان في الصبر.

علمتني أمي كيف تنحت الماء في الصخر.

علمتني أمي أن عطفها وحنانها يجبر كل كسر.

علمتني أمي أن الأخلاق هي-

 الايثار والتضحية من أجل الغير.

علمتني أمي أن أفعل الخير، و لا أنتظر الشكر

علمتني أمي أن الأمومة والأبوة – 

معاني أقوى من كل شعر ونثر .

*******

 

* كلمة بمناسبة عيد الام *

أثناء العمل بالتربية والتعليم

 

** في هذه المناسبة السعيدة أبدأ كلمتي بتحية الى أخوتي وأخواتي العاملين بالمدرسة وأبنائي الطلاب، وأرجو أن يصل إليكم جميعا شعوري بأقوى معاني الحب والاحترام لكم جميعا.

** وانني انتهز هذه الفرصة وهذه المناسبة بأن أعترف بكل صدق وبكل تأكيد أنني وجدت في هذه المدرسة أجمل المعاني الانسانية وهي الوفاء بين الزملاء بل وجدت روح الأسرة بما فيها من أمومة وأبوة وأخوة وبنوة أيضا.

** وليس غريباً - ولا مغالاة في التعبير - أن تكون هذه المعاني الانسانية والمشاعر الطيبة هي سر النجاح في المدرسة وفي أي مكان، وفي كل مجالات الحياة، فحتى المجالات العلمية يلزم لها الروح الأسرية بين الزملاء فهي التي تعطي الدفعة والطاقة والانجاز والاضافة والتقدم والتطور في كل مجالات الحياة .

** رغم أن كلمة (كل) تعني التأكيد المطلق، ولابد من الحرص عند نطقها، إلا انني أؤكد أن كل مجالات الحياة لابد وأن يكون فيها روح الأسرة بين الزملاء لكي يتم انجاز العمل على أكمل وجه .

** واننا عندما نذكر روح الأسرة لابد وأن نذكر الأم والأب سر نجاح الأسرة، فالأم والأب هما المصدر الأول للتعلم، ليس تعلم القراءة والكتابة والعلوم إنما تعلم ما هو أكثر أهمية وهي  الأخلاق والذوق وأصول التعامل مع الآخرين.

 

>>>>>>> 

** وليس غريبا أن نقول أن عاطفة الأمومة والأبوة هي سر بقاء الحياة واستمرارها وتجددها ليس عند البشر لا فقط وانما عند جميع المخلوقات.

** وليس غريبا ان تكون لهذه العاطفة أهمية وقدسية خاصة تستلزم الوقوف لها احتراما وتقديرا في يوم واحد على الأقل من أيام السنة.

** ويجب أن نعلم ان هذا الاحترام والتقدير ليس من أجل الأم والأب فقط وانما احتراما واجلالا للخالق الذي أبدع في خلقه حينما خلق هذه العاطفة، تلك العاطفة أو الرابطة الفريدة في نوعها فهي ليست انجذابا واعجابا ومحبة بل هي عطاء بلا حدود وايثار و تضحية لا مثيل لها .

** وعلينا أن نعي و نقدر هذا العطاء والايثار و التضحية، وأن نقابل ذلك بكل ما نستطيع من الرد لهذا العطاء، ومهما قلنا ومهما فعلنا واحتفلنا لن  نقدر على رد هذا العطاء الرباني الذي لا مثيل له.

** ولا ننسى أن الأمومة والأبوة كما ذكرت من قبل أنها  ليست في الأسرة الصغيرة فقط وانما في المجتمعات الأكبر من ذلك مجتمع المدرسة، النادي، المدينة، الدولة، وكلما قويت عاطفة الأمومة والأبوة والروح الأسرية في مجتمع ما كلما كان تقدمه ونمائه ونجاحه في تحقيق أهدافه.

** فلتكن هذه الكلمة الصغيرة شمعة صغيرة تنير عقولنا وصدورنا نحو تقدير أهمية الأمومة والأبوة والروح الأسرية في كل مكان نعيش فيه.

وكل عام وانتم بخير.

*******

 

* كلمة بمناسبة عيد اليتيم *

 

** ابدأ كلامي بالتحية لجميع الزملاء والأبناء الطلاب، وكل عام وانتم بخير بمناسبة هذا اليوم، هذا اليوم الذي يذكرنا بالتزامنا نحو ابنائنا وأخوتنا الذين افتقدوا أمهم أو أبيهم أو عائلهم الذي يرعاهم ويتولى أمرهم.

** ونؤكد لهم أننا لا نمن عليهم بمساعدات أو مجاملات أو بكلمات؛ وانما نوفي حقاً فرضه الله علينا، وحقاً فرضه قانون الدولة وقانون البشرية الذي يلزم البشر بأن يساعدوا بعضهم البعض من أجل قيام مجتمع متوازن ومستقر وآمن.

** وعلينا أن نتذكر أن الأرزاق كلها بيد الله وأن البشر ليسوا إلا وسائلا لنقل الأرزاق، والأرزاق ليست المال فقط وانما الكلمة الطيبة التي تبعث السرور والراحة والاطمئنان أو النصيحة المفيدة أو العلم النافع،  وكل ما هو طيب ويجعل الحياة أكثر جمالا واستمتاعا .

** كما أريد ان أوضح أن الله قدر لكل انسان رزقه كما قدر له ابتلاءاته، فقد تكون هذه الابتلاءات في المال أو في الصحة أو في الأبناء أو غير ذلك مما نسميه مشكلات أو محن أو كوارث وما غير ذلك، وقد جعل الله هذه الابتلاءات اختبارا لمدى ايمان الشخص بالله، ومن علامات الايمان ليست هي العبادات فقط وانما هو الرضا بما قدره الله والصبر على الشدائد، وعدم اليأس من رحمة الله.

 

>>>>>>> 

 

 

** وليعلم أبناءنا واخوتنا الذي افتقدوا عزيزا لديهم أن الله لا ينسى عباده ، وأن عدالة الرب هي قانون الحياة، وعلى الانسان أن يكون صبوراً للحصول على نصيبه العادل الذي كتبه الله له.

**وكلما كان الانتظار طويلاً يكون الجزاء أكثر وأفضل بإذن الله، ولا يجب أن يكون الإنسان عجولاً حتى لا يخسر الجزاء الأكبر الذي قدره الله له.    

** ونذكر أخوتنا وابنائنا بأننا كلنا أيادي جعلها الله من أجل كل محتاج، وندعو الله دائما أن ننال شرف العطاء في الدنيا وفي الآخرة.......... وكل عام وانتم بخير،،،

 

 

 

 

*******

 

* كلمة بمناسبة انتهاء العمل بالتربية والتعليم *

 

** الحمد لله على توفيقه لي في رحلة العمل بالتربية والتعليم التي كانت سنينا طويلة مليئة بالاحداث السارة والغير سارة ، ولكن في الذاكرة تصبح جميع الاحداث سواء – من حيث الأثر – حيث تتحول الذكريات بحلوها ومرها وكأنها حكايات يسعد بها من يرويها ومن يسمعها ويستفيد بما تحمله من خبرات صنعتها السنين .

وأول الحكاية كانت العمل بالعراق مدرس علوم حياة لمدة عامين دراسيين من 1981 الى 1983 وقد كانت هذه الفترة في الواقع تعادل العديد من السنوات بما كان فيها من احداث  وخبرات كثيرة بمكن الاطلاع عليها لا حقا .

وبعد العودة من العراق قضيت عاما في دراسة الدبلومة العامة بكلية التربية جامعة الاسكندرية ثم استلمت العمل عام 1984 مدرس تربية زراعية بمدرسة القباري بادارة غرب الاسكندرية التعليمية  وبدأت اطبق دراساتي التربوية في العمل بكل دقة ، وقد ساعدني على ذلك أن مادة التربية الزراعية ليست بها القيود التي تمنع الابتكارات وان بها مجال متسع لتطبيق العلوم التربوية .

** وفي عام1992 تم ترقيتي الى مدرس اول في نفس الادارة ، وفي عام 1994 انتقلت الى ادارة المنتزة للعمل بمدرسة عمرو شعير ع مدرس أول لمدة سنتين وفي عام1995 بناء على تميزي في العمل تم انتدابي للعمل بتوجيه التربية الزراعية، وكنت اصغر موجه سناً وقضيت ثمانية سنوات بالتوجيه وحرصت على الاهتمام بالشئون الفنية  أكثر من الشئون الادارية .

>>>>>>> 

** فكثيرا ما كنت أدير اجتماعات المكتب الفني بمفردي وأقوم بتدريب المدرسين على كل ما هو جديد في عالم الزراعة والتربية والتعليم وكثيرا ما كنت استعين بالنماذج الحية والبروجيكتور بالتعاون مع قسم الارشاد الزراعي بكلية الزراعة .

** ثم كانت ترقيتي الرسمية (بدون ندب) وكيل بمدرسة ابيس2003 بادارة شرق، ورغم أن هذا العمل اداري إلا أنني ابديت استعدادي لكي أكون مسئولا عن التعليم الالكتروني بالمدرسة والحكومة الالكترونية وقبلت أن أكون مسئولا عن حجرة الاوساط بما فيها من عهدة مالية تكون من عديد من الاجهزة الالكترونية .

** واستمر عملي في مدرسة ابيس 2 بنات الاعدادية اربع سنوات حتى عام 2007 قضيتها بحجرة الاوساط (الشبكات)  وتم ترشيحي للتدريب في مدينة 6 اكتوبر  مع مدرسي الحاسب الالي، وكان موضوع التدريب عن (استقبال وارسال الدروس التخيلية عبر شبكة الانترنت)  وكنت أخشى رفض التدريب واعادتي الى الاسكندرية لأن وظيفتي الاصلية في ذلك الوقت وكيل مدرسة، وهي وظيفة ادارية، وأن الوظيفة المستهدفة في التدريب هي مدرس حاسب آلي أو أمين معمل الوسائط التعليمية، ولكن اصراري ورغبتي للالتحاق بهذا التدريب جعلتهم يقبلوني متدربا ، وكان من حسن ادارتي لحجرة الوسائط بالمدرسة وتنظيم العمل واستقبال الدروس التخيلية أن أصبحت المدرسة مركزا لتدريب المدرسين على تطبيقات الحاسب الالي في احدى السنين رغم أن المدرسة تقع في منطقة ريفية نائية وقليلة في الامكانيات .

>>>>>>> 

** ومنذ عملي في مدرسة ابيس بدأت بتحرير مجلة شهرية ورقية يتم توزيعها على بعض المدرسين والقادة والطالبات المتميزات وبها أخبار المدرسة وبعض من طرائف المعلومات .

** وفي عام 2007 انتقلت وكيلا الى مدرسة عبد الرحمن الفارسي الاعدادية وتخصصت بأعمال الحكومة الالكترونية بالمدرسة ، والادارة ايضا ، كما تم ايضا استمرار تحرير المجلة الشهرية ولكن باسم المدرسة الجديدة وكنت أعتبرها توثيقا للأعمال التي تتم بالمدرسة هذا بالاضافة الى انني قمت بعمل مدونة الكترونية للمدرسة على (جوجل) تدون عليها كل نشاطات المدرسة بما فيها المجلة الشهرية، والمسابقات الثقافية والنتائج .

** كما قمت بتدريب كثير من الطالبات على عزف الموسيقى بالطابور والحفلات المدرسية .

** وعندما وجدت فرصة للنقل الى أقسام الادارة طلبت العمل بقسم المتابعة الفنية وتم تكليفي في عام 2012 للعمل كوكيل قسم ، واعتبرت أن هذا العمل فضل كبير من الله لأنه يوافق كل اهتماماتي وامكانياتي واتخذت لنفسي مبدأ (أن تعزيز الايجابيات أفضل الطرق نحو معالجة السلبيات) وكانت وسيلتي في ذلك تشجيع المدرسين  والمديرين المتميزين بأخبار انشرها لهم على مدونة المتابعة الفنية التي أنشأتها لهذا الغرض كما استمرت ايضا المجلة الشهرية تحت اسم مجلة (عيوون) ، وحرصت على نشر المجلة شهريا وارسالها عبر الماسنجر الى صفحات المديرين والموجهين وجميع الاقسام بالادارة ، بالاضافة الى صفحات بعض المدرسين المهتمين بذلك .

>>>>>>> 

** وكثيرا ما كنت ابدي اعتراضي على كثرة المكاتبات والاستمارات الروتينية التي يملأها المتابعين ، وعندما اصبحت مسئولا عن ادارة القسم بعد انتهاء مدة عمل الرئيس السابق حرصت على ان تكون تقارير المتابعة شديدة الايجاز ومكتوبة بالكومبيوتر لكي تكون مرجعا  لكل متابع .

** ورغم الجهد الكبير في العمل بالتدوين الالكتروني لأخبار المتابعة والادارة إلا أنني كنت أسعد كثيرا بردود فعل طيبة من كثير من الزملاء  والقادة من الادارة وادارات مختلفة ومحافظات مختلفة أيضاً .

** واعتبرت المجلة والمدونة وسيلة للتعرف على اراء الاخرين ومدى تفاعلهم وكنت اعتبر أيضا التجاهل من البعض له أهمية أخرى ولابد وان يؤخذ في الاعتبار حيث أنه يكشف لي بعض ما يخفى في العقول والصدور.

** وقد راعيت هذه الاعتبارات فأشركت قسم الصحافة المدرسية معي في اصدار المجلة المذكورة حتى تكتسب شكلا رسميا غير مخالف للقواعد والتعليمات .

** وفي أواخر عام 2016 وعندما صدر القرار بضم المتابعة الفنية والميدانية وانشاء قسم جديد (المتابعة وتقويم الاداء) بحيث يضم 75% اداريين والـ 25% معلمين شعرت بانتكاسة سوف تؤثر على عملي الغير تقليدي ، وتأكدت أنني في ظل هذا النظام الجديد لن استطيع القيام بعملي بالحب والاقتناع الذي اعتدت عليه وخاصة لأنني تأكدت أنني في ظل النظام الجديد سوف أعمل تحت قيادة ادارية غير فنية لا تهتم إلا بتنفيذ الأوامر حرفيا ولا تعي أهمية الابتكار.

>>>>>>> 

** ورغم أن اسمي كان مدرجا في التشكيل الجديد - ورغم ثقتي بقدرتي على العطاء كمتابع في هذا القسم إلا أنني قررت التمسك بطلبي للنقل الى قسم آخر لقضاء سنة آمنة من الاصطدامات التي لم أعد اتحملها .

** وقبلت العمل بقسم التغذية باعتباره عمل خيري من اجل اسعاد  طالب فقير  بوجبة  تقدم  له .

** وجدت العمل في هذا القسم في البداية غريبا عن كل أعمالي السابقة .

** وحتى أشعر بارضاء ضميري مع هذا العمل الجديد حرصت على تركيز الاهتمام بالتوعية الغذائية من خلال التوصيات والندوات التي كنت أقوم بها والتي كانت ضمن اختصاصات قسم التغذية  .

** وبعد قضاء عام كامل في هذا القسم انتهت مدة خدمتي باحتفالية سعيدة يوم21/11/2017 بين زملاء اعزاء سعدت بالعمل معهم خلال هذه الفترة واصبحت هذه الفترة متممة لرحلتي الطويلة بالتربية والتعليم بدأت منذ عام 1981 ويمكن تتبع رحلتي في التربية والتعليم بمطالعة (مدونة المتابعة الفنية بادارة شرق الاسكندرية التعليمية)

 

*******

* كلمات تم تأليفها للغير *

 

** طلب مني أحد الأصدقاء (مدحت) أن أكتب له كلمات تصلح لالقائها في حفلة المعاش الخاصة بعامل البوفيه (سعيد خلف)  فكانت هذه الكلمات :

أنا سعيد ولكن ... حقيقي مش سعيد.

علشان أنا مدحت ... وطبعا مش سعيد.

وبجد أنا سعيد ... بلمة الأحباب.

في يوم كأنه عيد ... وسعيد يكون سعيد.

وارجع تاني واعيد ... حقيقي مش سعيد.

عشان أخونا سعيد ... حيكون عنا بعيد.

حتوحشنا كتير ... ياأخونا الكبير.

واجيب منين كلام ... يساعدني في التعبير.

ياأحلى صحبة ف مشوار طويل.

ياأحلى وردة ف بستان جميل.

يا نور يشق ظلام الليل.

ياللي ياما  عطيت وعطيت ، ولا عمرك كليت ولا مليت.

ومين حيملا مكانك ، بأخلاقك و لسانك.

بكلمة وبسمة في كل صباح ، تخش قلوب وتداوي جراح .

وتروح وتيجي ... وتقرب البعيد.

وبصبرك الشديد ... بتليـّـن الحديد.

والكل لا زم يعترف ... ولا حد أبدا يختلف.

انك ياسعيد ... مش حتروح بعيد.

علشان دخلت قلوبنا ... ولا تقدر تنصرف.

ولو كنت انا رسام ... حارسم لوحة شرف.

أكبر صورة فيها ... صورة سعيد خلف.

>>>>>>> 

** والكلمة التالية أعددتها أيضا لكي يرد بها العامل/ سعيد خلف (المحتفل به):

**الاخوة الزملاء بالشركة ، وكل من شرفني بالحضور.

**أشكرالجميع على هذا الشعور الطيب في هذا اليوم واعتبره اجمل واحلى هدية حصلت عليها طول الرحلة الطويلة التي قضيتها بصحبتكم، حقيقة انها رحلة الحياة وهي رحلة بها كثير من المحطات، وفي كل محطة انطبعت ذكرى لا يمكن نسيانها، ذكريات كثيرة كانت جميلة مليئة بالاحاسيس الأخوية العظيمة،  وحتى الأحاسيس القاسية كانت تداويها وتمحيها العلاقات الأخوية الحميمة ، ولا يمكن نسيان مواقف كثيرة انطبعت في ذاكرتي من زملائي ورؤسائي في العمل، وانني أشعر اليوم بأنني مدين للجميع ليس بالمال وانما بالمحبة القوية والأحاسيس التي لا يمكن أن تصفها الكلمات.

** أشعر بعجزي الشديد عن وصف احساسي اليوم وانا بينكم، لقد غلبتوني بمحبتكم وعطفكم وتقديركم لي.

** أشعر أنني غير قادر على النطق بل أنني غير قادر على الوقوف في هذا التجمع الجميل الذي أعتبره أحسن وأقيم مكافأة حصلت عليها من رحلة عملي بهذا المكان.

** واتمنى أن يصلكم بهذه الكلمات القليلة كثير من الأحاسيس التي لن استطيع التعبير عنها.

** وياريت كنت شاعر ولّا أديب عشان أعبر بكلمات يقولها القلب لتصل الى قلوبكم، كلمات تناسب هذا الموقف الجليل، وقبلاتي وأحضاني وأشواقي الى الجميع .

أخوكم سعيد خلف.

 

*******

* المخ البشري والكمبيوتر *

 

** مهما تقدم الانسان في علم الكمبيوتر وتخزين المعلومات إلا أنه لن يصل الى سر تخزين المعلومات في المخ البشري فهو لم يعلم حتى الآن عن المخ البشري إلا القليل جدا كنسيج يتكون من خلايا تتكون من بروتوبلازم مثل غيرها من الخلايا.، ولم يعرف شيئا حتى الآن عن كيفية انتقال الرسائل والمعلومات ذهابا وايابا عبر الجهاز العصبي للانسان الذي يتكون أيضا من شبكات غزيرة التفرع وكلها ليست إلا خلايا حية أيضا تتكون من البروتوبلازم .  

** وقد أعجبني رأي أحد العامة أن المخ البشري الذي يحمل كل الذكريات والخبرات ليس إلا نسيج دهني مثل قطعة من الزبد أو السمن . 

 

 

*******

 

* كلمة قبطي *

 

** دفعني الى التحدث عن هذه الكلمة اختلاط معنى هذه الكلمة بالديانة المسيحية فقط .

** فكلمة قبطي تنسب الى بلاد القبط وهي تعني مصر في العصر الفرعوني – والتي جاءت منها كلمة  EGYPT .

 ** وأن الأقباط (أهل مصر) في القديم كانوا يدينون بالديانات المصرية القديمة ثم انتشرت بينهم الديانة اليهودية ثم انتشرت المسيحية ثم الاسلام.

**لذا فإن كلمة قبطي كلمة قديمة ترادف كلمة مصري وأن الأقباط مصريون منهم المسلمون والمسيحيون وغيرهم .

** وكما أن كلمتي (مصر، وبلاد القبط) جاءتا بلسان عربي ؛ جاءت أيضا كلمة ايجيبت بلسان انجليزي ، والجميع كلمات تعبر عن الجزء الشمالي من أرض وادي النيل والتي يعيش فيها أهلها المصريون أو الاقباط . 

** ولابد أن يفهم كل منا أننا في مصر كلنا أقباط ، أي أننا جميعا ننتمي الى بلاد القبط القديمة ( EGYPT ) .

** ولا يجب الخلط بين الانتماء الديني والانتماء الوطني أوالقومي أو القاري ، ولنعلم أن هذا الخلط قد يكون ورائه الجهل ، وقد يكون وراءه أغراض غير حميدة مثل قصر حقوق المواطنة على عنصر واحد أو ديانة واحدة ، فمن الخطأ القول بأن القبط هم المسيحيون فقط كما أنه من الخطأ القول بأن العرب هم المسلمون فقط .

*******

* المبالغة عند المصريين *

 

** الشعب المصري من الشعوب المتميزة بخصائص غريبة، ومنها شدة المبالغة في كثير من الممارسات وأذكر منها ما يلي:

** المبالغة في الاحتفالات الرمضانية وصلت إلى درجة تحولها من احتفالات دينية إلى مهرجانات للفنون بما فيها من غناء ورقص واستعراضات لا تليق مع روحانيات هذا الشهر .

** المبالغة في الاحتفالات بذكرى المولد النبوي أو موالد الأولياء حتى أصبحت مناسبات لتربح النصابين والدجالين حتى أصبحت كلمة مولد - في كثير من الأحيان - مرادفا لكلمة فوضى.

** المبالغة في التنافس على دخول كليات معينة (كليات القمة) حتى أصبحت هذه الكليات لا تقبل أقل من100% مجموع كلي.

** المبالغة في الإقبال على الدروس الخصوصية حتى تحولت كثير من المدارس المتميزة إلى بورصات للدروس يلمع فيها نجوم من المدرسين يبرعون في تدريب الطلبة على اجتياز الامتحان والحصول على أكبر قدر من الدرجات ولا يمارسون أي عمل تربوي ولا يطبقون أي فكر تربوي حديث.

** المبالغة في درجات تقارير الموظفين حتى أصبح غالبية الموظفين يحصلون على تقدير 99% ومن يحصل على أقل من ذلك يتظلم كثيرا وقد يقاضي رئيسه في العمل عندما يخفض له تقريره درجة واحدة عن هذه النسبة.

>>>>>>> 

** المبالغة في عبارات المجاملة تصل إلى درجة: والله العظيم انت منور. وحياة ربنا احنا من غيرك ولا حاجة.

** المبالغة في احتفالات الزواج إلى درجة أن كثير من الأزواج ينفقون على هذه الاحتفالات أكثر مما ينفقونه على أساسيات بيت الزوجية.          

** المبالغة في الاعتراض أمام القائد المتسامح والمبالغة في طاعة القائد الشرس والانصياع لكل أوامره.

**المبالغة في السكوت والخنوع لسنوات طويلة ثم المبالغة في التمرد والاحتجاجات المتكررة.

** ويشهد التاريخ أيضا على تأصل المبالغة في طباع المصريين ومن يقرأ الآثار الفرعونية يجد المبالغة في شدة الالتزام بالقواعد العامة في الرسم والنحت وعدم وضوح ذاتية الفنان أو الصانع في تلك الأعمال، فتبدو الأعمال وكأنها مصممة آليا بالكمبيوتر، هذا بالاضافة الى الالتزام بحلاقة شعر الرأس والذقن، واستعمال الشعر المستعار واللحية المستعارة، وعدم ارتداء الملابس الكثيفة وكأن أوقات السنة كلها صيف شديد الحرارة  .

** المبالغة في الالتزام بالعادات والتقاليد والقواعد الصارمة وتبدو الحياة في مصر القديمة - كما في الآثار التي وصلت الينا وكأنها حياة عسكرية بها الالتزام الشديد.

>>>>>>> 

 

** شدة الايمان بالغيبات والتركيز على الاهتمام بشئون الحاكم باعتباره مكلف من الإله، وشدة الاهتمام بأماكن العبادة، والعناية بمقابر الملوك والأمراء، مقابل عدم الاهتمام بعامة الشعب، فنادرا ما نجد أثرا للمساكن أو القصور كما في الحضارات في بلاد أخرى.

** كما يشهد تاريخ مصر أيضا على أن الشعب يبالغ في ثقته بالحاكم لدرجة أنهم قبلوا حكم المماليك الذين كانوا مرتزقة وأغراب من بلاد بعيدة ، وقبلوا حكم محمد علي ووثقوا فيه ويبدو ان ذلك نتيجة اعتقادات لا علاقة لها بالمنطق وانما بالغيبيات وراحة النفس .

** ووثقوا في حكم جمال عبد الناصر ايضا ورفعوا منزلته عاليا وكأنه معصوم من الخطأ مثل الانبياء وكانت جنازته من أكبر الجنازات في العالم.

*******

 

* كثرة المناسبات في حياة المصريين *

 

** ومن أكثر مظاهر المبالغة عند المصريين كثرة المناسبات التي تجعل الناس متأهبين لها ويعدون لها العدة ويخططون لها وكأنهم قادمون الى معركة حاسمة لابد من مواجهتها ، ومن هذه المناسبات:

- دخول المدارس: 

والاستعداد لها بطلبات التقديم وطلبات النقل وملابس المدارس والأدوات المدرسية والدروس الخصوصية.

- امتحانات الثانوية العامة:

وترقب أحوال لامتحانات – وما هو السهل وما هو الصعب وأخبار اللجان المنضبطة والغير منضبطة، والظلم الذي يقع على بعض الطلاب والاحتجاج على صعوبة الامتحان.

- نتيجة الثانوية العامة:

وأخبار التنسيق والبحث عن النتيجة في محلات السيبر، والمجموع الذي تطلبه كليات القمة.

-  عيد الام:

وفيه تزدحم الاسواق بالهدايا، وتكثر العروض التجارية ، وتزدحم الشوارع ويتعطل المرور أحيانا، ويفكر كل واحد في الهدايا التي يقدمها لأمه أو زوجته أو حماته، ومعلمات أبنائه، ويرتفع صوت أغنية فايزة أحمد (ست الحبايب) وتكثر الحفلات المدرسية، وتكريم الام المثالية. 

عيد الحب:

وانتشار الدباديب والورود الحمراء وزيارة كل خطيب لخطيبته والمناقشات والحوارات الكثيرة حول قيمة الهدية ، ومدى الاهتمام والتقديرومدى الشكر والامتنان .

>>>>>>> 

- استقبال رمضان:

بالفوانيس الكثيرة المحلية والمستوردة من الصين، وزينة الشوارع، وارتفاع صوت عبد المطلب وأغنية أهلا رمضان، ومحمود عبد العزيز وأغنية مرحب شهر الصوم، وتحضير شنط رمضان، وموائد الرحمن، وشوادر بيع المأكولات الرمضانية، والكنافة والقطايف والخشاف والياميش، والبرامج الدينية ، والمسلسلات ، وبرامج المقالب والكاميرا الخفية ، وصلوات التراويح، وتسارع السيارات قبل موعد الافطار.

- عيد الفطر:

والاستعداد له بكعك العيد الذي يملأ المحلات والفروشات، وارتفاع صوت لأغتية ياليلة العيد لأم كلثوم ، والاستعداد لصلاة العيد في الخلاء وتوزيع الهدايا على الأطفال .

- عيد الاضحى:

اذاعة مناسك الحج على الهواء ، وصلاة العيد في الخلاء ، واغنية يارايحين للنبي الغالي لليلى مراد، وامتلاء الشوارع بالاغنام، ودماء الزبائح وتواجد الجزارين الذين يبدون استعدادهم للذبح .

- شم النسيم:

وانتشار صوت فريد الاطرش واغنية الربيع، وازدحام الحدائق والتكالب على شراء الفسيخ والرنجة والفواكه.

>>>>>>> 

 

رأس السنة الميلادية :

تزين المحلات بأشجار عيد الميلاد والكتابة بالقطن الطبي على الباترينات وانتشار بائعي بابا نويل.

راس السنة الهجرية ومولد النبي ومواسم رجب وشعبان:

انتشار شوادر الحلوى، وبها حلوى المولد والعروسة والحصان ، والتكالب على بائعي الدواجن وارتفاع اسعارها ، وتوزيع الشربات والرز بلبن في مولد النبي.

** هذا بالاضافة الى أعياد المسيحيين ومناسبات أخرى مثل: سبوع المولود ، وليلة الحنة، وسبوع الزواج، واربعين الميت، والذكرى السنوية ، وموالد الأولياء.

** وكلمة أخيرة بهذا الشأن، أن كثرة الاهتمامات أو الاحتفالات بالمناسبات في مصر به دلالة واضحة على أن الشعب المصري يتميز بحيوية مفرطة، ولا يعرف الثبات والهدوء والسكون ، ويميل الى التغيير المستمر .

** وما يؤكد ذلك أيضا ما لاحظناه مباشرة ومن خلال وسائل الاعلام أن طقوس حفلات الزواج قد تغيرت كثيرا خلال فترة لا تزيد عن مائة سنة ، هذا بالاضافة الى ما نلاحظه من الآثار الفرعونية التي تؤكد التغير الشامل الذي حدث في عادات وتقاليد وديانات ومذاهب ولغات المصريين عبر آلاف السنين

*******

* عامل الوقت يحدد قيمة كل عمل وكل سلوك*

 

** يعتبر تقييم السلع والخدمات من أهم الاجراءات التي يلزم فيها اتباع معايير محددة متفق عليها .

**والتقييم الجيد له أهميته في الحماية من الخلافات  والمنازعات المحتملة، والتقييم الجيد يؤدي أيضا الى تحقيق الأمان والاطمئنان بين الناس. 

** والتقييم بالوزن والمساحة والطول وماشابه ذلك يعتبر من أسهل الأمور، ولا ينشأ عنه خلافات، لاعتماده على أدوات قياس معروفة وغير مختلف عليها .

** ولكن عند تقييم أحد الأعمال تبعا لمقدارالجهد والتعب الجسمي والنفسي والعقلي والمخاطر والمخاطرة يحدث عن ذلك اختلافات في وجهات النظر وقد تؤدي هذه الاختلافات الى اضطرابات ثم نزاعات وما غير ذلك.

** ولتوقّي هذه الاختلافات كان البحث عن معايير أخرى لتقييم الاعمال يمكن الاسترشاد بها، ومن أهم هذه المعايير هو الوقت، باعتبار أن العمل الجيد والمجهد يلزم له وقتا أطول، ويمكن تجنب الكثير من الخلافات والنزاعات عن طريق احتساب الوقت  كمعيار متفق عليه يحدد قيمة العمل.

** وقد ادركت الدول المتقدمة اقتصاديا أهمية الوقت فجعلته كوحدة قياس يقدر على أساسها الأجور والمقابل النقدي للسلع المادية والخدمية.

** ولا مبالغة اذا قلنا الوقت من ذهب ،

والعقل أيضاً من ذهب .

 

*******

* ليس للفقر والغنى مقياس

بل ان كلاهما احساس *

 

** لا يمكن حساب الفقر والغنى بالأرقام ، فكثير من ذوي  الدخول المنخفضة  لا يشعرون بالفقر أو الحاجة، لأن لديهم قناعة بأنهم لا يحتاجون أكثر مما لديهم من لوازم الحياه، بل قد يكون منهم من هو أكثر حرصا على التصدق بكثير من امواله بكل رضا و اقتناع ... مثل هذا الشخص يبدو غنيا لأنه يشعر ويحس بأنه غني .

** وكذلك نجد كثيرا من ذوي الدخول المرتفعة من يعيش حياة الفقراء البائسة، يقضي طيلة وقته في مكان عمله ويكتنز أمواله في البنوك أو ينفقها في مشروعات كثيرة، ويفتقد الى الأمن والاستقرار الذي يعيشه الآخرين الأقل ثروة منه، ومثل هذا الشخص يبدو فقيرا ومسكينا لأنه يشعر دائما بالافتقار الى أهم شيء في الحياو وهي الراحة والاستقرار وهدوء النفس .

 

 

*******

* النظافة سلوك *

 

** اذا علمت أبنك أن النظافة هي ازاحة الملوثات عن الاشياء وأن النظام هو ترتيب الاشياء ووضع كل شيء في مكانه ، سوف تكون النتيجة هي اشياء نظيفة ومكان نظيف ومنظم وجميل   .

** أما اذا علـّمته أن النظافة والنظام سلوك مستمر يجب أن يكون تلقائيا يقوم به الفرد دون التفكير في النتيجة ؛ سوف تجده يقوم بتنظيف أشيائه العديد من المرات دون ملل لأن النظافة والنظام عنده أصبحت سلوك دائم مع نبضه وتنفسه ، في جميع حالاته ... عند فرحه وعند غضبه ... وعند نشاطه وعند كسله ... وفي صحته وفي مرضه  ولن يمل ولن يكل من تكرار أعمال التنظيف والتنظيم لأن هذه الاعمال أصبحت سلوكا طبيعيا .

** فالنظافة والنظام مثل الأخلاق، فإذا كان الهدف من تعليم الاخلاق هو العمل من أجل نيل الثواب وتجنب العقاب سوف نحصل على مجتمع مستقر لفترات طويلة ولكنها محدودة ومشروطة باستمرار الثواب والعقاب .

**ولكن اذا علمنا أبنائنا الاخلاق على أنها سلوكيات لازمة للفرد لزوم الغذاء والتنفس سوف نحصل على افراد لديهم صفات خلقية دائمة لن تتأثر بغياب الحوافز .

*******

 

* بالورقة والقلم *

 

** بالورقة والقلم يبدأ كل عمل، وليس مقصودا المعنى المادي للورقة والقلم، ولكن المقصود هو الحسابات الدقيقة اللازمة قبل وبعد اجراء اي عمل، وتحديد القدرات المادية والفنية اللازمة له وحساب النتائج والاحتمالات .

** أقول ذلك تمييزا عن العشوائية والعبثية التي يتبعها الكثيرين فتتعثر خطواتهم  وتتعقد مشكلاتهم .

** ولست مبالغا اذا قلت أن كل عمل يلزمه التخطيط ، فعلى سبيل المثال أن ابسط الأعمال هو شرب الماء لابد وأن يسبقه التأكد من نظافة الماء ونظافة الكوب والكمية التي تتناسب مع الجو وافرازات العرق وامتلاء المعدة ..... وكل هذه الحسابات لابد ان يتبعها الشخص الآدمي تمييزا عن الكائنات الغير آدمية التي تستجيب تلقائيا للعطش بشرب الماء دون أي تخطيط بالعقل الواعي .

** فإذا كانت أبسط الاعمال تحتاج الى هذا التخطيط فما بالك أيها الانسان الواعي في الأعمال الأكثر تعقيدا ؟ ألا تستحق المزيد والمزيد من التخطيط ؟

** والتخطيط الدقيق يجب أن يبدأ بتحديد الهدف والعمل على تحقيق الهدف، ولا ينتهي حتى بعد تحقيق الهدف، ويجب ألا نستهين بالتخطيط وخاصة لأننا في عصر التقدم العلمي، وأن تيار الحضارة والعلم أصبح من القوة لكي يسحق كل التيارات العشوائية والعبثية كما لو كانت كائنات هائمة يأتيها فيضان نهر وسيول وشلالات .

********

 

(( الانحرافات السلوكية

ما بين العوامل البيئية والوراثية   ))

 

** رغم اقتناعي بأهمية كل من هذه العوامل إلا أنني  أؤيد الغلبة للعامل الوراثي عن العامل البيئي في توجيه سلوكيات الفرد .

** ولكن ليس معنى ذلك هو التماس العذر للمجرمين الذين يعتدون على الغير بالسرقة أو القتل ، بل أنني أؤيد  تغليظ العقوبات حتى تصل الى اعدام السارق في كثير من  الحالات، لأن السارق في حالات كثيرة يعتبر في درجة القاتل عندما يكون واعيا ومدركا أن اعتدائه على حق الآخرين يمكن أن يسبب لهم المرض أو الموت .

** ويمكن اعتبار عقوبة الاعدام ليس الهدف منها القصاص بقدر ماهو اجراء لحماية للمجتمع عن طريق بتر عضو فاسد والتخلص من جينات فاسدة تسبب الضرر للمجتمع بما فيه من افراد .

** أما عن الانحرافات السلوكية التي لاتؤذي الغير فيمكن التماس العذر للمنحرفين نتيجة غلبة العامل البيولوجي على انحرافهم ، وأرى أنه – رغم صعوبة علاجهم– إلا أنه من الواجب السعي الى معالجتهم وتقويمهم بقدر الامكان .

 

*******

* ذكورية المجتمع البشري *

 

** الرجل والمرأة نصفان متكاملان ولا يمكن تفضيل أحدهما عن الآخر ، وان ما يحدث الآن من تفضيل الذكور عن النساء قد يرجع الى أن القيمة المميزة للفرد كانت تقاس قديما بقوته الجسدية وعضلاته القوية التي لها الغلبة دائما  .

** أما في العصر الحالي تراجعت أهمية القوة الجسدية أمام غيرها من المستحدثات الجديدة في الحياة البشرية ، وهذا هو السبب الذي يجعلني أرى أن تفضيل الرجل عن المرأة - وما يسمى بذكورية المجتمع - مبني على أفكار تغيرت كثيرا ولا يجب الاعتماد عليها حاليا .

** فبقليل من التفكير المنطقي نجد أن أهمية المرأة تتساوى مع الرجل في الانسانية وأن الاختلاف بينهما ليس في الأهمية أوالقيمة ، وانما في التكوين والوظيفة .

** ولابد الأخذ في الاعتبار أن كل منهما يكمل الآخر، وأن كل منهما له القدرات الخاصة التي تميزه عن الآخر .

** وأن تفضيل جنس على آخر يعتبر – وفي هذا العصر – يعتبر من مظاهر الاضطراب العقلي والنفسي الذي تنتج عنه أفكار شاذة غير مقنعة .

*******

* المثلية *

 

** كما عرفت من دراساتي العلمية والاجتماعية أن المثلية تعني شذوذ الطبع نتيجة شذوذ في التكوين المادي للجسم من حيث مراكز الاحساس ونوع الهرمونات وغير ذلك من التركيبات التي يعلمها المتخصصون في علوم الحياة .

** وهذا الشذوذ مثل غيره من الاضطرابات أو الأمراض له أنواع ودرجات، ومنه ما هو قابل للعلاج ومنه ما يستحيل علاجه.

** وهذا الشذوذ - كغيره من الامراض -  منتشر بنسبة قليلة في المجتمعات البشرية والغير بشرية أيضا ، وهو كغيره من الأمراض لو زادت نسبة انتشاره لاضطربت المجتمعات وانتهت واندثرت وانقرضت .

** والمثلية – لكونها مرض – فإنه يجب السعي الى علاجه بشتى الطرق نفسيا وماديا ، بدلا من تشجيع المثليين على ممارسة افعالهم الشاذة التي تثير الاشمئزاز والاستياء من الآخرين .

** وانقسمت الاراء حول التعامل مع هذا الشذوذ كالآتي:

الرأي الأول: هوالتعامل مع المثليين بالتعاطف معهم باعتبارهم ضحايا اضطرابات جسمية ونفسية ومنحهم الحرية في ممارساتهم واعطائهم الفرصة في التعبير عن نفسهم وؤرغباتهم باعتبارهم بشر لهم حقوقهم في تحقيق رغباتهم .

- والاعتراض الشخصي على ذلك : أننا لو اعتبرنا كل شاذ مريضا نتعاطف معه لأصبح من الواجب علينا أن نتعاطف مع جميع المنحرفين ولا نعاقبهم بالسجن أو غيره .

>>>>> 

- وأن هذا الرأي  يتجاهل أن أفراد المجتمع الاسوياء لهم الحق في ألا يتضرروا من ممارسات غير مقبولة تنفر منها  النفس البشرية .

- ويؤيد ذلك أن خدش الحياء يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون ، ويصل الأمر ايضا الى أن عدم الالتزام بزي العمل يعتبر أيضا مخالفة لابد من المعاقبة عليها ......  

الرأي الثاني : التعامل معهم كحالات مرضية شاذة يصعب علاجها واعتبارهم حالات تشمئز لها النفس لا يجب الجهر بها وكأنها تشوهات شكلية لابد من اخفائها بقدر الامكان كضرورة اجتماعية .

- وهذا الرأي قد يكون أكثر قبولا لأنه أكثر واقعية لأنه لا يغفل حق المجتمع الذي يعلو حق الفرد .

الرأي الثالث : وهو يستند الى النصوص الدينية من حيث :

- تأثيمهم ومنع ممارساتهم باعتبارها مخالفة لشرع الله .

- أواعتبار حالتهم نوع من الابتلاء لابد من علاجه أو الصبر عليه كأي ابتلاء آخر يصيب الانسان .

- وهذا الرأي يلقى قبولا من وجهة نظر المتدينين باعتبار أن الخالق له حق على المخلوق .

**  من خلال هذا الموضوع (المثلية) نجد أننا بصدد خلط كبير بين حقوق الانسان وحقوق المجتمع، حيث لوحظ أن الذين يتوغلون كثيرا في السعي وراء حقوق الانسان كفرد لابد وأن يحقق رغباته، يأخذهم حماسهم الى الانحراف عن حقوق المجتمع، ومن أهم حقوق المجتمع هو أن يعيش أغلبية الأفراد في أمن وسلام واستقرار وأن تقل فيه الانحرافات والأمراض التي يمكن بازديادها وانتشارها أن تفتك بالمجتمع وتضعه في طريق الهلاك  .

*****

* اختيار الهدايا  *

 

** مما لا شك فيه أن للهدايا أهمية كبيرة في العلاقات الانسانية فيمكن للهدية البسيطة أن تترك أثرا كبيرا في النفس وقد تكون سببا لانهاء أو تخفيف بعض الخلافات .

** ولذلك تأتي أهمية اختيار الهدية المناسبة لكي يكون لها أثرها المنشود، وعلى سبيل المثال :

- يفضل تقديم الهدايا النقدية للمحتاج لأنه أكثر دراية باحتياجاته ، وأن الهدية الرمزية لا تعنيه كثيرا ، والهدايا العينية قد تكون ليست ضمن احتياجاته ، حيث تبدو الهدية العينية بالنسبة له ترفا لا لزوم له ، وقد تسبب له مزيدا من الاحساس بالأسى والفقر والنقص. 

- وتفضل الهدايا الرمزية لميسور الحال ، لأنه غالبا ما يكون عنده اشباع لجميع احتياجاته وقد لا تناسبه الهدية العينية باعتبارها دون المستوى فقد يهملها ولا يستعملها وقد يتخلص منها .

- أما الهدايا العينية فيفضل أن يتم تداولها بين الأخوة والأقارب المقربين جدا حيث يكون معروفا بالتحديد احتياج كل شخص ، وحيث يمكن للشخص المهدى اليه أن يطلب هديته بنفسه دون حرج .

** هذا ويجب أن نعلم أن سوء اختيار الهدية يجعل الهدية تفقد أهميتها وقد يستبب عن سوء الاختيار آثار عكسية في العلاقات الاجتماعية ، وآثار اقتصادية اخرى عندما تتحول الهدية الى اهدار لمال الهادي والمهدى اليه، حيث ينفق الهادي أموالا بلا فائدة، وحيث يتحمل المهدى اليه مسئولية رد الهدية التي لم ينتفع بها .

*******

* كن نفسك *

 

** من أول الخطوات في طريق النجاح والتفوق في حياة الانسان هي أن تكتشف نفسك جيدا من حيث قدراتك ومهاراتك وميولك واتجاهاتك ......

** ويكون ذلك عن طريق ممارستك للعديد من الانشطة المتنوعة ، فقد يكون لديك موهبة خاصة في أحد المجالات  لا تعلم عنها شيئا ، ويمكن استثمارها والاستفادة منها.

** واذا عرفت نفسك وامكانياتك جيدا عليك أن تعتني بها وتطورها وتقومها باستمرار بما تراه أنت وتقتنع به .

** وعند تقويم نفسك لضرورة اجتماعية معينة؛ احرص على ألا تبذل جهدا كبيرا من أجل الظهور بمظهر يخالف طبيعتك، فإذا كنت رقيقا لا تفتعل الغلظة، وإذا كنت جاد الطباع لا تفتعل اللطف أو المزاح الشديد ، فتبدو بحالة مضطربة غير طبيعية.

** ويفضل دائما أن تكون نفسك ولا تغير من طبائعك التي اقتنعت بها واختبرتها وراجعتها ولا تحاول الاتيان بسلوك لا يتفق مع طبائعك وقدراتك الشخصية   .

*******

** المعالجة **

 

**المعالجة عملية يقوم بها الانسان - طيلة حياته -باعتباره المخلوق الوحيد الذي لا نعلم غيره من حيث قدرته على تغيير الواقع تبعا لرغباته وتطلعاته .

** والمعالجة التي نعرفها في المجال الطبي لا تختلف كثيرا عن المعالجة في المجالات الأخرى (الفني الاقتصادي الاجتماعي السياسي ... الخ) فكلها تعني العمل على تغيير الواقع لأجل تحقيق هدف معين أكثر نفعا.

** وليس من الصعوبة تأكيد ذلك بالامثلة فكلنا يعلم أن كل عمل يقوم به الانسان يعتبر معالجة ، وأن حياة الانسان كلها معالجات مستمرة ، وعلينا أن نقبل ذلك مهما عظم الجهد والعناء .

** كما أن التعايش مع الواقع يعتبر معالجة أيضا لأن التعايش هو تغيير في الواقع أيضا ، والواقع هنا هو ذات الشخص وقدراته وأسلوبه وذلك من أجل مواجهة مؤثر خارجي والتعايش معه .

** أقول ذلك تأكيدا ودعوة الى الاستمرار والسعي الدائم نحو تغيير الواقع أوالتعايش معه بدلا من الشكوى والبكاء على ما فات واليأس مما هو آت .  

*****

 

** مبادئ غير انسانية **

 

** اهزمه حتى لا يهزمني، اسيطر عليه قبل أن يسيطر عليّ، أتحكم فيه قبل أن يتحكم في ، ......... الخ ، كل هذه مبادئ تقرها شريعة الغاب حيث يعتدي القوي على الضعيف ويسيطر الغني على الفقير .......

**واذا انتشرت وسادت هذه المبادئ سينحدر مستوى البشر الى أدنى مستويات المخلوقات .

** ولولا المبادئ الانسانية الخلقية السامية مثل والصبر والتعايش والتعاطف والتسامح والتعقل والتضحية بالجهد والوقت والمال ........ الخ  لما اكتسب الانسان تميزه عن سائر المخلوقات .

** ولولا المبادئ الانسانية سالفة الذكر لما حدثت الابتكارات العلمية والتكنولوجية الحديثة التي ارتقت بالبشرية وسوف ترتقي بها أبد الدهر رغم وجود كثير من المعكرات التي ترجع الى جينات حيوانية اقل رقيا يكون من مبادئها ( اهزمه حتى لا يهزمني، اسيطر عليه قبل أن يسيطر عليّ، أتحكم فيه قبل أن يتحكم في ، .... الخ  )

** ولنتذكر كلمأت  غاندي عن المبادئ الانسانية :

(( يجب ألا تفقدوا الأمل في الإنسانية، أن الإنسانية محيط وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذرا ))

*****

** تأملات حول الابتكارات في حياة الانسان  **

 

** لو رجعنا بالتأمل في الماضي البعيد وافترضنا أن الانسان لم يكتشف فكرة العجلات أو الحركة الدائرية التي هي أساس جميع الآلات القديمة والحديثة ، بالتأكيد سوف يكون هناك بديلا لهذا الاكتشاف ويتطور هذا البديل كما تطورت العجلات وما يتبعها من أنظمة نقل الحركة ، وسوف تختلفت مظاهر الحياة تماما عن الوقت الحالي .

** وكذلك اذا لم يحدث اكتشاف للكهرباء ، واكتشف الانسان بديل لها  سوف يتطور هذا البديل ايضا كما تطور استعمال الكهرباء وسوف تختلف ايضا مظاهر الحياة تماما عن الوقت الحالي .

** وعلى ذلك أمثلة كثيرة مثل طاقة حرق البترول والطاقة الذرية وغيرها مما يجعلنا نتوقع اكتشافات جديدة لطاقات جديدة في المستقبل القريب أو البعيد ، وسوف تتطور أيضا تلك الاكتشافات الجديدة التي لا نعلم عنها شيئا بالتأكيد .

** كما أنه من المتوقع أن ينتهي استعمال البترول والكهرباء والموبايل والانترنت وغيرذلك كما انتهى استعمال الحطب والفحم وغيره ، وسوف تأتي بدائل وابتكارات ليست متوقعة كما حدث من قبل في تاريخ البشرية  .

*****

* نصائح وارشادات في الحياة الاجتماعية *

( مواجهة الخطأ بالخطأ )

** لا يجب مواجهة الخطأ بالخطأ ، والعناد بالعناد ، فقد يؤدي ذلك الى توابع سيئة ، حيث يتوه الحق بين اثنين مخطئين ، ولنتذكر مقولة غاندي الماثورة :

(( اذا قابلنا الشر بالشر فمتى ينتهي الشر ))

( دخول اضافية )

** كثير من الأفكار الايجابية التي يستخدمها الشخص يكون لها قيمة نقدية عالية تضاف الى دخله وكأنها دخلا اضافيا ، ومن هذه الافكار على سبيل المثال :

- الوجبات التي يمكن اعدادها في المنزل للرحلات يمكن أن توفر بعض المال يمكن الاستفادة به في مزارات جديدة تحتاج الى مبالغ باهظة .   

- الامتناع عن صرف المبالغ مقابل أشياء قليلة الأهمية ويمكن الاستغناء عنها دون الاحساس بالاحتياج اليها .

( أحاديث غير هامة  )

** الحرص على التقييم المستمر للأحاديث اليومية من حيث أهميتها وتوجيهها باستمرار نحو الموضوعات الهامة وعدم ترك الاحاديث تتطور بعشوائية من موضوع الى آخر حتى تصل الى موضوعات لا تستدعي الخوض فيها – وعلى ابسط الفروض – حتى لا تضيع الاوقات .

( عدم التشبث بالعادات والتقاليد)

** عدم التشبث باتباع العادات والتقاليد القديمة، وضرورة مراجعتها واختبارها باستمرار، واتباع التفكير المنطقي المنظم الذي يعود بالنفع والفائدة للفرد والمجتمع في حدود المبادئ الخلقية الحميدة .

>>>>>>> 

( البدء بالتفاؤل وحسن الظن )

** عليك أن تبدأ أولا بالتفاؤل وحسن الظن الى ان تظهر لك الحقائق، والحقائق لابد التأكد منها باستمرار بفرض الفروض العديدة واختبارها واتباع التفكير العلمي في اكتشاف وتأكيد جميع ما تعتبره من الحقائق، هذا مع التحفظ في كلمة (حقيقة) باعتبار أن الحقيقة اقتناع .

 ( تجنب المواقف العدائية )

** تجنب المواقف العدائية مع الآخرين بقدر الامكان والابقاء على علاقات طيبة مع جميع الاشخاص بقدر الامكان، واذا لاحظت أن الشخص الذي تتناقش معه لا يجيد الاستدلال المنطقي فلا تتجادل معه، وعليك أن تنهي المناقشة معه برفق ، وتأتي بموضوع آخر ، والابتعاد عن الموضوعات الخلافية بقدر الامكان، وذلك اتباعا لمبدأ (لكم دينكم ولي دين، لكم رأيكم ولي رأي، لكم عقلكم ولي عقل)

( ضبط النفس )

** لا تجعل الاختلافات الشديدة سببا في قطع التواصل مع الآخرين فقد يحتاج الشخص إلى نقيضه أو عدوه في بعض الاحيان، لذلك يمكن الابقاء على العلاقة الطيبة حتى وان كانت في صورة مجاملات بسيطة بقليل من الكلمات .

 ( المبادرة بالصلح )

** المبادرة بالصلح اذا علمت أنك كنت مخطئا، و يمكن المبادرة بالصلح ايضا في حالة عدم اقتناعك بالخطأ، وذلك من أجل الانتهاء المؤقت للموضوع أو المشكلة، ويرجع ذلك الى تقديرات وقياسات عقلية، فقد يكون الطرف الآخر له ظروف نفسية او عقلية أو اجتماعية خاصة تستدعي مصالحته وانهاء المشكلة معه .

*******

 

* مقتطفات من مذكراتي الشخصية *

 

( من مقدمة المذكرات )

** أرجو أن يعرف القارئ أن المذكرات المجمعة يمكن اعتبارها كالمواد الخام التي تصلح للتهذيب والتطوير وأنها ليست ابداعا ادبيا ، وقد تكون مبعثرات تحتاج الى كثير من الترتيب والتهذيب .

** لا أجد شيئا كاملا أو ثابتا فكل شيء أجده قابل للتغيير والتعديل ، حتى في كتابة هذه المذكرات فأنا لا أستطيع المرور على صفحة واحدة منها بدون القيام بعملية تعديل لها، كذلك فانني لا أستطيع الاحتفاظ بنظام واحد في العمل أو في ممارسة أي شيء وأرغب دائما في التغيير من أجل التطوير، ولدي قناعة تامة بأن اليوم أفضل من أمس، وأنني بالأمس كنت جاهلا بالنسبة لليوم، وجاهلا اليوم بالنسبة للغد .

** لا أجد شخصا كاملا أو مثاليا من حيث الصفات الخلقية أو الجمالية ولا أعترف بكلمة مثالي، لأن المثالية عالم افتراضي غير موجود بالواقع، وانني أرى كل شخص بل كل شيء يظهر أمامي كأنه عالم مستقل يمتلئ بالاسرار الكثيرة التي يجب السعي وراء اكتشافها.

** شعرت كثيرا بالاغتراب عن الآخرين ولذلك لم أجد الصديق الذي أستطيع أن اصارحه بكل شيء، وقد يكون هذا ما دفعني الى التعامل مع الأوراق واعتبرتها الصديق الوحيد الذي أستطيع أن اصارحه دون خوف والصديق الذي لا يمل أبدا من كثرة الثرثرة.

>>>>>>> 

 

** صادقت الأوراق واعتبرتها خير مستمع وخير معلم فهي تعلم الانسان الصراحة مع النفس والتفكيرالموضوعي الغير متحيز والدقة والتأني في الحكم على الأمور.

** وقد يكون سبب تفشي الكذب والخداع في مجتمعنا اننا افتقدنا الوقت الذي نجلس فيه مع أنفسنا ومصارحتها وأن أوقاتنا معظمها مستهلكة في المجاملات المتبادلة .

** بل أنني أعتبر أن كثيرا من الناس اعتادوا على خداع أنفسهم من كثرة ما يمارسونه من الكذب أو المجاملة مع غيرهم .

** ومن الأسباب التي دفعتني أيضا الى كتابة المذكرات أيضا اقتناعي بأن حياة الفرد مهما طالت زمنيا فهي قصيرة جدا بالنسبة لحياة البشرية والحياة الكونية وبالنسبة لبقاء القدرة الإلهية والقوانين الأبدية ، لذلك وجدت أنه من الأفضل تسجيل الأحداث الهامة على الأوراق التي هي اكثر بقاءا ، وأن التسجيل بالكتابة يحمي شخصية الفرد من التشوه والفهم الخاطئ من الآخرين، فالكثير من الأفراد يرتفعون الى مكانات غير حقيقية بعد موتهم فقد يعتبرهم البعض كالملائكة ، وآخرين كالشياطين.

** والسبب الأكبر الذي جعلني أكتب هذه المذكرات هو ضعف قدرتي على الكلام والتحدث في المواقف الاجتماعية نتيجة نشأتي الأولى في أسرة محافظة على عدم الاختلاط مع البيئة الشعبية وما بها من تصرفات عشوائية  .

** كما أرجو أن تكون هذه المذكرات دعوة صريحة لكل شخص  لكي يقدم على كتابة مذكراته ومراجعتها باستمرار

لأنها بلا شك وسيلة لمراجعة النفس ومحاسبتها بدلا من تركها كالريشة التي تتلقفها التيارات .

>>>>>> 

 ( بداية اهتمامي بعالم الزراعة منذ الصغر )

** في أواخر المرحلة الابتدائية بدأت هواية تربية النباتات بعد زيارتي لبعض الأقارب وانبهاري بالنباتات التي يزرعونها في البلكونة وحصلت منهم على بذور اللبلاب والريحان ثم اشتريت شوالي كثيرة وزرعت فيها هذه البذور وغيرها من بذور النباتات التي كانت متاحة لي مثل الفول والقمح وغير ذلك .

**كنت أقضي أوقاتا طويلة في ملاحظة الاختلافات الشكلية بين النباتات ومراقبة نموها ولاحظت أن نبات الترمس يتميز بأوراق تميل الى الزرقة ولها ملمس وبري مميز.

** ونبات البطاطا بنموه المتهدل جعلني أعلق الشالية في حديد البلكونة لكي أستمتع بتهدل أوراقه كما لاحظت الفرق بين البطاطا الحمراء والبيضاء في مجموعها الخضري .

** كما لاحظت أن أوراق النباتات تتغير أوضاعها ليلا ، فالبعض ترتفع كأنها للدعاء والبعض تنخفض وكأنها في حالة نوم .

** ولاحظت أيضا من نبات اللبلاب أن قطع البرعم الطرفي الأول ينشط البراعم الأخرى الجانبية.

**وعرفت ذلك بالصدفة عندما تم قطع البرعم الطرفي بواسطة أحد الاقارب الزائرين فازداد حزني لذلك، ولم تمض إلا ايام قليلة فوجدت أن كثير من البراعم الجانبية نشطت ، وأصبح النبات أكثر تفرعا والأوراق أكثر غزارة  بعد قطع البرعم الطرفي .

** وعرفت فيما بعد من دراستي في كلية الزراعة أن عملية القطع للبرعم الطرفي تسمى تطويش والغرض منها تشجيع البراعم الجانبية على النمو حتى تعطي نموا كثيفا.

>>>>>>> 

** وكثيرا ما كنت أحتفظ بانتاجي من البذور والأزهار ولوزات القطن وسنابل القمح والشعير لكي اتفاخر بها  أمام أسرتي وأقاربي .

** كنت اراقب أيضا الحشرات التي تزور هذه النباتات وخاصة النمل الذي يبني بيوته في الطين حيث تقوم كل واحدة من النمل بحمل حبة واحدة ورصها بجوار فتحة الجحر كما لو كانت تبني به سور لحماية الجحر، وكثيرا ما كنت أحتار بين سقي الزرع وهدم بيوت النمل المحفورة في الطين، ثم تنتهي الحيرة عندما أجد أن النمل باستطاعته وبصبره ان أن يعيد حفر جحوره مرة ثانية بسرعة ونشاط وألاحظ أن بعض الأفراد من النمل التي تضررت بالغرق قد رجعت اليها حيويتها بعد جفاف الماء .

( كتاب الجانب الانساني عند الحيوان )

** واستمر بي الحال بالاشفاق على الحيوانات التي تتألم حتى قرأت فيما بعد في مكتبة قصر ثقافة الحرية كتاب مترجم بعنوان الجانب الانساني عند الحيوان، وفي هذا الكتاب هدأت نفسي عندما علمت أن الحيوانات البدائية كالحشرات وأشباهها لا تتألم كمثل الانسان، وبدأت اوجه اهتمامي نحو تربية الكائنات الحية بكثير من أنواعها باعتبارها أحق المجالات للتعلم والبحث والتفكير في عظمة الخالق .

** وعندما عزمت على العمل في المجال الزراعي - فيما بعد – حرصت على أن أوجه اهتمامي بالكائنات التي لا تذبح مثل طيور وأسماك الزينة وغيرها، والتأكد باستمرار من توفير الاحتياجات الطبيعية لها بقدر الامكان ، حتى لا أشعر بتأنيب الضمير .

>>>>>>> 

 ( الميل الى القرأءات العلمية )

** حرصت على القراءات العلمية في شتى المجالات ولم يكن اهتمامي بها من أجل التعرف على معلومات للتشدق أمام الآخرين بها ولكن لغرض استخدامها في الحياة العامة

** واختلفت مع أحد الاصدقاء عندما قال لي أنه يقرأ من أجل ألا يظهر جاهلا أمام الآخرين وأن يستطيع الرد والمحاورة مع الأشخاص المثقفين .

** اختلفت معه وعارضته بحدة لأنني اعتبرت هذا الهدف نوع من الاستعراض بعيدا عن الهدف الأسمى من القراءة  وهو الاستفادة من المعلومات الجديدة وتطبيقها في المواقف الواقعية ، وأن التحدث بالمعلومات لا يجب أن يكون لمجرد الاستعراض والتباهي وانما من أجل افادة الآخرين بما علمته واستفدت به ، وخاصة المعلومات التي يمكن بها مواجهة الخرافات والمعتقدات الخاطئة التي كنت أجدها منتشرة عند الكثير من العامة  .

( مفيش حد فاصل في الطبيعة )

** اتذكر جيدا كلمة قالها المدرس بالمرحلة الثانوية  أثناء شرحه لدرس في الأحياء (مفيش في الطبيعة حد فاصل)، قال هذه العبارة بسرعة وبصوت خافت، ولكنني استطعت أن التقطها لأنها أصابت جزء من مجال تفكيري واهتمامي.

** حيث كنت دائما اميل الى التفكير في معاني الأشياء  وحدودها وتقسيمها وتصنيفها، تماما كما في مرحلة الطفولة المبكرة عندما كنت أبحث عن حدود المنطقة التي أعيش فيها وانتهي إلى أن حدودها هو شاطئ البحر، ثم أتساءل بعد ذلك، ماذا وراء البحر؟ وتتوالى التساؤلات التي كنت أوجهها كثيرا الى أبي وأمي.

>>>>>>> 

( سقوط امرأة في حفرة )

** وفي بداية السبعينات عاصرت حادثة سقوط امرأة في احد الشقوق بشارع النبي دانيال بالاسكندرية وفشل رجال الانقاذ في انتشالها حية أو ميتة، وأذكر أن أذني التقتت بعض العبارات مثل: كيف نخرج اسرائيل من سيناء ونحن لم نستطع اخراج المرأة المفقودة  في شارع رئيسي أو حل لغز فقدها على الأقل.

** الى ان حدثت حرب أكتوبر1973وأذكر الناس وهو يصغون الى البيانات العسكرية باهتمام شديد ويتابعون البيانات العسكرية بكل دقة ، فقد تكون بيانات وهمية كمثل التي كانت في نكسة 5 يونيو1967

** وبدأ على الناس اقتناعا بأن البيانات العسكرية حقيقية  واننا في طريق النصر باذن الله .

 ( عن حرب 6 أكتوبر )

** أثناء سماعي لأخبار الحرب في الراديو والتليفزيون ومتابعتها في الجرائد كان يلازمني شعورين متضادين:

-  شعور بالفرحة عندما أعلم أن أراضي مصرية قد تحررت ورجعت الى الوطن الأم .

-  وشعور آخر بالحزن والتأثر الشديد عندما أسمع في البيانات العسكرية أن المعارك مازالت مستمرة على طول الجبهات فكنت أتخيل جبهات القتال بما يدور فيها من عنف وقتل وتدمير.

** لم يكن حزني الشديد على الجنود الذين قتلوا وانتهت حياتهم ، وانما كان حزني على المصابين الذين سيعيشون طول حياتهم مع اعاقاتهم وآلامهم، وحزني أيضا على معاناة أهلهم بعد فقدانهم .

>>>>>>> 

 ( لم أكن هادئ الطباع )

** كنت أرغب أن يفهمني الناس جيدا ، وأكثر ما كان  يصدمني هو فهم الآخرين لي بصورة خاطئة حتى ولو كانت الصورة أفضل من الواقع .

** واعتدت في فترة من الفترات أن أرسم أشكالا تجريدية تتكون من الابيض والاسود فقط بدون درجات بينية .

 

** وساقتني هذه الاشكال الى تفسير سبب اختلاف الكثيرين حول شخصيتي، وقلت في نفسي يبدو أن شخصيتي مثل هذه الاشكال التي أرسمها فإذا دقق الناس في المساحة البيضاء فقط يظن أنها هي شخصيتي البيضاء

الناصعة ، واذا دقق آخرين في المساحة السوداء يظن أنها تمثل شخصيتي السوداء .

** لذلك تأتي أهمية النظرة الشاملة التي يجب على كل انسان واعي أن يلتزم بها ، ولا يجب أن يندفع الشخص في الحكم على الأشياء أو الاشخاص أو الاحداث برؤية محدودة وضيقة .

** وعلى سبيل المثال اذا اختلفت مع شخص بسبب عيب ما في شخصيته لا أتخذ موقفا عدائيا تجاهه ولا اقاطعه إلى الأبد بل أتذكرايجابيات منه تخفف هذا العداء وأكتفي بالحذر منه فقط دون المقاطعة والخصام الذي كنت أكرهه بشدة، والذي كنت أتشاءم منه، وخاصة عندما ينتهي الخصام بالتلاقي في ظروف قاسية مثل العزاء وما شابه ذلك.

>>>>>>> 

 

** وفي الحقيقة أنني كثيرا ما عانيت من الفهم الخاطئ من الآخرين لشخصيتي ، فالبعض يجدني هادئا خاملا رغم كل ما يدور في عقلي من أفكار كثيرة وقضايا ومشكلات معقدة وفي قلبي مشاعر ملتهبة، منها الحب المفرط والكراهية المفرطة أيضا .

** كان الكثيرون يعتقدون أنني أعيش عيشة هادئة في ظل عائلة مستقرة لا يعكر صفوها أي من المشاكل  .

** وكثيرا ما كنت أضيق بهذه الاعتقادات لمخالفتها للواقع الذي أعيش فيه منذ خروجي الى الدنيا وسط جو مليء بالمتناقضات والصراعات والتعقيدات التي لم تجعلني أعيش طفولة سوية مثل بقية الأطفال .

** وقد يكون ذلك هو سبب اهتمامي بالاطفال وتنشئتهم ، وتقديري لكل سلوك طفولي بريء عند الانسان، واهتمامي بالضعفاء والمظلومين .

 ( التجول بمفردي في حديقة الحيوان )

** أتذكر أنني – في فترة الدراسة الجامعية - كنت دائما أفضل الذهاب الى بعض الأماكن بمفردي بدون اصطحاب أحد من الاصدقاء ، ومنها حديقة الحيوانات حيث كنت أقضي بها أوقات طويلة متجولا بين أقفاص الحيوانات ومتأملا سلوكياتها  الفطرية التي تشبه كثيرا سلوكيات البشر الفطرية مثل الطيبة والعنف والمحبة والتعاطف والكراهية والغيرة والتفاخروالاستعلاء، والتي يدعي الكثيرون أنها سلوكيات بشرية مصدرها التعلم من الغير.

** ولم تكن متعتي بالتجول في حديقة الحيوان متعة كاملة لأنني كنت أجد الحيوانات حبيسة داخل أقفاصها مثل السجناء .

>>>>>>> 

** كنت أشعر بهذا الشعور وخاصة عند المرور باقفاص الاسود والنمور وبعض الحيوانات التي تدور شمالا ويمينا في القفص بحثا عن الخلاص، وعندما أشاهد الأسد محبوسا اتذكره في الغابة ملكا مختالا بنفسه وليس محبوسا .

** وحتى جبلاية القرود – رغم اتساعها ومشابهتها للبيئة الطبيعية - كنت أجد أنها غير مناسبة  لحياة القرود لأنها تنمي طباعا غير فطرية عند القرود مثل الاعتماد على الحارس في اعداد الطعام  لهم، واستجدائها الى الناس من أجل بعض من بذور السوداني أو أوراق الخس .

** اتذكرفي أحد الزيارات للحديقة كانت احدى القرود تمسك بابنها الميت وتتشبث به وتحمله هنا وهناك، وبدا عليها عدم الاقتناع بأنه مات ولن يعود إلى الحياه، استمرهذا المشهد في ذاكرتي، واتذكره دائما كلما وجدت  شخصا لا يقتنع بالواقع ويتشبث بأمور مستحيلة .

** وكثيرا ما كنت ابدي اعجابا بمن يتعاطفون مع الحيوانات بضمير حي يحركهم ومبادئ خلقية يلتزمون بها تلقائيا بدون أغراض خاصة وبدون توجيهات .

** وأذكر أنني عندما كنت أسأل موظفة الشباك عن دليل حديقة الحيوان لاحظت مظاهر اندهاشها لهذا الطلب .

>>>>>>> 

 ( في المتحف الروماني )

** ومن أكثر الاشياء التي تأثرت بمشاهدتها هي قطع القماش المصنوعة من الكتان بالمتحف الروماني والتي كان يرتديها القدماء منذ آلاف السنين .

** كنت أقف أمامها طويلا  ، ليس تأملا في روعة النسيج او طريقته  أو الألوان ، وانما رغبة في تخيل ذلك الزمان البعيد وتخيل الشخص الذى كان يرتدي هذه الملابس والأيدي التي  نسجتها وصنعتها ... الى أين ذهبوا هؤلاء ومتى ذهبوا ، كنت أشعر أنهم قريبين جدا مني وصورهم أمامي وأن الزمن بيننا ليس طويلا وانه بعد ألف سنة أخرى سيأتي من يشاهد آثارنا وملابسنا .

** أثناء وقوفي بين تلك الآثار لم أشعر بالهدوء والصمت وانما بضجيج من الكلمات التي تحكي عن الزمن بأقوال حكيمة تحتاج الى مزيد من التفكر والتأمل .

** وعندما شاهدني الحارس في احد المرات ظن أنني ابحث عن الباب وقال لي ما معناه (الباب من هنا) .

** وأتذكر وقوفي أمام المومياءات المحنطة واتساءل هل هذا الانسان كان عادلا أو ظالما مرحا أم مكتئبا أين ذهبت هذه الصفات، لم يبق إلا الجسد المحنط المجفف ولكنه يحكي بصمته الرهيب قصته مع آلاف السنين التي قضاها ساكنا  محنطا في مكانه الضيق المحدود  .

( العمل بالمتابعة الفنية )

**مررت بعدة وظائف في التربية والتعليم مثل مدرس أحياء ثم تربية زراعية ثم موجه ثم وكيل مدرسة مسئول عن التعليم الالكتروني والحكومة الالكترونية ثم رئيس قسم المتابعة الفنية

>>>>>>> 

** وفي هذه الوظيفة حرصت أن أحقق الكثير من أهدافي الخاصة وهي توصيل اقتراحاتي الى الاخرين وتشجيع المتميزين الذين لم ينالوا التشجيع المناسب .

( ضعاف الفهم )

** أثناء قيامي بمتابعة احتفالية لمدرسة ثانوية في عام 2016 أبديت اعجابي بفقرة تمثيلية فكاهية موضوعها الحديث بين اثنين من ضعاف السمع  مما أدى في  النهاية الى التشاجر بشدة وعنف ، لأن كل منهما يسمع كلاما مختلف عن الحقيقة .

** وكان تعليقي أن الموضوع في ظاهره حوار ظريف ومضحك ، ولكن في باطنه يذكرنا بضعاف الفهم وما أكثرهم في تلك الآونة عندما تحتدم بينهم المناقشات الى ان تصل الى  نشوب المعارك بينهم ، وضعاف الفهم قد يكونوا أفرادا  وقد يكونوا جماعات ينتهي بهم الأمر ألى ان يقتتلوا ويتسببوا في الاضرار بالامن العام  .

** ومما لفت الانتباه كثيرا في هذا الحفل أيضا توزيع ثمار اليوسفي على الطالبات بدلا من المشروبات الصناعية فكانت بذلك توعية غذائية وصحية فعالة بدون كلمات وكتابات رسمية وأختام وتوقيعات .

** وكثيرا ما كنت أفصح عن هذه الاراء شفويا وأحيانا كتابيا في تقارير المتابعة ، ومن خلال محادثاتي ومناقشاتي الشفوية مع العاملين أستطيع أن أحصل على رؤية شاملة واضحة يظهر فيها ما بين معارض ومؤيد  ، ومابين فاهم وغير فاهم ، وكنت أعتبر هذه الرؤية من صميم عملي ووظيفتي كمتابع  فني من وظيفته التقييم ثم التقويم  .

********

 

* الانتمائية في الحياة الانسانية *

كلمة ختامية من كتاب أمثال وأقوال زراعية

 

** الانسان كائن اجتماعي بفطرته ... يشعر بالأمان والارتياح عندما يعيش بين جماعته .

** وفي بداية نموه النفسي والاجتماعي يبدأ انتمائه للأسرة باعتبارها أول مجتمع يرتبط به ، وعندما يتعرف على عائلته ثم مدينته ثم وطنه ينمو لديه ... تدريجيا ... الشعور بالإنتماء الى الوطن الكبير، وعندما يتعرف على الثقافات الانسانية من أوطان أخرى يظهر انتماؤه إلى الانسانية .

** وفي حالة الانتماء الى الانسانية عامة سوف يتضاءل تعصبه الى الجماعة الصغيرة، ويتسع صدره الى الانسان في كل المجتمعات الأخرى بمختلف الطبائع والثقافات .

** والأمثال السابق عرضها (بكتاب أمثال وأقوال زراعية) تؤكد وجود ثقافات مشتركة بين البشر من الشرق الى الغرب، فالجميع يقولونمن جد وجد ومن زرع حصد) (الزهر يطلع م الأبصال) .. إلخ .

** وهي ثقافات ليست مكتسبة من وسائل الاتصال والاعلام، ولكنها نشأت بالفطرة مع بداية خلق الإنسان وجاءت معبرة عن رابطة الأخوة الانسانية بين البشر، هذه الرابطة هي التي تجعل الانسان متعاطفا مع غيره من مختلف الأوطان .

** بل أنني أردت في هذا الكتاب أن أشير الى وجود رابطة أخرى وهي رابطة الأخوة في الحياة، وهي التي تربط بين الانسان والكائنات الحية الأخرى .

>>>>>>> 

** وهذه الرابطة.. بالتأكيد.. نشأت بالفطرة أيضا فالإنسان يتعاطف مع الحيوان والنبات ايضا، وأنه يشعر بالوحشة عندما يسافر ويترك حيواناته ونباتاته.

**وأن هذا الشعور يختلف تماما عن الشعور تجاه الأشياء الأخرى الغير حية مثل تحفة معدنية أو بلاستيكية .

** وعودة الى رابطة الأخوة الانسانية، أكرر أنها نشأت فطرية- بدون تعليم أوتوجيه ، ولكنها تحتاج دائما الى التقوية المستمرة في سبيل حياة اجتماعية سعيدة وتأتي التقوية دائما بالمعرفة وبالتفاعل الاجتماعي المستمر بين الأفراد في جو يسوده الأمن والسلام .

** واتمنى من الله أن يكون هذا الكتاب (أمثال وأقوال زراعية) دعوة إلى تقوية رابطة الأخوة الانسانية في كل بقاع الأرض، وكما كانت البداية بخير الأقوال تكون النهاية : 

" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ

أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء

* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا

وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "

صدق الله العظيم

*******

كانت هذه الكلمات هي خاتمة كتاب أمثال وأقوال زراعية ، وجدت أنها مازالت تصلح لأكثر من كتاب .

*******

وقبل كلمتي الختامية اتقدم بدعوة الى متابعة مدونتي     

           ( فنون علاء الدين ) واخترت منها هذه الكلمات :

* مدونتي *

 

اذا ما قصدت الجديد الجديد . إذا ما أردت المفيد المفيد .

فهيا لتحصل على ما تريد . ولا تقنعُ إلا بالمزيد .
فنون جنون هي كلماتي . ومرآة عقلي ومفتاح ذاتي .

هي بصمتي بين البصمات . بها كل شيء فريد فريد .

خيال يهيم بماضٍ وآتي . وعلمُ يُبَصِّرني خطواتي .

هي طلقاتي و انطلاقاتي . إلى كل أفقٍ بعيدٍ بعيد ..

هي شكوتي من فرط عنائي . من الغربةِ بين الزملاءِ  .

بها دعوتي بها كل رجائي .أرى الوفاق بين العديد والعديد .

هي ثورتي من خلف هدوئي. وفي خلوتي هي خير لجوئي.

هي مهربي من ذنب السكوتِ .عن الحق وهو الذنب الأكيد .

هي لعبتي التي اخترتها . وأقضي بها كل وقت سعيد .

وشكرا لربي على نفعها . كنهرٍ بماء الحياة يفيض .

هي سلوتي أوقات حياتي . هي ثروتي من بعد مماتي .

هي كل ما أتركُ من رصيد . وما غيره من رصيد يفيد .

هي قصتي وهي دنيتي . بها بسمتي وبها دمعتي .

بها قوتي وبها حجتي ... أمام كل عادٍ عنيدٍ عنيد .

أضيف السطورأزيل السطور. وما ألق من صفحاتي النفور.

كأنها الصديق المطيع الصبور.وبيننا الرباط الشديدُ الشديد.

نثرتها بنثري نظمتها بنظمي.

رسمتها برسمي هي من فضل ربي.

وما سواه ربي القادر الوحيد . يقدر الأقدارَ كما هو يريد .

فهيا لتحصل على ما تريد .

*********

* كلمة ختامية *

 

** علمتني الطبيعة التي خلقها الله أن كل شيء قابل للتغير والتطور، بما في ذلك الآراء والخواطر لأنها مبنية على أسانيد يمكن أن تتغير بمرور الزمن وتطور الأحداث، وبمعنى أكثر وضوحا اذا تغير السبب تغيرت النتيجة .

** وعموما فإن الآراء لا تعبر إلا عن صاحبها (الانسان الكائن المتغير) ، تحت الظروف والمؤثرات التي أتت بها ، وفي الفترة التي تم فيها الافصاح بها.

** لذلك قررت أن يكون موضوع هذه الكلمة عن شدة التمسك بالرأي، فالتمسك بالرأي شيء واجب بشرط أن تدعمه ذات الاسانيد التي يرتكز عليها هذا الرأي.

** أما اذا تغيرت الاسانيد أو ضعفت فلابد وأن يتغير الرأي، وفي هذه الحالة يكون التمسك بذات الرأي شيء غير مقبول مخالف للنظام الطبيعي وقوانين الخلق ومخالفا للمنطق ومرفوضا من العقل البشري، العقل البشري الذي وهبه الله الينا دون غيرنا وهو منبع الآراء والخواطر ومنتجها ومختبرها ورافضها وقابلها.   

**ويمكن اعتبار جميع الآراء مؤقتة وعلى كل شخص أن يقوم باختبار آرائه وتوافقها مع الوقت الحالي وظروفه .

**كما يجب الأخذ في الاعتبار أن قيمة الرأي ليست في ذاته ولكن في المؤثرات التي أتت به والتي يرتكز عليها، والنتائج التي تترتب عليه .  

**وبناء على ذلك اتمنى أن تكون آرائي متلائمة مع الظروف الحالية ومقنعة إلى حد كبير ، وارحب بجميع التفاعلات معها ، فهذه هي الحياة التي خلقها الله ، تفاعلات متبادلة بين جميع المخلوقات وعلى رأسها الانسان الذي كرمه الله بخصائص كثيرة أهمها القدرة على التفكير بالعقل والتواصل بالكلمات.

************ تم  بحمد الله ***********

* للمراسلة والاتصال *

علاء الدين محمد عبد العليم

16ش مصطفى محمد حافظ  . محطة الرمل .  الإسكندرية

ت  03/5567689 - 01222745210

alaa488@yahoo.comalaa4488@gmail.com

http://fenonalaa2010.blogspot.com/

 

 

*******

 

 

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف بدار الكتب والوثائق القومية

رقم الإيداع :                

 الترقيم الدولي :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق