بكرة أحسن من النهاردة

 ((( بكرة أحسن من النهاردة )))



* بكرة أحسن من النهاردة *

** بنظرة افتراضية الى الماضي وأحداث التاريخ الموثقة نجد أن المجتمع البشري كانت تحكمه قوانين ظالمة للضعيف، فقد كانت الجماعات أو الدول القوية ترسل حملات عسكرية للاغارة على المجتمعات الضعيفة للاستيلاء على مواردها وخيراتها واتخاذ اهلها عبيدا وسبايا، والسيطرة على الحكم لصالح الدولة القوية المغيرة

** ولعهد قريب- قرن من الزمان أو أقل -  كان القوي له حق على الضعيف، وللسيد حق على عبده، ولم يعترض أحد على ذلك، باعتبار أن ذلك قانون أو عرف سائد مورث من الأجداد ولابد من اتباعه وعدم الاعتراض عليه.

** وحتى عهدنا هذا فمازالت تحدث التجاوزات في حقوق الانسان ومنها تأييد الاحتلال والحصار الاقتصادي الذي يضر بالأبرياء من الناس، واتباع مقولة (ويبقى الحال كما هو عليه)، ولكن هذه التجاوزات رغم انها اشتهرت وأصبحت معلنة للجميع عبر وسائل الاعلام والتواصل إلا أنها تحدث بدرجة أقل من ذي قبل.

** فقد تعدل الحال بعض الشيء بعد انشاء منظمات عالمية للدفاع عن حقوق الانسان، فعن طريق تلك المنظمات انتهت تجارة العبيد، واستحدثت برامج لمساعدة المجتمعات التي تمر بأزمات اقتصادية أو صحية نتيجة الحروب والنزاعات العرقية و الكوارث الطبيعية، ومساندة الأقليات، والاحتكام الدولي والفصل في المنازعات التي اقتتلت فيها شعوب أبرياء.  

** ومازال العالم يتجه في هذا الاتجاه الأخلاقي الطيب، وان كان ذلك يحدث بخطى بطيئة.

** وليس هذا تنبؤاً مبنياً على التفاؤل أو الغيبيات، بل هي توقعات مبنية على أسس منطقية وعلمية مثل التنبؤات الجوية التي تستند على الأدلة الواضحة والقياسات والحسابات الدقيقة وقوانين الاحتمالات الرياضية.   

** ومن الأدلة التي تؤكد هذا الرأي هي سرعة كشف المظالم التي تحدث في كل مكان بالعالم، بفضل وسائل التواصل السريعة، كما وأنه عن طريق هذه الوسائل، انتشرت ثقافات جديدة تتجه اتجاها انسانيا بعيدا عن التحيز والتعصب للأعراق والقوميات، ولكن مازال صوتها خافتا.

** وقد بدا واضحا ومؤكدا أن العالم يسير في اتجاه دولة واحدة أرضية بها لغة واحدة رسمية ولغات أخرى محلية. وأتوقع بعد زمن قصير أن يسخر الناس من نزاعات واقتتالات سابقة كانت تحدث من أجل اختلافات فكرية أو عقائدية.

** وبكل تأكيد فإنه يمكن القول أن

(بكرة أحسن من  النهاردة)

لأن (النهاردة أحسن من امبارح).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق