**غالبية المجرمين يعيشون بيننا ولا نعلم عنهم شيئا .
** عندما لاحظت أن أحد القطط يفترس قطة صغيرة ، وكان ذلك
بالتأكيد غير مألوف في المجتمعات
الحيوانية والبشرية ، حتى أن أحد الأمثال
تقول (( الكلب ما يعضش ودن أخوه )) ، هذا المشهد الوحشي جعلني ازداد اقتناعا بأن
الحياة الحيوانية والبشرية بها نسبة من الشذوذ في الطبائع يجب أخذها في الاعتبار،
وهذا الطبع يسمونه في علم النفس ( السيكوباتي ) ومعناه عدو المجتمع ، فإن كان هذا الطبع الوحشي ملحوظ في القطط
بنسبة قليلة فإنه من المتوقع أن يكون كذلك
بنفس النسبة تقريبا في الانسان باعتباره
نوع من الحيوانات .
** ولكن نظرا لأن الانسان أرقى من الحيوانات الأخرى بالعقل
والارادة فإنه يستطيع اخفاء هذا الطبع
الوحشي الشاذ ، ولكنه لا يستطيع نزع هذا الطبع من شخصيته ، لأن غالبية الطبائع - إن
لم يكن جميعها – لها أصل بيولوجي خارج عن
ارادة الانسان ، حتى أن قوة الارادة قد يكون لها أصل بيولوجي أيضا .
** هذا المشهد الوحشي للقط المفترس جعلني اتأكد وبكل
يقين أن المجتمع البشري لابد وان يحتوي على نسبة لا يستهان بها من الشذوذ في الطبائع
بما فيها من ميول ورغبات وغيرها ، ولكنها مخفية وغير معلنة ، بفعل الارادة القوية
لدى الانسان ، والقوة المجتمعية التي تجبر الشواذ على اخفاء طبائعهم وعدم ممارستها
، وتأتي الخطورة في تلك الطبائع الشاذة عندما
تختفي أو تضعف قوة العقل والارادة التي تمنع ظهور
الطبائع الشاذة وآثارها السيئة نحو الغير .
** لذلك فإنه يجب الاهتمام باعداد قوة مجتمعية مثل قوة الدولة وقوانينها وسياستها الداخلية ، من أجل حماية المجتمع من ذوي الطبائع الشاذة الكامنة ،
وذلك عن طريق القوانين الصارمة والعقوبات المناسبة .
** ونظرا للأصل البيولوجي أو الدافع البيولوجي في جميع
السلوكيات فيأتي دور علماء الطب والبيولوجيا في معالجة هذه الطبائع الشاذة عند اكتشافها ،
ونأمل لهم السعي في ذلك من أجل مجتمع بشري أكثر أمانا واستقرارا .
***************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق