الصفحات

الصفحات

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

* حكاية الفيل المغرور*



* حكاية الفيل المغرور*

- كان و ياما كان ... في الغابة مكان ... مليان بالأرانب .
- عايشين في أمان ... لا بيعرفوا الأحزان ... ولا حتى المتاعب .
- ياكلوا ويشربوا ... و يجروا ويلعبوا ...
- على ارض جميلة خضرا ... وكأنها الملاعب .
- وف لعبهم يتشاركوا... من غيرما يتعاركوا ... والمغلوب زي الغالب .
- وف أكلهم يتقاسموا ... من غير ما يتخاصموا ... علشان أخوات و قرايب .
- ويباتوا في الجحور .. فى هنا وسرور ... زي كل الأرانب .
**********
- ولكنها كالعادة ... ما بتدومش السعادة ... في غابة العجايب .
- كان في الغابة فيل ... طبعا وزنه تقيل.. وف أول كل يوم ... لما يقوم م النوم ... يزعق و يتتاوب .
- ويمشي فرحان يتمختر ... من غير أبدا ما يفكر ... انه تحته أرانب .
- ويدوس على الجحور ... ويكشفها للنور ... و تبتدي المصايب .
- أرانب متعوّرة ... وجحور متكسّرة ...
- تحوم عليها صقور ... و ديابة كتير ... وتعالب .
- وأرانب قاعدة تعيط ... وفيل فرحان بيزقطط ... ويغني بقى ويقول ... كلام كدا مش معقول :
" أنا الفيل أبو زلومة ... اكبر واحد في الغابة ... ماحدش يقدر يضربني ... ماحدش يقدر يغلبني " .
**********
- راح أرنب للفيل ... قال له : ليه يا فيل ... تعمل كدا فينا ... كسرت ليه بيوتنا ... ضيعت ليه ضحكتنا ... وخليت حياتنا حزينة ... مع اننا احباب ... وجيران ومش أغراب ... وأكلنا من الأعشاب ... كلنا مع بعضينا ... ياريتك بس يافيل ... ما تعديش فوقينا ... علشان وزنك تقيل ... وكمان رجليك تخينة ... ولما تدوس على حد ... بتلزقه ف الأرض ... وتخليه عجينة .
- رد الفيل وقال : أنا فيل الأفيال ... ما سمعشي كلام عيال ... ابعدوا يالا في الحال ... وبقى يزعق ويقول ... كلامه اللي مش معقول :
" أنا الفيل أبو زلومة ... اكبر واحد في الغابة ... ماحدش يقدر يضربني ... ماحدش يقدر يغلبني " ..." روح اجري يالا يارنب .. مش عايز اشوفك تاني .. شكلك بينرفزني .. وصوتك وجعلي وداني" .
**********
- رجع الأرنب زعلان ... واشتكى للحصان .
- راح الحصان للفيل ... وقال للفيل سلام ... ما ردش السلام ...
- قال له : إيه يا حصان ... عايز إيه كمان؟
- قال له : يا فيل حرام ... تزعـّل الأرانب .
- رد الفيل وقال : يا خيبة الآمال ... إزاي يا حصان يا كبير ... تسمع كلام أرانب ...
- دول حاجة زي الترابة ... ويمكن قد الهبابة ... ما يستاهلوش كلامنا ... ولا نشغل بيهم بالنا .
- رد الحصان عالفيل ... وكان رده جميل ... قال له :
" إن الضمير ... هو اللي خلاني ... أسعى ف طريق الخير ... ومن غير الضمير ... يروح الصغير ... في بطن الكبير.. و ماتنساش يا فيل ... يا بو الفهم القليل ... إن كل كبير ... لازم يبقاله كبير " .
- غضب الفيل المغرور ... و اتنطط زي التور ... وبقى يزعق ويقول ... كلامه اللى مش معقول :
" أنا الفيل أبو زلومة ... اكبر واحد في الغابة ... ما حدش يقدر يضربني ... ما حدش يقدر يغلبني " .
**********
- رجع الحصان زعلان ... وحكى بالتفصيل ... كل كلامه مع الفيل ... وقال حل جديد :
" نبعت أسد شديد ... و أيديه زي الحديد ... ولما يشوفه الفيل ... حيخاف بالتأكيد " .
**********
- راح الأسد الشديد ..اللي ايديه حديد ... وقال للفيل " سلام " ... ماردش السلام .
- قال له : " يا بو الأنياب و المخالب ... ياللي دايما طول عمرك غالب ... جاي عشان أرانب ؟
- دول حاجة زي الترابة ... ويمكن قد الهبابة ... مايستاهلوش كلامنا ... ولا انشغال بالنا " .
- قال له : " لا يا فيل ... يا بو الفهم القليل ... دول مخلوقات زينا ... ياكلوا ويشربوا ... ويجروا ويلعبوا ... ولما بناكل منهم ... يبقى عشان بطننا ... لكن عشان نإذيهم ... مش حنلاقيهم ... و حيهربوا مننا " .
" وآخر كلامنا يا فيل ... يا أبو الفهم القليل ... نصيحة مننا : الغابة ليها نظام ... وعشان تعيش دايما في سلام ... لازم تسمع الكلام ... ولو زعلتنا .. حتزعل مننا " .
- غضب الفيل وثار ... وعينيه بقت شرار ... وعاد نفس الكلام :
- " أنا الفيل أبو زلومة.. اكبر واحد في الغابة.. ما حدش يقدر يضربني ... ما حدش يقدر يغلبني " .
**********
- رجع الأسد الشديد ... وقال الفيل دا عنيد ... ما قبلش النصيحة ... و ما خافش من التهديد .
- وتمر الأيام ... و مفيش إلا الكلام ... وعناد الفيل بيزيد .
- ويدوس على الجحور.. ويغني بكل غرور :
" أنا الفيل أبو زلومة ... اكبر واحد في الغابة ... ما حدش يقدر يضربني ... ما حدش يقدر يغلبني " .
**********
- وف مرة أرنب ... صغير كان بيلعب ... وهو بيحفر حفرة ... قال : " أنا جاتلي فكرة ... نعمل كلنا حفرة ... بينا وبين الفيل ... ونغطيها ... بالقش وبالنجيل ... وان عدى الفيل عليها ... لازم يقع فيها ... ونرتاح بقى ... من هم الفيل " .
**********
- عجبت الأرانب الفكرة ... و بدأوا ف تنفيذ الحفرة ... والحفر كان بالليل ... ساعة نوم الفيل ... وبدون دوشة.. وبدون كلام ... بقى كل شيء تمام تمام .
***********
- والصبح قام الفيل ... وبفهمه القليل ... وقف قدام الحفرة ... و بص وقال :" يا سلام ...
- الأرض حلوة وخضرا ... و طلع النجيل قوام ... " .
- وقال كالعادة.. وبكل سعادة :
" أنا الفيل أبو زلومة ... اكبر واحد في الغابة ... ما حدش يقدر يضربني ... ما حدش يقدر .." ... و ما كملش الكلام .
- وقع الفيل في الحفرة ... وكأنه حتة حجرة ... ورجله كمان انكسرت ... و دموعه ف عينه ظهرت ... وبأعلى صوت يعيط ... ويقول الحقوني يالا طلعوني .
**********
- و بص لقى الأرانب ... حواليه من كل جانب ... فرحانة قوي بتزقطط .
- قال لهم : " يا أرانب ارحموني ... ليه بس توقعوني ... لو بس تطلعوني ... اشيلكوا جوا عيوني " .
- رد أرنب وقال : " ازاي نطلعك ... دا شيء محال ... دا انت أبو الأفيال ... و احنا يادوب عيال " .
- و أرنب تاني قال : " احنا نسيبك كام يوم ... علشان تعيش محروم ... من الآكل والنوم : .
- وغيره قال وعاد .. والفيل صياحه زاد ... يوصل لبلاد وبلاد .
**********
- و بص الحصان عليه ... ما صدقش عينيه ... إزاي أكبر حيوان ... يقع كدا و يتهان ... سمع الحصان الفيل ... بصوت ضعيف ندمان : " طلعني يا حصان ... يا أبو الشجعان ... أنا صحيح غلطان الغرور عماني ... وقعني و أذاني ... لكن الألم صحاني ... ودا وعد مني ليكو ... مش حاعمل كدا تاني " .
- رد الحصان عالفيل : " انت يا فيل غلبان ... وصحيح صعبان عليـــه ... لكن واجب عليــه ... اسمع رأي الأرانب ".
**********
- عدى الأسد كمان ... لما مشى الحصان ... سمع الفيل بيقول ... وكلامه بقى معقول :
" الحقني يا ملك الغابة ... انا صحيح غلطان ... لخبطت نظام الغابة ... اللي بقاله زمان ... وهرّبت مني الأرانب ... وحتى كمان الفيران ... ودي غلطة كبيرة مني ... داالغرور عماني ... وقعني وأزاني ... لكن الألم صحاني ... ودا وعد مني ليكو ... مش حاعمل كدا تاني " .
- رد الاسد كمان : " انت يا فيل غلبان ... وصحيح صعبان عليـه ... لكن واجب كبير عليه ... اسمع رأي الأرانب " .
**********
- عمل الأسد اجتماع ... حضروه كل الأنواع ... والكل بالإجماع ... قال : " الفيل غلطان ... لكن فيه رحمه كمان " .
- رد زعيم الأرانب : " الرحمة دي شيء واجب ... وربنا اسمه الرحمن ... لكن برضه واجب ... إننا الأرانب ... نعيش في أمان ... والفيل لو طلعناه ... وسيبناه على هواه ... ايه اللي يضمن لنا ... انه ما يرجعشي تاني.. زي ماكان " .
- رد الأسد وقال : " طلــّعوا الفيل في الحال ... و حنسمع منه وعد ... انه مايإذيش حد ... وان رجع في وعده ... كلنا حنكون ضده " .
**********
- راحت الأرانب ... للفيل تطلعه ... وربطوا رجليه ... اللي بتوجعه .. وجابوه للاجتماع ... عشان الكل يشوفه ... ويسمعه .
- وبدأ الفيل الكلام ... وبصوت ضعيف و حزين ... قال الفيل : " أنا آسف ... لكل الحاضرين ... وكنت في الحفرة خايف ... تسيبوني يوم و اتنين ... بين العقارب و التعابين ... ولكن رغم ألمي ... وندمي الشديد ... أنا حاسس اني سعيد ... وكأني اتولدت من جديد .. و اوعدكوا يا أرانب ... ويا غير الأرانب ... نعيش على طول حبايب ... ودا وعد مني أكيد .
- واشكركو كتير كتير ... على الحفرة الكبيرة ... اللي علمتني ... حاجات كتيرة ... وان ايد على ايد ... .. أقوى من الحديد ... والعدد لما يزيد ... قوته تبقى خطيرة ...
- وان كل كبير ... أكبر منه كبير ... وقوة ربنا ... هي القوة الكبيرة .
**********
يمكن الاستماع عن طريق هذا الرابط 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق